عن رحيل البروفيسور لطفي حاتم… كلمة الأستاذ الدكتور وليد الحيالي رئيس الاكاديمية العربية في الدنمارك
السيدات و السادة الأكارم
عائلة الفقيد، السيدة الفاضلة أم نادية والمحامية نادية وعائلتها الكريمة
نقف اليوم لتأبين الاستاذ الدكتور لطفي حاتم، الشخصية العلمية والاكاديمية والإنسانية والوطنية الشامخة واسمحوا لي بالحديث عن شذرات من طيب سيرته ببعض الكلمات..
تجربتي مع المفكر والأستاذ الجليل لطفي حاتم، تمتد لفترة طويلة، وكنت متابعاً لكتاباته وما يطرحة من أفكار عميقة وجريئة، تهدف إلى التنوير والتبشير بغد أفضل للإنسان، تدل على انه مفكر من طراز المبدعين الكبار، فهو الشاهد لما يحدث في وطنه والعالم وكان أصيلاً وواعيا لذلك كانت كتاباته صادقة وذات قيمة كبيرة.
وحين التقيته، في عملنا المشترك في الأكاديمية العربية في الدنمارك منذ تأسيسها الذي يقترب من عقدين من السنين، أذهلني شدة تواضعه وبساطته فعجلني أزداد فخرا وأقول لنفسي لماذا لايتعلم البعض ممن ركبهم الغرور من هؤلاء الكبار؟.
لقد أظهر الصديق الجليل، لطفي حاتم، قدرات متميزة في العمل العلمي والاكاديمي، باعتباره، نائب رئيس الاكاديمية وعميد كلية القانون والسياسية وسكرتير تحرير مجلة الاكاديمية العلمية، فكان مثابرا دؤوباً ملتزما محباً للتطوير والإبداع يفكر بطريقة الموهوبين الكبار، لذلك احتل مكانة مرموقة بين أساتذة الأكاديمية وطلبتها، وكسب ثقة وأحترام الجميع بآرائه السديدة ومقترحاته الرصينة.
إن الأكاديمية تفتخر بما قدمه الأستاذ الجليل الدكتور لطفي حاتم، من نشاطات علمية متميزة، شلمت عشرات المحاضرات والبحوث العلمية القيمة في القانون والسياسة، والأشراف ومناقشة عشرات الاطاريح والرسائل.
لقد خسرنا برحيل المفكر لطفي حاتم كفاءة علمية واكاديمية مبدعة ومربياً فاضلاً وشخصية إنسانية، بعد فترة طويلة من العطاء ، تاركاً سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحاً نقية، وميراثاً من العلم والخلق الرفيع.. حقاً انه من الصعب تعداد مزايا أستاذنا الجليل فالكلمات لا تكفي للحديث عن سيرته وتاريخه المشرف لخدمة العلم والمعرفة ونضاله الوطني ضد الاستبداد والأنظمة الدكتاتورية .
سلاما لروحك الطاهرة أستاذنا الجليل، لطفي حاتم، وستبقى سيرتك التي لونها حب الحياة بحلوها ومرها، منارة يقتدى بها وذكرى عطرة لدى كل اصدقاءك ومعارفك محبية وكل الوطنيين نم قرير العين فلن ننساك أبداً
نسأل الله تعالى ان يتغمدك برحمته الواسعة ويسكنك فسيح جناته