توقيع اتفاقية تعاون بين الاكاديمية وجامعة القاضي عياض المغربية
وقعت الاكاديمية يوم الثلاثاء الموافق الخامس عشر من مايس 2012 اتفاقية تعاون مشترك بينها وبين جامعة القاضي عياض المغربية بحضور رئيس الاكاديمية الاستاذ الدكتور وليد الحيالي و رئيس جامعة القاضي عياض الاستاذ الدكتور عبد اللطيف ميراوي وعمداء الكليات وجمع غفير من اساتذة الجامعة .
انطلقت اعمال هذا اللقاء العلمي الذي عرف حضورا مكثفا لمجموعة من الأساتذة والمهتمين والطلبة الباحثين؛ بكلمة افتتاحية للدكتور عبد اللطيف ميراوي رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، رحّب فيها برئيس الأكاديمية، مؤكدا على ضرورة الاعتماد على التقنيات الحديثة في التدريس والانفتاح على تجارب الدول التي نجحت في هذا الشأن.
وفي كلمة أخرى أكد الدكتور عبد الكريم الطالب عميد كلية الحقوق بمراكش الاطلاع على الجوانب الايجابية للتعليم الالكتروني، سيسمح بتجاوز مجموعة من الصعوبات المادية التي تواجه التعليم العالي.
ومن جانبه نوّه الدكتور الحسين أعبوشي رئيس شعبة القانون العام بكلية الحقوق بمراكش، بالمجهود الكبير الذي تقوم به “مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات”؛ معتبرا أن محاضرة د.الحيالي ستفتح النقاش حول أهمية التكنولوجيا الحديثة داخل الجامعات، وستكون منطلقا لتوطيد العلاقة بين الأكاديمية العربية بالدانمرك وجامعة القاضي عياض بمراكش .
وفي كلمة باسم مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات؛ التي نظمت اللقاء؛ أكد الدكتور إدريس لكريني مدير المجموعة أن ما راكمته الأكاديمية العربية في الدانمارك من تجارب وخبرات في مجال التعليم الإلكتروني على امتداد سنوات من عملها الدؤوب؛ يشكل تجربة معرفية وإنسانية رائدة؛ جديرة بتعميمها وبالاستفادة منها.
ومن جهته؛ عبّر الدكتور وليد الحيالي عن تقديره لجامعة القاضي عياض؛ وعن استعداده لتقاسم ما راكمته الأكاديمية من تجارب في مجال التعليم الالكتروني؛ خدمة للبحث العلمي؛ حيث تطرق في محاضرته إلى أنواع التعليم؛ التي لخصها في التعليم التقليدي حيث الطالب يستهلك المعرفة ولا ينتجها؛ والتعليم عن بعد الذي يفتقد فيه الطالب لتوجيه الأستاذ؛ ثم التعليم الالكتروني الذي يعلّم الطالب كيف يبحث، وكيف ينتج المعرفة، وكيف يوصلها إلى الآخرين.
هذا وكان برنامج الزيارة قد بدأ بلقاء الدكتور الحيالي مع الاستاذ الدكتور ادريس لكريني مدير مجموعة الابحاث والدراسات الدولية في كلية الحقوق جامعة القاضي عياض الذي كان باستقباله وعددا من اساتذة كلية القانون لمناقشة برنامج الزيارة اعقبها لقاء مع رئيس الجامعة وعميد كلية الحقوق وعددا من المسؤولين فيها تبادلت خلالها الكلمات الترحيبية ودروع الجامعتين وليتم بعدها توقيع الاتفاقية وسط ترحيب واستبشار مع جميع الحضور الذين اعربو عن سعادتهم بهذا الانجاز العلمي والتبادل المعلوماتي بين الجامعتين بعدها قدم الاستاذ الدكتور وليد الحيالي كلمته التي شكر فيها رئيس واساتذة وطلبة جامعة القاضي عياض لحفاوة الترحيب وكرم الضيافة ونقل تحيات مجلس الاكاديمية العلمي وكوادرها التدرسيية وطلبتها الى جامعة القاضي عياض مثنيا على ما قدمته الجامعة من انجازات علمية رصينة في العالم المغاربي وارتقائها سلم التميز بين الجامعات المغربية كما قدم محاضرة بعنوان ” التعليم الالكتروني واهميته في المرحلة الراهنة – تجربة الاكاديمية العربية في الدنمارك أنموذجا” بحضور جمهور كبير من طلبة واساتذة جامعة القاضي عياض نقاش خلالها الدكتور الحيالي اهم المحاور الساسية التي يعتمد عليها التعليم الالكتروني وكيف استفادة الاكاديمية من وجودها في قلب اوربا العلمي وتوظيفه في خدمة هذا المشروع العلمي الذي اجتاز العديد من الصعاب بكل جدية واصرار, ثم اجاب الدكتور الحيالي على اسئلة الحضور الذي اشادوا بهذه التجربة العلمية الهامة.
وخلال اليومين الذين اعقبا توقيع الاتفاقية اجرى الاستاذ الدكتور وليد الحيالي ثلاثة لقاءات اذاعية مع اذاعة الراباط واذاعة مراكش واذاعة وجدة تحدث فيها عن تجربة التعليم الالكتروني واهم الانجازات التي قطعتها الاكاديمية خلال مسيرتها العلمية وبثت تلك اللقاءات في اوقات مختلفة واكثر من مرة.
وبتاريخ الخامس عشر من مايس ادار الدكتور الحيالي ندوة بعنوان” الاتحاد المغاربي في السياق الاقليمي” شارك فيها د. حسن بلغازي مدير مركز الفاربي في هولندا والدكتور علال الازهر رئيس منظمة العمل المغاربي نضمها مركز مجموعة الابحاث والدراسات الدولية الذي يديره الاستاذ الدكتور ادريس لكريني وشهد الندوة عدد غفير من المهتمين بالشأن المغاربي .وبعد كلمة ترحيبة ألقاها د.الحسين أعبوشي رئيس شعبة القانون العام؛ أشار فيها إلى أهمية الموضوع المطروح من حيث راهنيته والإشكالات التي يطرحها في عالم يتجه نحو التكتل؛ أشار د.إدريس لكريني مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية؛ أن المدخل الديمقراطي هو الكفيل ببناء اتحاد مغاربي واعد وقادر على مواكبة ومواجهة التحديات الراهنة في أبعادها الداخلية والخارجية وأن هذا البناء لن يتأتي أيضا إلا بمساهمة مختلف مكونات المجتمعات المغاربية.
وضمن ورقة تقديمية أشارت من جانبها د.فاطمة غلمان أن التحديات الاستراتيجية والمخاطر الأمنية في المنطقة تفرض تفعيل وتطوير أداء الاتحاد المغاربي؛ واستثمار الإمكانيات الكبرى التي تتوافر لأعضائه.
أما الدكتور وليد الحيالي رئيس الأكاديمية العربية في الدانمارك الذي ترأس الجلسة؛ فقد أشار إلى السياق التاريخي الذي تأسس فيه الاتحاد والإمكانيات الاجتماعية والطبيعية والتاريخية والثقافية التي تدعم قيامه كتكتل قوي في المنطقة؛ قبل أن يعطي الكلمة للدكتور حسن بلغازي الذي تحدّث عن ظروف ومراحل قيام الاتحاد الأوربي؛ وانتقاله من تكتل متواضع إلى تنظيم إقليمي متطور بين 27 دولة تضم حوالي 500 مليون نسمة؛ ومنفتح على جميع الديانات(أكثر من 10 ديانات) مستند إلى شعار “الوحدة في التنوع”؛ وإلى مؤسسات ديمقراطية؛ وبقيمة منتوج خام أوربي يصل إلى 16 ألف مليار بما يجعله من أقوى الاقتصاديات بالعالم.
مضيفا أن ظروف الحربين العالميتين الأولى والثانية أسهمت بمآسيها في طي صفحات الماضي والمراهنة على المستقبل؛ ببناء اتحاد أوربي مبني على الشفافية والمرونة؛ ومنفتح على مختلف القوى المجتمعية وهو ما يقدم عبرا جيدة لدول الاتحاد المغاربي.
أما الأستاذ علاّل الأزهر رئيس منظمة العمل المغاربي؛ الذي قدم عرضا حول “المجتمع المدني والاتحاد المغاربي”؛ فقد أكّد على أن انخراط المجتمع المدني في دعم بناء الاتحاد المغاربي يعدّ مدخلا حيويا في هذا الشأن رغم الصعوبات القانونية والواقعية التي يعاني منها في مختلف الأقطار المغاربية. معتبرا أن المجتمع المدني لا يمكنه القيام بدور فعال في تفعيل الاتحاد إن لم تحترم أسس الديمقراطية داخل البلدان المغاربية.
مشيرا في نفس الوقت إلى تجربة منظمة العمل المغاربي التي تسعى إلى دعم الجهود لفتح الحدود بين المغرب و الجزائر؛ والسعي إلى تفعيل اتفاقية المغرب العربي وفتح جسور التواصل بين مختلف مكونات المجتمعات المغاربية.
كما زار الاستاذ الدكتور وايد الحيالي العديد من المراكز الثقافية والمواقع الحضارية في مدينة مراكش موطن العلم والعلماء رافقه بتلك الجولات العلمية الاستاذ الدكتور ادريس لكريني والاستاذ الدكتور محمد اوضبجي.
هذا وتتضمن الاتفاقية مجموعة من البنود اهمها:
الهدف من هذه الاتفاقية
مدّ جسور التعاون بين الجانبين والإسهام في الارتقاء بالبحث العلمي وتبادل الخبرات والتجارب العلمية التي تسهم في الارتقاء بالعمل الأكاديمي والبحث العلمي وتطويرهما؛ والنهوض بالعمل المشترك بينهما.
المادة الثانية: مجالات التعاون
– شؤون التطوير الإداري في مستوياته الجامعية كافة؛
– شؤون تطوير المناهج من خلال تبادل الخبرات والبرامج والمناهج الدراسية والمفردات المعتمدة في الأقسام العلمية للجامعتين.
– تبادل الرسائل والأطروحات والمنشورات العلمية التي تصدرها كل من الأكاديمية وجامعة القاضي عياض.
– فتح المجال أمام أساتذة جامعة القاضي عياض لإلقاء محاضرات بمقر الأكاديمية في الدانمارك؛ ونفس الأمر بالنسبة لأساتذة الأكاديمية بجامعة القاضي عياض في إطار الإمكانيات المتاحة.
– تشجيع الأساتذة بجامعة القاضي عياض على نشر أبحاثهم بمجلة الأكاديمية العربية؛ ونفس الأمر بالنسبة لأساتذة الأكاديمية في المجلات التي تصدرها جامعة القاضي عياض . تبعا للشروط العلمية المحددة.
– تبادل الخبرات والتجارب على مستوى تطوير المكتبات العامة والمكتبات الإلكترونية للجامعتين وتزويد بعضهما بالكتب والمجلات والرسائل الورقية والإلكترونية.
– تعزيز التعاون على مستوى توظيف شبكة الأنترنت والغرف الإلكترونية للأكاديمية العربية في الدانمارك لدخول أعضاء هيئة التدريس من الجامعتين لإلقاء المحاضرات لطلبتهما تبعا للتخصصات والتوقيت المتفق عليه في هذا الشأن.
– يدرس الطرفان مستقبلا إمكانية تنظيم لقاءات وندوات علمية مشتركة وتبادل زيارات الأساتذة والطلبة بين الجانبين تبعا للإمكانيات والظروف المتاحة.
– دعم الدراسات العليا لدى الفريقين بالمشاركة في شؤون الإشراف وتشكيل لجان المناقشة والتقويم للرسائل والأطاريح.
– تعمل الأكاديمية العربية في الدانمارك على التعريف بجامعة القاضي عياض وأساتذتها في الأوساط العلمية الأوربية وفتح آفاق التعاون بينها وبين مؤسسات جامعية وبحثية أوربية.
– تتولى جامعة القاضي عياض توفير الإمكانيات المتاحة لإجراء امتحانات طلبة الأكاديمية العربية الموجودين بالمغرب ؛ وتساهم إلى جانب الأكاديمية بالإشراف على هذه الامتحانات وإرسال دفاتر الإجابة للأكاديمية التي تتولى مهام وضع الأسئلة وتقويم الإجابات.
– تسعى جامعة القاضي عياض بتوفير الاعترافات الاكاديميه من وزارة التعليم العالي في المملكة المغربية لخريجي الأكاديمية العربية في الدنمارك.
كما التقى الدكتور الحيالي العديد من الاكاديميين والادباء والفنانين والاعلاميين الذين اشادو بتجربة الاكاديمية واعربوا عن حب الشعب المغربي للعلم والعلماء وتم توزيع نسخ من مجلة الاكاديمية ودليلها العلمي واخذ العديد من الصور التذكارية.
رابط موقع جامعة القاضي عياض http://www.uca-ar.ucam.ac.ma/