الأكاديميه العربيه في الدنمرك منجز من اجل الوطن
كنت وزملاء لي في جامعه بغداد نبحث في هموم التعليم العالي في العراق والسبيل للخلاص من مشاكله المتعدده فتداخل زميل قائل لاخلاص الا عبر الاستفاده من تجارب زملاءنا بالمهجر . لم افهم عبارته فطلبت منه ايضاح اكثر فمدني بعنوان موقع الكتروني ( www.ao-academy.org ) . قال تفضل بالاطلاع ونتحدث فيما بعد. اسرعت في المساء حال بدء الكهرباء الشحيحه بنجدتي بتشغيل جهاز الكمبيوتر ثم تصفحت الموقع وعلى مدى ساعتين انتقل في جميع اركان هذا الموقع انها جامعه واسماء اساتذه لامعون في جميع التخصاصات اقراء في سيرهم الذاتيه , انتقل الى الخطط الدراسيه و الى المكتبه شئ مبهر حقاَ . انقطعت الكهرباء نعلت الحظ. انتظرت اكثر من ساعتين دون جدوى . استعنت بالمحول رغم شحه وقوده التي كانت بالكاد تكفي ساعتين او اقل فقلت عسى ان اكتفي بهذا الوقت واجد الاجابه التي تعينني على سؤال معظم طلبه واساتذه الجامعات العراقيه. استمعت الى بعض المحاضرات الصوتيه فوجدت حداثه وغزائره في المعلومات وبالكاد انتهيت من المحاضره الثانيه توقف المحول انقطعت الكهرباء مجدداَ .انتظرت حتى الصباح ومن حسن الحظ كان صباح يوم عطله نهائيه الاسبوع فتوجهت الى اقرب محطه انتظرت اكثر من ثلاث ساعات وحصلت على زائدي الوقودي وباسعار مضاعفه, عدت مسرعاَ الى البيت تناولت فطوري البائس على عجل وشغلت المحول مجدداَ وانتقلت من محاضره الى اخرى حتى المساء فحسبت الزمن اني بحاجه الى سنه بكل ساعاتها لكي انتهي من سماع هذا الينبوع المعرفي الذي وفره اخوة لنا بالمهجر ونحن باشد الحاجه اليه. ثم اكتشفت مكتبه الكترونيه غنيه بمؤلفات حديثه وباسماء لامعه .ياللهي اين نحن من هذا الانجاز الضخم الذي يحل نصف مشاكلنا في التعليم . توجهت على عجل الى مكتبي اثبت فكره الاكاديميه العربيه المفتوحه في الدنمارك لكي انقلها الى معالي وزير التعليم العالي العراقي , كتبت اكثر من عشره صفحات .لكن هناك اسئله كثيره لم استطع الاجابه عليها . فبحثت بالموقع فتوصلت الى رقم هاتف رئيس الاكاديميه الاستاذ الدكتور وليد ناجي الحيالي فكنت سعيداَ بهذا الاكتشاف لاني تعرفت عليه حين قدم قبل سنتين كاستاذ زائر متطوع وخبير لمناقشه رسائل دكتوراه في الجامعه المستنصريه تشجعت للاتصال به بعد ان اتصلت بزميل اخر اخذت رايه بالاتصال المباشر فأكد لي باني ساجد مايسرني من هذا الرجل البسيط الغزير بمعارفه المحب لوطنه موكداَ لي بانه رفض تقاضي اي اتعاب اواي مصاريف من زيارته الاخيره والوحيده وهي موضع حديث دائم. ففعلاَ طلبت الرقم في صبيحه اليوم التالي غير مدركاَ فرق الوقت اذ اتصلت برئيس الاكاديميه الساعه السابعه صباحاَ ولم اكن اعلم ان الوقت في الدنمرك الخامسه صباحاَ اذ ان حساباتي كانت مغلوطه معتقداَ ان الوقت لديهم الساعه التاسعه صباحاَ فجاءني صوت متثاقل مبتدءَ بعباره صباح الخير. فادركت المعنى فقلت ارجو ان لااكون ازعجتكم فقال لي ابداَ رغم ان الوقت مبكر فتاسفت . فبادب عالي قال ابداَ مادام النداء من وطني فعرفته على نفسي وهدف اتصالي , الواقع تفاجئت حينما وجدت في نبراته فرح وحيويه وكانت مفاجئتي اكبر حينما طلب مني اغلاق النداء لكي يتصل هو مدركاَ بان المكالمه من العراق الى الدنمراك مكلفه فرجوته ان يستمر رفض بشده. فما كان مني الا أن استجيب لطلبه وماهي الا ثواني رن هاتفي وكان المتحدث مجدداَ البرفيسور الحيالي . استمع الى اسئلتي العديده وبعد الانتهاء من اسئلتي اجاب الحيالي ولمده خمس واربعون دقيقه بصوت واثق مؤمن بقضيه اساسيه هي مساعدتنا وحل مشاكلنا. اغلقت الهاتف مودعاَ محدثي الذي ترك في نفسي عميق الاثر الايجابي , وصوتاَ في داخلي يصرخ اننا بحاجه الى امثالكم يامن تضعون العراق في احدق عيونكم.
ان الاجابات التي حصلت عليها وتصفحي بالموقع ساعدتني ان اكتب دراسه عدد صفحاتها ست وخمسون صفحه عن التعليم الذي تخطه هذه الاكاديميه التي هي عن حق نواه لتحديث التعليم العالي ليس في العراق فحسب وانما في جميع جامعات الدول العربيه. لانها تجمع بين اساليب التعليم التقليدي والتعليم عن بعد والتعليم بواسطه الاتصالات الحديثه. واساليب ابداعيه في التقويم والقياس الجامعي التي تجعل الطالب منتجاَ ومستهلكاَ للمعرفه في ذات الوقت. نعم ان الاكاديميه العربيه المفتوحه في الدنمرك منجز من اجل الوطن .فاين وزاره التعليم العالي من هذا الانجاز ؟