كلام مباشر: الاكاديمية المفتوحة والطرق المسدودة !
كثير مناّ توقف قطار رحلته الدراسية في محطة معينة او مرحلة دراسية محددة لاسباب عامة او خاصة به ولم يستطع بعدها الاستمرار او اكمال دراسته التي وجد ان الطرق والابواب اليها موصدة ومسدودة لاكثر من سبب , فبسبب مشكلة خاصة تتعلق بعدم الرغبة بالاستمرار في فرع او مجال من مجالات الدراسة والتعليم يترك الكثيرون مقاعد الدراسة او بسب الفقر والحاجة واعالة اسرهم او غلاء ومصاريف التعليم وملحاقته في بعض الدول نجد ان طموحات الكثيرين في اكمال الدراسة والتعليم تتوقف وتصبح مجرد آهات وحسرات في كل لحظة يعيشها من عمره .
فكل واحد منا يعرف العديد من الاشخاص الذين دخل احدهم في كلية او معهد ما خلافا لرغبته او تحقيقا لأوامر والديه او حتى بسبب خطأ او الروتين والتعقيدالذي تتسم به معظم انظمة التعليم في العراق والعالم العربي والتي تركز معظم قوانينها على الدرجة والمعدل الذي يحصل عليه الطالب في السنة الاخيرة للمراحل الدراسية دون الاخذ بنظر الاعتبار بالتحصيل الدراسي والمعرفي لمجمل السنوات الدراسية والتي قد يلعب حسن الحظ او سوئه او حتى ما يتردد في بعض الدول من سرقة وبيع اجوبة اسئلة الامتحانات التي تحدث في كثير من الدول والتي تؤدي الى وجود معدلات عالية تكون بمثابة جواز مرور لبعض الطلبة لبعض الفروع والاقسام في قت يكون فيه الكثيرون محرومون من الوصول الى رغباتهم ومبتغاهم .
الطرق المسدودة امام الكثيرين ممن يرغبون التعليم ومواصلة تحصيلهم العلمي سواء في مراحله الاولية اوالعالية لم تعد كذلك امام التطور والتقدم الذي شمل معظم نواحي الحياة التي فتحت ابواب التعليم المستمر كي يستفيد ويواصل من يريد البدء بدراسة جديدة كان يتمنى او يحلم بدراستها او يواصل تعليمه في التخصص او الفرع الذي كانت له فيه شهادة اولية , فانتشار الانترنت وتطور طرق وانظمة الاتصال التي حوّلت العالم الى قرية صغيرة كان لها اثرها ودورها الكبير على طرق وانظمة التعليم الذي لم يعد حكرا على الذين يتوجب حضورهم في مكان وزمان محددين بل اصبحت الكرة الارضية باتساعها وتعدد الدول والاماكن التي يوجد بها الاشخاص الراغبين بالتعلم وتحول الفضاء وما ينتقل فيه من موجات واتصالات صفوفا او فصولا دراسية للملايين من طلاب المعرفه من دون النظر الى سنهم وجنسهم وجنسياتهم.
التعليم عن بعد والتعليم الالكتروني عبر الجامعات المفتوحة التي انتشرت وتعددت اسمائها ومواقعها في خريطة العالم تشهد إقبالا منقطع النظير من قبل اعداد كبيرة تكبر يوما بعد يوم وهي تؤشر لمرحلة ايجابية من حب العلم والرغبة الكبيرة للمعرفة في سبيل الحصول على التعليم بمختلف مراحله والتي شهدنا العديد من نتائجها المشجعة في لقائنا مع الدكتور وليد الحيالي رئيس الاكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك الذي عاد اخيرا من زيارة الى اقليم كوردستان العراق , والآفاق الكبيرة التي تنتظر مسيرة التعليم من خلال الاستفادة من التقدم العلمي في انظمة الاتصال والانترنت في الدراسة والتحصيل عن طريق التعليم الالكتروني الذي يجمع مزايا التعليم التقليدي من الحضور في وقت محدد في غرفة المحادثة الذي يمثل القاعة غير المحددة بالجدران التي تجمع الطلبة واساتذتهم الذين يلقون المحاضرات ويستمعون الى الاسئلة والمناقشات اضافة الى اجراء الامتحانات في اماكن ومراكز امتحانية محددة وفق ضوابط وشروط اكاديمية والاطلاع على آخر الكتب والاصدارات من خلال المكتبة الجامعية التي تضم مئات الكتب الورقية والكتب الالكتروية في مختلف العلوم والمعارف والمطروحة امام الطلبة والباحثين للاعارة والقراءة لصفحاتها من خلال موقع الجامعة على صفحة الانترنت .
لقد برهنت تجربة الاكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك ( والتي توجد تجارب اخرى لجامعات مماثلة موجودة في هولندا وكندا وبريطانيا وربما في دول اخرى ) أنها مشروع كبير وطموح للتعليم المتوسط والعالي وهو يفتح آفاقا جديدة وابوابا مغلقة امام طالب العلم والمعرفة لنيل مبتغاه من التعليم في الفرع او الاختصاص الذي يرغب فيه بغض النظر عمّا اذا كان قد درسه سابقا ام لا حتى وان اعتقد البعض ان الفرصة فاتت , لكنها اليوم عادت وهي ما زالت باقية بفضل القائمين والمشرفين على هذا العمل الكبير ..ومن الواجب والانصاف ان نرسل تحية تقدير للدكتور الحيالي والاساتذه والعاملين ومن كان له جهد او رأي او موقف في هذا المشروع العلمي الوطني الانساني الذي هو بحق المفتاح الذي فتح الابواب والطرق المسدودة .
Sattar88@hotmail.com