محاضرات الفصل الأول… الصحفي
محاضرات
الفصل الأول .. الصحفي
انه الشخص الذي ينقل من خلال الكتابة حضوره لحدث معين وبالتالي ينقل التجربة التي عاشها وشاهدها إلى القارئ، لكي يجعله يعيش التجربة ذاتها ، ويشعره انه كان حاضرا في ذلك الحدث، من خلال وصفه الدقيق والعميق وبلغة سهلة.فعندما يعطي الصحفي هذا الإحساس إلى القارئ يكون بذلك قد حقق طموحه في الكتابة ، لكن تواجه الصحفي من هذا النوع بعض المشاكل أهمها طول المقال .. في الماضي كان الصحفي يعرف على انه إما أن يكون ناقدا موهوب الجانب أو مغامرا ، أو من هواة القلم .. أما اليوم فهو اختصاصي أعلام .. وهو الشخص الذي يكرس جل وقته لممارسة الصحافة ..أن الصفات التي تميز المهنة المعاصرة هي الاختصاص الجدي والتقنية المتنامية ، حيث أن الأعداد والتخصص العلمي للعاملين في هذه المهنة لم يكن واردا في ثلاثينات القرن الماضي ولم يكن أحدا يجرؤ على مخالفة الرأي السائد آنذاك ” بأننا نولد صحفيين ، ولا نتعلم الصحافة ” ..لذلك احتاجت بريطانيا لوقت طويل حتى تتخلص من هذه الأفكار، أما في فرنسا فقد أنشأت أول مدرسة للصحافة عام 1924 ولكن لم يهتم أحد بتأهيل الصحفيين هناك إلا في عام 1962 ..
قليلة هي المهن التي شهدت تطورات متعددة وسريعة والصحافة هي إحدى تلك المهن التي تغيرت تحت تأثير متطلبات وظروف العصر، أن تطور البنيات السياسية ترك أثره الكبير والواضح على الصحافة بالإضافة إلى تزايد دور الدولة في مادة الأعلام أكثر منه في أي قطاع آخر، مما أدى إلى حدوث تحول في المبادئ التي تحكم الصحافة .. لقد وعى العالم على حقيقة ” أن حرية الصحافة هي الضمان الكافي لحق الأعلام ” .. ولذلك اقر المجلس الأوربي بالإجماع في 25 كانون الثاني / يناير عام 1970 وثيقة عن الصحافة وعلاقتها بحقوق الإنسان ، حيث تبنت هذه الوثيقة مفهوم استقلال التحرير و أكدت على أن هذا المفهوم يقلص تدخل الدولة وسيطرة أصحاب الصحف .. كما تنص الوثيقة على انه من الأفضل تأمين استقلال هيئة التحرير عن الإدارة وانه على رئيس التحرير والفريق الذي يعاونه تحمل المسؤولية كاملة عما ينشروه .
خواص الصحفي .. يعتبر بزاك الصحفي ” الشخص الذي يتصف بإشراق التفكير وعفويته “.. لكن صفات الصحفي اليوم تبنى على الثقافة ، والتمكن من تقنيات البث الجماعي والتخصص .. وما يسمى بالصحفي المثالي والممتاز يوجد فقط في عالم الأحلام ، ولكن هناك خواص مهمة في من يريد أن يكون صحفي جيد وهي بمثابة دعامة له ..
# الفضول ، وحب الاستطلاع :
يأتي الفضول الذي يميز الصحفي عن غيره بالمقام الأول وقبل كل شئ إي شئ ، حيث يجب أن يكون قادرا ليس على التساؤل فحسب وإنما على معرفة وتوضيح الأشياء، ولكي يختبر الصحفي ذاته قبل عمل أي مقابلة أو مقال يجب عليه أن يسأل الأسئلة الستة وهي ” منَ ..؟ ماذا..؟ متى..؟ كيف..؟أين .. ؟ لماذا..؟ والتي من خلالها يستطيع معرفة الحقيقة وينقلها بدوره إلى الناس ..
# حب اللغة:
لكي يستطيع الصحفي التعبير عن ما يجول في خاطره بوضوح وبساطة ودقة وكذلك بشكل صحيح يجب عليه إتقان اللغة التي يكتب بها ، حتى يستطيع تطويع وقلب الكلمات بالشكل الذي يخدم موضوعه ، وليتسنى له أيضا أن يختار بين هذه الكلمة وتلك وما هو الأصح ، بالإضافة إلى الخيال وتوحيده ضمن الممكن .. باختصار أن الصحفي يمكنه أن يجذب القارئ أليه عن طريقة اللغة التي يستعملها في الكتابة فهي ” إي اللغة ” كأنها آلة موسيقية تعزف الموسيقى التي يصغي إليها ..
# اهتمام الناس:
يقوم الصحفي بدور الوسيط بين الناس وما يريدون معرفته.. والصحفي الجيد هو الذي يكون دائما بين الناس يتحدث إليهم ويفهم ما يودون معرفته أو قوله ، بالإضافة إلى مشاهدة ورصد ما يفعلونه ..
هذه الصفات الأنفة الذكر يمكن أن تكون قد ولدت مع الإنسان .. ويمكن للشخص الذي يريد أن يكون صحفيا أن يدرب نفسه عليها ، كأن يقوي حب استطلاعه وفضوله .. ويدرب نفسه على حب اللغة وان يحث اهتمام الناس من خلال كلماته..
ومن الصفات الأخرى التي يجب أن تميز الصحفي عن غيره من المهن الأخرى ، حتى يكون مبدعا في مجال عمله هو أن يتسم بالمرونة واللين والقابلية على مراعاة مشاعر الآخرين.. ولان العمل الصحفي يتخلله الكثير من الإجهاد، التي تعتبر ظاهرة صحية في هذا العمل ، فان على الصحفي أن يكون شديد الاحتمال للإجهاد الذي يتعرض له أثناء عمله.. كما انه يجب أن يكون متهيئ للأفعال القوية والمهمة ، ومن ناحية أخرى يتغاضى عن المفاجآت غير المهمة.. وهذه من الأشياء المهمة التي يجب على الصحفي أن يتمرن عليها ..كما أن عامل السرعة هو الآخر من الصفات المهمة التي يتسم بها الصحفي ، وهذه القابلية مهمة جدا بالنسبة له ، حينما يكون عمله جيد ومنظم وسريع..
الصحفي الطموح هو الذي ينجز عمله بشكل سريع مع إعطاء الأولوية للشيء المهم ويوفر ما هو نادر في الوقت المناسب..
من المعلوم أن الصحفي يصب اهتمامه على شيئين.. الأول: من الذي يدفع لقاء هذا العمل .. والثاني من الذي يتلقى نتيجة هذا العمل .” إي القارئ ، المشاهد ، المستمع” لذلك يجب أن يكون هناك انسجام تام بين رئيس العمل وبين الصحفي لكي يقدم احسن الخدمات المطلوبة إلى المجموعة المستهدفة من هذا العمل .. أن الصحفي لا يمكنه أن يتجنب المسؤولية الشخصية في أن يكون دوره واضح وبارز، كذلك يجب عليه العمل من اجل أن يكون له صورة واضحة ومتميزة من خلال مقالته..
مهمة الصحفي :
لم تعد مهمة الصحفي نشر الخبر فحسب كما في السابق ، بل تفسيره وإضافة التفاصيل التي تزيد من التشويق .. لذلك تتلخص مهمة الصحفي في التالي :
# أن مهمة الصحفي ليست وظيفية فحسب ، رغم أن عمله كباقي الأعمال ، لكن ما يميز مهنة الصحافة أنها عمل غير مألوف بالإضافة إلى انه عمل مثير ومشوق بذات الوقت..
# الصحفي الجيد يجب أن يكون فضولي وحب الاستطلاع لديه بدرجة عالية بعض الشيء ، ومحب للغة التي يكتب فيها ، بالإضافة إلى الاهتمام والعناية بالناس ،ومن أهم ما يميز الصحفي هو قدرته على العمل ضمن المجموع ويتأقلم معها ويكون شديد الاحتمال للإجهاد مع عامل السرعة في إنجاز ما هو مطلوب منه وان يكون له حاسة سادسة للشيء الجوهري والأساسي .. كل هذه الصفات يمكن للإنسان اكتسابها إذا درب نفسه عليها..
# من الممكن أن تتخلل العمل الصحفي نزاعات ومشاحنات عديدة واختلاف في الرأي، بين من يكلف بمهمة ما ، وبين من تقع على عاتقه تنفيذ هذه المهمة .. ثم وقبل أي شئ ما هو المصادر الذي قد سيحتاجه لإنجاز هذا العمل ..
# يحب على الصحفي وضع حدود لكل شئ لذلك يجب عليه معرفة المعلومات المستقاة وتأثيرها على القراء..
# يجب على الصحفي تقيم وتحديد أهمية المادة أو الموضوع الذي سيكتب عنه، وعليه يجب أن تكون له دعامة حقيقية ونزيهة ..
# الصحافة هي سلسلة من الاختبارات ، التي تبنى على تقيم وتعريف ذاتي لموضوع له أهميته ووزنه ، بالإضافة إلى الاستناد إلى دعامة واقعية مستمدة من الحقائق. كما أن الصحفي يجب أن لا يكون متحيزا لطرف ما
# تقع على عاتق الصحافة مسؤولية احترام القوانين والأنظمة وهذا لا يعني تحرر الصحفي من المسؤولية الشخصية تجاه ما يكتبه ..
# أن الثقة بالصحفي وبعمله من أهم مقومات العمل ..
للصحفي مؤهلات شخصية أساسية توفرها فيه يؤدي إلى النجاح في هذه المهنة ، أهمها يتلخص في :
– أن يكون للصحفي خلفية سياسية واقتصادية وثقافية وتاريخية وافية ، لكي يفهم بشكل عميق الشؤون المحلية والدولية والتطورات الاقتصادية والسياسية داخل البلاد وخارجها .
– ينبغي أن يكون الصحفي واعياً ، وان يفهم المغزى الاجتماعي لمهنته، ومسؤولياته تجاه الجمهور الذي يوجه له كتاباته ، كما يجب أن تتوفر لديه وجهة نظر واضحة إلى العالم، وان يفهم بشكل واضح حاجات ورغبات وآمال الناس .
– ينبغي أن تكون لديه الرغبة في قول الحقيقة ، وان يكون لديه ما يكفي من الجدية والحصانة التي تجعله ينفذ إلى الحقيقة ، و الخوص عميقا لقنص جوهر الأحداث وحقيقتها .
– ينبغي أن يكون للصحفي الشجاعة الكافية لمناصرة الحقيقة و الدفاع عنها حتى في الظروف الصعبة .
– يجب أن يتحلى الصحفي بالإحساس بالمسؤولية وبالدقة والعناية والصبر، والابتعاد عن إصدار حكم قاطع قبل معرفة كل دخائل الآمر، كما ينبغي أن يكون له الشجاعة الكافية لإعادة تصحيح أخطائه ، حتى لو صعب عليه ذلك.
– يجب أن يتمتع الصحفي بقوة الملاحظة وقدرة على العمل بسرعة ودقة .
– أن يتمتع الصحفي بالقدرة على الكتابة ببساطة وبأسلوب طبيعي ، وان تكون لديه ثروة غنية ووافرة من المفردات بالإضافة إلى معرفة بالأدب .
– أن معرفة اللغات الأجنبية أمرا ضروريا بالنسبة للصحفي فهو يزيد من ثروته الثقافية وتساعده أيضا في توسيع وتحسين نطاق عمله .
إلى جانب هذه المواصفات الشخصية والإنسانية ثمة مميزات خاصة لا يمكن فصلها عن العمل الصحفي وهي :
– أن يمتلك المخبر الصحفي القدرة على تشخيص الأحداث ومعرفة أهمية التطورات الجارية داخل بلاده .
– أن تكون له القدرة على تشخيص الدلائل التي تقوده إلى اكتشاف الأخبار الهامة .. إي تشخيص الحقيقة ذات الأهمية الخاصة لدى القارئ.
– أن يكون المخبر قادرا على تشخيص الأخبار الأخرى التي قد تكون ذات علاقة بالمعلومات المعينة المتوفرة لديه.
– يجب أن يملك الصحفي ما يسمى ” الحاسة الخبرية ” ويعني ذلك أن على المخبر الكفء التفكير بكل شئ وان ينظر إلى كل التطورات من زاوية أنها يمكن أن تتحول إلى قصة خبرية ، وهذا يعني أنه حتى في حالة وقوع تطور معاكس للتوقعات فان هذا التطور قد يزود المخبر بأساس ومادة ومنطلق لكتابة قصة خبرية جديدة .. أن الافتقار” لحاسة الشم الخبرية “تتلخص في القصة الشهير للمخبر المحلي الذي طلب إليه رئيسه أن يغطي مراسيم حفل زواج ممثلة مشهورة من رجل أعمال متنفذ.. انطلق المخبر،ثم عاد بعد ساعة من الزمن وهو يلهث قائلا لرئيسه ” لن يكون هناك إي تقرير خبري ” !!
– لماذا ؟ سال رئيسه .
– لم تأتي العروس فالغي حفل الزفاف ..
عندها فقد رئيس التحرير وعيه…
الفصل الثاني .. الصحفي في المؤسسة
كما أسلفنا سابقا بان الصحفي هو الشخص الذي يؤدي عملا إعلاميا في مؤسسة صحفية ..مقابل أجرة ما، والعمل هذا يكون في البحث عن الأخبار ووضعها في قالب جديد ، وهو إما أن يكون تحريريا أو تقنيا ، وقد يقتضي التحرك أو الثبات وراء مكتب أو مطبعة . فمجموع الصحفيين العاملين في صحيفة ما يومية كانت أو دورية يؤلفون ما يعرف بجهاز التحرير ، وتوفره هو إحدى مهمات المؤسسة الصحفية ومن أكثرها تعقيدا ..
أقسام المؤسسة الصحفية
يقع على المؤسسة الصحفية الدور المهم والأساسي في تحويل الأحداث إلى أخبار ، وهي تعتمد بالإضافة إلى الصحفيين ، عددا كبيرا من العمال والمستخدمين ، موزعين على الأقسام الأخرى للمؤسسة ..
في البلاد المتقدمة أصبحت المؤسسة الصحفية الواحدة تنقسم إلى ثلاث أقسام .. القسم الصباحي ، حيث يبدأ العمل فيه منذ الساعة السابعة صباحا وحتى الرابعة عصرا ، أما القسم المسائي فيبدأ العمل فيه منذ الساعة الثالثة عصرا وإلى الحادية عشر ليلا .. ثم القسم الليلي ، الذي يبدأ الدوام فيه منذ الساعة العاشرة ليلا وحتى الساعة السابعة صباحا.. في مبنى الجريدة يجتمع الصحفيون ، البعض منهم يعرف تماما ما العمل الذي سيقوم بإنجازه .. حيث يوجد ثلاث أشكال من العمل الذي يجب أن ينجز خلال فترة العمل التي تتراوح ما بين 8 ساعات وهي:
التخطيط .. تجميع المواد .. ثم تقديم أو تعريف المواد ..
العمل في هيئة تحرير الأخبار
حدث شئ ما .. وقعت جريمة ما ..غدا يمكن قراءة الخبر في إحدى الصحف اليومية.
ولكن ماذا حصل بين الحدث وصدوره؟ كيف نشر الخبر ؟ من الذي كتب العنوان للموضوع ؟وماذا يجري العمل حقا في الجريدة ؟
صحفي من الذين يعملون في الفترة المسائية ‘ في إحدى الصحف اليومية الكبيرة كان في طريقه للعمل ، عندما شاهد العديد من سيارات الإسعاف والحريق تخترق الشوارع متوجهة إلى مركز المدينة معلنة بصوت زمارها عن وجدود حادث ما ..!!!
بسرعة استوضح الأمر، وعلم بان حريق هائل شب في إحدى مجمعات المال التجارية .. حالا اتصل برئيس التحرير، واعلمه بالحادث ، فطلب منه الأخير التوجه مباشرتا إلى مركز المدينة وبأقصى سرعة ، و وعده بإرسال مصور من الصحيفة إلى مكان الحادث ..
لنتبع خطوات هذا الصحفي ولنرى كيف يكون العمل.
# العمل الصحفي يسبب الإجهاد .. ولكن ليس دائما ..
في داخل مبنى الجريدة ، الذي لا يختلف كثيرا عن أي موقع عمل آخر، سوى الحركة المستمرة ، وتنقل الصحفيين من هذه الطاولة إلى أخرى ،وكذلك الأحاديث الثنائية أو ربما الثلاثية بينهم .. لذلك يجب على الذي يختار مهنة الصحافة أن يكون مستعدا لمثل هكذا محيط ، قد يكون مزعجا ومضجرا في أحيان كثيرة .. وقد يخلى المكان تماما ، حيث من الملاحظ أيضا أن الكثير من المراسلين الصحفيين يتركون أماكنهم لتغطية حدث ما، وقد يستلزم الصحفي المكوث في عمله إلى ساعة متأخرة من الليل لكتابة المادة وتقديمها للطبع قبل صدور الصحيفة ..
في الصحف اليومية واسعة الانتشار هناك المئات من العاملين على اختلاف وتنوع عملهم،و يمكننا القول بأنهم مثل سلسلة يكمل أحدهم الآخر من اجل صدور الصحيفة. كما تعتمد الصحف واسعة الانتشار على التخصصات الصحفية والمقصود بها الصحفي المختص بالتحقيقات الصحفية ،أو صحفي المقابلات، المصور الصحفي ..الخ في حين يقع على عاتق الصحفي عملا اكثر تنوعا وفيها يتحمل مسؤولية اشمل أوسع عندما تكون الصحيفة مثلا غير معروفة أو محلية ..
وصل الصحفي إلى مكان الحريق وهناك وجد زملاء آخرين من سبقوه إلى مكان الحادث ، والتقى أيضا بالمصور، وصحفي المختص بأجراء المقابلات ، واخذ الأحاديث من شهود الأعيان .. بالإضافة إلى وجود آخرين في مقر الجريدة يتابعون الانترنيت والتلفون ، ويجمعون الحقائق عن المكان الذي شب فيه الحريق ..
# هل سيكون الصحفي لوحده ؟؟
قد يكون الصحفي ، حتى وان كان في مرحلة التدريب لوحده في مكان الحادث أو في احسن الأحوال مع المصور فقط .. وهنا يجب عليه عمل الكثير، مثلا معرفة هل هناك ضحايا في الحادث، جرحى ، موتى ، الحديث مع مسؤول رجال الإطفاء والحصول على معلومات إلا انه من غير المناسب اخذ الأحاديث الصحفية من أقرباء الضحايا ، لقد وجهت للأعلام انتقادات حادة في السنوات الأخيرة بسب أن العديد من الصحفيين والمصورين لا يحترمون حزن أهالي وأقرباء وأصدقاء الضحايا حيث يحاولون اخذ الأحاديث الصحفية منهم وتصوريهم .. لذلك يجب على المراسل الصحفي أن يكون حكيما وواعيا ويظهر احترامه وتقديره لمشاعر الآخرين، لكنه يجب أن يختار من الأقارب أو الأصدقاء من لم تكن الفاجعة قد أثرت عليهم بشكل كبير.. قد يكون من المفيد التشاور مع رئيس التحرير في حالة وقوع الصحفي في موقف محرج ،وهذا يغنيه عن الكثير من المتاعب ..
الصحفي الذي كان في مكان الحريق أراد أن يسجل بعض الأحاديث للأقرباء الضحايا ، وما أن يقترب من أحدهم حتى يشيح الآخر بوجهه عنه .. اتصل برئيسه وسأله المشورة، رئيس التحرير طلب منه التروي، ومحاولة عمل اللقاءات مع رجال الإطفاء أو الشرطة ، أو بعض شهود الأعيان ممن لم تكون الصدمة قد أثرت بهم ..
# الاستعداد الدائم لإعادة النظر.. فيما ينشر ..
في مقر الجريدة يكون رئيس التحرير ومسؤول قسم الأخبار قد اعدوا المواد الجاهزة للطبع ، حيث يتم ذلك أثناء الليل لتظهر الصحيفة في اليوم التالي بشكلها المعتاد .. ولكن في حالة حدوث شئ غير متوقع يستدعي التغير في نشر المواضيع المعدة سابقا،وقد يتطلب إضافة صفحات جديدة للجريدة حتى يتم تغطية الحدث المهم ” كالحريق الذي شب في المركز التجاري “، أن العمل في الجريدة يتطلب أحيانا إعطاء الأولوية للأحداث المهمة والتي يجب أن يطلع عليها القارئ أولا بأول قد يكون من المزعج ، والمؤلم للصحفي الذي يكون قد اعد مقالته للنشر، ثم تؤجل بسب الحدث الهام .. هي حقا كما يقول المثل الإنكليزي ” اقتل عزيزا ” .. لذلك يجب أن يتميز الصحفي بنكران الذات من اجل الصالح العام ..
# الكل .. يسعى بان يكون الأول ..
في الأحداث المهمة والكبيرة يتواجد صحفي ومراسلي الصحف ، ومحطات الإذاعة والتلفزيون .. فكل واحد منهم يريد أن يكون له السبق الصحفي،ولكن لا يحق للمراسل الصحفي أن يلعب على مشاعر وأحاسيس الضحايا أو أقربائهم من اجل تحقيق هذا الهدف .. على الصحفيين مساعدة بعضهم البعض سيما في الأمور العملية أو التقنية الفنية أو النقل، أن العمل الجماعي وتسديد النصح والاتحاد مع البعض ولكن بحدود معينة ، هي من أهم صفات الإعلامي ..
لقد أصيب الصحفي المتواجد في مكان الحريق بتوتر عصبي عندما شاهد العديد من زملائه في المهنة في مكان الحادث، وكان بينهم صحفي معروف، لما توفرت له فرصة مقابلة شخصين من الذين أنقذوا للتو،استدعى صحفيين آخرين ..
الإلحاح، يعطي نتيجة إيجابية.. أحيانا..
قد يجابه الصحفي بمن يقول له لا تعليق .. لا تعقيب لدي !! وقد يرفض أحد المسؤولين إعطاءه وثيقة أو سند حكومي ..تثبت كلامه، على الصحفي عدم الاستسلام لليأس واستئناف المحاولة في الحصول على الوثائق التي تهمه والأحاديث التي قد يكشف من خلالها الكثير،عليه التوجه إلى الجهات الرسمية وإلى المسؤول الأعلى من اجل الحصول على ما يحتاجه من مستندات ، قد يتطلب ذلك من الصحفي العمل المضني والوقت الطويل، وقد تثمر جهوده هذه وربما لا!!
أما فيما يخص الناس العاديين يمكن الإشارة إلى كلامهم دون الاستناد إلى الوثائق الحكومية ، ولكن هذا يعود أيضا إلى مدى صدق هذه الشخصية أو تلك..
الجديد ..والأكثر تشويقا ..
قامت وكالات الأنباء ، محطات الإذاعة والتلفزيون .. الصحف الصباحية..بإعلان خبر”الحريق الذي شب في المركز التجاري”.. على الصحفي متابعة الموضوع من جوانب جديدة أخرى والتي لم يتم تناولها من قبل الصحف الأخرى، كأن يكون مثلا تاريخ المكان ، أو أسماء الشخصيات التي ساهمت ببناء هذا المركز ..يجب عليه أن يكون في الصفوف الأولى لتقصي الأخبار ويحاول أيجاد أي خيط جديد يستطيع من خلاله الكشف عن الجوانب المخفية على القارئ ..
لم يكن ما عرفه الصحفي يختلف عما عرفه غيره من معلومات ، إلا انه شاهد أحدهم يجلس لوحده في إحدى زوايا الحديقة، فتوجه إليه واستفسر منه عن شخصيته ، فأجابه الآخر بأنه أحد العاملين في المخزن الذي اندلع فيه الحريق ..
الجرأة في المواجهة ..
في أحيان كثيرة يمنع المراسل الصحفي والمصور الذي يرافقه من مزاولة عملهم ، كأن يصرخ أحد أفراد الشرطة ” توقف عن الحديث .. أو يمنع التصوير ” .. عندها لا يمكن للصحفي أن يكون خجولا وينصاع إلى الأوامر .. عليه أن يكون جريئا في مواجهة مثل هكذا مواقف ، وإلا فقد الكثير من متابعة الأحداث الهامة .. فعندما يطرد الصحفي من الباب يدخل من الشباك ..
حاول الصحفي اختراق الحاجز الذي وضعته الشرطة على العاملين ضمن فرق الإنقاذ وقد صرخ في وجهه ولا اكثر من مرة التوقف عن الكلام معهم ، لكنه كان دائما يتحين الفرص لمحادثة هذا واخذ معلومات من ذلك ..
ما يمكن .. ولا يمكن الكتابة عنه ..
في بعض الدول الأوربية، ومنها إنكلترا، لا يتردد الأعلام في اختراع الحياة الخاصة للشخصيات السياسية أو العامة ، لكن في السويد يختلف الأمر رغم حرية الصحافة الكاملة والديمقراطية البحتة إلا أن هناك حدود لما تتناوله الصحف عن الحياة الخاصة للشخصيات العامة .. ومن هذا المنطلق يجب على الصحفي إظهار اهتمامه بالشخصية ولكن دون الدخول في الخصوصيات والابتعاد عن التجريح، مع توخي الصدق والأمانة في نشر المطلوب بعد التأكد التام من الحقائق ..
لقد علم الصحفي بان أحد المسؤولين الكبار والذي يعنيهم آمر الحريق ، لم يحضر إلى المكان لأنه كان يقضي وقتا سعيدا في إحدى الفنادق أثناء نشوب الحريق، رغم إبلاغه به ..
رئيس التحرير ، من يقرر..
عند ما يراد نشر إي موضوع له مساس بالحياة الخاصة لشخصية عامة يكون القرار الأخير لرئيس التحرير في نشر ذلك أم لا.. ؟ على أن يكون الخوض في التفاصيل الشخصية من صلب الموضوع، وله تأثير على ما حدث ..
قرار سريع ..
غالبا ما يكون القرار المتخذ بخصوص نشر مقالة ما في الصحف اليومية الصباحية سريعا ، حيث لا يتوفر الوقت للمناقشات حتى يتم التوصل إلى تسوية ما.. إي عند حدوث شئ ما يتوجب على رئيس تحرير الأخبار اخذ مساحة اكبر لتغطية الحدث الهام ، فقد تؤجل الصحيفة نشر الأخبار الرياضية مثلا أو الأخبار الفنية لكي تغطي الحدث الطارئ ..لذلك يجب على بقية رؤساء الأقسام الأخرى تفهم هذه النقطة جيدا ، ويبدوا استعدادهم بتأجيل نشر أخبارهم الرياضية أو الثقافية بالإضافة إلى انه قد يحدث حدث رياضي مهم ، يتوجب على قسم الأخبار التنازل عن بعض صفحاته لتغطية الحدث الرياضي المهم ..
مسؤولية المحرر المطلقة ..
في بعض الأحيان يضطر رئيس تحرير أحد الأقسام إلى اللجوء إلى رئيسه الأعلى ، لأخذ المشورة وكذلك الموافقة على نشر مقالة ما قد تمس شخصية مهمة عامة ، لكن ذلك لا يخلي طرفه من المسؤولية أيضا ..
الصحفي أراد كشف المستور والخوص في تفاصيل حياة هذه الشخصية الهامة ، ولماذا كان متواجدا في ذلك الفندق ومع من ..لكن رئيس التحرير سمح له بنشر ماراه مناسبا ، وخاليا من التجريح ..
الكتابة هي ابسط ما في العمل الصحفي ..
عند كتابة موضوع ما تقع على عاتق الصحفي مهمة جمع اكبر قدر ممكن من المواد كأحاديث ولقاءات بالإضافة إلى جمع الحقائق الخاصة بالموضوع مع مراجعة الأرشيف والصور.. من المفيد جدا للصحفي جمع اكبر قدر ممكن من المواد حتى يستطيع بالتالي اختيار وتصنيف ما هو مناسب .. هذا كله يستغرق وقت طويلا ، لكي يتمكن من إعطاء صورة واضحة وحقيقية للحدث ..وبذلك يصبح مستعدا للجلوس أمام الكمبيوتر،أو مع الورقة والقلم ليكتب موضوعه..
الصحفي الذي كان متواجدا في موقع الحريق عاد إلى مقر عمله في الجريدة ، عليه الاستماع إلى المقابلات التي أجراها هناك، الاتصال بالمستشفى لمعرفة عدد الضحايا والمصابين، العودة إلى الانترنيت للحصول على الحقائق ، الاتصال بشخصيات مهمة يعنيها نشوب الحريق ، وربما يحتاج أيضا لمشاهدة البرامج التلفزيونية التي تخص نفس الموضوع .. وبعد ذلك كله يبدأ بالكتابة ..
اختيار المواد..
غالبا ما تكون المواد التي جمعها الصحفي من مختلف المصادر كثيرة ومتنوعة .. وعند شروعه في الكتابة قد يصبح الموضوع طويلا جدا ، فيكون من الصعب عليه التخلي عن بعض الأفكار أو الفقرات أو التفاصيل التي قام باختيارها.. ولكن وفي أي حال من الأحوال يكون من الأفضل قيام الصحفي بتنقيح موضوعه وباختيار ما يراه مناسبا دون الرجوع إلى رئيسه ، لينوب عنه بتنقيح الموضوع ، فربما تحذف الأفكار التي يهم الصحفي عرضها على القارئ ..
تقديم الموضوع في الوقت المناسب ..
يقوم رؤساء تحرير كل قسم من أقسام الصحيفة بجمع مواد قسمه كاملة مع الصور وتقديمها في الوقت المحدد ليتم طبعها خلال ساعات الليل، لذلك من المهم جدا أن يلتزم الصحفي بالوقت المحدد له لتسليم موضوعه ، لان التأخير قد يسبب في إرباك العمل وربما عدم ظهور الجريدة في اليوم التالي ..ما تزال العديد من الصحف تستخدم طريقة مسودة الطبع ” أو ألما كيت” كما يسمى في اللغة الصحفية ، على الرغم من أن العديد من الصحف الآن تستخدم نظام خاص في الحاسب اللالكتروني يعنى بتصليح الأخطاء ونظام إخراج الصحيفة..
يعمل ضمن هيئة التحرير شخص مختص بمراجعة النصوص الجاهزة للطبع، ويعتبر وجوده مهم جدا بالنسبة للمحرر الصحفي الذي اعد تقريره ربما على عجل والذي يكتب اسمه في نهاية المقال ، لان أي خلل في الإملاء أو الصياغة قد يؤثر على مصداقية الصحفي . لكن ذلك لا يعني إرسال الموضوع وهو غير جيد بحجة أن هناك من يقوم بالمراجعة . على المحرر الصحفي أن يتذكر بان اسمه سيكتب في نهاية المقال .. من واجب محرر الموضوع الانتباه إلى عدم الخطأ في كتابة الأسماء ، كذلك الابتعاد عن التخمين .. وعند ذكر أرقام أو كميات يجب أن تكون صحيحة ومطابقة للحقيقة .. لان القارئ إذا ما عرف عدم حقيقة الأسماء أو الأرقام ، أو وجد أخطاء في مقالة ما فانه يفقد الثقة بالصحيفة ككل.. ولهذا الأسباب يجب على الصحفي مراجعة موضوعه وتدقيقه بعناية تامة والتأكد منه قبل دفعه إلى الطبع …
إتقان التقنية ليس ضروريا ..
المحرر الصحفي لا يحتاج إلى براعة فنية أو تقنية عالية في كيفية استعمال الكومبيوتر، حيث يحتاج فقط تعلم الأسس الصحيحة والأساسية الخاصة بعمله لان هذه الآلة ” سيما في الدول المتقدمة ” أصبحت من مستلزمات الصحفي المهمة ..
الفصل الثالث .. كيف يتم تقسيم العمل في المؤسسات الصحفية الحديثة
تعمل الصحف واسعة الانتشار على مدار الساعة ، دون أن تغلق أبوابها .. حيث يقسم العاملون فيها من صحفيين ومصورين وفنيين ورؤساء تحرير على شكل وجبات عمل متتالية صباحية، مسائية، وليلية .. مع العلم بان العاملين في أي وجبة من هذه الوجبات لا يختلفون في أداء مهماتهم ، ولكنهم يختلفون في الألقاب الوظيفية ، كذلك يتميز عمل الصحفي بأنه لا يكون محدد تماما بوقت ثابت ربما هو يعمل كمحرر مسائي إلا انه يحضر إلى مقر الجريدة بعد منتصف الليل بعد أن يكون قد غطى حدث ما ….
وفي هذا الفصل سنوجز مهمات العاملين ، وعلى اختلاف أوقات العمل في إحدى المؤسسات الصحفية الكبيرة والعريقة في بلد مثل السويد..
# مراسل صحفي ليلي .. كثيرا ما يجلس على مكتبه ، حيث تتلخص أدوات عمله في التلفون الذي يقوم عن طريقه بالاتصال بجهاز الشرطة ، وكذلك بمركز الإنذار والطوارئ .. فمنهم يستطيع معرفة الحوادث المؤسفة، من سرقات واعتداء وحجم الخسائر المادية والبشرية التي تحدث خلال ساعات الليل.. بالإضافة إلى متابعته ما يحدث على الصعيد العالمي عن طريق وكالات الأنباء ..
# مراسل صحفي مسائي .. يبدأ عمله من الساعة الواحدة بعد الظهر وقد يستمر حتى بعد منتصف الليل ” حيث انه يستقبل المكالمات الهاتفية المهمة التي ترد إلى الصحيفة ،بالإضافة إلى انه يكون مهيئا للاتصالات السريعة التي ترد إليه .. أحيانا يضطر للمكوث في مكتبه لوقت غير محدد من اجل إنجاز موضوع طويل يجب إكماله قبل ظهور الطبعة الصباحية ..
# المراسل الصحفي النهاري .. يكون على درجة كبيرة من الدراية والخبرة بالعمل الصحفي، ويجب أن يجيد إجادة تامة للغة عالمية” مثل الإنكليزي ، أو الفرنسي ، أحيانا كلاهما معا” ، وله قابلة على استيعاب الأخبار والحوادث الكثيرة في آن واحد ، بالإضافة إلى تميزه بالعلاقات العامة وإمكانية مقابلة الشخصيات المطلوبة في عمله ، وله الاستعداد الكامل في أي لحظة لمحادثة أشخاص لهم أهميتهم ووزنهم من خلال التلفون ، كذلك له القابلية على العمل بشكل مؤثر خلال النهار وباستمرارية قد تصل لحد عدم النوم ..
# المحرر السياسي .. يتميز بشخصية قوية ، وبعلاقاته الواسعة والمتينة مع جمهور السياسيين ، لكي ينجح في الحصول منهم على ما يريد معرفته ، وان تكون له القابلية في فهم المخزى ، والمعنى المستتر من كلامهم أو خطبهم ، وبالتالي يقوم بتحليلها وشرحها للقارئ..
# المصور الصحفي .. أن للمصور الصحفي أهمية خاصة في العمل في الصحف اليومية ، حيث تقع على عاتقه مهمة توثيق الأحداث بصور مناسبة وعديدة تعطي للقارئ المصداقية في الخبر .. للمصور الحق في اختيار الصور التي تتلاءم تماما مع المقال .. وإرسال البقية إلى أرشيف الصحيفة ..
# محرر الملاحظات العامة .. بعد التطور الهائل والكبير الذي حدث في المؤسسات الصحفية الكبيرة خصوصا في أوربا ، وجد من الضروري استحداث تخصصات صحفية عديدة أخرى لا تقل في أهميتها عن باقي التخصصات ..” ومحرر الملاحظات اليومية ” هي واحدة منها. تتلخص مهمة محرر الملاحظات اليومية في قراءة وفرز العدد الهائل من الرسائل الإلكترونية والبريدية، والرسائل الواردة عبر الفاكس أيضا التي تصل للمؤسسة الصحفية يوميا ، ثم يقوم بتنظيمها وترتيبها حسب أهميتها وإمكانية الاستفادة منها لاحقا في العمل..
# رئيس قسم الأخبار .. في الغالب يكون متمرسا وذو خبرة طويل بالعمل الصحفي، حيث يلزم بقيادة العمل اليومي في الصحيفة من خلال وضع خطة يومية كاملة بالتشاور مع رئيس التحرير.كما يقوم بتنسيق العمل بين قسم الأخبار ,الأقسام الأخرى ، لكي تظهر الصحيفة وهي تحوي على مواضيع متنوعة ، وبشكل يسر القارئ .. وعلى عاتقه يقع اختيار الصحفي الذي الملائم للأجراء حدث ما ، أو لتغطية حدث ما، وله الحق في مناقشة المصور في اختيار الصور وتقرير الأحسن والاصلح لهذا الموضوع أو ذاك ..
# رئيس التحرير الليلي .. يبدأ عمله دائما بعد الظهر ، حيث يقوم رئيس تحرير الأخبار بتسليمه كل المقالات والصور والمعدة للنشر في صحيفة اليوم التالي .. على رئيس التحرير الليلي تقع مهمة تدقيق ما يكتبه الصحفيون أثناء المساء بالإضافة إلى تدقيق الصور التي لم تكن جاهزة قبل تسلمه العمل .. ويشرف بنفسه على أعداد الجريدة وترتيب المواضيع والصور والإعلانات فيها، ويراقب من خلال شاشة الكومبيوتر الخاصة به “الماكيت ” أي مسودة الجريدة “.. وقد يواصل عمله إلى الساعات الأولى من الصباح حيث لا ينتهي عمله إلا إذا أصبحت الصحيفة جاهزة للطبع تماما ..
# رئيس قسم التصوير .. يتحمل مسؤولية اختيار الصور بالتشاور مع مصور الموضوع واختيار المناسب منها ،كما انه يقوم بإيجاد صور أخرى من الأرشيف لدعم الموضوع ، كما انه يقوم بتدقيق كافة الصور التي تنشر على صفحات الجريدة قبل إرسالها إلى الطبع ..
# مسؤول الصفحة الإلكترونية.. يعتبر هذا التخصص جديدا في عالم الصحافة ويتميز بالسرعة مقارنة مع الصحف التي تطبع، حيث يتم التجديد المستمر لها ، وقد تصل القارئ المقالة التي كتبها الصحفي قبل دقائق فقط .. لذلك يؤدي مسؤول الصفحة الإلكترونية للجريدة اليومية عمل كثير ومهم ‘ فهو يعمل على تبديل مقالات الصفحة اللالكترونية حال ورودها إليه ، إلا أن المؤسسات الكبيرة أخذت تتبع نظام تبديل الصفحة مساء كل يوم.. ويتميز الصحفي المسؤول عنها بخبرته الطويلة في المجال الفني والصحفي على حد سواء .. كما انه يقضي معظم وقته في مبنى المؤسسة الصحفية التي يعمل بها..
# المحرر .. تتلخص مهمته في تشكيل وترتيب المقالة مع الصور كي تكون جاهزة تماما للطبع، كما يقوم المحرر بكتابة العنوان ،والافتتاحية ،وكتابة التعليق على الصور، ويفحص بدقة النصوص الواردة إليه ويشطب ما يراه غير مناسب ، كما يكتب أيضا الملاحظات التي ترده من وكالات الأنباء العالمية ، ومن الصحف الأخرى .. ولا يتم عمله إلا بالمشاورة واخذ موافقة رئيس التحرير عليها..
# مراجع النصوص .. على عاتقه تقع مهمة قراءة ومراجعة نصوص المواد ، فيهذبها ويعدها للطبع ، ويقوم بالتركيز على المعلومات والحقائق الواردة فيها ، كما انه يكون قاسي ومباشر في حذف ما يجده غير ملائم للنشر أو قد يسئ إلى الصحيفة ، عند نشره ..
# مصحح الأخطاء .. يعتبر من أهم عوامل نجاح صحيفة ما هو وجود مثل هكذا اختصاص فيها،حيث يقوم بتصليح الأخطاء الإملائية والنحوية واللغوية التي ترد في النصوص ، كما أن من واجبه شطب أي معلومة خاطئة ترد في النص..
# المدقق .. تمر النصوص والمقالات عبر شخص آخر يكون ملزما بإعطاء المعلومة الصحيحة التي قد وردت في النص خطأ ، وذلك من خلال الانترنيت أو الرجوع إلى مصادر من المكتبة ، أو أرشيف الجريدة ذاتها ..
# رئيس التحرير هو المسؤول عن النشر .. هو المسؤول الأعلى في المؤسسة الصحفية حيث يستطيع من خلال سلطته السيطرة على كل شارة وواردة .. ويتعين عليه إنشاء علاقات عميقة ووطيدة مع رؤساء الأقسام كافة ، كما يتوجب عليه الإلمام بالوضع الاقتصادي للمؤسسة ، من خلال أشرافه المباشر على قسم الإعلان والتسويق ..كما انه يكرس جل وقته في التفكير و التخطيط بعيد الأمد من اجل النهوض بالمؤسسة واستمرارها بالمستوى المطلوب ..
# مسؤول الخامات .. هو أحد أهم العاملين في المؤسسة الصحفية حيث تصل إليه كافة الأقراص المضغوطة “CD” ومن جميع أقسام المؤسسة ، حيث يقوم بدوره بإرسالها
إلى المطبعة الخاصة بالصحيفة لتكون في صباح اليوم التالي بين يد القراء ..