البرهان العلمي في أسس الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك
:: البرهان العلمي في اسس الجامعة المفتوحة في الدانمارك
اسعد الامارة
elemara_32@hotmail.com
4 – 2005 / 6 / 30
لابد قبل ان ننتقل الى الحديث عن المرحلة التالية من سياق عمل الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك،نود ان نشير الى مسألة مهمة وهي اننا اذا تصفحنا في موقع الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك لوجدنا ان كلياتها المتعددة احتوت على مواد علمية تشكل نظريات واتجاهات بحد ذاتها،واذا قرأنا البرنامج الدراسي المقرر لكل قسم من ا قسام الكلية وجدنا جزءاً مهماً منه يدور حول دراسات متخصصة لعلماء وباحثين هم في الاساس اعمدة هذه الاسس والكليات في الجامعة ،ولا نجافي الحقيقة كثيراً اذا قلنا ان هؤلاء الاساتذة والعلماء واضعوا مناهج ومؤلفات وكتب ليس في الاختصاص العلمي فحسب بل في فن الاعلام والصحافة والاقتصاد والادارة والعلم السهل للقارئ العام والقارئ المتخصص حتى سار على نهجهم في الاقتصاد واللغة والادب والادارة وعلوم الاجتماع والنفس العديد من طلاب العلم في الكثير من الدول التي عملوا فيها ،ولانبالغ كثيراً اذا اطلعنا على برامج الدراسات الاولية والعليا في الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك وجدنا جزءاً كبيراً منها ينصب على دراسة العلم الجديد-الحديث بلغة العصر وآخر ما توصلت له البحوث العلمية الرصينة في الغرب حتى ادخله اساتذتها وهيئتها التدريسية العلمية في برامجها لكل الكليات والاقسام العلمية،لذا ان البرهان العلمي الرصين في تصنيف العلم تصنيفاً وصفياً بحتاً طبقاً للاتجاهات العلمية الحديثة ومدارسها جعل من توجهاتها توجهاً دينامياً متأثراُ بآخر ما اتاحت له البحوث العلمية في الغرب من انطلاق دون قيود الرقابة التي عرفت بها بعض الانظمة العربية وتوجيهها نحو سياسات محددة،فالطالب الذي يدرس التخصص الدقيق في الاقسام العلمية في الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك سيجد كتب التخصص التي لاتتقاطع وتفتق عقليته في اي معهد او كلية غربية ،فهو يجد ذهنه متوجهاً بعقلية الغرب العلمية ذات السمات الشمولية والانفتاحية التي تعززها قدرات اساتذة اكفاء في المواد العلمية والمقررات الدراسية فضلا عن الخبرات المتميزة لهؤلاء العلماء التي تنقل طالب العلم من مرحلة التلقي الى مرحلة الفهم الدينامي لاصول هذا العلم،وهذا ما سوف يدين به جميع من انتسب الى الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك وحدها.
يتضح اذن ان الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك كانت قد درست الاسباب التي انهكت المؤسسات العلمية في بلداننا العربية والعالم الثالث وقامت بتشريح معرفي كامل لكل الانظمة التعليمية والمقررات الدراسية ودور اعضاء هيئة التدريس في البناء الفكري –العلمي لطلبة العلوم المختلفة،وازاء ذلك وضعت اسساً منهجية علمية على نحو مختلف تماماً لما هو سائد في جامعات البلاد العربية او بعض انظمة الجامعات المفتوحة الاخرى فوجدت ان ما اكتسبته من علم ومعارف واسعة لم يكن علماً بالموضوع ،اعني تجربة الجامعات في البلدان العربية فحسب،بل انها غرفت الخبرة من الجامعات العربية والتواصل والاحتكاك الواقعي بعلم الغرب حتى غدت بكل مناهجها وهيئتها التدريسية قمة في الخبرة والامانة العلمية –الخلفية-في اسمى واكمل معانيها،فما اجمل ان يرى الانسان العربي النور الاكاديمي العربي يشع من جديد في بلاد الغرب وتحديداً من الدانمارك في ارسخ مؤسسة علمية جمعت خبرة الشرق وتواصل علم الغرب باحدث مكتشفاته التي سيجدها طالب العلم في الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك وهي في الحقيقة معركة اكتشاف الانسان العربي لقدراته العلمية في مناهج وسط بلاد الغرب تتباهى بها هذه الجامعة الرصينة في اصالتها ومادتها العلمية واعضاء هيئة تدريسها ،وهي لاتعدو ان تكون كمثيلاتها في بلاد الغرب مثل جامعة كوبنهاجن في الدانمارك وجامعة ستوكهولم واوبسالا ولوند في السويد فضلا عن جامعة اوسلو في النرويج وجامعة هلسنكي في فنلندا،وهن مثيلاتها في الشمال الاسكندنافي رغم ان هناك اعضاء هيئة تدريس في الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك يعملون في مؤسسات علمية وبحثية متخصصة في هولندا والمانيا وسيان الامر بالنسبة للاخرين الذين يمارسون العمل العلمي والبحثي في الدانمارك والسويد وبلدان الشمال الاسكندنافي.
ان اصالة الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك هي معركة اكتشاف للاصالة العربية في احدى مؤسساتها العلمية الاكاديمية،وهل يجهل اذاً بعد ذلك البعض، القدرات العربية في كل الاختصاصات في غرب العالم المتحضر،اننا هنا ازاء قضية وجود الانسان العربي دارساً ومثقفاً وطالب علم واستاذاً في هذه الجامعة الرصينة،انها قضية تدفع الجهلة الذين لم يجدوا في انفسهم القدرة على مجاراة الغرب ان يعترفوا بما انجزته هذه المؤسة العلمية ، وبنفس الوقت تعد مطلباً وسياجاً يحمي الطاقات العربية المتاحة للعمل في اعظم مؤسسة علمية يدرس فيها الطالب ويكتسب العلم في آخر ما توصل له،ويتواصل الاستاذ الجامعي مع آخر الابحاث والمكتشفات العلمية،اذن يتضح لنا ان رصانة الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك لم تستهو اساتذة العلم والابحاث من اعضاء هيئة التدريس فحسب بل طلاب العلم الذين سيجدون فيها العلاقة بين الاستيعاب العلمي الاكاديمي وتشغيل الدماغ باتجاه العلوم الحديثة ولغة الام الرصينة فضلا عن اللغات الحية الاخرى الداعمة لكل تخصص علمي في هذه الجامعة.