الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك ودورها في تطوير التعليم العالي لأبناء الجالية العربية في المهجر – الدكتور مصطفي السعود
من المعروف ان المجتمعات في كل انحاءالعالم تسعى الى تطوير وتحقيق اهدافها العلمية والثقافية والتعليمية بمختلف الاساليب والطرق الحديثة الا ان استخدام هذه الاساليب يختلف من مجتمع الى اخر ويعتمد على مدىالتطور والحرية التي يتحلى بها ذلك المجتمع وفهمه وممارسته للديمقراطية لهذا نجد ان تحقيق هذه الاهداف في المجتمعات الاكثر ديمقراطية والتي تحترم حرية الانسان والرأي يكون اسرع منه في المجتمعات الاقل ديمقراطية.
ولما كانت الجالية العربية في المهجر هي مجتمع عربي مصغر يعيش في بلدان تفهم وتطبق الديمقراطية جيدا وتحترم حقوق الانسان وحرية الرأي فان مجال تطوير هذه الجالية يكون اكثر سعة وشمولا من تطوير مجتمعاتنا العربية في بلدان الام .
ففي البلدان الام يقل وجود المؤسسات علمية التي تقوم بوظائفها وتحقق أهدافها على الوجه المطلوب حسب حاجات المجتمع الحديث المعاصر.
الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك هي مؤسسة تعليمية عالية أنشأها اكاديميون وأساتذة وباحثون ذوو تخصصات وخبرات من أجل خدمة وتطوير ا بناء الجالية العربية وهم ذو خبرات وكفاءات عالية وهؤلاء قدموا من خدمة تنظيمية وادارية وتعليمية حديثة بالرغم من قصر الفترة التي انطلقت فيها الجامعة.
انشأت الجامعة العربية المفتوحة في وسط جالية عربية تعيش في بلد ديمقراطي لهذا سيكون عملها مضاعف وحساس مقارنة بجامعاتنا في بلاد الام. فجامعاتنا في بلاد الام تعمل غالبا لخدمة اهداف انظمة الحكم ولا تتمتع بالحرية الاكاديمية الكاملة وبذلك اصبح ابداع الباحثين والأساتذة محصورا في اطر ضيقة ومحدودة.
الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك تتمتع بافاق واسعة وغزيرة في مجال الازدهار لوجود حرية الرأي وتوفير وسائل التعليم الحديث والبحث العلمي الحر كل هذا يشجع على الابداع وبالتالي التطوير للطلبة والباحثين وافادة بلدانهم بما ينتجون.
ان الصعوبات والمشاكل المتنوعة في ممارسة حرية البحث العلمي في بلادنا العربية وسيطرة السلطات على التعليم العالي والبحث العلمي وعدم استخدام نتائج بحوث الباحثين والعلماء في
القضايا الاجتماعية والسياسية والعلمية والفكرية والتطبيقية العملية بما فيها الضغوطات المختلفة والاوضاع غير الطبيعية في عدد من البلدان العربية ادت الى هجرة الباحثين والعلماء من بلادهم الام والتي اد ت بدورها الى ابطاء عجلة التطوير وعدم مسايرة التطوير الحديث والنهضة العلمية السريعة في العالم الغربي .
الجامعة العربية المفتوحة في الد نمارك سيكون دورها رياديا لتطوير القابليات العلمية والجامعية لابناء الجالية العربية في المهجر وللاسباب التالية:
1ـ جودة وكفاءة الكادرالاكاديمي والتعليمي بدء من هيئة رئاسة الجامعة الى رؤوساء الاقسام والفروع والكوادر والهيئات التعليمية.
2 ـ توفر اساليب التدريس الحديث واجهزة العرض المتطوره وطرق البحث وتعميق المفاهيم والعلوم الحديثة المتطورة .
3 ـ توفر المؤسسات العلمية المختلفة التي يستفيد منها الباحثون والدارسون بمختلف المراحل.
4 ـ توفر مناخ حرية التعبير الاكاديمي والبحث العلمي الحديث والمعاصر بكل اتجاهاته.
5ـ توفر المكتبات ومراكز البحوث والمصادر بمختلف لغات العالم والتي يمكن للطلاب والباحثين ترجمتها من لغات بلاد المهجر الى لغة الام واغناء المكتبة العربية بمنجزات العلوم الجديدة.
6 ـ توفر اجهزة الاتصال السريع والمعلوماتية بين الطلاب والباحثين ومشرفيهم العلميين من خلال البريد الالكتروني وغيره من وسائل الاتصالات والتكنلوجيا الحديثة بما فيها استخدام الانترنيت الذي حقق الكثير من الفوائد ومنها:
ـ امكانية الوصول الى اهل العلم والمعرفة ومراكزهم في مختلف بقاع العالم باسرع طريقة والحصول على اراءهم العلمية ونتائج بحوثهم ودراساتهم.
ـ الاستفادة من المكتبات العالمية الشهيرة والغزيرة ومراكز البحوث في اوربا والعالم .
ـ سرعة تطوير البرامج مقارنة بالفيديو وغيره من الاساليب التقليدية والقديمة.
ـ ايجاد فرص مليئة بالحيوية والنشاط والتجديد والافاق المستقبلية في العلوم الحديثة خصوصيا.
ـ اعطاء التعليم صيغة علمية عالية جدا ومعاصرة وخروجه من الصيغة المحلية والاساليب القديمة الى ارقى المستويات الحديثة في اورباوالعالم.
ـ توفير الوقت وسرعة التعليم والحصول على اخر المعلومات بأقل التكاليف وارخص الوسائل التقنية .
ـ تكون وظيفة الاستاذ هنا الموجه ويصبح المرشد وليس الملقن وخصوصا في مجالات البحث المشترك العالي وعمل مجموعات الدراسات العليا ومراكز البحوث في الجامعة .
كل ذلك سيساعد الطلاب والاساتذة على تطوير مهاراتهم الفنية وكفاءاتهم العلمية وتطوير وتنوير افكارهم العلمية وابحاثهم وتطوير التعليم العالي والبحث العلمي والتطبيقي للجاليات العربية في بلدان المهجر نفسها وبلدان الام ويساهم في تبادل زيارات الاساتذة والزائرين وطلبة الابحاث واعضاء الدراسات العلمية في بلدان المهجر والوطن الام.
د. مصطفى السعود