ستراتيجية الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك لبناء الإنسان وإعادة العمران – أ.د عبد السلام سبع الطائي
شهدت العاصمة الدنماركية-كوبنهاكن- ولادة اول جامعة عراقية في بلاد المهجر, وبالتناغم مع ارقى جامعات العالم في اوربا والدول الاسكندنافية.
لايخفى على احد ان الجامعات تعد من ارقى المؤسسات في جميع مجتمعات العالم المتخلفة والنامية والمتحضرة والتي لا يستغني عنها مطلقا صناع القرار من القادة السياسيين, الاداريين, الاجتماعيين, الاقتصلديين والاعلاميين….الخ سيما في عصر(الموجة الثالثة) عصر الثورة المعلوماتية وتنامي المجتمعات الالكترونية, جاعلة العالم قرية ثقافية صغيرة عبر الشبكات الفضائية اضافة الى الشركات وحتى الحكومات الالكترونية لتعجيل التبادل الثقافي والتجاري.
قدر تعلق الامر بتجربة الجامعات الفرنسية الالكترونية, فقد تم تاسيس جامعة السوربون( الالكترونية) للاتصال والدراسة منذ الربع الاخير من القرن الماضي. وضمن اطار التعليم او الدراسات الجامعية الاولية (الليسانس) وكذلك الدراسات العليا للطلبة الفرنسيين والاجانب داخل باريس وخارجها للجمع بين العمل والدراسة ولاختزال البعد الجغرافي بين المستعمرات الفرنسية وتقليص الهوة الثقافية والعلمية بين الداخل (فرنسا) ومواطنيها في الخارج اي في المستعمرات الفرنسية. وهكذا تواصلت الجامعات الفرنسية مع مواطنيها لبناء الانسان باعتباره نقطة البداية العليا لاعادة الاعمار. لذا فان مشروع قيام جامعة عربية الكترونية مفتوحة بعقول العراقيين في المهجر وفي قلب الحضارة الاسكندنافية والاوربية, يعد وبحق مقدمات لولادة حضارة عراقية/عربية/ اسلامية جديدة, تتميز بالتلاقح الثقافي وتتناغم مع فسيفساء تعددية تلك المج! تمعات الاثنوغرافية والديموغرافية الموحدة, للارتقاء باجيالنا القادمة من الطلبة العراقيين المهاجرين والمهجريين من ثقافات ذات ضغط واطئ – مفروض- الى ثقافة الضغط العالي عبر عمليات الاقتراض الثقافي والاستلاف الحضاري المتبادل, كي يعود طلبتنا واجيالنا الى بلادهم لصناعة المستقبل الجديد والشعور بالامل بعد انتشالهم من عمليات الاستلاب الثقافي وحالات الاحباط والضياع الاجتماعي لمواصلة دراساتهم باللغة العربية والانكليزية لاسقاط عقدة الدراسة باللغات (الميتة) كالدنماركية. ان اقبال واستقبال جامعتنا للطلبة العراقيين والعرب يعد عملية استثمارية ذات رصيد ثقافي وتقني واقتصادي لعراقنا الغالي خلال وبعد تأهيلهم وتخرجهم وما لذلك من علاقة وجدوى تساهم في تسهيل انسيابية تلك الاجيال المؤهلة للعمل في عمليات بناء الانسان العراقي واقامة العمران الحضاري لعراق المستقبل. لذلك فان اساتذة الجامعة العربية المفتوحة بعقول العراقيين في الدنمارك والمانيا والسويد وفرنسا وبريطانيا وكذلك الحال بالنسبة لطلبتها يزهون فخرا في المساهمة لاعادة بناء الانسان والعمران وصناعة ثقافة عراقية ع! ربية واسلامية ذات ضغط عالي يعلو بها في قلوب وعقول العراقيين الآخرين خاصة داخل الوطن, لما تمتلكه جامعتنا العربية المفتوحة من تكنولوجيا البحث العلمي والكادر المتخصص من العلماء العراقيين من حملة الشهادات العليا من ارقى الجامعات في العالم, فضلا عن ممارسة تخصصهم داخل وخارج العراق ولحقبة زمنية طويلة. تلك السمات يندر توفرها في جامعة عراقية في الظرف الراهن. وكذا هو الحال بالنسبة للجامعات العربية داخل الوطن العربي.
ان رقيّ اي جامعة مرهون برقي تقنياتها العلمية وكوادرها التعليمية الاكاديمية. وهذا مايمييز جامعتنا في صناعة اجيال ذات قدرات وكفاءات علمية متميزة مقارنة باجيال جامعات اخرى متناظرة عراقيا او حتى عربيا. فالطالب في جامعتنا يستطيع العيش باجواء الحياة الجامعية اجتماعيا وعلميا عبر الانترنيت الميسور الحصول عليه. كما يستطيع الاتصال بزملائه و اساتذته ومخاطبتهم شفهيا وتحريريا وبسهولة عبر برنامج( الماسنجر) وغيرها من وسائل الاتصالات المنتشرة في جميع انحاء العالم. وكذلك حضور المحاضرات والندوات العلمية عبر برنامج (skyp ). كما يستطيع طلبتنا داخل وخارج الدنمارك من زيارة المكتبات العلمية عبر الانترنيت والاطلاع على اخر المستجدات وتصفح الدوريات والنشريات العلمية فضلا عن امكانية الاطلاع على المجل! ات العلمية المعتمدة او المحكمة كمجلة العلوم الانسانية في هولندا/ لرئيس تحريرها السيد حميد الهاشمي, احد اعضاء الهيئة التدريسية بجامعتنا.
ان الجامعة العربية في الدنمارك المفتوحة والمفتوحة بعقول العراقيين لم تكن اذن من الجامعات التقليدية مهمتها التدريس والتخريج فقط, بل هي اول جامعة عراقية في بلاد المهجر تقع في قلب المجتمعات الاسكندنافية والاوربية المتحضرة والما بعد الصناعية , بكوادر جمعت بين مهنة التدريس والاستشارات….وغيرها داخل وخارج العراق سيما مع الجامعات الاوربية والاسكندنافية, بعد ان اجبرتهم الظروف السياسية والاقتصادية للهجرة من قبل العقليات والسلوكيات البدو-قراطية السابقة. مما جعلهم بذلك اكثر حماسة وايمانا بالحاجة الى اجيال تكنوقراطية لبنار الانسان العراقي الجديد واقامة العمران في عراق المستقبل الخالي من السلوكيات البدوقراطية وحكم القبائل السياسية.
ان الانفتاح الحضاري والحوار الثقافي العالمي سيمة ميزت كوادر جامعتنا ورئاستها فضلا عن خبراتهم الطويلة مما جعلتهم يتربعون على عرش اختصاصهم لبناء جيل عراقي متميز وجديد. فلا تزال عيونهم وعقولهم متوجهة الى حدقة عيون الحضارات ومنبع الرسالات وقرة عين جند خاتم الرسالات ثقافة وعمرانا لبلدهم العراق. ان تواجد وعمل كوادر جامعتنا منذ امد بعيد خارج العراق ادى الى خلق علاقات مع مؤسسات وشركات وشخصيات برلمانية اوربية واسكندنافية اضافة الى العلاقات الاخرى اعلاميا, صناعيا وتجاريا ومالتلك العلاقات الرسمية وغير الرسمية من نتائج ايجابية لو تم استثمارها من قبل صناع القرار في العراق للبناء والاعمار وتاسيس المجتمع المدني الديمقراطي.
قد يحق للبعض القول ان اساتذة الجامعة المفتوحة بعقول العراقيين بالدنمارك, السويد, هولندا, المانيا…سيكونون بمثابة سفراء متجولين ومكملين للعمل الدبلوماسي والثقافي والتجاري والاعلامي…. لسفاراتنا في الخارج.
بارك الله في جهود المؤسسين التنمويين والمخلصين لوطنهم وحدقة عيون العراق. شاكرين جهودهم القيمة في اقامة هذا الصرح الاكاديمي.
تاسيسا لما جاء في اعلاه من ابعاد حضارية , سياسية, اعلامية ,امنية وتربوية الرامية الى اعادة بناء الانسان والعمران.
عليه نهيب بكافة صناع القرار في العراق ان يأخذوا بعين الاعتبار والتقدير قدرات الكفاءات العراقية المهاجرة في بناء عراق المستقبل. نظرا لكون جامعتنا المفتوحة بعقول العراقيين في اوربا والدول الاسكندنافية هي احدى مؤسسات المجتمع المدني والمعنية بصناعة الانسان واعادة العمران. لذا نتطلع بعين التقدير والاحترام الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المبادرة بتسجيل الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك كجامعة عراقية خارج الوطن متناظرة مع الجامعات العراقية داخل الوطن مع التقدير.
أ.د عبد السلام سبع الطائي
امين عام مساعد لعلماء الاجتماع العرب /سابقا
استاذ جامعي مقيم في السويد