الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك وآفاق تطورها المستقبلي- الدكتور صباح قدوري
د. صباح قدوري
ان مسالة انبثاق الجامعة العربية المفتوحة في الدنمارك ، كانت بالأمس فكرة ، واليوم اصبحت مشروعا حقيقيا قائما . يفرض نفسه ، ويخطو خطواط سريعة نحواكمال كافة مستلزماته العلمية والأدارية اللأزمة لبداء العمل الفعلي. ان ما تم انجازه لحد الأن في الجوانب العلمية والأدارية والفنية والتنظيمية للجامعة ، تعتبر جهودا كبيرا وتنصب في بناء الهيكلية العلمية وألأكاديمية وبرامجها التعليمية والرؤية الواضحة لأقسامها ومناهجها وكتبها ومصادرها. لأ يخفى على احد بان هذا المشروع يعتبر من المشاريع الكبرى. يحتاج الى مصادر تمويلية بحيث تتناسب مع حجم ومهمات فروع الدراسة المتوقع البداء بها في المرحلة الأولى من العمل. ان تنظيم الجانب المالي للجامعة ، يعتبر العمود الفقري والمحرك الأساسي والمكمل للجوانب العلمية والأدارية . سيساهم بالتاكيد في الأسراع لأكمال مرحلة البناء والبداء بالعمل في الوقت المحدد من السنة الجامعية الحالية اي في شهر ايلول/سيبتمبر2005 تتالف حاليا المصادر المالية للجامعة من راس المال لبعض من مؤسسي الجامعة ، ومن يرغب استثمار امواله، ويشجع ان تكون اشخاص او مؤسسات من وسط الأكاديمي، عن طريق المشاركة كحصة في هذا الراس المال ، بمبلغ لأيقل عن 50 الأف ولأيزيد عن 200 الأف كرونة اومايعدلها بالعملة اخرى . ان المساهمة من قبل المستثمرين لأتزال ضعيف جدا . كذلك بدل رسوم دراسة الطالب ، والمحدد ب 750 دولأرلفصل دراسي واحد . بلأشك ان هذين المصدرين لأ يكفيان لأنجاز هذا المشروع الي حيز الوجود في الموعد المقرر له ، اذ لأبد من بذل جهود كبيرة ومتواصلة لأيجاد دعم ومساعدات مالية من الحكومات والجامعات والمؤسسات والشركات الخاصة . جرت عدة محاولأت في هذا الجانب ، ومنها السعي للحصول على الدعم من الحكومة الدانماركية ، من خلأل توثيق العلأقة مع وزارتي التربية والخارجية فيها ، كمساهمة منها في عملية اعمار العراق الجديد . كذلك تجري محاولأت للحصول على الدعم المالي والعلمي من الوحدة الأوربية. طرح هذا الموضوع على منظمةاليونسكو، وممكن طرحه ايضا على الجامعة العربية، وكذلك على الجامعات في اقليم كردستان العراق ، كما تم مفاتحة بعض المسؤلين في الحكومات والجامعات من البلدان العربية ، ومنها كويت وبلدان الخليج والعراق ، الأ ا ن لأتزال هناك صعوبات في هذا المجال ابضا. على الحكومات في الدول العربية ، وخاصة العراق ، يجب ان تتبنى هذا المشروع التنويري الحضاري ، وتبادر في تقديم يد المساعدة لدراسة هذا المشروع بعمق ، وتقيم ابعاد مردوده التعليمي ، الثقافي الحضاري والأجتماعي على مستقبل ابناء وبنات الجاليات العربية والكردية الموجودة في االمهجر ، بغية توفير فرص الحقيقية لهم في التعليم الجامعي ، من خلأل الأستفادة من هذا العرض . من المعروف ان انجاز مثل هذا المشروع العظيم ، لأبد سيعود ريعه الأيجابي ايضا على مجتمعات البلدان العربية ومنها العراق في المستقبل المنظور . يساهم في اعداد الكوادر التعليمية العلمية المؤهلة ، التي ستساهم بدورها في عملية البناء والتقدم وتطوير البلد من خلأل تحقيق عملية التنمية الأقتصادية والأجتماعية الحقيقية . فعليه نوجه نداءنا هذا الى كل المؤسسات التعليمية ، التربوية والجامعات والمعاهد العالية والوزارات المعنية ، كالتربية والتعليم العالي والثقافة والخارجية ، والجهات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ، احتضان هذا المشروع ! ، وتقديم يد العون ، المالي والفني والعلمي والمعنوي لهذه الجامعة ، التي هي في دور تاسيسها ، حتى تستطيع انجاز مهامها على احسن الوجه ، وتاخذ مكانتها وحقها بالأبداع والأستمرار، والبداء بالعمل التعليمي الفعلي لأول فصل دراسي، وفي الموعد المحدد له من السنة الدراسية الحالية .