كي لا تتكرر المأساة…!!! ملاحظات عن التربية والنعليم في العراق 3-3 الجامعات العراقية والتجارب الحديثة في التعليم 1. التعليم الافتراضي
كي لا تتكرر المآساة…!!
ملاحظات عن التربية والتعليم في العراق3ـ3
الجامعات العراقية والتجارب الحديثة في التعليم
1ـ التعليم الافتراضي
د. حسن السوداني
باحث عراقي مقيم في السويد
swdiny@yahoo.com
“المعلومات تنصب علينا بشكل فوري ومستمر, ففي اللحظة التي يستوعب فيها الفرد معلومة ما تكون هناك معلومات أخرى قد حلت محلها”
ـ مارشال ماكلوهان ـ
في خضم التطور التقني السريع الذي يشهده العالم اليوم أصبح من العسير على المرء أن يتوقع بدقة المدى الذي يمكن أن تصله هذه التقنية والمجالات الحياتية التي تشهد التماعات سريعة فيها, وربما يطرح سؤال يقترب من الأسئلة الدائرية في هذا الباب حول أصل هذا التطور السريع, فهل مصدره التعليم أم التقنية هي أصل تطور التعليم؟ ومن الذي يؤسس إلى هذا التطور, المدرسة أم الجامعة أم مختبرات المعامل؟ خاصة أن علماء التربية يقرون بأن أصل معظم التقنيات التعليمية هو مختبرات العسكر والتي تسبق تقنية الجامعات بفترات زمنية تعتمد على حساسية هذه التقنية وأهميتها العسكرية. وحتى لا يذهب المرء بعيدا في متاهات هذه الأسئلة لابد من الاعتراف بسرعة هذا التطور ومداه الواسع سواء أكان مصدره المختبر أم الجامعة, العسكر أم علماء التربية. ومن بين هذه التطورات برزت تقنية تعليمية جديدة في السنوات الأخيرة من القرن الماضي تعد وفقا لتصنيفات التربويين المرحلة الجيدة من تكنولوجيا التعليم, أطلق عليها تسمية “التعليم الافتراضي” والتي سبقتها مراحل مختلفة في التطور وتعدد التسميات ” معينات التدريس, الوسائل التعليمية المساعدة, وسائل إيضاح, الوسائل السمعية والمرئية, التقنيات التربوية” . فهل هذا النوع من التعليم هو تقنية تربوية جديدة أم طريقة تدريس قائمة بذاتها؟ وهل يمكن الاستفادة من هذه التقنية الجديدة في استثمار العقول العراقية المهاجرة والتي يصعب عودتها إلى العراق لأسباب مختلفة؟ هذه الأسئلة ستكون محورا هاما في دراستنا هذه للوقوف على مدى أهميتها في التعليم.
المصطلح:
يبرز مصطلح التعليم الافتراضي من بين مجموعة مصطلحات التقنيات التربوية ويتداخل مع الكثير منها فمثلا هو يقترب من تعريف مراكز مصادر التعلم الذي ينص على” أنه المكان الذي يتيح فرصة الإطلاع والاستماع والمشاهدة الضرورية والجماعية ويتيح فرصة للمعلم أن يوجه المتعلم ويقود عملية التعلم وأن يكون محتواه شاملا لكل الموارد التعليمية التقليدية وغير التقليدية كالكتب والمطبوعات بأنواعها والخرائط والتسجيلات الصوتية المصورة والوثائق والأفلام السينمائية وآلات التعلم والاختبارات التربوية الخ”(1) ولكن هذا التعريف يمكن عده محتويا لبعض مفردات التعليم الافتراضي والفرق بينهما هو أن الأول موجود كمبنى وأشخاص والثاني مفترض, فالتعليم الافتراضي( (VIRTUAL REALITY أو الجامعة الافتراضية (VIRTUAL UNIVERSITIES) لا تحتاج إلى صفوف دراسية داخل جدران أو تجمع الطلبة في قاعات امتحانيه أو تلقين مباشر من الأستاذ إلى الطالب, أو قدوم الطلبة إلى الجامعات لغرض التسجيل, بل يتم جمع الطلاب في قاعات افتراضية ويتم التواصل فيما بينهم بواسطة موقع على شبكة الانترنيت, مع إمكانية الاستفادة من كل موجودات مراكز مصادر التعلم المذكورة في التعريف السابق, كما يتم أجراء عملية الاختبارات عن بعد من خلال تقويم الأبحاث التي يقدمها المنتسبون لهذا النوع من التعليم. ومن هنا يتداخل قليلا مفهوم التعليم الافتراضي مع مفهوم التعليم المفتوح, والحقيقة أن الكثير من فكرة التعليم الافتراضي قد أخذ من التعليم المفتوح إلا أن الفرق بينهما هو أن الحصول على خدمات التعلم من (صفوف ومكتبات وخدمات طلابية وتدريس) تتم كلها عبر الانترنيت, أي تعليم إلكتروني, أما في التعليم المفتوح فيتم الحصول على كل ذلك من خلال أشرطة الفيديو والكتب الدراسية التقليدية. ومن خلال ما تقدم يمكن تعريف التعليم الافتراضي بأنه: نوع من التعليم الإلكتروني يتيح للمتعلم الاستفادة من كل خدمات الدراسة التقليدية( كتب, خدمات طلابية, تدريس وامتحانات) فضلا عن كل ما تتيحه شبكات المعلومات على الانترنيت ويختصر بطريقة فعالة فترة البحث عن المعلومة في التعليم التقليدي ويجنب المتعلم مشاكل الروتين التقليدية الأخرى من تسجيل ومراجعات وغيرها كما يوفر إمكانات اقتصادية هائلة من خلال اختصار عمليات البناء للجامعات والمكتبات وما يتبعها من خدمات وعمالة إدارية وفنية.
مزايا وسلبيات التعليم الافتراضي:
تعدت الخدمات التي يقدمها الانترنيت إلى مناطق متعددة في شتى ميادين العلم والمعرفة فقد أصبحت مادة أساسية في التدريب وتأهيل الموظفين واستراتيجيات الإدارة والقيادة وتقديم الخدمات وخطط التسويق والإنتاج والمنافسة فضلا عن كونها مادة للبحث العلمي والتعليم بمراحله المختلفة, فقد تغير مفهوم المكتبة كمكان ومبنى لتجميع الكتب والدوريات بعد أن قلب الانترنيت هذا المفهوم إلى ذاكرة لحفظ ما لا يحصى الصفحات من المعلومات المختلفة وبشتى الموضوعات والقابلة للاستدعاء بسرعة فائقة تتطور يوميا بمقدار تطور أجهزة الكومبيوتر ومحركات البحث التي تحتويها, وقد أدى ذلك إلى حدوث قفزة في التعليم تعد الأهم في تاريخ البشرية. فقد وصل عدد المشتركين في شبكات الانترنيت في بداية عام 2003 إلى قرابة المليار مشترك. وقد أطلق على هذه الفترة من تاريخ التقنية عدة مسميات مثل: طريق المعلومات السريع Superhighway information أو عصر التشبيك والاتصال Communication Era أي تشابك نظم الحوسبة عبر شبكة المعلومات. وقد أدى ذلك إلى فائدة كبيرة للتعليم وخاصة بعد بروز تقنية الوسائط المتعددة التي تجاوزت الوقوف عند النص المكتوب إلى منطقة ملفات الحركة عبر منظومات سمعية مرئية, متحولة إلى (وسائل تفاعلية ما بين المعلومة والإنسان, فتحت الطريق أمام تقنيات ظنها البشر سحرا, إذ أتاحت مثلا الافتراض التخيلي أو الحقيقة الوهمية أو التخيلية أو الافتراضية والتي من خلالها ينتقل الإنسان إلى الوسط الذي يشاهده ويتفاعل مع عناصره وأشخاصه ولم يقتصر على تبادل المعلومات بل تواصل الأفراد معا بالصوت والصورة وحتى بالوجود التخيلي معا في ذات البيئة)(2) وإذا كان التعليم قد عانى لفترات طويلة من عدم قدرته في استثمار حواس الإنسان التي أكد أغلب علماء التربية أهميتها القصوى في تثبيت المعلومات في ذهن الطالب, كما أعتبرها مخروط الخبرة لـ(ادجار ديل) من أهم أنواع التعلم, أي التعلم الواقعي من خلال نقل المتعلم إلى بيئة الأحداث نفسها كالمعامل و الآلات أو المواقع التاريخية أو الجغرافية, والتي لم يفلح التعليم ما قبل الانترنيت في تحقيقها وذلك للصعوبات الفنية والمالية التي تواجه المدرسة في نقل هؤلاء الطلبة إلى مواقع الأحداث الحقيقية فضلا عن الخطورة المتوقعة حدوثها في بعض المواقع. أن خلق البيئة الافتراضية قد مكن المدرسة الحديثة من الانتقال السريع والفعال إلى كل المناطق المعرفية وساهم في تحفيز الطلبة على التفكير الأبتكاري, وإذا كان التعليم الافتراضي قد فتح الباب أمام هذا النوع من التعلم فقد ساهم بدرجة أكبر في حل الكثير من المشكلات الإنسانية المعاصرة, سواء على صعيد الراغبين في الدراسة أم دخولها كتقنية في العلاج الحديث أو ما يسمى بـ”العلاج خارج الألم” من خلال إدخال المريض في عالم وهمي(Lemonde Virtuel ) بدلا من حقنه بالأدوية المخدرة, مما يعني تعدي الاستفادة من هذه التقنية إلى مناطق جديدة.
ويمكن ذكر عددا من الميزات للتعليم الافتراضي مثلا:
1/ لا يتطلب التعليم الافتراضي وجود قاعات دراسية تقليدية بل قاعات افتراضية يمكن أن تظم عددا غير محدود من الطلبة.
2/ يمكن الاستفادة من جهود الأساتذة المختصين في شتى حقول المعرفة بمن فيهم من العقول المهاجرة التي يصعب عودتها إلى بلدانها لكثير من الأسباب, وبذلك خلق نوع من الارتباط بين الداخل والخارج في مجتمعات افتراضية.
3/ لا يتطلب وجود مكتبات كبيرة وموظفين وعمال وهيئات إدارية وما شابه ذلك, لوجود هذه المكتبات في شبكات الانترنيت وبأعداد لا حصر لها.
4/ تعتمد هذه التقنية على المناهج المعدة إلكترونيا بحيث تتناسب مع المراحل الدراسية المختلفة.
5/ يقلل التعليم الافتراضي من فرص هجرة العقول الشابة من بلدانها بحثا عن الجديد في المعرفة الذي تفتقر له الكثير من الدول في العالم.
6/ يمكن ربط هذه التقنية بعدة جامعات مما يزيد من فرص الاستفادة القصوى من الخبرات المتنوعة التي تمتلكها هذه الجامعات.
7/ يقلل التعليم الافتراضي من الفجوة الكبيرة في عملية التعليم المستمر والتدريب التخصصي والتعليم مدى الحياة بتقديمها خدمات عالية الجودة للعاملين في مواقع عملهم دون الحاجة إلى الطرق التقليدية والمكلفة المتبعة حاليا.
8/ يمكن للتعليم الافتراضي خلق فرص أكبر للعمل من خلال توفير برامج للتدريب في المؤسسات التي تعلن عن حاجتها إلى تخصصات محددة تتحمل هذه المؤسسات التكاليف المادية لها.
وإذا كان التعليم الافتراضي يمتلك كل هذه الميزات فأن البعض يرى عكس ذلك فإلى جانب الميزات تظهر العديد من التساؤلات التي تكررت سابقا مع ظهور التلفاز ودخوله في مجال التعليم ومدى الأثر المتحقق على المتلقي, ومن بين هذه الاعتراضات هو مدى الإمكانية في تطبيق التعليم الافتراضي في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة اللتان يحتاج التعليم فيهما العنصر البشري لتقويم عملية التدريس لطلاب في أعمار المراهقة ومن بين هذه الآراء تصريح المسؤول عن تأهيل الشباب الكندي القائل( التأهيل عن بعد لا يلائم طريقتنا التربوية, والتدخل الإنساني مهم جدا ولا يمكن للكومبيوتر والانترنيت أن يحلا محل العنصر البشري)(3) وهو يتفق مع رأي المدير العام للتربية في كيبك الذي حذر من اعتماد التعليم الافتراضي في المراحل ما قبل الجامعية بالقول(أخشى أن يستبد القطاع الخاص بالتعليم ويسحب بساط التربية من تحت أقدامنا)
(4) كما يرى آخرون أن المشكلة في استخدام التعليم الافتراضي تكمن في موضوعة التفاعل الشخصي بين المدرس والطالب والذي يصعب تنفيذه عبر الانترنيت, وهو رأي تعارضه بعض الدراسات الأولية التي أظهرت نتائجها” لا يوجد فرق بين مستخدمي الانترنيت وغير مستخدميه في مسألة التواصل مع الآخرين”(5) ويمكن تحديد بعض النقاط التي يجب معالجتها في هذا السياق بغية الوصول إلى درجة عالية من الفعالية في هذا النوع من التعليم ومنها:
1/ يرغب بعض الطلاب في المساهمة بالنقاشات الحية لزيادة مهارتهم في الإقناع ومنحهم الثقة المترتبة من ذلك.
2/ يتأثر الكثير من الطلبة بطريقة تدريس أساتذتهم ويتخذونهم نماذج في الحياة وهو ما يفتقده التعلم عبر الانترنيت.
3/ يرى البعض أن مفردات الحياة اليومية الجامعية وما يكتسبه الطالب من خبرات حياتية ومهارية يصعب تعويضه في هذا النوع من التعليم.
تجارب متنوعة في التعليم الافتراضي:
أهتم العالم المتقدم بهذه التقنية التربوية الجديدة وسعى لتطوير إمكانات العمل بها منذ بداية التسعينات من القرن الماضي وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية التي بلغ عدد الملتحقين بهذا النوع من التعليم مليون ونصف المليون طالب يتلقون دروسهم في البيوت وأماكن العمل ويطلق على هذا النظام أسم(هوم سكولينغ) كما اهتمت كندا بهذا النوع من التعليم وسعت إلى انعقاد مؤتمر علمي متخصص في عام 2000 ضم أكثر من 300 مندوب من مختلف دول أوربا وأمريكا وكندا وافتتحت على أثره جامعة(لافال) المفتوحة في مدينة كيبك الكندية للطلاب الراغبين في التعلم عن بعد لمواصلة تخصصاتهم. وفي هذا الشأن يقول(رون بيللي) أن ” آلافا من الطلاب يتابعون حاليا دراستهم عن بعد وهم يتواصلون مع أساتذتهم عبر الانترنيت والبريد الإلكتروني ونجاحهم ربما يكون افضل من المدارس النظامية” (6),ولم يقتصر الأمر على الدول الأوربية فقط بل تعدى ذلك إلى بلدان العالم الثالث وخاصة الدول العربية التي سارعت لامتلاك هذه التقنية التي انتشرت في دول الخليج العربي بعد بناء مدينة خاصة للإلكترونيات في أمارة دبي والتي فتحت المجال واسعا في تنشيط استخدام الانترنيت في شتى المجالات الحياتية ومنها التعليم على وجه التحديد, كما افتتحت في سورية أول جامعة افتراضية في الشرق الأوسط في أيلول من عام 2002 أطلق عليها((SVU الجامعة الافتراضية السورية والتي يمكن اعتبارها الأولى في حركة التعليم المباشر الإلكتروني في المنطقة (7), وقد شهدت الجامعة أقبال واهتمان من قبل الطلبة داخل سورية وخارجها, وفي نفس الفترة افتتحت مصر مجمعا للعالم الافتراضي ضمن المباني الإعلامية الجديدة الملحقة بالتلفزيون المصري, وتسعى من خلال هذا المجمع إلى إنتاج الأفلام والبرمجيات الخاصة بالعالم الافتراضي وتطبيقاته في التعليم. وقد سبقت أفريقيا العالم العربي في اعتماد هذا النوع من التعليم, فقد تم افتتاح الجامعة الأفريقية غير المنظورة بتمويل من البنك الدولي في عام 1995بدافع التقليل من الهجرات الواسعة للشباب الأفريقي وتهيئته للمزيد من المعرفة , حيث يعول الخبراء الدوليون كثيرا على مستقبل هذه الجامعة كونها” الحل الأمثل لتعميم التعليم الجامعي بين الأفارقة وتأهيل الشباب منهم بعلوم العصر وتقنياته وتمكينهم من تخطي أزمات البطالة والفقر والهجرة”(8)
الكيفية التي يتم فيها التعليم الافتراضي:
يعتمد التعليم الافتراضي على أنظمة وبرمجيات صممت لهذا النمط من التعليم بحيث تكون فعالة في تقديم المحاضرات الحية عبر الانترنيت أو غير الحية(اللامتزامنة), وهي ببساطة تتكون من عناصر سمعية وأخرى بصرية مع مجموعة ارتباطات لتوفير مستلزمات المحاضرة من بيانات ومعلومات نصية. ولكي يدخل الطالب المحاضرة لابد من منحه كلمة مرور خاصة به تسمح له بالتفاعل مع مجريات المحاضرة من طرح أسئلة واستلام بيانات ومشاهدة صور وما إلى ذلك. وحتى يتم تنظيم المحاضرة وعدم تداخل الأسئلة صممت أنظمة التعليم الافتراضي لإظهار الأسئلة أمام المشتركين على الشاشة بحيث يتم الإجابة عنها في نهاية المحاضرة كي تتاح فرصة استمرار المحاضرة إلى النهاية . أما بالنسبة للطلاب الذين لا يستطيعون المشاركة في المحاضرات الحية صممت لهم أنظمة النمط اللا متزامن لغرض زيادة تسهيلات المحادثة وطرح الأسئلة وخزنها ومن ثم الإجابة عنها في وقت لاحق. ثم توثق المحاضرة كاملة وتخزن في حقل خاص ـ يعمل بمثابة المكتبة ـ ليتمكن الطلاب من العودة إليها إن رغبوا في ذلك. كما صممت غرف إليكترونية خاصة بكل طالب يستطيع استخدامها للحديث مع أستاذه للاستفسار أو المناقشة. وتتضمن مجموعة الارتباطات على الصفحة الرئيسية كل المناطق الإليكترونية على شبكة البحث الخاصة بالمادة المطروحة للدراسة بحيث يتمكن الطالب من الرجوع إلى هذه الموضوعات لزيادة المعرفة في محاضرة ذلك اليوم, وبذلك يختصر جهد هائل كان من المتعذر إنجازه في الدراسة التقليدية وخاصة في مجال البحوث والدراسات السابقة. ومن النقاط الإيجابية في المحاضرات الحية في التعليم الافتراضي هو حصول الطالب على كل مستلزمات المحاضرة مسبقا كي يتمكن من التهيئة للمحاضرة وتكوين فكرة عن نمط الأسئلة وما إلى ذلك. كما صمم نظام خاص للامتحانات يقوم على أساس الوقت المحدد للإجابة يقترب من طريقة التعليم المبرمج, وهو نظام متعارف عليه في الدراسات الإليكترونية.
الاستنتاجات:
يتضح مما تقدم أن التعليم الافتراضي هو:
1/ طريقة جديدة في التدريس تعتمد بدرجة أساسية على كل الخدمات التي تقدمها التقنية التربوية الحديثة وتتمتع بامتيازات عديدة تساعد الطالب على امتلاك المزيد من المعرفة بجهد يقل كثيرا عن الدراسة التقليدية.
2/ ضرورة دخول هذا النمط من التدريس إلى مجمعاتنا العربية للنهوض بالواقع العلمي العربي ومحاولة التواصل مع المستجدات العلمية في العالم المتقدم.
3/ يقلل التعليم الافتراضي من الهجرات الاضطرارية للمتعلمين العرب ويسهم في توفير فرص العمل والتدريب والتعليم المستمر.
الهوامش:
1/ فتح الباب عبد الحليم سيد وآخرون, ثورة المعلومات والتعلم دليل عمل لبرامج مركز مصادر التعليم, القاهرة,1992,ص3.
2/ يونس عرب, أبناء عقوا أبوة الأنفوميديا, مجلة الزمان الجديد, حزيران,2001, العدد 18,ص38.
3 و 4/ علي حويلي, نظام التعليم عن بعد يسهم في حل أزمات البطالة والفقر والهجرة, مجلة النور, العدد 124, أيلول 2001, ص 101.
5/ نور الدين شيخ عبيد, الانترنيت من بين المعرفة والتعارف, مجلة النور, العدد132,أيار 2002,ص104.
6/ علي حويلي, المصدر السابق نفسه.
7/ الجامعة الافتراضية السورية(SVU) أول جامعة من نوعها في الشرق الأوسط, مقال مشور في مجلة النور, العدد 137, تشرين أول 2002, ص94.
8/ علي حويلي, المصدر السابق.