الإخراج والسيناريو4… الدكتور عبدالباسط سلمان
::::::4
المخرج وشكل ومضمون الفيلم المخرج وما يمتلك من صلاحية ودور فاعل في خلق الفيلم وقياده العمل فيه نحو توجه درامي خاص من خلال فهمه وإدراكه للشكل والمضمون في العمل رغم ان هناك إشكالية قائمة منذ زمن بعيد في دور الشكل والمضمون، فلا يزال الشكل والمضمون يشكل قضية مهمة عند كثير من المنظرين والفلاسفة لاختلاف وجهات نظرهم في تحديد معايير ثابتة وواحدة للشكل والمضمون حيث اختلف كثير من المنظرين حول أهمية الشكل بالموازنة مع المضمون، فهناك من يرى بان الشكل أهم من المضمون وهناك من يرى إن المضمون أهم من الشكل وهناك أيضا من يرى إن الشكل والمضمون عنصرين متلازمين يكمل احدهما الآخر ولا يمكن أن يحمل أحدهما أهمية أكثر من الآخر ( ). إن هذه الجدلية تعود الى زمن بعيد جداً يمتد الى عصر أرسطو وربما ما قبله حيث إن أرسطو كان قد تناول موضوع الشكل والمضمون وعده وحدة متلازمة على حد قول الدكتور رشاد رشدي : (( إن التميز المفتعل بين الشكل والمضمون لم يقره أرسطو ، فقد كانت المسرحية بأكملها في نظره عبارة عن حدث كامل ، بناء قائم بحد ذاته واحد .. موحد.. وكان ( أرسطو) بهذا أول من أرسى نظرية الدراما على أنها بناء عضوي ))( ). وعلى الرغم من عدم إمكانية الفصل بين الشكل والمضمون وتلازم العلاقة المتبادلة بينهما قديمة قدم ( أرسطو ) فقد عاد النقد الرومانسي الى تأكيده عندما عد ((إن المضمون الحقيقي للفن الرومانسي يتكون من الداخلية المطلقة ويتكون شكله المطابق من الذاتية الروحية الواعية لاستقلالها وسؤددها وحريتها ))( ) . ويرى المؤلف إن التوغل في جدلية الشكل والمضمون يحتاج الى إسهاب في تناول موضوعات عديدة قد تجرفنا عما نهدف إليه ، لذا فإننا سنبين عناصر الشكل وعناصر المضمون في الدراما. عن المظاهر يقول ( رودولف ارنهايم ) في الفيلم لكونه دراما (( فنان الفيلم يقدم فقط تمثيلاً للواقع ويركز اهتمام المشاهدين على ما يمثله الفيلم لا على الوسيلة التي عن طريقها يقوم بهذا التمثيل )) .فبما ان الفيلم فن فقط الى الذي يختلف فيه الشكل الفني عن التصوير الصحيح للواقع يسرد ارنهايم كل مظهر غير واقعي للشكل الفني وتشمل هذه المظاهر( ) :- 1- عرض الأجسام على سطح ذي بعدين . 2- نقص الإحساس بالعمق ومشكلة حجم الصورة المطلق . 3- الإضاءة وعدم وجود اللون . 4- تأطير الصورة . 5- غياب المتصل المكاني الزماني الموجود في الواقع بسبب التوليف . 6- عدم استخدام الحواس الأخرى ( ). وهنا أيضا لابد من ترسيخ ما قاله المخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ : (( أحيانا اهجر الأسلوب تماماً في سبيل المحتوى أي أن اجعل خطاً مشتركاً في عملي الفني لأوضح الاتجاه الذي سأسلكه ، اعتقد ان جزءاً من وظيفتي هو شرح الفيلم بوساطة المشاهد ، بمعنى تحديد اتجاهات الكاميرا وتحديد الهدف المستخدم وزاوية ورؤية الممثل، فهذه في رأيي هي التي أتكفل بها تجاه القصة ، إن الاهتمام بالقصة بالنسبة لي هو الجزء الأكثر إثارة في إخراج فيلم ، ثم يأتي بعد ذلك تركيب عناصر الفيلم المختلفة))( ). إن ما قاله سبيلبرغ في الواقع يقود الى أن القصة وما تحتويه في الفيلم لكونها الدراما هي المحتوى أو المضمون وان ما يقوم به سبيلبرغ كمخرج للفيلم كي يوصل القصة للمتلقي من تحديد اتجاهات الكاميرا وتحديد الهدف المستخدم وزاوية رؤية الممثل إنما هو الشكل . في ضوء ما تمخض مما قاله سبيلبرغ فإننا نرى إن عناصر الشكل في العمل الدرامي هي ما ينبغي أن يقوم بها المخرج والتي يشاهدها ويسمعها المتلقي أثناء العرض ، أما المضمون فهي القصة وما تهدف إليه ، حيث ان القصة لا يمكن أن تبدو كما يدركها المتلقي في الفيلم لولا تدخل المخرج ذلك لان إدراك أي قصة يختلف من مخرج لآخر أي إن كل مخرج له رؤيته الخاصة ويخرج القصة بشكل مغاير ومختلف عما يخرجها مخرج غيره( ) ، ولا داعي لأن نغوص في عمل المخرج إن كان قد تدخل في تغيير القصة أو تطويرها بقدر ما أن نهتم في كشف العناصر المسموعة والمنظورة في العمل الدرامي للوصول الى فهم الشكل ومن ثم المضمون ، (( حيث إن المضمون يبدو واضحاً من خلال الشكل ))( ). إذ ان الدراما التلفزيونية تحمل شكلاً خاصاً بها يتمثل في صوراً وأصوات ذلك لأن (( بنية الدراما مجسدة على صورة وأصوات من خلال الديكور والملابس والماكياج والإضاءة والحوار والموسيقى والمؤثرات الصوتية بوساطة إشارات ورموز ضوئية وضرورية ))( ) . أما المضمون في الدراما التلفزيونية فهو وكما ذكر في دراسات سابقة (( المحتوى الذي تكشف عنه حكاية الدراما التلفزيونية وتوحي به في نفوس المشاهدين بوساطة الشكل ))( ). وهنا لا بد من استعراض عناصر الشكل وعناصر المضمون بغية الوقوف على ما ستقود تلك العناصر إلى التأثير في المتلقي، وعناصر الشكل كما حددتها الدراسات السابقة هي ( ):- 1 – الإضاءة: الإمكانيات الهائلة في الإضاءة أسهمت ولحدود في تأسيس ثأثيرات مرئية بالعمل الفيلمي، حيث تساعد الإضاءة كثيراً على خلق أشكال متعددة قد تؤدي دوراً بارزاً في تجسيد قيم ومبادئ للمضامين في الدراما التي هي بالأساس تحمل مضامين عديدة وهنا لابد من الإشارة الى أهمية دور الإضاءة في رسم الأشكال لكثير من الأعمال الدرامية سواء في السينما أم في التلفزيون ، حيث تقود الإضاءة الى خلق جو نفسي عام من خلال قدرتها على خلق اللون من استخدام مؤثراتها في تقنية جهاز الإضاءة ذاته ، ولعل فيلم ( دوك تريزي ) للممثلة الشهيرة مادونا خير دليل على قدرة الإضاءة في استخدام اللون ، حيث أدت الإضاءة دوراً بارزاً في الفيلم لخلق جو نفسي عام فيه ، كما إن الإضاءة تحمل قدرة في توصيل المضامين من خلال رسمها في الموضوعات التي تعمل بها( ) ، فكثير من الاعمال الدرامية استندت الى الإضاءة في رسم الشخصيات وتوصيل الأفكار من تصوير الشخصية للمتلقي بالبقع الضوئية أو بألوان الإضاءة أو بالظل( ) ولعل فيلم صمت الحملان ( هانيبال ) الجزء الثاني من الاعمال التي اعتمدت الإضاءة في رسم الشخصية للمتلقي ، حيث نرى شخصية ( لكتر ) التي مثلها الممثل الشهير (أنتوني هوبكنز ) شخصية سلبية وتحمل الكثير من الغموض والقلق، إلا أنها في نفس الوقت تحمل شيء من الخير وقد جسد المخرج هذا التعبير من خلال جعل الإضاءة لوجه هذه الشخصية خافتة جداً وعليها بصيص من الضوء على جبهة الشخصية في إحدى المشاهد ليعبر عن شيء من الأمل في الشخصية . 2 -الديكور: لقد تيقن العمل الفيلمي ومنذ تأسيسه الدور الذي يلعبه الديكور في خلق التأثيرات بالمتلقي، فللديكور إمكانياته وقدراته الواسعة في إبراز مظاهر مؤثرة في نفسية المتلقي لما يتضمن الديكور عناصر كثيرة ومفردات عدة في تعزيز الموقف على وفق المضمون ، والديكور بحكم امتلاكه مجموعة عديدة من المفردات المتغيرة في تكوين الشكل من كتل وألوان وتراكيب متعددة يساعد في خلق كثير من الأجواء والمضامين ذات التأثير في المتلقي حيث انه غالباً (( ما يعمل على خلق عنصر الإبهار والتشويق عند المتلقي ))( ) لما يشكل من نتيجة في إظهار أو إبراز أمور مقصودة أو غير مقصودة عند المتلقي وتلجأ كثيراً من الأفلام الأمريكية الى الاستعانة بكثير من الديكورات الفخمة والواسعة في المشاهد بغية خلق رهبة لدى المتلقي فيلاحظ على سبيل المثال في فيلم ( اليوم السادس والأخير) الذي مثله (آرنولد) أو في فيلم (الجزيرة) الذي أنتج في عام 2005 أي بعد أربع سنوات من إنتاج فيلم ارنولد(اليوم السادس والأخير) يلاحظ فيه ديكور فخم وكبير للغاية في مختبرات أمريكية للاستنساخ البشري وكأنه كما يظهر في الفيلم معمل ضخم لإنتاج مكوكيات فضائية ، في الواقع هذا الديكور يعكس للمتلقي مضموناً قد يقوده الى تفرد أمريكا في امتلاك هذه المختبرات العملاقة لا سيما وان هذا الديكور مرتبط أيضا وبواقع دراما الفيلم في ديكور آخر لمختبرات أخرى في مجال الهندسة الالكترونية ذات القدرات الفائقة ،والديكور كثير ما تعتمد عليه الجهات الإنتاجية في التعبير عن كثير من المضامين ذلك لأنه بالإضافة إلى ما يحمله من دلالات فانه يمتلك الجمالية والتي كثيرا ما يبحث عنها المتلقي 0 3 – الماكياج: قد يكون الماكياج بمثابة أجهزة الإضاءة أو التصوير في بعض الأحيان بحكم انه متوافر في الأعمال السينمائية بشكل حتمي ومستمر فهو يساهم بأغلب الأحيان بخلق العديد من الأشكال الجديدة أو الغريبة التي غالبا ما تشد المشاهد وتنقله الى عالم مغاير أو مختلف، وذلك بحكم القدرات التي يتمتع بها الماكياج على خلق المؤثرات المرئية التي غالبا يحتاجها العمل السينمائي، لذا فالماكياج ذا أهمية بالغة في خلق الافتراضات التي يعتمدها المخرج في العمل ، حيث إن كم كبير من الأعمال الدرامية استندت الى الماكياج في خلق حقائق افتراضية ، ولما يعمل الماكياج من تلك الإمكانيات في تعزيز الافتراضات التي تعتمدها السينما ، فقد استعان في الكثير من الاعمال ليعطي أشكالا جديدة وكثيرة ، وقد حفزت هذه الأشكال لعكس مضامين للمتلقي ، ومن هذه المضامين ما استغلت لخلق حالة من التعجب أو اليأس أو الرهبة أو الخنوع عند المتلقي وذلك من خلال خلق شخصيات يبتكرها دور الماكياج في الخلق المقنع لدى المتلقي ، وقد استفادت السينما العالمية والتلفزيون أيضا من قدرة الماكياج وعملت على استثماره في العديد من الأفكار التي لا يمكن أن تنجز بغير الماكياج فهناك مجموعة كبيرة من الأفلام استندت للماكياج في خلق شخصيات غريبة ومؤثرة كأن تكون تلك الشخصيات القادمة من كواكب أخرى أو الشخصيات المهجنة وما شابه ذلك والواقع إن مثل هذه الشخصيات استطاعت بأشكالها أن تعكس عند المتلقي كثرة من التأويلات في أفكار ومضامين عديدة فعلى سبيل المثال في فيلم (fantastic 4) أو (the mask)أو (كودزيلا) أو ( حرب النجوم ) يؤدي الماكياج دوراً بارزاً في خلق الحيوانات الوحشية العملاقة أو الحيوانات الغريبة الموجودة في كواكب أخرى والتي قد تشكل تهديد لكوكب الأرض حيث تحتويها القوات الأمريكية وتؤمن كوكب الأرض من تهديد تلك الحيوانات، والواقع إن لهذا المضمون الذي ينبلج من تلك الفكرة في الفيلم استناد الى دور الماكياج في خلق الشخصيات التي دعمت العمل وفكرته بشكل عام . ((للماكياج دور كبير في تحقيق العديد من التأثيرات المرئية بالمتلقي، إلا ان التأثيرات المرئية نفسها التهمت من قبل العمليات الكومبيوترية)) 4 – الأزياء: تشكل الأزياء تأثير حقيقي للعمل الفيلمي بما فيها من إمكانيات على دعم العمل والتأثير فيه، حيث حقق دور الأزياء نجاحاً كبيراً في خلق التشويق والدهشة لما له من قدرة في تحقيق الإقناع( ) ، حيث ان كثير من الأزياء التي تظهر في الاعمال التلفزيونية أثرت بالمجتمعات وخلقت في نفس الوقت ظاهرة في شرائح الناس ، فالزى لما يمتلك من جمالية جعل من المتلقين فريسة للتعلّق به، فهناك كثير من الناس ينقادون وراء شخصيات التلفزيون والسينما أيضا لما لها من تأثير كبير في نفوس المجتمع الأمر الذي يجعل من تلك الشخصيات أنموذجا في اختيار الزى من قبل المتلقي حتى ان كثيراً من الموديلات انتشرت في المجتمعات لأنها كانت في بعض الأعمال الفنية التي تظهر في التلفزيون أو السينما ، بل إن أزياء ((الميني جوب))* على سبيل المثال لم تكن منتشرة في كثير من المجتمعات الشرقية لولا ظهورها في شاشات السينما والتلفزيون ، وهنا لا بد من أن نشير الى ان كثير من المجتمعات تأثرت كثيراً في الأعمال التلفزيونية الأجنبية المدبلجة التي ظهرت في شاشات التلفزيون ، حيث ان كثيراً من الشباب والشابات على وجه الخصوص ارتدوا الكثير من الأزياء التي ظهرت في المسلسلات المدبلجة مما عكست مضامين متعددة ومتنوعة، الأمر الذي جعل من دور الأزياء يشكل أهمية بالغة في عكس مضامين في كثير من المجتمعات لتروي قيم قد تكون جديدة أو دخيلة ، وللأزياء قدرة كبيرة في تحقيق المزيد من الإثارة والمصداقية للأعمال السينمائية بحكم أنها تكمل للحركات والديكورات والأداء فتخلق افتراض يتقبله المشاهد في السينما كما هو الحال في فيلم (spider man) الذي خلق افتراض ووهم للعالم ومن ثم قد المتابعين الى الانشداد والتوتر في أحداث الفيلم علما ان الفيلم مبني على اكذوبه مفادها إنسان يتحول الى عنكبوت، فتتحول هذه الأكذوبة الى حقيقة على الشاشة السينمائية ويستمتع بها المتلقي لدرجة ان انه يدفع كم من المال ليشاهد الفيلم (spider man) . 5 -الإيقاع: لا يخلو أي فيلم أو أي عمل درامي مهما كان نوعه من الإيقاع ، فكل عمل مرئي درامي له دفق من اللقطات التي توعز بكم من الأشكال والألوان والحركات والمكونات الأخرى للصورة والتي تشكل مجتمعة حصيلة تدعى الإيقاع، هذا الإيقاع يولد عند المتلقي حالة من الانسجام ضمن نوع من المتابعة للأحداث في الفيلم، وهو الأمر الذي يعطي بالنتيجة طبيعة للموود الخاص بالفيلم ككل، والإيقاع بالواقع ليس من السهل تعريفه لمن لا يهتم بالسينما أو العمل الفيلمي كونه نتاج لصانع الفيلم الذي تنعكس أساليبه من خلال الفيلم، والإيقاع ورد في كثيراً من المصادر المتخصصة بأنه موجود في أي عمل سواء كان سينمائياً أم تلفزيونياً أم إذاعيا (( فهو حصيلة ناتجة ساهمت فيه كل عناصر العمل الخلاقة المرئية منها والمسموعة مضافاً إليها القدرات العملية والنظرية والتقنية للمتخصصين في فريق إنتاج الفيلم ، حيث يختلف إيقاع الفيلم من فيلم لآخر وذلك لاختلاف الزمان والمكان واختلاف فريق العمل الذي ينتج الفيلم السينمائي ))( ) . والواقع إن الإيقاع ينعكس من خلال الشكل الذي يظهر في الفيلم أو طريقة الترابط بين الشكل والآخر حيث يبرز الإيقاع ليكون وليد تتابع في توالي عدة أجزاء من مكونات الفيلم ، وهذا الشيء لا بد أن يخلق حالة نفسية في المتلقي تقود الى تحقيق أهداف يمكن أن تكون مضامين لكثير من الأفكار ، وكان ( كارل رايس ) قد أكد ذلك حين بين ان المضمون أو جوهر الصورة هو الذي يحدد الإيقاع حيث قال : ( إن العامل الوحيد الذي يحدد الإيقاع في الفيلم الصامت كان المضمون أو جوهر الصورة لكن في الفيلم الناطق الإيقاع نحصل عليه من خلال ترابط المؤثرات الصوتية والصورية التي قد لا تكون صادرة من الصورة وحدها أو شريط الصورة وحده ))( ). 6 – الميزانسين : استخدمت مفردة الميزانسين في المسرح كثيرا كونها تؤسس للمناظر الناجحة على خشبة المسرح التي من شانها شد المتلقي والتأثير فيه، حيث يخلق الميزانسين تناغماً كبيراً لإحداث العمل الدرامي لما له من عناصر متعددة ذات أهمية بالغة في الفيلم فهو نتاج ( موضع الجسم + المستوى + المنطقة + الفضاءات والمسافات + التكرار + التقوية + التناقض + التركيز ))( ). إن أي عنصر من تلك العناصر يمتلك قدرة في بذر مضامين مهمة في شكل العمل الدرامي حيث يظهّر كل عنصر من تلك العناصر العديد من الأمور التي قد تحمل قصد في إفشاء ظاهرة أو إعلان حقيقة لصالح غرض أو هدف من الأهداف التي يخطط لها في أفكار العمل الدرامي فيلاحظ على سبيل المثال إن عديد من الأعمال السينمائية الأمريكية تبرز الكثير من المعالم الأمريكية في أعمالها على وفق تنسيق مقصود في الميزانسين بغية نشر تلك المعالم أو بغية التباهي بها أمام المتلقين في الدول التي لا تملك مثل تلك المعالم فهي غالباً ما تظهر العمارات العالية جداً ( ناطحات السحاب) في وفرة من المشاهد أو أنها تظهر طائرات عديدة ومطارات حديثة ومتطورة أو أنها تظهر مواقع لمشاهد درامية عملاقة كالمفاعل النووي أو المصانع العملاقة للمكوكيات الفضائية أو المجمعات العسكرية التي تشكل أمام المتلقي حالة أشبه بما تكون تهديداً له أو إحباط لهمته وذلك لان ما استعرضه العمل الدرامي لم يتوافر في بلاد المتلقي لا سيما حين يكون المتلقي من بلدان الدون النامية . لقد حقق الميزانسين عبر الأشكال التي يخلقها حالات مؤثرة في خلق مضمون فكري ، حيث إن الأشكال التي تتولد من فعل الميزانسين إنما هي تعبيرات لدعم مضمون العمل الدرامي ، فكثير من الأشكال التي برزت في السينما العالمية استطاعت أن تعبر عن مضامين دعمت أفكار الفيلم كما هو الحال في فيلم ( جيمس بوند)( Golden Eye ) الذي مثله (بيرس بروسنان) حيث يفصح الميزانسين في أحد مشاهد الفيلم عن سقوط تمثال لينين في الاتحاد السوفيتي ( سابقاً ) وذلك للتعبير عن انهيار الشيوعية ، لقد عكس الميزانسين قي هذا المشهد عن مضمون مهم للغاية وهو ما كانت تسعى له الولايات المتحدة الأمريكية لمدة طويلة إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي سابقاً . وبعد استعــراض عناصر الشكل ننتقل الى عناصر المضمون التي حددت في العديد من الدراسات السابقة وهي :- 1 – الفكــرة: قيمة كل الاعمال تكمن بالفكرة التي تحقق العمل أساسا ، فهناك فكرة وراء كل عمل ، ومهما كانت نتائج العمل فلابد أن تكون وراء العمل فكرة سواء تحققت الفكرة من وراء إنتاج العمل أم أنها لم تتحقق، وكل الاعمال التي تنتج لها أفكار، قد تكون هذه الأفكار مخفية وراء المزيد من المشاهد أو أنها تكون حصيلة وراء عرض فلمي كبير، وفي بعض الأحيان تتأجل الفكرة لتنضج مع بروز كم من العلاقات بعد عرض الفلم أو العمل الدرامي الذي ضم فكرة ما، ويقول تيرنس سان مارنر بكتابه الإخراج السينمائي حول الفكرة (روح السيناريو الفكرة الرئيسية التي يختارها المخرج أو الكاتب (السينارست) . وسوف تنتقل هذه الفكرة الى المشاهدين من خلال تدفق الصورة المرئية ، التي سيكون لها معنى إذا شوهدت كل منها على انفراد ، وسيكون لها معنى آخر إذا شوهدت مرتبطة ببعضها ) ، لتقود الفكرة في أي عمل درامي الى جملة من الأشكال التي تظهر في العمل ذاته بناءً على ما تحمله الفكرة من موضوعات عديدة حيث ان أي عمل درامي له فكرة مسبقة وهذه الفكرة توجه المخرج قائد العمل الدرامي في اختيار جملة من الأشكال التي تعكس بدورها جملة من التفاصيل الدقيقة والموضوعات ذات الأهمية في نفس المتلقي حيث إن كثيراً من الاعمال السينمائية والتلفزيونية ترمي لأهداف وتنكشف هذه الأهداف من خلال فكرة العمل ، فعلى سبيل المثال فيلم ( رامبو ) للمثل سلفستر ستالون الذي يستعرض الجندي الأمريكي بشكل خرافي، حيث يظهر هذا البطل الذي يحارب مجموعات كبيرة جداً وينتصر عليها بشكل مقنع ضمن أجواء العمل السينمائي الذي يبلور الفكرة في هذه الشخصية الخارقة والتي تعبر جملةً وتفصيلاً عن عظمة الجندي الأمريكي وقدرته في التصدي لقوات مسلحة كبيرة جداً ، الواقع ان كل التفاصيل التي تظهر في الفيلم إنما هي بفعل الفكرة التي كانت وراء إنتاج هذا الفيلم ، حيث ان الفكرة هي القاعدة التي يستند إليها المخرج في وضع الشكل للعمل (( فهي المرتكز والمنطق للمادة الدرامية ليست بوصفها وحدة نسيج النص فحسب ، وإنما تشكل كل مجتمع الدراما ، انطلاقاً بالنص مروراً بفهم المخرج ومعالجاته وتفاعلاته مع الممثلين وصولاً الى آلية التقنيات التلفزيونية ))( ) وهي بالنتيجة قادت إلى أن تحقق أهدافاً ومآرب تستغل لصالح المنتج ففيلم ( رامبو ) إنما هو ليس حقيقة بل هو من صنع السياسة الأمريكية لخلق المفاهيم الامبريالية التي ترمي إليها فلذلك جعلت من الفكرة في الفيلم وسيلة من الوسائل التي تستند إليها في بث السياسة الخاصة وإرسائها من تمجيد الجندي الأمريكي ورفع شأنه وخلق حضارة للمواطن الأمريكي عبر مجموعة من الأفكار التي تقود كماً هائلاً من الأفكار ، وعلى سبيل المثال في فيلم ( الرقص مع الذئاب ) للمثل والمخرج ( كيفن كوسنر ) الذي استعرض مجموعة من الهنود الحمر وكأنهم أقوام جديدة على المتلقي حيث ظهروا في هذا الفيلم على عكس ما كانوا يظهرون في الأفلام التي سبقت الثمانينات والسبعينات من القرن الماضي ، فقد ظهروا أقوام تحمل قيماً ومبادئ إنسانية وإنهم أصحاب عقيدة تستند الى الخير والسلام وليس كما كانوا يظهرون في أفلام ( الويسترن ) بأنهم برابرة ووحوش بشرية تسعى الى الشر والرذيلة ( ). إن فكرة الفيلم ( الرقص مع الذئاب ) ترمي إلى تغيير تاريخ كامل لقارة كاملة على الكرة الأرضية ، فبعد أن تيقنت الولايات المتحدة بأنها لا تملك حضارة وإنها وليدة عصور حديثة جداً ارتأت الى خلق تاريخ لها وحضارة، ولم تجد سوى الهنود الحمر فكرة جاهزة لإقناع المتلقي ، لذا لجأت الى الكف عن الإساءة الى الهنود الحمر وتمجيدهم ليكونوا فيما بعد الحضارة التي تستند إليها الولايات المتحدة الأمريكية لتكون جديرة بقيادة العالم على وفق مفهوم العولمة التي اشرنا إليها في بداية الفصل الثاني من هذه الدراسة . إن الفكرة في أي عمل تشكل المضمون المباشر للعمل ككل لأنها هي التي تقود العمل في كل مراحله ، حيث إن المخرج والممثل والمؤلف والموسيقى وباقي العاملين في العمل كلهم يستنبطون من فكرة العمل مسارهم في انجاز العمل ككل ، ومن ثم ينشأ العمل ويتكامل في ضوء الفكرة التي تجمع كل المضامين الخاصة بأهداف العمل. وهنا تأكيد على ما ورد من قبل الكاتب الأمريكي جون هوارد لوسون في كتاب الفيلم في معركة الأفكار حول هذا الموضوع عندما قال (( انه جرى الاتفاق على وجوب الحكم على الفيلم بوصفه أداة للسياسة الخارجية وان الأفلام التي ترسل الى البلاد الأخرى لابد أن تخدم احتياجات الدعاية الحكومية وهو اتفاق ظل سارياً حتى في عصر تفوق فيه التلفزيون على السينما في كم الإنتاج ))( ) ذلك لان الاعمال التلفزيونية تحمل من الأفكار التي تعكس جملة من القيم التي لا تتلاءم وأفكار كثير من الشعوب ومعتقداتها فهناك مسلسلات تلفزيونية ركزت ( إبراز قيم الأنا وتضخيمها بشكل غير مرضي والتأكيد على الإحساس بالذاتية والفردية وخلق الاحترام والتبجيل للنموذج الأمريكي – الغربي وتأكيد قوة الغرب التي لا تقهر ))( ). 2 – الصراع: إن قيمة الأعمال الدرامية تكمن وراء الصراع الذي تحمله وقوته، حيث إن أقطاب الصراع في العمل الدرامي تشكل دوراً أساسياً لبناء تلك الدراما ، لذلك كان للصراع دوراً أساسياً في عملية تأسيس الدراما ، وطبيعة الصراع في أي عمل إنما هي تشكيل واضح لصدام إرادتين ، ولغرض تحقيق الصراع يخلق الموقف الدرامي إرادتين متعارضتين تمثل الأولى على سبيل المثال الخير والإرادة والثانية تمثل الشر، حيث تتضارب هاتين الإرادتين وينشأ الصراع الذي سيغرس وفرة كبيرة من المضامين بحكم انه سيمر بمجموعة من الأزمات التي سنبين دورها لاحقاً في تجسيد الأهداف وتحقيقها لغرض غرس مجموعة من المفاهيم التي تتوخاها الجهة المنتجة للعمل الدرامي ، ذلك لان العمل الدرامي أساسا لا يكون مشوق ما لم يكن هناك صراع ، حيث إن تعقيد الأحداث لأجل خلق حبكة مشوقة يبدأ مع الصراع وينتهي مع انتهاء الصراع ، وكان فخري قسطندي قد أكد ذلك حين أشار الى ( إن بداية الصراع بداية الحبكة ، ونهاية الصراع نهاية الحبكة ، وما يكون بين البداية والنهاية يكون تطور الأحداث ))( ). حيث إن للصراع بداية تكون مع نقطة الهجوم (Point of attack ) هذه النقطة التي ستبرز كل الأفعال التي تنشأ خلال العمل الدرامي ، فأي صراع لا يمكن أن يكون، إلا بوجود مجموعة من الأفعال تقوم بها الشخصيات( )، وأي عمل درامي هو ناتج عن مجموعة الأفعال ، وهذه الأفعال تخلق تعبيرات ثانوية ورئيسية ، تكون تغييرات ليس فقط في أحداث الدراما بل للمتلقي أيضا لأنه عرضه للدراما وما تمنحه ، فهي تخلق الانعكاسات في المتلقي بصورة وأخرى أي لا بد من أن يدرس بالشكل الكافي كي لا تكون أهدافها غير صحيحة لما كان مخطط ، في ضوء ذلك كان لا بد من أن يكون الصراع مدروساً بشكل جيد لأنه الأساس الذي ستبنى عليه في خلق الأحداث لغرس المضامين الفكرية . 3 – الشخصيات: قد تكون الشخصيات من ابرز المؤثرات التي تؤدي دوراً أساسيا في نقل أو عكس المضامين لما يؤهلها في التوغل بالمتلقي حيث إن الشخصيات تقوم بدور رئيس في خلق التعاطف مع المتلقي لما يجد المتلقي من صفات ذاتية لنفسه في أكثر الشخصيات في الدراما ، حيث إن الشخصيات تنقل الواقع للمتلقي بصورة تكاد تكون مباشرة لأنها تمتلك كثيراً من الصفات المشتركة مع المتلقي، لذا كانت مؤهلة لأن تنقل كثيراً من التقاليد والقيم الى المتلقين بحكم كونها الأكثر شبهاً مع المتلقي ، فالإنسان ميال للتقليد أو المحاكاة كما ذكر أرسطو ، فحين يتمكن من ان يحاكي قيمة أو سلوكاً معيناً وبصورة يسيرة فأنه سوف لا يتردد في الأغلب في أن يفعلها عندما يراها سيما وإنها تتكرر أمامه في الدراما ، وهو ما استندت إليه ماكينة الإعلام الأمريكية في خلق النموذج لها لتحقيق المآرب المرجوة ( )، حيث تمكنت السينما الأمريكية من ابتكار كثير من الشخصيات ذات التأثير المباشر في المتلقي بل أنها نقلتها حتى في أفلام الرسوم المتحركة لتحقيق أكبر قدر من التأثير بالمتلقي ، فهناك عشرات الشخصيات الأمريكية التي ترسخت في ذهنية المتلقي لما كان لها من رسم دقيق في المعالم وإسهاب في طرحها على المتلقي ، فكثير من المتلقين الآن يتذكرون ( روكي ، سوبرمان ، جيمس بوند ، فاندام ) وشخصيات أخرى عديدة كان للسينما والتلفزيون فضل في انتشارها ، إن الشخصية كما وصفها وارن (( التنظيم العقلي الكامل للإنسان عند مرحلة معينة من مراحل نموه ، وهي تتضمن كل ناحية من النواحي النفسية ، عقله ، مزاجه ، ومهاراته ، وأخلاقه ، واتجاهاته التي كونها خلال حياته))( ) . فالنواحي الشخصية التي ذكرت هي نفس النواحي المتوافرة في أي إنسان، إلا أنها متباينة في الصفات من شخص لآخر على وفق ما يمتلكه من مواهب ، لكن عندما تكون تلك النواحي متوافرة في شخص معين ووفق ظروف خاصة ومحددة وتظهر على الشاشة السينمائية أو التلفزيونية على شكل شخصية درامية تشترك بنفس ظروف الإنسان العادي أو أنها تناظره في الإمكانيات الجسدية والمادية وتظهر بصورة دائمة أمامه، فإنها ستشكل محل إثارة للاهتمام أو التغير، حيث إن المتلقي سيكون فريسة سهلة للانصياع وراء ما تتصرف تلك الشخصية التي تظهر على الشاشة . الواقع إن أكثر المصادر تشير الى إن الشخصيات في أي عمل درامي إنما هي الموجه والمؤثر للملتقي وذلك بحكم الإحساس بالعطف المتولد في المتلقي إزاء مشاهدة الشخصيات ، حيث إن التشويق يعتمد عنصراً مهماً جداً وهو عنصر التعاطف ، وقد أكد ذلك ستيوارت كرفش في كتاب صناعة المسرحية عندما أشار الى انه (( يقتضي التشويق التعاطف مع الشخص لأننا إن لم نتعاطف معهم لن يهمنا كثيراً إذا مروا بانقلاب أو تحول شديد في أوضاعهم ولن نبقى في حالة الترقب الدائمة والمتكونة من الخوف عليهم والأمل في ان تتحسن أحوالهم))( ). إن هذا الأمر يحتم ان تدرس الشخصية بشكل جيد كي لا تكون عرضة سهلة لنقل العديد من الأمور التي قد لا تحمل توائُم وأفكار العمل الدرامي أو القيم المرجوة في المجتمعات، وفي هذا الأمر يلاحظ إن شركات عديدة اعتمدتها في تحقيق المزيد من الترويج لبضاعتها ، فبعد أن تيقنت الكثير من الشركات العالمية دور الشخصية في الأعمال الدرامية بدأت تتسابق على كثير من الممثلين النجوم بغية اقتناء أو التعامل مع منتجاتهم داخل وخارج العمل الدرامي. 4 – الحــوار: الحوار من أهم الوسائل التي يستند إليها في نقل المضامين الفكرية بصورة مباشرة للمجتمع وليس في الدراما فحسب ، بل حتى في الحياة اليومية للمجتمعات ، فالحوار جزء أساس من الخط الصوتي في الدراما التلفزيونية والسينمائية بل إن الإذاعة تصنع درامتها من خلال الحوار ، إن الحوار هو الذي ينقل المعلومات والأفكار للمتلقي لأنه يعرب عن صدى كل شخصية من شخصيات العمل ليحقق الصراع في الدراما من خلال الميولات والرغبات للشخصيات التي تتفاوت وتتصادم كي يتحقق الصراع ، فالحوار هو الذي يحرك الشخصيات ويطور الأحداث ليدفع الدراما الى الأمام ، وبهذا الشأن يقول اوزويل بليكتون في كتابه ( كيف تكتب السيناريو) : (( إن سطراً واحداً من الحوار يمكن أن يوحي ويوضح شخصية المتحدث وان يؤكد موقفه لرفاقه وان يصنع كثيراً من الأعاجيب بالنسبة لسرد القصة))( ). يقترب الحوار من المتلقي للدراما بشكل قد يكون مباشر لأنه يساهم في حياة المتلقي اليومية، فأكثر الحوار الذي يستخدم في الدراما إنما هو مأخوذ من الحياة اليومية للناس لذلك فان الحوار قريب جداً من المتلقين وفي بعض الأحيان يكون راسخاً في ذهن المتلقين ،فهو مؤثر للغاية في أن يعكس مضامين وأفكار للمشاهدين للدراما ، فهناك كثير من الحوارات التي قدمتها الدراما سواء كانت في التلفزيون أم في المسرح أو السينما، ظلت راسخة في أذهان الكثير من المتلقين أوقات طويلة حتى ان إعلانات تلفزيونية استخدمت كثيراً من الحوارات ظلت راسخة في أذهان الكثير من المتلقين ولمدة طويلة . وهذا ما جعل لكثير من صناع الدراما دوراً واسعاً في أن يمجدوا أو يطعنوا بالكثير من القيم والمبادئ كيف ما شاءوا ، فعلى سبيل المثال يلاحظ في فيلم (Born in 7th of July ) للمخرج جيمس كاميرون حواراً يتضمن العديد من المفردات المفسدة للأخلاقيات ، فهناك شتائم عديدة في الفيلم لا تتلاءم والأوضاع الاجتماعية لكثير من المجتمعات المحافظة . في ضوء ذلك نرى إن الحوار في التلفزيون أو في السينما أصبح أحيانا دون رقيب أو حدود في استخدام أي مفردة فأكثر الأعمال الدرامية أخذت تقترب من الواقع الحياتي من خلال التقرب الى ما كان محرماً في السابق استخدامه في أي عمل درامي وهذا يعود الى تأثيرات العولمة بشكل أو بآخر . 5 – الحبكــة: تعتمد الحركة الدرامية على الحبكة في خلق الأحداث ذلك لان الحبكة هي روح الدراما، فليس هناك دراما من غير حبكة، لان الدراما صراع ولا يوجد صراع من دون حبكة (( لا حبكة بدون صراع ))( ). الحبكة هي التي تنظم الأفعال الدرامية وتخلق الأحداث من خلال الحركة المنتظمة للشخصيات على وفق الخط الدرامي المدروس ، حيث أنها تخلق منطقية للدراما مما تجعلها مقبولة أمام المتلقي فهي تبرز المواقف لتخلق سببية لكل فعل من الأفعال التي تنشأ في العمل. تؤدي الحبكة دوراً في غاية الدقة لتنشئة الدراما حيث أنها ترتب الفعل كما تقول إليزابيث دبل : (( الحبكة ترتب الفعل ، والفعل يسير خلال وسط الزمن الذي لا غنى عنه فيستمد منه جميع مفرداته التي منه – تشكل البداية والوسط والنهاية مسيرة خلال التاريخ الزمني وفي التدفق توجد السببية ))( ) . إن عملية ترتيب الفعل كفيلة بصنع مزيد من الأحداث كيف ما تطلب الأمر وهو ما جعل كثيراً من قصص الخيال العلمي يقبلها المتلقي، فهناك وفرة كثيرة من أفلام الخيال العلمي عرضت على صالات العرض وحققت نجاحاً واسعاً ، فعلى سبيل المثال يلاحظ إن فيلم (Independence day ) يوم الاستقلال ، قد حظي بجمهور غفير على الرغم من الأكاذيب التي حملها في موضوعه الذي مجد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل واضح وصريح في قيادة العالم لحماية الكرة الأرضية . قدرة الحبكة في بلورة الأحداث وفبركتها أهلتها لان تجعل من الأكاذيب أحداثا مقنعة يصدق بها المتلقي ويقنع بها ، فقد استطاعت الحبكة أن تجعل من الصحيح خطاً ومن الخطأ صحيحاً وبشكل أشبه ما يكون حقيقة أمام الناظر كي يتعاطف معها لدرجة بالغة ، فكثير من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية حملت مزيداً من الكذب المفضوح وظهر في الدراما على انه واقع ، فعلى سبيل المثال أفلام ( فاندام ، هرقل ، فانتاستك فور، سيد الخواتم ، بات مان) تتضمن مشاهد خرافية وغير واقعية ذلك لأنها تستعرض فاندام الأعزل أو جيمس بوند يقاتل جيشاً بأكمله وينتصر عليه، وهو أمر لا يمكن لعاقل أن يصدقه لكن في الدراما يكون هذا الأمر معقولاً ومقنعاً ومقبولاً لكثير من المشاهدين، وذلك بفضل الحبكة التي نسقت الأفعال والأحداث ، وجعلتها أشبه ما تكون بالحقيقة أمام الأعين ، إن الحبكة ليس مجرد أن تنظم الأحداث أو الأفعال لتجد لها سببيات أو منطق كي تكون مقنعة أمام الأعين ، بل هي أكثر واكبر من ذلك كونها الخط المتشابك ومع الخطوط في سير الأحداث بسلاسة وانسيابية دون أي إشكاليات تشوش ذهن المتلقي وتجعله ينفر أو يعزف المشاهدة ، لذلك فان قدرة السينارست تكمن بالقدرة التي يمتلكها على حبك الأحداث وتطويرها أو دفعها إلى الأمام لتكون دراما قوية مؤثرة ومقنعة بل ومحبوبة . العمل الإخراجي و تأثيراته الموازية للعمل المخابراتي القدرات الساحرة للإخراج يمكن لها أن تناور وتراوغ في العديد من المجالات الثقافية والنفسية والتعبوية والإيديولوجية… الخ، وذلك بحكم العناصر التي تتمتع بها من قوة في التأثير والإقناع إزاء الصورة التي تتمتع بها القدرات الإخراجية، فكم الصور التي تظهر من على الشاشة إنما هي كفيلة بان توهم أو تقنع أو تكسب المتلقي وتنقله الى عالم آخر يحمل في طياته كم من التوجهات أو الافتراضات التي من شانها أن تخلق فكرة أو توجه لدى المتلقي ومن ثم تجبره على الاقتناع بكل المضامين التي تظهر بالعمل الإنتاجي الفيلمي، فعلى سبيل المثال في يوم الجمعة الموافق 28-10-2005 بثت قناة (الحرة – عراق) في الساعة الرابعة فجرا فيلم بعنوان(كنز الصحراء) ، وهو فيلم تناول موضوع النخيل والتمور، حيث تناول أهمية التمور في جسم الإنسان وأهميته كعلاج طبي للعديد من الأمراض كما قدرته على قتل الفطريات والميكروبات وكيف انه غذاء مهم للعديد من الأصحاء وانه تتناوله العديد من الحيوانات كغذاء أساس لها لما يحمل التمر من أهمية، والفيلم ظهر وكأنه تقرير علمي عن الفوائد الخاصة بالتمور وكيف انه غذاء مرغوب فيه حتى في دول أوربا من خلال استيراد الدول الأوربية آلاف الأطنان من التمور من دولة الإمارات العربية في الخليج العربي، وأيضا تناول الفيلم النخيل والصحراء القاسية التي لا يمكن أن تعيش فيها النباتات، كما تناول الفيلم الجماليات للنخيل وكيف انه يعيش وسط الصحراء وبذات الوقت يزين به الكثير من المباني العصرية كفندق برج العرب الحديث، والذي هو أعلى فندق ارتفاعا بالعالم، حيث اظهر الفيلم العديد من المدن الخاصة بدولة الإمارات وهي تحمل المزيد من الجمال اثر النخيل الذي يزينها، أيضا استعرض الفيلم المزيد من الخيول التي تعتمد التمور غذاء أساس لها وكيف إن هذه الخيول تقطع الصحراء العربية الحارقة من شدة حرّها، وأيضا استعرض الفيلم المختبرات العلمية والتجارب المختبرية على أشجار التمور، بل إن الفيلم استعرض من المشاهد ما هي تراقب طيور الخفافيش ليلا وهي تتغذى على التمور، لقد ظهر هذا الفيلم على أساس انه من أفلام الاكتشافات أو الأفلام العلمية، إلا انه في الواقع فيلم مدفوع أجره لصالح الإمارات العربية، هذا الفيلم لم يظهر على شكل فيلم تعبوي كما تقوم به بعض الدول النامية بان تستعرض دولتها بأسلوب ساذج عبر فيلم مباشر لا يحمل من التأثير في المتلقي كالأفلام العيد الوطني التي توزعها الدول وتنفق عليها آلاف الدولارات لتعرضها المحطات التلفزيونية ومن دون أن يشاهدها المزيد، بل إن هذا الفيلم اتخذ من التجربة الأمريكية في صنع الأفلام طريقة مناسبة لتحقيق الدعاية، فالأفلام الأمريكية تأتي بمزيد من التأثيرات والإمكانيات الدرامية أو الفيلمية ممتزجة بكم كبير من المعلومات لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الفيلم جاء بكم هائل من المعلومات العلمية المؤثرة بالمتلقي وجاء بكم هائل من الجماليات والمتعة التي يبحث عنها المتلقي، ومن ثم زج من المعلومات والدعاية لمصنع التمور أو فندق برج العرب أو المرافق والمدن الخاصة بدولة الإمارات العربية وذلك من خلال طيات مضمون العمل، ومن دون أن يشعر المتلقي غير المتخصص بذلك، بل ان كم المعلومات العلمية الجليلة تجعل المتلقي يشاهد العمل حتى وان عرف بان الفيلم هو دعاية لدولة الإمارات، وما تجدر الإشارة هنا إننا قمنا الآن بدعاية لهذا الفيلم ودون قصد، وذلك من خلال استعراض تحليل مبسط له، بالواقع إننا لم نقصد ان ننحاز لهذا الفيلم كون ان الإمارات العربية لم تدفع أجور لمؤلف هذا الكتاب، بل ان الصنعة الإبداعية المؤثرة لمخرج العمل وكادره الفني هي التي جعلت من ان ننحاز كي نأخذ هذا الفيلم مثال حول القدرات التأثيرية في العمل الإخراجي، فالفيلم كان قد حقق تأثيرا مهم بالمتلقين بحكم انه جاء بكم هائل من الأسرار التي توازي أسرار الدراما الممتعة بالمتلقي، وهو ما قاد بالنتيجة ان يتعرف المتلقي بالعديد من الأمور التي ترموا لها دولة الإمارات، وهنا لابد ان نؤكد مرة أخرى على ان القدرات التي يتمتع بها المخرج هي الأساس لتحقيق كل ما ذكر من التأثير، فليس مهم ان تعطى معلومات دون تأثير صوري، بمعنى ان لا قيمة للعمل وان حمل المزيد من المعلومات الهامة ما لم يكون العمل قد حمل من الأشكال والصور المرئية المؤثرة، والتي يكون المخرج مسئولا عنها بالدرجة الأساس، ففلم (كنز الصحراء) الذي تحدثنا عنه كان قد حمل من المشاهد المرئية ما هي كفيلة بان يستمر المتلقي بالمتابعة له، أنا أتحدث هنا وكنت قد تابعت الفيلم وقد أجلت أمر في غاية الأهمية لكي أكمل مشاهدة الفيلم حتى نهايته، وذلك بحكم التدفق الصوري والمعلوماتي في الفيلم، فقد استعرض الفيلم كم كبير من الدفوقات المرئية والمضمونية ما هي جديدة بالنسبة لي وهو كفل بان استمر بالمتابعة، والواقع لم يأتي الفيلم بالمعلومات إلا وكان هناك انسجام مع تم عرضه من مشاهد صورية مزدوجة في المضمون، أي ان العمل كان قد تضمن مشاهد مزدوجة الأغراض فمن ناحية يستعرض العمل النخيل وأهميته في بناء بنيه الرجال الأشداء نراه يستعرض العمل البدو وهم يرقصون كدليل عن الصحة وفي نفس الوقت كان هذا المشهد للتراث الإماراتي الذي كثيرا ما يتفاخر به، ومن جهة أخرى يستعرض الفيلم جماليات النخيل نرى ان الفيلم يروج للسياحة في الإمارات، أو ان الفيلم يستعرض المختبرات العلمية التي تجرى بها التجارب على النباتات والتمور والنخيل، نرى ان هناك دعاية للإمارات كون ان هذه المختبرات هي في مدينة إماراتية،وهناك العديد من هذه المشاهد التي تعتمد هذا الأسلوب في طرح المعلومات العلمية والدعائية في ذات الوقت، وهو الأسلوب الذي يمكن ان يضخ كم من المشاهد التي يتقبلها المشاهد من دون ان يتحسسها، وهو ذات الأسلوب نراه في العديد من الأفلام الأمريكية التي تضخ عبر برامجها أو عبر أفلامها الروائية المزيد من المعلومات الجديدة التي تشد المتلقي وتروج لصالح أمريكا، وهنا يبرز دور المخرج وقدراته في التأثير بالمتلقي واستقطابه، فقدرة المخرج على خلق إيقاع دفقي للمعلومات، يوازي الأشكال التي تظهر في الفيلم والتحسس من الكم في إبراز أو إظهار الصور المرئية للمتلقي التي تؤمن حالة اللا رتابة من خلال كم الألوان أو الحركات أو العناصر الصورية في الفيلم، وقدرة المخرج في إبراز كم جديد من الحالات الجديدة للمتلقي عبر إبداعاته كاستخدام المؤثرات الصورية أو استخدامات الـ (3 dimensions) البرامج الثلاثية الأبعاد أو استخدام المؤثرات الصوتية، هي القدرة التي لابد ان يتمتع بها المخرج كي يحقق التأثير، وهنا لابد من التأكيد على ان الاحتيال الذي تتمتع به بعض المؤسسات الاستخباراتية في العالم إنما يعتمد النهج الذي يعتمده المخرج في خلق الرأي العام لدى المتلقي أو في خلق التأثيرات التي يبغي لها المخرج من انجاز الفيلم، حيث ان اغلب المؤسسات المخابراتية في العالم هدفها الأساس هو التأثير بالمجتمع بغية تامين حياة خاصة ضمن نمط مخطط له من قبل الرؤوس التي تتخذ القرارات للشعوب، وهنا لابد من ان نقارن ما بين الدور الذي يمكن ان يحققه الفيلم من استعراض عضلات الدول لتحقيق المركزية أو الأمان أو إلى ما ذلك من أهداف تنشدها الدول وطموحاتها وما بين أجهزة المخابرات التي تعمل ليل نهار وتنفق ملايين الدولارات لتحقق ذات الهدف من خلال جمع المعلومات أو البيانات التي ستعتمد في إيجاد الحلول أو المشورات للدول في تامين المركزية لها أو تحقيق الاستقرار وتجنب المخاطر، إذا هي أسباب واحدة ودوافع متساوية تقريبا من حيث العمل، إلا إنها تختلف من حيث النتائج ومن حيث التكاليف والقدرات الاقناعية، بل نجد ان الكثير من المؤسسات الاستخباراتية أو المخابراتية نرى إنها كثيرا ما لجئت الى اعتماد الأعمال الفيلمية في تحقيق الأهداف التي تنشدها من خلال تكليف مخرجين كبار في انجاز أعمال تعمل على تحقيق الأهداف المنشودة من قبل إدارات الدول وذلك لعجز كل الأجهزة المخابراتية في تحقيق الأهداف المنشودة . العنف كمظهر من مظاهر السينما والتلفزيون برزت مظاهر العنف في العديد من الأعمال الأمريكية من خلال الأشكال التي تركز على الملامح الصريحة للعنف، وكذلك من خلال المواضيع التي تطرحها الأفلام السينمائية والتي ستكون مواد تلفزيونية بعد مدة ليس بالطويلة ، وهي الأكثر انتشاراً وتأثيراً ، فهي تسير وفق أفكار الجهة المنتجة وهذه الأفكار تخطو وفق سياسات المفهوم العالمي الجديد ” السلوك الجديد والثقافة الجديدة “، وقبل ان نبين الأوضاع للجهات الإنتاجية لابد ان نبين ما هو العنف أو ماذا نقصد بالعنف . ورد العنف قي العديد من المصادر على انه الخشونة أو دون الرفق حيث جاء في لسان العرب (كتاب لسان العرب لابن منظور بأنه( ) : “التقريع واللوم وهو ضد الرفق وأعنف الشيء أخذه وهو الخوف بالأمر وقلة الرفق به”، بمعنى ان العنف يقترن بالحالات غير الرقيقة أو الشفافة أو التي تتطلبها الحياة الإنسانية الناعمة أو الرقيقة ، فهنا يهمنا هو ان نبين مسألة العنف من الناحية التي تعني السلوك غير الاعتيادي في الجانب المرتبط بالتعامل الإنساني وهو كما حدده الدكتور هادي نعمان الهيتي في بحثه (تعرض الشباب المراهقين لأفلام العنف في التلفزيون والسينما والفيديو وعلاقته بالإجرام) والذي أشار فيه بان العنف يعني القسوة في التعامل والخشونة أو القوة الجسدية للإصابة أو الإتلاف أو إلحاق الضرر ، وقد أكد أيضا في تعريفه للعنف على انه يمكن ان يكون العنف غير جسدي كأن يلحق الضرر والأذى بثقة الناس ويعرف الهيتي العنف (ممارسة القوة الجسدية لإلحاق الإصابة أو الضرر بالأشخاص أو الممتلكات أو توجيه الفعل اللفظي أو غير اللفظي من لدن طرف الى خصم آخر من أجل هدف معين بحيث يتضمن الفعل استخدام الوسائل الجبرية والقاسية أو التهديد بها بصرف النظر عن الموقف القانوني للفاعل ، أي بمعنى استخدام القوة أو الخشونة أو القوة الجسدية للإصابة أو الإتلاف أو إلحاق الضرر أو تهديد بذلك الاستخدام ، وعلى الرغم من النظر للعنف على انه قوة مادية تنتج عنها إصابة جسدية، إلا ان من الممكن النظر إليه على انه يتضمن سلوكاً غير جسدي ينتج عنه إصابات ذهنية أو اجتماعية مثل إلحاق الأذى بسمعة شخص أو مجتمع) ( ) . لقد برز العنف في الكثير من المفردات التي يتعامل معها الطفل ، من العاب أو أفلام يشاهدها بالتلفزيون والسينما أو دمى يمارس معها اللعب أو دفاتر أو كتب أو أزياء أو قصص يستمع لها وما إلى ذلك ، إلا ان السينما التي تنتج الأعمال للأطفال كانت من اشد المنتجات أو المفردات التي أسهمت في غرس الأفكار والتوجهات العنيفة ، فالأعمال التي تنتج للأطفال تكون رهينة للشركات المنتجة لها وهي في اغلب الأحيان شركات عملاقة تمتلك ملايين الدولارات وتمتلك من الإمكانيات ما تنفرد بها لإنتاج ما يرنو لها من إنتاج يشبع الرغبات ويحقق المكاسب أو الأرباح الخيالية والتي تصل إلى ملايين الدولارات ، غالبا ما تكون الجهات المنتجة لها مشتركة في صياغة الأفكار الرئيسية للعمل ، الأمر الذي يقود إلى أن تكون هذه الأعمال رهينة لتوجهات الجهات المنتجة، فهناك العديد من المصادر تؤكد على عدم براءة اغلب الأعمال السينمائية ولعل ما ذكره الكاتب جون هوارد لوسون في كتابه (الفيلم في معركة الأفكار) تأكيد لذلك حيث يقول (أنه جرى الاتفاق على وجوب الحكم على الفيلم بوصفه أداة للسياسة الخارجية وان الأفلام التي ترسل الى البلاد الأخرى لابد أن تخدم احتياجات الدعاية الحكومية وهو اتفاق ظل ساري حتى في عصر تفوق فيه التلفزيون على السينما في كم الإنتاج) ، وبما ان صنعة الإنتاج الغربي صنعة محكمة تحقق الأرباح ، فقد راح اغلب المنتجين العرب إلى تقليد الأعمال الأمريكية الناجحة لتحقيق الأرباح، حتى أصبحت الكثير من أعمالهم مشابهة للإنتاج الأمريكي، وبالتالي تأثرت الأعمال العربية بالثقافة الأمريكية تأثراً أدى بها إلى ان تستعمل الخطاب الإعلامي المتعولم لينعكس على المتلقي العربي . غزارة الإنتاج الأمريكي احتوت اغلب الأعمال الموجهة للمتلقين وخصوصا الأطفال، وعلى وجه التحديد أفلام الرسوم المتحركة، فأمريكا تنتج من هذه الأعمال ما يساوي ثلثي إنتاج العالم وهو الإنتاج المتعولم من أول مشهد فيه إلى آخر مشهد ، ذلك لان أي عمل أمريكي وحسب ما ذكره دافيد كوك في كتابه تاريخ السينما الروائية لا يمكن أن تتم الموافقة على إنتاجه ما لم تحصل الموافقات اللازمة لإنتاجه (قوانين الرقابة) وهي لوائح قديمة قدم السينما الأمريكية هدفها إرغام كل الإنتاجيات على الالتزام بالسيادة الأمريكية على العالم