اتجاهات إعلامية معاصرة 5
الفصل الخامس
الكتاب الإلكتروني والمكتبة الإلكترونية
E-BOOK &E-LIBRARY
الكتاب وعاء الفكر الإنساني، وأداة الحضارة،والثقافة والعلم والتطور، فهو يختزن بين دفتيه ثمرات العبقرية والإبداع، وينقلها من جيل إلى آخر،في رحلة طويلة،تعود في بداياتها إلى الجهود البشرية المبكرة، في ابتكار الحرف،وقد ظل الكتاب، طوال نحو ستين قرناً من التاريخ الإنساني رمزاً للعقل والتفكير،ثم أصبحت المكتبة مؤسسة تقوم على رعاية الكتاب وتكريمه وتقديمه للناس، وفق قواعد التنظيم والتصنيف والفهرسة والتسويق، وكان عصر الطباعة وتصنيع الورق قد منح الكتاب سيادة مطلقة في ميدان النشر والتعليم والإبداع الفكري، واليوم يجد الكتاب المطبوع نفسه مهدداً من قبل الأدوات الإلكترونية، ومحاصراً بطوفان المعلومات الرقمية،ولم يكن أمامه سوى التعايش مع هذا الواقع الإلكتروني والتعامل مع معطياته، ومن هنا جاء مصطلح ( الكتاب الإلكتروني Electronic Book )،ومن ثم(المكتبة الإلكترونية Electronic Library )،وهما مصطلحان ينتميان لعصر سابق، بيد أنهما استعارا الصفة الإلكترونية من العصر الجديد.
هل يمكن للكتاب، الذي ولد في بيئة فعل الكتابة وبياض الورقة وحبر القلم، أن يكون الكترونياً؟!..وهل ثمة مكتبة بدون كتب؟!..وما الذي تبقى من نفوذ الكتاب وسطوته على العقل، في ظل وميض الشاشة؟..وما دور المكتبة الرقمية،في نشر وتداول المعلومات؟.. ما دور المؤلف والناشر، وما حقوقهما، في ظل وفرة المعلومات الإلكترونية؟
تساؤلات تستحق التأمل، هي غيض من فيض العالم الرقمي، الذي يغمر حواس الإنسان،ويفتح أمامه آفاق المستقبل بلا حدود أو قيود.
أولا : الكتاب الالكتروني
E-BOOK
الكتاب الإلكتروني مصطلــح يستخـــدم لــوصف نص مشــابــه للكتاب الـورقي، يمكن عرضه على شاشة الحاسوب، والكتب المنشورة في شكل رقمي غير محددة بالقيود المادية كالورق والتجليد والحجم، وذلك لأن الأقراص المكتنزة يمكن أن تختزن كميات ضخمة من البيانات في شكل نصي، فضلاً عن الصورة الرقمية والفيديو والكلمة المنطوقة والموسيقى، وغيرها من الأصوات التي تكمل النص، وتقل تكاليف استنساخ القرص الضوئي، وطباعة وتغليف الكتاب الالكتروني والتجهيزات الآلية المناسبة لقراءة الكتاب الالكتروني ، تقل كثيراً عن نفقات وجهود صناعة الكتاب المطبوع،فضلاً عن السرعة الهائلة، في المجال الإلكتروني والتفاعلية والقابلية للتحديث المستمر. كمــا أن مميــزات البــرامــج الإضـــافيـــة للأوعية الإلكترونية قدرتها على القيام ببحوث النص، وتقديم روابط النص الفائق والإرشادات الخبيرة والقواميس على الخط المباشر والملاحظات والهوامش، تجعل من المؤكد تزايد الطلب على الكتاب الإلكتروني(1)
الكتاب الإلكتروني مر بمرحل عديدة، في طريق الدخول إلى الفضاء الرقمي، لعل من أهمها:
المرحلة الأولى:طباعة ونشر الكتب التقليدية،على جهاز الحاسوب الشخصي، وذلك من خلال التخزين على الجهاز نفسه( القرص الصلب)أو على شكل أقراص مرنة أو مدمجة، وفي هذه الطريقة ظل الكتاب مشابها للكتاب الورقي، سوى استخدام الشاشة في مطالعته،بيد أنها كانت خطوة ضرورية للتحول من المطبوع إلى الرقمي.
المرحلة الثانية:تزامنت مع ظهور الإنترنيت، حيث بات من المتاح الدخول إلى مواقع تنشر كتباً الكترونية، وقراءتها فورياً أو تحميلها إلى الحاسوب الشخصي وتخزينها،ومن ثم إمكانية الرجوع إليها في أي وقت لاحق. المرحلة الثالثة:ابتكار تقنيات رقمية أكثر كفاءة، وفاعلية من الحاسوب الشخصي،وأصغر حجماً،ذات إمكانية فائقة في التخزين والدخول إلى المواقع الإلكترونية، والإبحار في طوفان الإنترنيت بسرعة ومرونة، بحثاً عن الكتب والمعلومات، وتقديمها للمستفيد،وتضم هذه الفئة أنواعاً عديدة من الحواسيب الكفيّة والكتب الإلكترونية الصغيرة والمفكرات الإلكترونية والقواميس الإلكترونية،ومن بينها القرآن الناطق الإلكتروني!
1- تقنيات متعددة للقراءة الإلكترونية: ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية نوعية جديدة من الحاسبات الشخصية الصغيرة جداً، والبرمجيات المتخصصة بقراءة الكتب المخزنة رقمياً، على وسائط التخزين الالكترونية، وعرفت هذه النوعية باسم أجهزة القراءة الإلكترونية، ورافقت ظهورها توقعات واسعة النطاق حول حدوث ثورة في عالم النشر والقراءة، تهدد عرش الكتاب المطبوع، واستندت هذه التوقعات إلى الثورة الكبيرة، التي أحدثتها الانترنت في مجال تخزين وتوزيع وبيع الكتب الكترونياً، وظهور شركات عملاقة عاملة في هذا الميدان مثل (أمازون) وغيرها، وأيضا اعتمدت على أن الحاسبات التي ظهرت من أجل هذه الوظيفة فقط، عبارة عن حاسبات صغيرة، في حجم كف اليد، أو يمكن وضعها في الجيب، ولذلك أُطلق على بعضها الحاسبات اليدوية أو الكفيّة،وسُمّيت (حاسبات الجيب)، وكل منها مجهز بذاكره تتسع لعشرات من الكتب ضخمة الحجم، وهي تسمح،عن طريق البرامج التي تثبت عليها بتصفح وقراءة الكتب المخزنة عليها، بسهوله ووضوح، وكذلك البحث فيها بطريقة سريعة ومنظمة،فضلاً عن إمكانية استخدام الحاسب الشخصي العادي في هذا المجال، وتمادى البعض في توقعاته،وتخيل أن الكتاب الالكتروني سيعمل على الحد من استخدام الورق، ومن ثم الإقلال من ظاهرة التصحر وتدمير الغابات، التي تستخدم أخشابها في صناعه الورق، وبالتالي تقليل النفايات التي تنتج على مستوى العالم، والسؤال الآن: إلى أين وصل الكتاب الالكتروني من الناحية التقنية،وهل أصبح يهدد الكتاب المطبوع بالفعل؟. تجدر الإشارة، في البدء، إلى أن الكتاب الالكتروني يقصد به الكتاب المخزن بطريقة رقمية، أي جرى إدخال كلماته ومحتواه على الحاسوب، سواء بطريقة معالجة الكلمات والنصوص، حيث يجلس شخص إلى الحاسوب، ويكتب الكتاب بالكامل، باستخدام لوحة المفاتيح، ويخزنه على ذاكرة الحاسوب، أو يتم استخدام الجهاز المعروف باسم (الماسح الضوئي) في تصوير الكتاب الكترونياً، وتخزينه على هيئة صور في ذاكرة الحاسوب، ثم التعامل مع هذه الصور بعد ذلك بطريقة أو بأخرى، كأن يتم تحويلها إلى نصوص، باستخدام البرامج المتخصصة في ذلك، أو تغيير طريقة تخزينها لتلاءم أغراض القراءة الالكترونية، على الحاسبات،وهنا يكون الكتاب جاهزاً للتوزيع والقراءة بشكل إلكتروني، وأغلب دور النشر تلجأ إلى عرض الكتب في موقع خاص بها، على الانترنت ، في صورة ملفات قابله للإنزال والتحميل على الحاسوب الشخصي أو الحاسوب المخصص لقراءة الكتب، لدى أي مستخدم أو متعامل مع الشبكة، ويقوم المستخدم بالشراء ودفع قيمه الكتاب إلكترونيا عبر الشبكة أيضا، وقد يتم بيع الكتاب على وسائط تخزين معينة، من منافذ البيع والتوزيع العادية، حيث يمكن نقله إلى الحاسوب الشخصي.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع والسريع للكتاب الالكتروني، لا يزال الكتاب المطبوع هو الأكثر انتشاراً، ولم تتحقق كل التوقعات التي صاحبت ظهور الكتاب الإلكتروني، ويبدو أن أهم الأسباب التي أبطات من تحقق ثورة التوقعات تلك، يعود إلى أن مساحة شاشه القراءة، في معظم الحاسبات المتخصصة في القراءة الإلكترونية لا تزال صغيرة الحجم للغاية،وغير كافية تماماً للقراءة، فضلاً عن أن درجة الوضوح في الصفحة الالكترونية، على الشاشة تقل كثيراً عن درجة الوضوح في الصفحة المطبوعة على الورق،وهو أمر ناتج عن معادلة السعر والوزن والحجم المطلوب، لكي يكون الجهاز سهل الاستخدام عملياً، وفي متناول القارئ العادي مادياً، ومن السهل ملاحظة تأثير هذه المعادلة على أغلب أجهزة القراءة الإلكترونية الموجودة بالأسواق حالياً، فالمساحة المخصصة للقراءة في جهاز (القارئ الالكتروني) الذي تنتجه شركة( أتش بي) تصل إلى حوالي1.7 في2.5 بوصة، وهذا الجهاز يصل سعره إلى499 دولار، ويأتي محملاً ببرنامج (مايكروسوفت) القارئ، كما تتراوح مساحه شاشة الحاسب القارئ الذي طرحته مؤسسة فرانكلين للنشر بين2.7 في3.25 بوصات، وسعره في حدود130 إلى230 دولار، بينما يقدم جهاز (روكيت) أو الصاروخ شاشة أكبر تصل إلى 3 في4.5 بوصه، مع حافة دائرية نحيفة تسهل الحمل والتشغيل، وقد باعت شركه (روكيت) تكنولوجيا إنتاج هذه الأجهزة إلى شركة أخرى تخطط لطرح أجهزة قراءة الكترونية جديدة أكبر حجماً وأكثر وضوحاً، وستتراوح أسعارها بين300 و600 دولار. ويقدم جهاز (روكيت) مزايا عديدة في مجال قراءة الكتب الكترونياً، فهو جهاز مخصص فقط للقراءة، وشاشته أكثر وضوحاً، مما يعني قراءة أسهل بكثير، وفيه العديد من المميزات الأخرى، فهو يتيح للقارئ البحث في النصوص بسهولة، واسترجاع ما يريد من الكتاب، سواء في شكل ملفات نصية عادية، أو ملفات مكتوبة بلغة برامج الانترنت ، وفي هذه الحالة يمكن أن تأتي صفحة الكتاب مضاف إليها في الهامش قائمة بعناوين مواقع الانترنت، ذات العلاقة بموضوع القراءة، التي تعطي القارئ مزيداً من المعلومات، أو الصور المفيدة، ويتميز هذا الجهاز أيضا باحتوائه على بطارية تستطيع العمل40 ساعة متواصلة، دون حاجه إلى إعادة الشحن. إن الكتاب الالكتروني يمكن قراءته على الحاسوب الشخصي، أو الحاسوب المتخصص في القراءة باستخدام العديد من التطبيقات والبرامج الشائعة المخصصة لهذا الغرض، أشهرها برنامجين؛ الأول من إنتاج مايكروسوفت ويسمى (مايكروسوفت القارئ)،لكن ليس كل الإصدارات التي ظهرت من هذا البرنامج تصلح للتشغيل مع الحاسوب الشخصي الصغير الذي يطلق عليه (حاسوب الجيب)، والبرنامج الثاني من إنتاج شركه (ادوبي ) للبرمجيات ويسمي الكتاب الزجاجي، ويوجد منه حاليا الإصدار الثاني،ويستخدم هذا البرنامج في قراءة الكتب المخزنة على شكل ملفات بطريقة تعرف باسم( بي دي اف)، وتكون فيها صفحة الكتاب على شكل صورة صماء، وليست نصوص كتابة عادية، كالتي تظهر عند الكتابة على الحاسوب، ويسمح برنامج (ادوبي) بعرض صفحتين متقابلتين من الكتاب، وتدوير الصفحة في الزاوية أو الاتجاه المريح للقراءة، سواء كان المستخدم يقرأ من حاسوب محمول أو حاسوب شخصي أو حاسوب يدوي، والبرنامجان يوزعان مجاناً عبر الانترنت.
وقبل شراء الكتاب الالكتروني، عبر الانترنت، ينبغي على المستخدم أن يسجل نوعية القارئ الالكتروني الذي يمتلكه، في استمارة البيانات التي يقوم بملئها، على موقع الكتب الالكترونية الذي يشتري منه، فكل كتاب الكتروني يقوم ناشره أو بائعه بتخزينه بأكثر من طريقه على الموقع، فمثلاً الكتاب المخزن بطريقة تناسب القارئ الالكتروني المعروف باسم (روكيت) لن تستطيع قراءته على قارئ (مايكروسوفت) وحاسوب الجيب، والعكس صحيح. وفي مقابل الانتشار الواسع للروايات الشعبية والكلاسيكية عبر مواقع الكتب والمكتبات على الانترنت، بدأ الكتاب الالكتروني يضم إليه أيضا نوعيات جديدة من الكتب العلمية والتقنية، فسلسلة الكتب الالكترونية المحملة على القارئ الالكتروني المعروف باسم (روكيت) تضم حاليا أكثر من5000 عنوان، من بينها مجلات وصحف، بينما يضم قارئ مايكروسوفت، العامل على حاسوب الجيب نحو800 كتاباً، وتتراوح أسعار الكتب الالكترونية من البيع المجاني تماما،إلى40 دولار، ويقول بعض الخبراء أن الكتاب الالكتروني غير قادر على المنافسة القوية مع الكتاب المطبوع، في مجال كتب الأعمال والتقنيات، وإن كان قد حقق نجاحاً في مجال الروايات والخيال العلمي وقراءة التسلية.
2- الكتاب الالكتروني يغير وجه القراءة:
الكتاب الالكتروني، هل أصبح يشكل تهديداً للكلمة المطبوعة؟ .. وهل يمكن أن يقضي عليها ؟.. لا ريب أن هذا المنتج الصغير الحجم سيغير وجه القراءة، وإن تباينت حوله الآراء في الوقت الحالي، لما يتميز به من سهولة في الاتصال وسرعة في البحث، حيث يشهد إقبالاً واضحاً ومتزايداً من الشركات والأفراد، على حد سواء، لما له من خصـــائـــص ومميــزات عدة، ومن أهمها سهولة الانتقال، إذ بوسعك أن تنقل المعلومات فورياً ، وأن تسترجعها في دقـــائـــق وثــــوان محدودة، فضلا عن كــونه يتيــح تغيير أي جملة أو عبارة لا تـــريـــدها، وذلك دون الحـــاجــة لتغييـــر الصفحـة، كما هو الحال في الوثائق الورقية، ومن ثم إعادة بناء الصفحة بسهولة بالغة، كما أن الوثائق الرسمية بشكل عام أصبحت غير مكلفة وغيره مقيدة، ونقلــها إلــى أي مكـــان يتم بسهولة وبسرعة على العكس من الورق تماماً.
لقـــد تــــــم طـــرح أنــواع عدية مـــن الكتـــب الالكتـــرونية فــي الســـوق، سبق ان أشرنا إلى بعضها، وهــي بحجـــم الكتــاب ذي الغــلاف الـــورقي الصغير، وتبلغ سعتــــها التخـــزينية 4000 صفحة من الكلمات أو الصـــور، وهـــذا الكـــم يعــادل 10 روايات، وتستطيع أن تحمله أينـــما تـــذهب، فـــي الطـــائرة أو السيارة أو في أي مكان تريده. وتتم عملية تخزين الكتب من الإنترنيت بسرعة فائقة،ففي كتاب( روكيت) تصل سرعة التحميل إلى 100 ورقة في الدقيقة الواحدة، وفور أن تتم عملية التحميل يستطيع الشخص تصفح الكتاب وفهرسته واسترجاعه بالاستعراض، كما يمكنه تقليب صفحاته، أما بإصبعه أو بأوامر صوتية، ومن ثم يصبح تحميل أي وثيقة على الشبكة متاحاً عن طريق هذه الجهاز. وايجابيات هذا المنتج التقني الجديد، إضافة إلى ما يتمتع به من مزايا من خفة وسهولة نقله وتخزين العديد من المؤلفات واستعراضها،فإن الكتاب الالكتروني يوفر عناء البحث في المكتبات، ويضمن عدم نفاد الكتب، كما هو الحال في المكتبات ودور النشر. وفي القريب ستعمل الشركات جاهدة لتوفير الكتب الجامعية الالكترونية، وعندئذ سيقبل الطلاب على شرائها، لأنهم بذلك يستطيعون الحصول على كتب الفصل الدراسي كاملة وبسهولة، وفـــي الـــوقت نفســـه ستتــاح لهـــم فرصة البحث والإطلاع على الموضوعات التي تهمهم، وعندما يتحقق ذلك، فإن نظم المعلومات ستحقق كسباً قوياً.
من المتوقع أن تهز الكتب الالكترونية قيمة الكتاب المطبوع، وتغير من طرق الطباعة ووسائل البيع، وستخلق أسواقاً جديدة في مختلف المجالات، كما إنها ستغير من مفهوم الكتاب ذاته، لأن نسخة واحدة من الكتاب كافية للوصول إلى الملايين، ولا حاجة إلى نسخها، مثلما هو الحال مع أشرطة الفيديو، وستكون الوثائق أكثر شعبية، وبنسخ غير محدودة، ويمكن الدخول على هذه المواد من أجل التحديث الدائم وبسعر زهيد، مقارنة بأي كتاب ورقي تستطيع شرائه، خصوصا انك عندما تقوم بشراء كتاب ورقي فإن نسبة غير قليلة من الثمن تئول مقابل إنتاج الكتاب وتوزيعه، وليس مقابل جهد المؤلف.. وفي النهاية هل تستطيع الكتب الالكترونية تغيير عادات الناس الذين اعتادوا على قراءة المواد المطبوعة؟
قد يبدو الأمر ممكنا مع جيل الحاسوب والإنترنيت، وهم فئة الشباب، الذين ما زال أغلبهم على مقاعد الدراسة، أما بالنسبة لكبار السن فقد يكون ذلك شبه مستحيل، وسوف تظل مكتباتهم، وما تحويه من روائع، مصدر فخر واعتزاز لهم، في الوقت الذي يحمل فيه شاب كتاباً الكترونياً واحداً يحتوي أكثر مما تحمله أرفف كاملة، في مكتبة أي شخص آخر(2).
3- مستقبل الكتاب الالكتروني
مازال المستقبل يعد بنجاحات للكتاب الالكتروني وقرائه، وربما كنت ممن يسرفون في شراء الكتب، ولعلك ممن أولعوا باقتناء الطبعات الخاصة المذهبة لبعض التصانيف والمؤلفات، التي تقوم على إصدارها بعض دور النشر،كل ذلك صحيح نسّلم بصواب ميلك إليه، ولكن تخيل للحظة وأنت من عشاق القراءة ، أو أحد الباحثين ، أو كنت مسافراً في إجازة لمدة ثلاثة أسابيع بالطائرة أو الباخرة أو القطار، وقررت أن تمتع نفسك بقراءة تضيف إلى متعة الإجازة والطــــواف في البلدان متعة القراءة والتجول بين الأفكار والأذهان.. تــــرى مـــــاذا ستفعـــل إن كنــــت عـــزمت عـــلى إعـــادة قراءة عبقريات العقاد بأجمعها، أو مجموعة المنفلوطي بعذوبتها، أو استحضار صور المعاني وجمال الصور في حديث القمر أو السحاب الأحمر وأوراق الورد للمبدع مصطفى صادق الرافعي؟ ..إنك لا ريب في ورطة إن أردت أن تحمل معك من بيروت إلى ماليزيا أو من دمشق إلى باريس جميع أوراق الياسمين التي كتب عليها نزار قباني أشعاره، أو جميع ذاكرة نجيب محفوظ. ثمة حـــل لا ريب، تخيـــل للحظــة أنك تحمل حاسوباً بحجم الكف مع شريحة صغيرة تحفظ عليها البيانات لا يتجاوز عرضها إصبعي طفلك الصغير، وعليها جميع مؤلفات من ذكروا، إضافة إلى ابن خلدون وقراءة الدكتور محمد عابد الجابري له، وقراءة جورج طرابيشي لهذا وذاك، هذا ما تعد به ثورة تقنية الكتاب الالكتروني. ويمتـــد خيـــالك إلى حيث يمكنك أن تجمـــع فـــي شـــريحـــة ذاكــرة حــاســوبــك المحمول الصغير، أو ما هو أصغر منه من حواسيب بحجم الكف، بضعة أرفف من مكتبتك تامة، ليس هذا فقط، بل إنك تستطيع أن تصل إلى ما تريد من معلومة محددة بسرعة،وذلك عن طريق البرامج التي تصنعها شركات البرمجة العالمية، لا ريب إنه حلم جميل حقا.. بيد أن هذا الحلم أوله صناعة واستثمار وآخره سوق وثقافة وقدرات واستثمارات أيضاً .
وعلى هذا يمكن أن تقــدر أن ثمــة مستقبلاً واعداً جداً تتيحه تقنية المعلومات في أن تأتيك ببغيتك من الكتب والمصادر والمراجع، سواء كنت قارئاً أم باحثاً ،فقد غدوت اليوم قادرا على أن تدخل إلى مكتبة الكونجرس :
( / http : // WW . IOC .gor )
وأنت في أي مكان في العالم عن طريق الانترنت. ويعينك موقع (الوراق) على تصفح ما قد لا يتأتى أن تجده في مكتبة لندرته:
http://WWW . alwaraq . com
لقد فتحت لك الانترنت أبواب مكتبات الدنيا بأسرها وصرت قادراً على أن تشتري نسختك الورقية أو الالكترونية من أي كتاب.
إن مستقبل الكتاب الالكتروني، والنشر الالكتروني عموماً يبشر بتطورات مهمة، إلا أننا نعود إلى مساحة الحلم وتكاليف تحقيق هذه الرؤى وما تحققه قوانين السوق وثقافة الناس وعاداتهم وأنماطهم في حياتهم وقدراتهم الشرائية.
ثمة لا ريب، في العوائق، ما تعوده الناس من ميلهم المعتاد إلى الكتاب المطبوع، وتلتقي العوائق مع المخاوف حيث تطل القرصنة برأسها فتضيع حقوق المؤلفين والناشرين. وتقدر شركة أبسوس إنسايت للأبحاث:
( http : // WWW. Ipsos – insight.com)
في تحليلها لسوق الكتاب الالكتروني في أمريكا، أن القارئ العادي ليس مهيأ لهذا النوع من القراءة ولا يتلاقى ونمط حياته الراهنة، وقد تعود عند القراءة أن يلمس الورق. وفضلاً عن أن شركة ( بارنز اند توبل ) ناهضت شركات أخرى لتطوير البرامج التي تعين على قراءة النصوص الكترونيا، بل استثمرت شركات أخرى مثل (جمستار وفرانكلين) في تصنيع ألواح الكترونية تقترب من محاكاة عادات الناس في قراءة كتبهم المطبوعة، غير أن هذه التجربة لم تحقق النجاح بسبب كون الألواح ثقيلة جداً وغالية الثمن. ولم يتحقق أمل هذه الشركة في أن تكون أحد اكبر موردي الكتب الالكترونية في العالم، فاكتفت من الحلم بالتوقف عن الحلم والاستيقاظ إلى وقائع الاستثمار وقوانين السوق. لقد جاءت فكرة الكتـــاب الالكتـــروني متـــأخرة فــي أسواق عالم النشر، ولم تستطع أن تواكبها، وكانت قد لقيت الكتــب الالكترونية في سنة 2000 من الحماس ما لقيه كل شيء يتعلق بالانترنت، فتــوقعــت شــركات الأبحاث مبيعات تقدر بحوالي 250 مليون دولار في عام 2005. وكان هــذا بالطبــع ضربــا مــن الخيــال الجــامــح، إذ بلغ مجموع ما تم بيعه في الولايات المتحدة سنة 2003 ما يقارب نصف مليون كتاب الكتروني فقط، مقارنة بأكثر من
( 1.5 ) بليون كتاب مطبوع، وفقا لتقديرات شركة ( أبسوس إنسايت )، من ناحية أخرى باعت مؤسسة( بالم ديجيتال ميديا) ألفي كتاب الكتروني في يوم واحد سنة 2003 ، ويتوقع أن تبيع حوالي ( 103 ) مليون كتاب في اثنا عشر شهراً ( 3 ) .
4- إطلاق أحدث مكتبة الكترونية عربية شاملة
يعتبر موقع (المكتبة العربية) الالكترونية أول موقع عربي متخصص في الكتب الالكترونية العربية فقط دون الكتب الورقية، ويتميز موقع المكتبة الالكترونية العربية عن غيره من مواقع النشر العربي عبر شبكة الانترنت بكونه مكتبة فعلية تحتوي على إصدارات دور النشر من جميع أنواع الكتب التي صدرت سابقا أو حديثا في جميع المواضيع والاهتمامات من ثقافة وعلوم وسياسة ودين وتاريخ الخ، ويقدم موقع المكتبة العربية الالكترونية كتبا الكترونية بصيغة (e book) وهي ملفات طبق الأصل عن الكتاب الورقي من ناحية الشكل والتصميم والمحتوى، ويمكن قراءة هذه الملفات على أجهزة الحاسوب المكتبية pc أوالمحمولة Notebook بالإضافة إلى الأجهزة الكفية Handheld وحتى أجهزة الهواتف الحديثة التي تحتوي شاشات عرض كبيرة نسبيا، ويمكن لمستخدم الموقع شراء الكتب بشكلها الالكتروني عبر بطاقات الدفع المعروفة. ويقـــدم المــوقـع للمستخـــدم أدوات بحــث متطـــورة بــطـــرق قيـاسيــة ومتعـــددة (عنوان – مؤلف – ناشر – موضوع ..الخ)، بالإضافة إلى لائحة مواضيع رئيسية وفرعية تستخدم تقنية مقاييس مكننة المكتبات المتعمدة عالميا. وبعد الوصول لنتيجة البحث يستطيع المستخدم استعراض الكتب ورؤية صفحات منتقاة، ومن ثم إضافتها إلى مشترياته، وبعد إتمام عملية المشتريات يستطيع المستخدم الدفع بواسطة بطاقات الدفع العالمية، ومن ثم يصبح متاحاً له تحميل الكتب على حاسوبه الشخصي، ومن ثم قراءتها.أصبح القارئ العربي، الموجود في أي مكان من العالم، قادر على متابعة كل ما هو جديد من منشورات وإصدارات كتب عربية، ولن يضطر المستخــدم لانتظار متأخرات البريد وتكاليف الشحن الزائدة، فتكاليف الكتب ستصبح أقل، والقيمة المضافة في الكتاب الالكتروني أعلى، وسيتمكن المستخدم من إضافة تعليقاته على نص الكتاب الالكتروني واسترجاعها آليا، كما يتمكن من البحث عن الكلمات داخل الكتاب الالكتروني، ويمكن للمستخدم قراءة الكتاب بدون أن يكون متصلاً بشبكة الانترنت، ويستطيع المستخدم حمل مكتبته معه في السفر، على حاسوبه، أو إعادة تحميل كتبه من خلال الصفحة الخاصة به على موقع المكتبة العربية الالكترونية. إن الخصائص المقدمة من الناشر هي أساس تحديد الحقوق التي يمتلكها القارئ على الكتب الالكترونية، فالناشر يحدد حق القارئ بطباعة كل أو جزء من الكتاب، والناشر أيضا يسمح أو لا يسمح للقارئ بعمليات القص واللصق الالكترونية. إن حقوق الناشر والمؤلف عبر التقنيات الحديثة محمية بشكل مطلق في حالة الكتاب الالكتروني، مقارنة مع حالة الكتاب الورقي.
وبدأت إدارة موقع المكتبة العربية الالكترونية بالعمل في جميع البلدان العربية من خلال تمكين دور النشر بإضافة إصداراتها الكترونيا إلى موقع المكتبة، بدون أي تكلفة مادية، حيث يقوم الموقع بالاستفادة مادياَ، من خلال نسب محددة عند عملية بيع الكتب الالكترونية، ومع كل عمليات البيع للكتاب الالكتروني يستلم الناشر عبر البريد الالكتروني إشعاراً بالعملية، ويمكن للناشر من متابعة حسابه على الصفحة الخاصة به على الموقع.
و يقدم موقع المكتبة العربية الالكترونية أيضا للناشرين جميع الخدمات التقنية اللازمة لمساعدتهم في تحويل الكتب المنشورة إلى صيغة كتب الكترونية( 4 ).
ثانياً : المكتبة الإلكترونيةE-LIBRARY
يعكس مفهوم المكتبة الالكترونية المعلومات المخزنة الكترونيا والمتاحة للمستفيدين من خلال نظم شبكات الكترونية، ولكن دون أن يكون هناك موقع مادي، فهي شبه مخزن للمعلومات، ولكن لها وجود في الحقيقة الرقمية فقط، وقد يسميها البعض بالمكتبة الافتراضية، وهي تحقق دون شك انخفاضاً في تكاليف الإنتاج والاختزان والبث الالكتروني، في مقابل ارتفاع واضح في تكاليف إنتاج المعلومات المعتمدة على الورق، وقد صاحب ذلك انخفاض ميزانية المكتبات، مما دفع العديد من الدارسين إلى القول بأن مكتبة المستقبل هي مكتبة الكترونية.
والمبررات الاقتصادية لوجود المكتبة الالكترونية ليست وحدها، بل هناك أيضا الإتاحة الأفضل التي تقدمها المعلومات الالكترونية للمستفيدين في أي وقت من الليل أو النهار. والمكتبة الالكترونية تضع أوعية المعلومات في صورة الكترونية سواء على أقراص مدمجة أو شبكة محلية أو الانترنت (5 ).
1- لمحة عن المكتبة الالكترونية:
مع التطور الكبير في مجال تقنيات المعلومات ظهرت نظم جديدة تكمل تلك التكنولوجيا في أطر مختلفة حسب التخصص والغرض والحاجة، ومن ضمن هذه النظم ما هو متعلق بالمكتبات ومراكـــز المعلــومات، وقــد ظهــرت البــرامــج المتعــددة التــي مــن شــأنهــا تــزويد وتنظيــم واستــرجــاع المعلــومــات عبــر الشبكـــات المحلية وشبكة الانترنت، الأمر الذي أدى إلى ظهور المكتبة الالكترونية أو الافتـراضية،التــي تضــم أوعيــة معلومات مختلفة ( مرجعية كالمعاجم والموسوعات – كتب الكترونية بكافة التخصصات – دوريات علمية – مطبوعات وتقارير إحصائية رسمية – أبحاث ) في أشكــال مختلفـــة (قـــواعد بيانـات – أقراص مدمجة ) حيث تظهر المعلومة للمستخدم بصيغ وامتدادات على هيئات متعددة.
2– أسباب حلول المكتبة الالكترونية:
إن الحاجة لنظم المعلومات أملتها عوامل عديدة،وإن زيادة أهمية المعلومات في المجتمعات الحديثة ما هي إلا واحدة منها، فالتطورات الاجتماعية، والصناعية، وارتفاع المستوى الثقافي بين المواطنين، هي عوامل فرضت استخدام نظم المعلومات، في فترة أكثر ما تتسم به هي الحــاجة للمعـــلومات، وضرورة استخدام الميكنة في كل جانب من جوانب الحياة العلمية، وأهــم مــن هــذه العوامل جميعا، هو إقبال مجتمع القراء على استخدام هذه النظم، والإفادة منها في سد حاجاتهم الثقافية والعلمية. وحسب دراسة قامت بها مكتبات البحوث والمجلس الفنلندي للعلوم والمعلومات التقنية، فإن إقبال الباحثين على استخدام المنافذ الالكترونية للتفتيش عن المعلومات عن بعد، كان يزداد بنسبة 50 % كل عام، أي أن العدد كان يتضاعف كل عام، منذ السبعينات من القرن الماضي حتى اليوم .
وأشارت دراسات مماثلة جرت في مناطق أخرى مـــن العــالم،إلى أن ملايين عديدة كانت تقبل على استخدام المنافذ الالكترونية بحثــا عــن المعلومات كل عام، وأصبح من الصعب إحصاء أعداد الباحثين الذين يقبلون على استخدام نظم المعلومات والتقنية بحثا عن المعلومات ومصادرها، والسبب الرئيسي وراء النمو المتزايد هو أن مكتبات البحوث حول العالم، أوقفت العمل على إدامة فهارسها التقليدية ، وتحولت إلى الفهرسة على الخط المباشر، وعلى سبيل المثال فإن 80 % من المكتبات الجامعية الإنجليزية هجرت الطرق التقليدية، واقتنت العدد الكافي من المنــافــذ الالكتــرونية الضرورية للبحث في مرصد المعلومات،أي الفهرس الإلكتروني.وبــذلك اضطــر البــاحثون في مثل هذه المكتبات، إلى استخدام هذه المنافذ، سواء كانوا يرغبون بذلك أم لا، وهذه كانت خطوة جوهرية للتحول من التقليد إلى الميكنة في إدارة المعلومات وتوصيلها. إن هذه التحول إلى المكتبة الالكترونية جاء تحت ضغوط عدة منها:
أ – ثورة المعلومات.
ب -ارتفاع التكاليف المالية للإجراءات اليدوية البطيئة.
ج- سطحية التحليل الموضعي في المكتبة التقليدية، الأمر الذي يؤدي إلى ضياع نسبة كبيرة من المعلومات، في فترة تتسم بأهمية المعلومات في الحياة العامة والخاصة .
د ـ توفر تقنيات المعلومات بنوعية عالية، وأعداد كبيرة، وأسعار مقبولة، ونوعيات عديدة الأمر الذي عجل في هذا التحول.
هـ ـ نتيجة للتضخم المالي في الدول الصناعية بالدرجة الأولى، واجهت المكتبات استقطاعات كبيرة في ميزانيات التزويد، مقابل الزيادة الكبيرة بأسعار المصنفات، ولاسيما الــدوريات،الأمــر الــذي أجبر المكتبات التقليدية إلى اللجوء لبرامج التعاون بين المكتبات، وتنسيق المقتنيات الجارية، لاقتناء أعلى عدد ممكن من العناوين الجارية على حساب الازدواجية العالية. ونتيجة لهذا التعاون، أصبحت الإعارة بين المكتبات من البرامج الأساسية لإشباع الكثير من حاجات الباحثين.
إن هذا التعاون مهد السبيل أمام الانتقال من نظم تقليدية إلى نظم معلومات الكترونية بعد توفر التقنية لإقامتها، وظهور الحاجة الملحة لخدماتها لأنها أداة فعالة في حقيق التشارك في مصادر المعلومات (5) .
3-المكتبة اللاورقية وعصر الشاشة
في مطلع القرن الحادي والعشرين، نعيش حاليا ثورة علمية واتصالية جديدة تكاد تنطوي في تياراتها كل مبتكرات العقل الإنساني ومعجزاته، وذلك من خلال استخدام شبكة المعلومات العالمية ( الانترنت ) وقدراتها الفائقة في نقل المعلومات ذات الوسائط المتعددة، أي المقروءة والمسموعة والمرئية والمتفاعلة في آن معا.
فماذا يمكن أن نسمي هذا العصر غير ( عصر الشاشة ) ، تلك البلورة المتوهجة بصورة الحياة ، التي قد تكون على شكل تلفاز أو (حاسوب) Computar والأصح أن نسميه ( عالوم )Informutar لأنه لم يعــد أداة حاسبة بل وسيلة معلوماتية شاملة، وقد بات من الممكن القول أن الحياة بلا تلك البلورة التي نحدق فيها ساعات عدة ، كل يوم ليست ذات قيمة أو معنى، إذ أن تلقي المعلومات وتداولها بسرعة وبسهولة من أجل العلم والتثقيف والترفيه هو الذي يمنح حياتنا المعاصرة مغزاها ، ويعيد صياغة العقل والوجدان والتفكير.
اليوم تُطلّ علينا حقبة جديدة من تاريخ الكتاب توازي في أهميتها اختراع آلة الطباعة على يد الألماني جوتنبيرغ، إذ تتجه المكتبات إلى نشر جميع أو معظم موادها من كتب وأبحاث ومجلات ودوريات رقمياً، بحيث تكون قابلة للاستعراض والبحث لكل من لديه اتصال بالإنترنت. ومن المشاريع العالمية الضخمة،في هذا الاتجاه المتسارع أن شركة (غوغل) عكفتْ على مشروع ضخم بالتعاون مع خمس من المكتبات الكبرى لتحويل جميع مقتنياتها الثمينة التي تقدر بعشرات الملايين من الكتب إلى وثائق إلكترونية، وتوفيرها عبر محرك البحث غوغل Google.com. وهو ما يعد مشروعاً طموحاً قد يستغرق تنفيذه ما بين 5 إلى 10 سنوات، غير أن دلالاته حين يكتمل بالنسبة لتاريخ الكتاب، وبالنسبة للبحث العلمي وبالنسبة للفكر البشري والتراث الإنساني لا يمكن الإحاطة بأبعادها.
يقول نيثون تايلر، وهو متحدث باسم شركة غوغل: “تعاون غوغل مع المكتبات والناشرين في برنامج “غوغل برينت” Google Print يهدف إلى إطلاق العنان للثروة الهائلة من المعلومات الكامنة في الكتب والأبحاث والمجلات والدوريات والمراجع، وذلك بتوفيرها على الإنترنت بحيث يمكن البحث من خلالها”، ويضيف: “غاية محرك البحث (غوغل) هي تنظيم المعرفة العالمية بحيث تكون متوفرة في كل مكان ويسهل الاستفادة منها. أما هذا المشروع فيأتي كخطوة جديدة باتجاه توفير المزيد من المعلومات”.
وتتعاون (غوغل) في هذا المشروع مع مكتبة نيويورك العامة ومكتبات جامعات هارفارد وستانفورد ومشيغان، ومكتبة جامعة أكسفورد في بريطانيا.
ويعلق بيتر كوسوسكي، مدير النشر والاتصالات في مكتبة جامعة هارفارد على المشروع بقوله: “سيكون بإمكان الناس حول العالم الوصول إلى المواد الفكرية التي كانت في السابق مقصورة على منطقة جغرافية معينة أو على صلاحيات خاصة بمستخدمين منتسبين إلى مؤسسات معينة”. وتجري عملية تحويل هذه الكتب إلى نصوص إلكترونية بمسحها ضوئياً صفحة صفحة، باستخدام ماسحات عالية الدقة، واستخدام برنامج “التعرّف الآلي على الحروف” OCR.
يقول كوسوسكي بشأن عملية المسح: “لدى غوغل نظام ممتاز لضبط الجودة لضمان أن المواد التي توفر للمستخدمين هي أدق ما يمكن”.
وتنوي (غوغل) أن تصنّف الكتب إلى ثلاثة أصناف للتعامل مع قضايا حقوق الطبع: فأما الأعمال التي هي ملك العامة، أي التي انتهت حقوق طبعها، فسوف توفر (غوغل) النصوص الكاملة لها، كجزء من نتائج البحث. وأما التي ما زالت تحتفظ بحقوق الطبع، فسوف تعمل (غوغل) مع الناشرين لتحديد مقدار النصوص التي ستتوفر منها على الإنترنت. أما الكتب التي ليس لها مع الناشرين علاقة عمل، فستوفر مقتطفات منها أو المعلومات الببليوغرافية فقط. كما تنوي (غوغل) أن تعرض وصلات دعائية إلى جانب الكتب المحفوظة بحقوق الطبع لشرائها.ويمكن حاليا مشاهدة نتائج البحث داخل الكتب التي تمّ إدراجها. يقول تايلر: “لقد تم دمج فهرس (غوغل برينت) مع الفهرس العام ل(غوغل)، غير أن المستخدم يمكنه البحث عن الكتب تحديدا باستخدام عبارة (books on). وحين استعراض نتيجة في كتاب ما، يمكن البحث عن كلمات أخرى داخل الكتاب نفسه.
ولا ريب أن مشروعاً كهذا سيثري قيمة الإنترنت كمصدر للمعلومات وبالتحديد محرك البحث (غوغل)، لاسيما أن محركات البحث لا تستطيع دائما الدخول إلى قواعد البيانات المتخصصة داخل المواقع، وبالتالي تبقى نتائج البحث ذات طابع شعبي، وتنوي (غوغل) البدء بالكتب الإنكليزية، وإضافة كتب باللغات الأخرى فيما بعد.
آفاق وإمكانات جديدة
هناك العديد من الخدمات الأخرى التي توفر للأفراد القدرة على البحث في بطون الكتب عن طريق كلمات مفتاحية، ومن أمثالها شركة أمازون Amazon.com، وهناك أيضا موقع مكتبة الكونغرس loc.gov التي لا توفر إمكانية البحث في الكتب فحسب بل المواد الأخرى المسموعة والمرئية. وكذلك موقع نت لابريري netlibrary.com و”هاي بيم” highbeam.com، وكويستيا questia.com.
فما هو التأثير المتوقّع للمكتبات الرقمية على المعرفة الإنسانية وكيفية إنتاج المعرفة؟
يمكن القول أن الأثر الأساسي لاستخدامها هو في تمكين الباحث من تحديد الأدبيات المتوافرة ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة ببحثه،إذ سوف يجد القراء والباحثون كتباً وأفكاراً لم يكونوا يعرفون بوجودها. وفي هذا الصدد تقول جينيفا هنري، المديرة التنفيذية لمبادرة المكتبة الرقمية في جامعة رايس: “المكتبات هي المناهل التي يقصدها الناس لإيجاد المعلومات التي تهمّهم، والمعرفة والمعلومات الكامنة في هذه المكتبات تولّد أفكاراً جديدة ومزيدا من المعرفة”. وتضيف: “نرى في مجال المكتبات الرقمية وسائل جديدة للحصول على المعرفة تتجاوز العوائق التي كانت موجودة في السابق وفي الوقت ذاته القدرة على نشر المعرفة بشكل أسرع وأكثر فعالية”.
وإذا كانت المكتبات الرقمية قد أحاطت بالفعل بجميع الأدبيات المتوافرة في الموضوع، فإن الاحتمالات تتضاعف في إمكانية إتيان الباحث بالجديد من المعرفة غير المسبوقة تبني على المعرفة السابقة، الأمر الذي يسرّع من حركة النمو والتقدم في المعرفة. “حين تكون حقوق الطبع والحماية الفكرية ذات قيود محدودة، يستطيع الكتّاب أن يُشهِروا كتاباتهم وينالوا تقديرا أكبر لها في مجالاتهم، بهذه الطريقة تزدهر المعرفة بطرق لا مثيل لها في السابق، وتتسارع وتيرة الإنجازات في المجالات العلمية”، بحسب هنري.
ويمكن لتوافر المكتبات الرقمية بهذه الصورة لعدد من الباحثين أيضاً أن تكون حلقة وصل بينهم، على تباعد المسافات مكاناً، وتوالي الأجيال زماناً، تجعل العمل البحثي يشبه عمل الفريق في تضافر الخبرات وتكاملها بين أعضائه.
تقول هنري: “الجيل القادم من المكتبات الرقمية تخطو خطوة أبعد؛ فهي توفر المعرفة الإلكترونية بحيث يستطيع أي شخص أن يضيف إليها ويستخدمها. ففي نظام كونيكسيون مثلاً ،في جامعة رايس، يتم نشر الكتب والمقالات حول موضوع معين، بحيث يمكن استخدامها أو تعديلها أو الإضافة إليها من قبل آخرين لتأخذ أشكالا مختلفة وسياقات مختلفة، هذه الموضوعات يمكن ربطها مع بعض لإنشاء كتاب أو مقالة”.
أما روي روزينزويغ، وهو مدير مركز التاريخ والوسائط الجديدة في جامعة جورج ميسون، فهو يرى استخدامات وإمكانيات غير ملموسة حتى الآن، فيقول: “أتوقع أن تُحدث المكتبات الرقمية تغييراً في الطرق التي يقوم بها العلماء في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية بعملهم، غير أنني لا أظن أننا نعرف حتى الآن ما هي هذه الطرق الجديدة”.
فرص وتحديات
كيف ستؤثر المكتبات الرقمية على النشر، كتجارة، وعلى الكتابة كحرفة؟.. ربما يبدو للوهلة الأولى أن المكتبات الرقمية ستشكل خطراً على عالم النشر الورقي، غير أننا “نرى عالم النشر المطبوع يعيد التفكير في استراتيجياته لانتهاز الفرص الجديدة وتلبية الاحتياجات الجديدة، فما نراه هو أن الناشرين أنفسهم يعملون بالتعاون مع خدمات المكتبات الرقمية لعرض منشوراتهم إلكترونياً، وهم بذلك ينتفعون”، على حد قول هوب تيلمان، مديرة المكتبات في كلية بابسون. فقد عملتْ هذه الخدمات على تقييد الصفحات التي يمكن استعراضها حين تكون الكتب محفوظة بحقوق الطبع، بما يكفى للقارئ لكي يقرّر ما إذا كان الكتاب جديراً بالشراء، ولا تسمح للمستخدم بقص النصوص ولصقها. بل يسارع الناشرون إلى تقديم الكتب على هذا النحو لتشجيع القراء على التعليق على الكتب وتقييمها وأحيانا الدخول في مناقشات حولها مما يؤدي إلى إشهارها.
أما جينيفا هنري فتقول بشأن حقوق الطبع: “من العوائق التي تحول دون الاستفادة القصوى من المكتبات الرقمية هي قوانين الملكية الفكرية التي كثيراً ما تحول دون انتشار المعرفة على نطاق واسع، فالناشرون يسيطرون على ما يمكن نشره، ومتى وأين يمكن نشره، وعن طريق آلية التسعير يسيطرون على الذين يستطيعون الوصول إلى تلك المعرفة”. ثم إن هناك مخاوف من انتشار الانتحال والسرقات العلمية، بسبب سهولة الوصول إلى النصوص، غير أن هذه المخاوف تزول حين نتذكر أن المكتبات الرقمية تسهّل اكتشاف الانتحال والسرقة مثلما تسهل حدوثهما.
4 ـ المكتبات الرقمية العربية
بدأ العالم العربي يطوّر مجموعة من المشاريع التي بلغت شأواً بعيدا في المكتبات الرقمية، ولعل مكتبة الوراق alwaraq.com تعدّ أفضل مثال عليها، فهي أضخم المكتبات الرقمية العربية وتعد من أوائلها، وتهتم بكتب التراث، إذ تتيح الوصول إلى النصوص الكاملة لما يقارب 600 عنوان من عيون الكتب العربية القديمة مجاناً، إضافة إلى خدمة للناشرين والمؤلفين المعاصرين الذين يرغبون بنشر أعمالهم على الإنترنت مجاناً. وهناك مشروع تقوم به المنظمة العربية للتنمية الإدارية arado.org.eg التابعة لجامعة الدول العربية وتتخصص بنشر العلوم بالمرتبطة بالإدارة رقمياً. كما تقوم مكتبة الإسكندرية bibalex.org بمشروع قومي لتحويل المخطوطات العربية القديمة من الشكل التقليدي إلى الشكل الرقمي (كصور) وتوفيرها على موقع المكتبة على الإنترنت، وقد بدأ المشروع يتخذ خطوات متقدمة. كما تقوم الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في مصر darelkotob.org.eg بجهد مشابه في رقمنة الكتب والوثائق والمخطوطات، إضافة إلى مشروع مكتبة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية لإنشاء “الفهرس العربي الموحد” kapl.org.sa والذي يتوقع له نجاح كبير.
ويستطيع المتصفح لموقع شبكة أخصائيّ المكتبات والمعلومات librariannet.com أن يطلع على الجهود الكبيرة التي تبذل في سبيل إنشاء مكتبة عربية رقمية متكاملة ومتطورة، فهي أول شبكة عربية رقمية متكاملة متخصصة في مجال المكتبات والمعلومات، تتناول التطورات الحديثة في المجال عامة، وتكنولوجيا المكتبات والمعلومات خاصة.(6)
5- الدوريات الإلكترونية تدخل ميدان السباق الرقمي
تتعرض الدوريات العلمية بشكلها الورقي الحالي إلى متغيرات متمثلة في عجزها في الإيفاء بالحاجة الماسة لنشر المعلومات بمواجهة ثلاثة عوامل ضاغطة هي:
أ-الكلفة : فقــد تضاعف ثمن الورق،كما تزداد كلفة النشر، وترتفع معه أسعار الدوريات، وفي نفس الوقت تعاني المكتبات من تقليص ميزانيتها، وهي المصدر الأساسي لمشاركات الدوريات، ويقابل ذلك انخفاض مستمر في أسعار الحاسبات وكلفة الخزن، فالانخفاض الحاصل في الحاسبات خلال( 30) عاما الماضية ربما كان العامل الاقتصادي الأقوى في التوجه نحو النشر الإلكتروني، وهذه الكلفة المتزايدة في الطباعة الورقية ستجعل من الصعب على المكتبات والأفراد الاستمرار في دفع مشاركات المجلات العلمية.
ب-التناثر: حيث يقدر أن ثلث ما ينشر يقع في المجلات المتخصصة، وأن الثلث الثاني في مجلات أكثر اتساعا، أما الثلث الأخير ففي مجلات لا يتوقعها الباحث، وعليه فإن الباحث سيحصر نفسه في ثلث المعلومات، إن ركز في متابعته على المجلات المتخصصة كما تنشر المعلومات بما يزيد عن 30 لغة مختلفة.
ج-التأخير في النشر : التأخير في النشر ورقيا،حيث أن النشر الكترونيا يتميز بالسرعة والقدرة على البحث، أكثر من الطريقة التقليدية الورقية.
و بالرغم من مميزات المجلة الورقية من حيث استخدامها وصداقاتها الطويلة للمستفيد إلا أن الإمكانيات التحاورية وإمكانية إضافة وتحديث معلومات المقالات التي نشرت سابقاً، هي مميزات إضافية لا يمكن إغفالها، فقد وجدت المجلة الالكترونية قبولا طيبا، بل أن هناك عدد من المتحمسين لها، والمشجعين على استمراريتها وتطويرها. ولعل من العوامل الإضافية التي يمكن أن تساعد على ظهور الدوريات الالكترونية تزايد استخدام البحث المباشر ونمو شبكات المعلومات واستخدام التكشيف والاستخلاص المباشر، وظهور تقنيات المعلومات التحاورية، وتزايد استخدام التعليم والتعلم بواسطة الحاسبات، وتزايد الاهتمام بالمعلومات ونمو البرامج المتطورة، بيد أن الدوريات الالكترونية لا تخلو من مشاكل حاليــا، منهــا صعــوبــة تحقيــق العــدد الكافي من القراء وعدم توفر الإمكانيات للجميع لتحقيق ( القرائية )، كما أن هناك المؤلف الذي يحجم عن نشر مادته في مجلة الكترونية محدودة القراء، وهناك أخطار صحية نتيجة التعرض المستمر للشاشة، وعدم إمكانية جلوس الباحث لساعات طوال أمام الشاشة، كما يفعل مع النسخة الورقية، كما أن عطل النظام أو الشبكة يعني تعطل الآخر، وبالتالي عدم إمكانية الحصول على المقالة، وتكاد هذه العوامل أن تشابه المشاكل التي صاحبت استخدام الميكروفيلم والإحجام المستمر عنه (7) .
6- هل تغني الانترنت عن المكتبة ؟
منــذ بــزوغ نجــم الانتــرنت، وهي تستحوذ على اهتمام كثيــر مــن الناس لأسباب كثيرة ومتعددة، فمن الناس من اهتــم بهــا لإمكاناتها فــي تحقيق التواصل بين الناس عن طريق ( البريد الالكتروني )، ومنهم من أفاد منها في التواصل مع عائلته وأصدقائه بالمحادثة الالكترونية، ثم بالحديث الهاتفي من خلالها، ومنهم من انصب اهتمامه على مقدرة الانترنت على اختــراق الحــواجز الرقابية على المعلومات والمعارف التي لا تجد قبولا سياسيا أو اجتماعيا في بعض البلدان، ومن الناس من تركز اهتمامه على الانترنت كوسيلة سهلة ورخيصة في البحث عن المعلومات، بشكل آني وسريع، إما لأغراض بحثية ودراسية أو لأغراض اقتصادية وتجارية أو بهدف تــرويجي أو غير ذلك. كما أن هنلك فئــة مــن النــاس وجدت في الانترنت وسيلة مثــاليــة تمكنوا بــواسطتها، من الحصول على الدرجات العلمية أو المهنية من الجامعات أو المعاهد التي تشجع التعليم عن بعد.
ومن بين كل فئات المجتمع، كانت فئة العاملين في المكتبات ومراكز المعلومات من أكثر الفئات المهنية التي نظرت وتنظر للانترنت بنظرتين متفاوتتين ومتباينتين.. نظرة مرحبة ومتعطشة، لأن الانترنت يمكن لها أن تكون مساعداً لهم في تنفيذ أعمالهم، وفي تقديم خدمات متميزة وسريعة لزبائنهم كالتي يحلمون بها، بل إن الانترنت تكاد تكون النموذج الذي كان يتطلع إليه منظرو الخدمات المعلوماتية.
أما النظرة الثانية فكانت نظرة التوجس والريبة والحذر من هذا(العملاق)، ومرد هذه النظرة يعود إلى إمكانيات الانترنت العالية ومواهبها المتعددة التي قد تسحب البساط من تحت أقدام العاملين في المكتبات ومراكز المعلومات،الذين استطاعوا المحافظة على هذه المهنة وتطويرها وتمكينها من سحب اعتراف الجميع بها كمهنة مهمة.. بل واستطاعوا إقناع الجامعات بإعداد برامج الدراسات العليا التي تمنح الماجستير والدكتوراه في هذا العلم، مما يعني الكثير في ترسيخ مكانة هذه المهنة .
وخشية المعلوماتيين والمكتبيين من الانترنت أمر في محله، وذلك لأن كثيراً من الناس يشعرون اليوم أن الانترنت يمكن لها أن تغني عن المكتبات ومراكز المعلومات. ويشير بعض الباحثين، في هذا المجال إلى عدة أسباب لا تمكن الانترنت من أخذ مكانة المكتبة، لعل من أهمها:
أ- ليس كل شيء على الانترنت :
بالرغم أن الانترنت تضم ما يفوق بليون صفحة، لكن المعلومات (القيمة ) المتاحة مجاناً على الانترنت قليلة جداً، فهناك نحو 8 % من الدوريات فقط على الانترنت، وكمية أصغر من ذلك من الكتب، كما أن الــدوريات العلمية المهمة لا يمكن أن تجدها على الشبكة مجاناً، بل بأسعار كبيرة جداً.
ب – مكتبة ضخمة بلا تنظيم :
يمكن تمثيل الانترنت بالمكتبة الضخم