سحر التصوير – فن و اعلام … الدكتور عبد الباسط سلمان 2
ان مجموعة الخيارات الموجودة في الكاميرا الرقمية قد تكون عائق دون تحقيق النتائج المرجوة رغم البساطة والسهولة التي تتميز بها تلك الخيارات في الكاميرا، حيث ان هذه الخيارات المتعددة والمتنوعة تكون محط سهو او خطأ امام الشخص الغير متخصص وخصوصا عند الشخص الذي لا يتقن استخدام الحاسبة الإلكترونية (Computer)، فهناك جملة من الخيارات المتعددة التي تتطلب فهم وادراك لعمل الحاسبة الالكترونية وطريقة العرض او التسجيل او طبيعة حجم الصورة ونوعها فعلى سبيل المثال تحتوي الحاسبة الالكترونية على مجموعة فائقة من الانواع للصور كالـ (JPEG) او (GIF) او (BMP) او (PNG) او (PCX) او (TGA) او (TIFF) وهذه الأنواع بطبيعة الحال لايمكن ان تعرض على الحاسبات مالم تكن الحاسبات معرفة على أنواعها، كما انها في نفس الوقت تتميز بميزات خاصة قد لاتتوائم مع كل البرامج الحاسوبية، الامر الذي يدعو الى ان يكون المستخدم للكاميرا وللحاسبة على دراية ومعرفة تامة لكل تلك الانواع من الصور الحاسوبية فمعرفة انواع الـ (Format) الخاص بالصور والاحجام الخاصة بها من الامور التي لايمكن التغافل عنها، هذا من جانب، ومن جانب اخر هناك امور تفصيلية في التصوير الرقمي اشبه ماتكون بأمور اتفق عليها عالميا في كل الكاميرات الرقمية والبرامج الحاسوبية، وهذه الامور في الواقع اصبحت في الكامير وكانها بديهيات لكل كاميرا رقمية، حيث ان كل الكاميرات الرقمية تقريبا تسند لهذه الامور في تنصيب او تنظيم عمل الكاميرا الرقمية، وهذا الامور نجدها في كل ملحقات التصوير الرقمي ومكملاته، أي انها تتوافر في بعض الاحيان في اجهزة الطبع الرقمي وتتوافر ايضا في برامج الحاسوب الخاصة في معالجة الصور الفوتوغرافية ومتوافرة في برامج الانترنيت المتخصصة في ارسال الصور واستقبالها، فهناك العديد من برامج الحاسوب بدأت تدخل في تفاصيل عديدة في الصور لدرجة ان هذه البرامج باتت تحدد انواع واشكال جديدة وغريبة للصور الفوتوغرافية من خلال الاختيارات والعمليات التي يمنحها الحاسوب.
وقبل معرفة هذه العمليات والاختيارات التي تتمتع بها الكاميرا الرقمية لا بد من التذكير بان اغلب الكاميرات الرقمية تتمتع باسلوب واحد في التصوير والاستخدام وذلك لتشابه مكونات الكاميرات الرقمية رغم اختلاف انواعها واختلاف اسعارها واستخداماتها واختلاف امور عديدة متعلقة بها، حيث ان الكاميرات الرقمية مهما تعددت انواعها واشكالها لابد وان تحتوي على مكونات اساسية لتحقيق عملية التصوير، وهنا لابد من التركيز على المكونات التي يتعامل معها المصور كونها المتغيرات او الاساس الذي يؤمن ظهور الصورة بشكل ناجح، ومكونات الكاميرا الرقمية هي:
* العدسة Lens.
* مصباح الضوء الاصطناعي Flash.
* ذراع الزوم، وهو ذراع للتحكم بتكبير وتصغير الصورة الملتقطة.
* قاعدة تركيب الحامل الثلاثي ( الساند – الاستاند Tripod).
* زر حاجب العدسة، وهو زر يكون استخدامه بالضغط عليه نحو الأسفل يتم من خلاله تسجيل الصورة او الصوت في الكاميرات المزودة بالميكروفون
(Microphone) وبالعادة تكون هذه الكاميرات غير احترافية، وهي مزودة باختيار نحو ضبط مدة التسجيل للصورة والتي تصل الى عشرة ثواني في بعض الاحيان.
* لاقطة صوتية Microphone ( في الكاميرات التي تلتقط الصوت).
* حلقة التركيز البؤري، وهي التي تحدد المسافة مابين العدسة والموضوع المراد تصويره لتحقيق صوره واضحة، وفي اغلب الاحيان تكون الكاميرات الرقمية مزودة بمجسات او متحسسات تتحسس المسافة وتضبط التبؤر تلقائيا، الا ان المصورين المحترفين في اكثر الاحيان يفضلون اختيار او تنظيم التبؤر بايديهم لخلق ابعاد بؤرية متوائمة مع افكارهم او طموحاتهم(1).
* مفتاح اختيار وضع التركيز البؤري التلقائي او التركيز البؤري اليدوي (Focus Auto / manual).
* نافذة خلية كهروضوئية للفلاش، وهي نافذة تسمح بمرور الضوء على الخلية الكهروضوئية لمعرفة كمية الضوء ومن ثم إرسال إيعاز الى مبرمج الفلاش لإشعال ضوئه وفق الكمية التي يحتاجها الموضوع المراد تصويره، ومن الجدير بالذكر ان هناك من لا يدرك اهمية هذه الخلية فيحجبها بيده دون عمد او تركيز فتكون قراءة الخلية للضوء غير صحيحة امام الموضوع المراد تصويره، ومن ثم تكون الصورة غير ناجحة.
* مقبس لتوصيل سلك الفلاش الخارجي.
* مقبس لتوصيل سلك الصوت او الصورة من والى الحاسبة الإلكترونية.
* مقبس لتوصيل التيار الكهربائي المباشر DC in حيث ان اكثر الكاميرات الرقمية بالإضافة إلى أنها تعمل على طاقة البطاريات التي تشغل الكاميرا تكون مزودة بمحولة كهربائية صغيرة تعمل على تزويد الكاميرا بالطاقة الكهربائية المباشرة.
* نافذة خلية كهروضوئية لشاشة عرض الكريستال السائل(LCD) في الكاميرات التي تحتوي على (LCD)، حيث تتحسس هذه الخلية كمية الضوء المسلط على الشاشة ومن ثم تحدد كمية سطوع الشاشة لكي تكون واضحة، وتكون هذه الشاشة اكثر سطوعا عند تعرضها لضوء الشمس وبشكل تلقائي استنادا الى هذه الخلية التي توعز الى كم السطوع.
* أزرار للتحكم بمستوى الصوت (Volume+/-).
* مفتاح اختيار الأوضاع (Movie/Play/Still) وهو زر يحدد اختيار عرض او تسجيل او تحرير الصور الثابتة او المسامع الصوتية او الصور المتحركة وهي (Play) لعرض او تحرير الصور (Still) لتسجيل الصور الثابتة والملاحظات الصوتية (Movie) لتسجيل الصور المتحركة.
* زر التركيز البؤري (Focus) فبالإضافة الى وجود حلقة للتركيز هناك زر في الكاميرا بمجرد الضغط عليه تتم عملية التركيز البؤري تلقائيا.
* مفتاح التحكم بالإضاءة الخلفية لشاشة العرض الكريستال السائل
(LCD Back light) حيث يعمل هذا المفتاح على ضبط مستوى سطوع شاشة عرض الكريسال السائل (LCD Bright) فيمكن من خلال رفع او ضغط الزر تغير السطوع بهذه الشاشة وذلك حفاظا على عين المصور من خلال اعطاء سطوع يوائم مايرغب المصور بمشاهدته في هذه الشاشة الخلفية او الجانبية.
* زر التعريض الضوئي التلقائي المبرمج بمؤثرات خاصة (Program Automatic Exposure) حيث يقوم هذا الزر بتضبيط التعريض للصوره المراد التقاطها وذلك من خلال مبرمج داخل الكاميرا يسمى (Program Automatic Exposure)، فالتصوير ليس في كل الحالات هو صالح فهناك ظروف تحيل دون وقوع التصوير او تحقيقه بالشكل الناجح بسبب عدم توافر الضوء اللازم للتصوير وكذلك هو الامر في حال وجود ضوء مكثف ومركز على موضوع ما للحد الذي يجعل من التصوير غير ناجح في حال التقاطه ضمن تعريض غير موائم، وفي التصوير الرقمي (Digital) يكون التصوير مع كل الظروف التي ذكرناها ناجح مع هذه التقنية التي تبرمج الغالق (Shutter) والفتحة (Aperture) سيان لتحقيق تعريض موائم لطبيعة الضوء وكميته، والواقع ان هذا المبرمج موجود ايضا في الكاميرات غير الرقمية الحديثة او المتطورة حيث هناك أنواع كثيرة من الكاميرات التقليدية تحتوي على مبرمج إلكتروني ينظم الغالق وسرعته حسب وضع فتحة العدسة مثل كاميرات ( (Canon موديل (AE-1/Program) او (Canon) موديل (AV1) او (Eos) او (NikonF4) او (Minolta XD7) او موديلات عديدة للكاميرات الاحترافية التي ظهرت بعد عقد الثمانينات من القرن الفائت، فقد احتوت الكثير من الكاميرات التقليدية على مبرمج إلكتروني ينظم عملية التعريض ويقسم الفتحات على حجم الضوء المتدفق للكاميرا.
في الكاميرات الرقمية يعمل المبرمج على تنظيم التعريض وفق إشارات تظهر على الشاشة الكرستالية حيث يحدد المبرمج وضع الإضاءة على الموضوعات التي يراد تصويرها كان تكون:
1- وضع الإضاءة الخافتة ويعمل هذا الوضع على خفض توهجات ألوان الأهداف الساطعة أثناء التصوير في بيئات مظلمة لنتمكن من تسجيل الهدف دون فقدان جو الظلمة المحيط بالهدف.
2- وضع الإضاءة الخافتة الزائد يزيد هذا الوضع من تأثير وضع الإضاءة الخافتة.
3- وضع المناظر الطبيعية، يتم بهذا الوضع التركيز على هدف بعيد لتسجيل منظر طبيعي أو بناية جميلة أو ملعب رياضي او مساحات ارض كبيرة أو حدائق أو جبال أو غابات او ما شابه ذلك.
4- وضع موازنة الصورة، يتغير التركيز البؤري بسرعة وببساطة تامة من هدف قريب الى هدف بعيد.
5- وضع التسليط الضوئي المتري، وهو وضع نقوم باختياره عندما تكون الخلفية للهدف مضيئة او عندما يكون التباين بين الهدف او خلفيته قوي جداً او يكون بالخلف مصباح قوي متوهج جدا يؤثر على الموضوع ومن ثم يؤثر على خلية التعريض (المبرمج) او ان تكون هناك خلفيات ذات ألوان ساطعة تعكس ضوء قوي جدا او ماشابه ذلك، فتتم عملية تحديد اللقطة المرغوب بالتقاطها او تسجيلها باستعمال عداد التسليط الضوء المتري.
* فتحة لإدخال قرص التسجيل، الكاميرات الرقمية لا تعتمد الافلام الفوتوغرافية المعروفة مثل افلام (36) او افلام (24) او (120) او افلام اخرى عديدة معروفة من قبل المصورين المحترفين بتسميات عديدة، بل ان الكاميرات الرقمية تعتمد اقراص خاصة بتسجيل الصور الرقمية وهي تكون بهيئات عديدة كأن تكون على شكل قرص (Floppy Disk) او تكون على شكل اخر يشبه الـ (Flash Ram) او يكون على شكل شريط كاسيت صغير (DV) او اشكال اخرى كان تكون بطاقة ذاكرة (Memory stick) إلخ.
* ذراع إخراج القرص (Disk Eject)، وهو ذراع يقوم بازلاق مفتاح تأمين إخراج القرص (Eject).
* مفتاح الطاقة (Power)، وهو مفتاح يقوم بتزويد الكاميرا بالطاقة الكهربائية لتشغيل الكاميرا وعملياتها الرقمية، وهذا المفتاح يكون بالعادة مستخدم للتيار الكهربائي القادم من البطارية او من التيار الكهربائي المباشر.
* زر التحكم، وهو زر أشبه بالدائري في اغلب كاميرات الـ (Digital) حيث يعمل هذا الزر على اختيار الأزرار والصور والقوائم المعروضة على شاشة عرض الكريستال السائل في الكاميرا ويقوم ايضا بتعديل التهيئات، هذا الزر بأربع اتجاهات وعليه إشارات سهم أي ان المستخدم سوف يعرف استخدام هذا الزر من خلال الصورة التي تظهر في الشاشة والاتجاه الذي هو فيه لاختيار العمليات والقوائم المعروضة والأزرار التي تندرج من هذا الزر، فبمجرد الضغط على الزر من الاتجاه الذي تكون فيه القوائم او الأزرار في الشاشة تظهر مجموعة من الاختيارات لقوائم او عمليات يرمو لها المصور او المستخدم.
* زر العرض (Display)، وهو زر يستعرض العديد من المؤشرات المهمة اثناء التسجيل او التصوير بالكاميرا وهذه المؤشرات انما هي العمليات التي يرغب المصور دائما بمعرفتها في التصوير للاطمئنان على عمله والتأكد من نجاح التصوير، والمؤشرات هذه عادة تكون كما يأتي.
1- مؤشر تأمين وضع التعريض الضوئي AE التي تعني التعريض التلقائي او التعريض الأوتوماتيكي (Automatic Exposure).
2- مؤشر تامين التركيز.
3- مؤشر حدة الصورة.
4- مؤشر وضع التركيز البؤري / مؤشر وظيفة التصوير عن قرب.
5- مؤشر الشحنة المتبقية من البطارية.
6- مؤشر مستوى الفلاش / مؤشر وضع الفلاش.
7- مؤشر وظيفة التعريض الضوئي التلقائي المبرمج بمؤشرات خاصة Program AE / مؤشر الزووم.
8- مؤشر موازنة البياض (White balance).
9- مؤشر مؤثرات الصورة.
10- مؤشر مستوى التعريض الضوئي EV.
11- عمود القائمة ومؤشر إرشاد القائمة وهي تظهر بالعادة بضغط زر التحكم وتختفي بضغط زر التحكم المعاكس.
12- مؤشر وضع التسجيل.
13- مؤشر حجم الصورة.
14- عدد الصور المسجلة.
15- مؤشر السعة المتبقية من قرص التسجيل.
16- 15 مؤشر مدة التسجيل.
17- مؤشر وظيفة عرض التشخيص الذاتي/ مؤشر زمن التسجيل.
18- مؤشر المؤقت الذاتي.
19- مؤشر التعريض الضوئي المتري.
ان معرفة الاختيارات او العمليات التي تتوافر في الكاميرا الرقمية أساس لتحقيق صورة رقمية ناجحة، حيث ان التقنية الرقمية التي تمنح إمكانية هائلة للمصور يمكن ان تكون عائق او سبب نحو فشل الصور في حال عدم معرفتها او عدم إدراك استخداماتها، فهذه الاختيارات تعد أساسيات حتمية عند المصور الناجح الذي يستخدم الكاميرا الرقمية، وهي بالإضافة إلى إنها تمنح المصور إمكانية لتحقيق نتائج ناجحة في التصوير تعد هذه الاختيارات متمم ومكمل للأساليب المستخدمة في التصوير التقليدي، حيث ان الجماليات التي تبرز من الصورة الرقمية هي ليس ببعيدة عن الجماليات التي تنشا من الصورة الملتقطة في التقنيات التقليدية، أي ان عنصر الجمال متوافر في كلا الحالتين، والجمال واحد، بمعنى ان كلمة جمال تطلق لموضوعات عديدة وكثيرة وهي يمكن ان تكون مفردة واحدة للتعبير عن الإبداع او الجاذبية او الميول عند المتلقي او ما الى ذلك في مجال التذوق والتحسس للموضوعات ولا نريد ان نغوص في هذا الجانب كونه موضوع يقود الى موقف جدلي وأزلي.
هناك حاجة ملحة للمصور الذي يستخدم الكاميرا الرقمية في معرفة كل العمليات والاختيارات التي تتضمنها الكاميرا الرقمية، فكما ذكرنا ان هذه العمليات او الاختيارات أصبحت من الامور المسلم بها في العديد من التقنيات الرقمية واصبحت في ذات الوقت من الامور البديهية في اغلب الكاميرات الرقمية الامر الذي يستلزم وجود معرفة لهذه العمليات وادراكها بالشكل الذي يقدم منفعة او دراية للنتائج التي ستلحق في التصوير، وهي غالبا ما تكون نتائج آنية، أي انها لاتحتاج الى انتضار كما في التصوير التقليدي الذي غالبا مايتوجب انتظار قد يصل الى ايام بحكم التحميض والطبع للافلام الفوتوغرافية، فالتصوير التقليدي يحتاج الى عمليات اظهار (Developing) ويحتاج الى عمليات تثبيت (Fixing) وهذه العمليات تكون للفيلم المصور الـ (Negative) وللورق (الصور) (Positive) اما في الكاميرات الرقمية فيمكن معرفة النتائج بمجرد الضغط على زر الكاميرا لعرض النتائج، لتظهر النتيجة على شاشة خلفية تسمى (LCD).
بالرغم من توافر شاشة العرض الكرستالية في الكاميرات الرقمية فان الموجات الضوئية التي تتحول إلى فورمات او إحداثيات إلكترونية داخل الكاميرا والتي يمكن ان تظهر في الشاشة الكرستالية على شكل صورة فوتوغرافية يمكن لهذه الموجات التي تحولت الى فورمات إلكترونية ان تتحول إلى صور ورقية او صور مطبوعة على بلاستك او جلود او أقمشة أو ان تظهر على شاشات التلفزيون العملاقة او شاشات صالات السينما عبر أجهزة الـ (Data show) او ان تنقل عبر أجهزة الحاسوب عن طريق الـ (Network) او عبر تقنية البريد الإلكتروني (Electronic mail) أو ان تتحول إلى مسائل عديدة في التقطيع الصوري أو المؤثرات الصورية وما إلى ذلك، والواقع ان هذه المسائل المتعددة التي ذكرناها في تحويل الفورمات إلى طبع او معالجات أخرى لا تستغرق من الوقت ما يستغرقه التصوير التقليدي فيما لو أردنا الحصول على النتائج ذاتها فالإمكانات الرقمية تعمل بدقة عالية وبنفس الوقت تعمل بطريقة لا يمكن ان تقبل الخطأ أو الاحتمال الغير مرغوب فيه، رغم احتمال وقوع ذلك في حال سوء الاستخدام او سوء المعاملة جراء عدم التمكن من معرفة التقنيات التامة للعمليات الحاسوبية.
لعل ما تطرقنا له أعلاه في التوغل الى فهم التصوير الرقمي يرغمنا الى ادراك المسلمات الخاصة بالاختيارات والعمليات الفائقة في الكاميرات الرقمية لتحقيق صور رقمية فوتوغرافية متميزة، فهذه العمليات او الاختيارات هي بالواقع متشابهة ومناظرة للإمكانيات والخيارات المتوافرة في التصوير التقليدي وهي تنوب عنه من حيث التعريض (Exposure) او من حيث التبؤر او الوضوح وشدته (Focusing) او من حيث المؤثرات الخاصة بسرعة تحسس الكاميرا للضوء (Sensitive) او من حيث سرعة الغالق (Shutter speed) او التوائم في استخدام الضوء الاصطناعي الـ (Flash) الذي لابد ان يتزامن مع سرعة الغالق وطبيعة فتحة العدسة (Aperture) وهو ما يطلق عليه الـ (Synchronization) او امور اخرى في الكاميرات التقليدية التي تحدد النتائج في التصوير، وهذه الامور بالرغم من انها باتت معروفة لاغلب المصورين القدماء أصبحت مهمة وضرورية في التصوير الرقمي للاتكاء عليها في تجنب الأخطاء المحتملة في التصوير التقليدي.
ان الدماغ البشري المستخدم في اختيار فتحة الكاميرا (Aperture) واختيار العدسة (Lens) واختيار سرعة الغالق (Shutter speed) وتحديد الوضوح (Focus) هو ذات الدماغ الذي يبرمج الكاميرا الرقمية لتجاوز الأخطاء المحتملة وتحقيق سهولة في الاستخدام من خلال الاختزالات المبسطة للعمليات المعقدة في الاختيار والتحديد الذي يقبل الخطأ والسهو والاحتمال والقلق حتى تكتمل عمليات الطبع والتحميض للفلم، ففي الكاميرا مبرمج او معالج يسمى (Processor) يعمل على تنظيم امور عديدة ويقدمها على شكل إشارات سهلة وبسيطة امام المستخدم لإنجاز الصور الرقمية الجيدة وهي ما تسمى بالأيقونات او الرموز التي يمكن ان تفهم من كل شرائح المستخدمين ويمكن ان تفهم من قبل المستخدمين الذين يتحدثون بلغات الشعوب المتعددة والمتنوعة، أي ان المستخدم اصبح مشترك بلغة إشارية واحدة في كل ارجاء العالم وذلك للتوحيد ( Unification ) او للتنميط (Uniformalisation ) الذي حصل في العالم جراء التقدم والتطور التكنولوجي عبر التقنيات الحديثة والتي يمكن ان تندرج في وضع القرية الكونية او العولمة (Globalization) وذلك لخلق نموذج استهلاكي واحد او موحد (نموذج بشري)، وبغية فهم تلك الإشارات او الرموز المتعارف عليها عالميا كان لابد من فهم وادراك الخيارات والعمليات المتعددة في الكاميرا الرقمية، وهو كما يأتي يمكن ان تندرج في مجموعة المحاور الرئيسية في عمليات التشغيل المتقدمة في الكاميرا الرقمية والتي هي تكون بالعادة بعد المفاتيح التشغيلية الأساس التي هي :
1- كيفية استعمال مفتاح اختيار الأوضاع (Play & Still , Movie).
2- كيفية استعمال زر التحكم.
3- كيفية تغيير تهيئات القائمة.
حيث ان هذه المفاتيح تكون واضحة وصريحة جدا بالكاميرات وهي لا تحتاج الى توضيح او شرح لفهمها كونها في غاية الفهم من حيث الاستخدام الذي يقدم عليه المصور وهي في الواقع المفتاح للدخول في العمليات المتقدمة الخاصة بالتصوير والتي تشمل مجموعة كبيرة من الخيارات أهمها:
ضبط حجم الصورة (Image size) ففي اغلب الكاميرات الرقمية هناك خيارات عديدة لتحديد حجم الصورة المرغوب التقاطها، لذا توجب على المصور هنا ان يحدد فيها حجم الصورة الثابتة التي يختارها من خلال الضغط على زر في الكاميرا (still) والذي سيظهر كلمات اخرى يتم اختيار كلمة (FILE) لتظهر مجموعة من الخيارات ويكون الخيار على كلمة (IMAGE SIZE) وبمجرد اختيار الـ (IMAGE SIZE) يظهر بالعادة جدول او قائمة تحوي على ارقام عديدة وهي احجام للصور وهي تكون كالآتي:
112×160
240×320
480×640
768×1024
960×1280
1104×1472
هناك أرقام اكبر من ذلك في كاميرات اكثر احترافاً، وذلك لتحقيق صور ذات أحجام كبيرة جدا، كي تستخدم في الإعلانات الضوئية او تستخدم في الأغراض العسكرية والعلمية وما شابه ذلك.
الواقع ان هذه الأرقام انما هي مؤشرات للصورة النقية والحجم الذي ستكون عليه الصورة كطول وعرض، فهناك تكبير وتصغير للصور يتحقق في الحاسبة الإلكترونية بطرق عديدة الا ان هذا التكبير والتصغير في الصورة ما لم يكن يتوائم مع هذه الأرقام التي ذكرناها من حيث الاختيار الامثل للطول والعرض لربما سيخلق صور بتشوهات غير مرغوبة كما هو الحال في بعض الصحف التي تقوم بتكبير الصور الرقمية لحدود غير ملائمة للحدود التي تتمتع بها الصور من حيث الحجم، لذلك نرى ان التشوهات على الصورة واضحة كان تكون على شكل مربعات ملحوضة في تفاصيل الصورة الفوتوغرافية.
حجم الصورة 112×160 حجم الصورة 960× 1280
ان معرفة حجم الصورة (Image size) أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمصور الفوتوغرافي في الكاميرا الرقمية، وذلك لأمور عديدة مهمة، وهي تكمن في صميم الوظيفة التي تقدمها الكاميرا الرقمية من خلال الاستخدام للصورة التي تنتج او تصور، فحجم الصورة في التقنية الرقمية هو بمثابة الوضوح الذي يتحقق في الصورة حيث ان كل نقطة في الصورة الرقمية تمثل حبيبة في الصورة الفوتوغرافية –( التصوير التقليدي) وكما هو معروف في التصوير التقليدي انه كلما ازدادت الحبيبات في الصورة كلما كانت الصورة اكثر وضوح ونقاوة حتى وان كبرّت الى احجام كبيرة، بمعنى انه كلما كانت الحبيبات صغيرة جدا وغير ملحوظة في الصورة تكون الصورة في صفاء ونقاء وبهاء تام لتكون الصورة جلية وبارزة، وهذا الامر يتحقق في الصورة الرقمية من خلال الـ (Image size) الذي يحدد حجم النقاط في الصورة وهو مايسمى بـ (D.P.I) الحروف الاولى للكلمات (Dote) التي تعني نقطة و (Per) التي تعني كل و (Inch) والتي تعني نقطة في كل انش (بوصة) أي ان كل مساحة مقدارها انش واحد تحتوي على مجموعة نقاط، هذه النقاط كلما تزداد يكون وضوح اكثر للصورة ويكون التكبير للصورة ممكن بحجم ازدياد تلك النقاط في الانش الواحد حيث هناك عمليات تكبير للصور الرقمية تصل في بعض الاحيان الى عشرات الامتار بمعنى ان الانش الواحد في الصور الصغيرة في التكبير لربما يصل الى نصف متر وتتعرى النقاط بصورة بارزة في التكبير فتظهر كل التفاصيل الدقيقة وفي حال عدم موائمة الحجم للصوره مع حجم التكبير تكون تلك التفاصيل بارزة على شكل تشوه صريح وعلني في الصورة المكبرة، الامر الذي يؤدي الى ان تكون الصورة مشوهة بالنتيجة.
ان موضوع الـ (Image size) غاية في التعقيد والأهمية في التصوير كونه يؤسس الصورة ويخلقها فبدون تلك الأحجام تفقد الصورة معناها وتفقد الصورة وجودها، ذلك لان المبدأ الأساس الذي تعتمد عليه الصورة الرقمية هو المبدأ المشابه او المقابل للهاليدات (أملاح او نترات او هاليدات الفضة) التي تحدد الحبيبات في الصورة التقليدية، فانخفاض نسبة هاليدات الفضة في الفيلم الفوتوغرافي يعني ارتفاع نسبة تحسس الفيلم الفوتوغرافي للضوء أي انه يمكن ان يلتقط الفيلم الضوء ويتحسسه بشكل عالي في حال انخفاض نسبة هاليدات الفضة لذلك تكون الأفلام ذات الحساسية العالية مثل أفلام ASA(800) مستخدمة في تصوير المناطق المظلمة او الموضوعات ذات الإضاءة المنخفضة وتكون الافلام ذات الحساسية المنخفظة او الاعتيادية مثل ASA(100) مستخدمة في تصوير المناطق ذات الإضاءة العالية او الموضوعات التي تحتاج اضاءة عالية، وفي حال تكبير الصور المصورة في أفلام ذات حساسية عالية مثل افلام ASA(800) تكون الحبيبات بارزة وكبيرة، الأمر الذي يجعل الصورة تبدو غير بهية وغير واضحة بل وفاقعة اللون بينما يكون الأمر معكوس مع الصور المستخدمة في تصوير أفلام ذات الحساسية المنخفظة حيث تكون الصور واضحة حتى في حال تكبيرها، وهو ما يعني انه كلما ازدادت كمية الهاليدات في الفيلم كلمات انعكس على نوع الصورة ووضوحها مع التكبير.
التصوير بتقنيات الماسح (scanner)
تقنية الماسح الـ (scanner) واحدة من اهم التقنيات المستخدمة في الطبع والتصوير والتي تؤمن التصوير بمواصفات دقيقة جدا وبمواصفات متعددة في الاختيارات، حيث ان هذه التقنية التي دخلت في مجال الطباعة والاستنساخ الـ (photocopy) أسهمت بدور فعال في تسهيل مهمة التصوير بهذا الجانب، فقد كانت عمليات التصوير لمثل هكذا حال تتم من خلال الكاميرا الفوتوغرافية التي تصور الوثائق او الخرائط او المخططات او اللوحات او الصور المهمة، حيث تصورها بشكل مباشر بان توضع الصورة في مكان معرض للاضاءة ومن ثم تحديد عدسة ملائمة وبعدها تجري تقاليد التصوير، ومن ثم مراحل التحميض والطبع، وهذه الطريقة في الواقع كانت مزعجة وطويلة وذات تكاليف وجهود مقارنتا في ما هو عليه في تصوير الـ (scanner) حيث ان الطريقة تحتاج الى امكانيات وجهود مضاعفة، كما انها معرضة للتلف او الخطأ بحجم اكبر وبصورة اكثر، كون ان المراحل بها متعددة الامر الذي جعل من ظهور الـ (scanner) قفزة نوعية في التصوير.
قد يتصور البعض ان الـ (scanner) هو فقط هذا الجهاز الذي يرتبط بالعادة مع الكومبيوتر والذي ظهر نهاية التسعينات من القرن الفائت بحكم ان متطلبات الكومبيوتر والانترنيت فرضت استخدام مثل هذا الجهاز المهم، الا ان هذا الجهاز في الواقع هو موجود ومستخدم قبل هذه الفترة بسنوات عديدة، حيث ان المؤسسات الطباعية الاحترافية كمطابع الصحف او مطابع المنشورات والاعلانات التجارية الضخمة او المؤسسات المماثلة لهذه المؤسسات كانت تستخدم مثل هذه التقنية وقبل ان يظهر جهاز الـ(scanner) مع الحاسبة بهذا الشكل الذي نراه اليوم، بل ان الاجهزة الامنية في المطارات وفي الفنادق العالمية والمراكز الرئاسية كانت تستخدم هذا الجهاز للكشف عن الاسلحة والمعدات العسكرية والمتفجرات، والواقع لهذا الجهاز استخدم ايضا في المجال الطبي وبكثرة، وتم تطوير هذا الجهاز الى حدود بالغة جدا ليتم فيه الكشف عن امور اكثر تعقيدا، حيث ان هناك علماء تمكنوا من استحداث تقنية اشبه ما تكون اجهزة ترقب او تنصت تستخدم للكشف عن الاشياء ما خلف او وراء الجدران، وهذا التقنية في الواقع انما تعود الى مبدا جهاز
الـ (scanner) الذي يقوم بعملية المسح للاشياء المطلوبة ومن ثم (Analyzing) يحللها، فهو يرتبط بالعديد من الاجهزة الاخرى التي تعمل سوية من اجل تحليل او اكتشاف العديد من الظواهر العلمية المتنوعة، لذا كان لزاما ان ندرك بان هذا الجهاز ذو استخدامات متعددة جدا وساهم في تسهيل وتبسيط العديد من المهام وهو في ذات الوقت قابل للتطوير او التحسين او الاندماج او التوائم مع الكثير من الاجهزة الاخرى الامر الذي يمكن ان يمنح اهمية اضافية اخرى.
جهاز الماسح الـ (scanner) استخدم في الالفية الثانية استخدام واسع ومتعدد ومتنوع من قبل الاناس العاديين غير المحترفين او غير المتخصصين في المجالات التي ذكرت في اعلاه من استخدامات عسكرية او طبية او امنية بل انه استخدم في مجال الطبع ومجال المراسلة عبر اجهزة شبكة الـ (Net work) او عبر اجهزة شبكة الـ (Internet) حيث كانت هناك حاجة ملحة لهذه الجهاز في توفير صور رقمية قابلة لتوائم من قبل هذه الشبكات المترابطة والمتشابكة مع العديد من الاجهزة والشبكات، والواقع ان هذه الجهاز بالاساس يمنح اشارة (Digital) رقمية قابلة للتغيير والتنقل والتوائم والتحليل والطبع والاظهار او العرض وقابلة للمعالجة وباشكال متعددة للغاية، وهي ذات الاشارة المستخدمة في التصوير الرقمي، حيث ان المبدء الذي يعمل علية هذا الجهاز هو ذات المبدء الذي تعمل عليه الكاميرا الرقمية من حيث تحويل الاشارة الضوئية الى اشارة رقمية، فالـ (scanner) يحول الموجات الضوئية عبر عدسات وصمامات مع اضاءة مكثفة داخل جهاز الماسح الى جملة من الاشارات التي يمكن ان تتجمع وتتركز للتحلل وتتحول الى نقاط صورية على الشاشة الخاصة بالكومبيوتر (Monitor) او على قرص فلوبي
(Floppy Disc) او على (Compact Disc) او على (Flash ram) او على ورق عبر طابعة الكترونية او على أي مادة اخرى، المهم ان هذه الموجات الضوئية المنعكسة من جريدة او مجلة او غلاف لكتاب او أي ورقة اوصحيفة يمكن ان يتم تحويلها الى نقاط صورية في مجال رقمي متعدد الاستخدام، ومن الجدير بالذكر ان هذا الجهاز (السكانر) الماسح متعدد ومتنوع في الاستخدام فهو يمكن ن يصور بتقنيات متعددة ومتنوعة كونه مزود بجملة من الاختيارات
(options) هذه الخيارات تمنح امكانية في التقاط الشرائح او الصور او كل ما يمكن ان يوضع على الجهاز، وهذه الامكانية في الالتقاط هي الاخرى يمكن ان تتعدد وتتوع من حيث الطبيعة التي يرغبها المستخدم، فهناك على سبيل المثال امكانية في الالتقاط لعدد النقاط المرغوبة عبر ما يسمىبالـ (DPI) لتحديد حجم الصورة وكبرها وهناك امكانية لشدة الوضوح وهو ما يسمى (Resolution) وايضا هناك امكانية في التصوير الموجب (Positive) او التصوير السالب (negative) او التصوير بالوان مختارة، ايضا هناك امكانية لقلب الصورة (Rotate) او عكسها (Mirror) او امكانيات اخرى عديدة، وهذ الجهاز يمكن ان يكون بانواع متعددة وحسب الاغراض او الاستخدامات، فهناك على سبيل المثال اجهزة تصل اسعارها الى الاف الدولارات وذلك لطبيعة الاستخدام والنتائج التي تقدمها تلك الاجهزة بينما نجد ان من الاجهزة ما هي الا ببضع عشرات الدولارات وهي الاجهزة المحدودة الاستخدام، فنهاك على سبيل المثال اجهزة مسح (scanner) تستخدم في شركات عملاقة لانتاج الرسوم المتحركة وهي اجهزة متخصصة في تصوير الاف الرسومات بدقائق معدودة وبشكل تلقائي، أي ان جهاز المسح هو الذي يقلب الصور على شاشة الجهاز وهو الذي يغلق النوافذ وهو الذي يحرك اوراق الرسم ومن ثم يصورها وبشكل تلقائي، وفيه ايضا من الامكانيات في تحديد الـ (Resolution) شدة الوضوح والنقاوة والمحافظة على النسبة من الشدة دون اي استثناء وبدرجة موحدة من حيث الوضوح او(Resolution) وبذات الوقت يؤمن التصوير بنسبة واحدة لعدد النقاط الـ (DPI) .
لقد دخل الماسح في مجالات عديدة من الاستخدامات، وجعل الكثير من الامور التي كانت تبدو صعبة او معقدة في التصميم الطباعي وخصوصا في مجال الصحافة او الملصقات الاعلانية، جعلها ميسورة الاستخدام او التحقيق، حيث اتاح امكانيات في الاستنساخ السريع للصور دون تعقيد او صعوبة وايضا اتاح فرصة في ان يصور غير المختص ومن ثم يدمج مع مجال التصميم والطباعة للحد الذي طور الامكانيات لغير المختصين بعد ان طور المهارات والابداعات عند المختصين، حيث السهولة التي منحها الماسح حالت الى ان يجرب من هو غير مختص ويدخل في عالم التصميم والتصوير، وايضا اسهم الماسح في ان يمزج ما بين التصوير الرقمي وما بين التصميم والطباعة والتصوير الفوتوغرافي، فالاشارات والايعازات المستخدمة في التصوير الرقمي هي ذات الاشارات والايعازات المستخدمة في الماسح، وهي في ذات الوقت نفس الايعازات المستخدمة في البرامج الحاسوبية الاخرى المتعلقة بالتصميم والتنفيذ والطبع او التنضيد وما شابه ذلك، الامر الذي خلق نوع من التوائم غير المالوف سابقا، مما جعل الكثير من الامور المتعلقة بالحاسبات متشابهة ومستخدمة بحدود بعيدة وكبيرة بحكم انها سهلة ومتاحة للمختص وغير المختص.
ان الامكانيات التي اتاحها الماسح في الواقع ساهمت في خلق مجموعات كبيرة ممن لا يمتلكون التخصص في التصميم الطباعي ان يكونوا محترفي تصميم، فهناك كثير من المصممين الان هم ممن احترفوا المهنة من خلال معرفتهم استخدام الحاسبة الالكترونية ومن خلال متابعاتهم المستمرة للتطورات التي تحل بالحاسبات الالكترونية، وهذا الامر في الواقع يدعوا وبشكل ملح الى ان يكون المصور الفوتوغرافي او المصمم بارع في استخدام الحاسبة الالكترونية وتقنياتها المتعلقة بها، والا اصبحت انجازاته غير مرغوبة او غير متماشية مع ما يتطلبه العصر، حيث ان التقنيات الحديثة في الحاسبة الالكترونية منحت من الاشكال الجديدة التي تحمل المؤثرات الصورية المعقدة، وهي اشكال لايمكن ان تنفذ من غير الحاسبة الالكترونية الا من قبل مختصين ذو كفائات عملاقة وضمن ظروف وتكاليف صعبة.
ان المبدأ الذي تعتمد عليه الحاسبة في تحقيق كل المؤثرات او الامكانيات عبر التقنيات الرقمية هي في الواقع مستندة للخبرات والتجارب التي حققها الفنان المبدع ومستندة للتراكمات او الارشيف او الاعمال التي نفذت في السابق، اي ان الحاسوب لايصنع اشياء تعجيزية امام الانسان بل هي ممكنة باي شكل من الاشكال امام الانسان الانها تحتاج الى اموال ووقت وجهد وامور اخرى تختصر عبر برامج حاسوبية بسيطة، فكل الانجازات التي يحققها الحاسوب انما هي من فعل الانسان ذاته ويمكن الحصول عليها من دون اللجوء للحاسوب، الا ان هذا الا مر يعد في الوقت الحاضر غير مجدي وغير عملي، وذلك لتوفر الحاسبات وتوفر المستخدمين وتوفر الامكانيات لتنفيذ اعقد واصعب المتطلبات التي يحتاجها المصور او المصمم لتصميم اعقد او اصعب الاعمال الفنية او المنتجات، وهنا لابد من الاشارة الى ان المصممين في الحاسبات الالكترونية ممن يتميزون بالابداع، يلاحظ انهم يمزجون بشكل او باخر الامكانيات الحرفية اليدوية للفنان مع التقنيات الرقمية للحاسبات، وهناك الكثير من الامثلة على ذلك، كان يستخدم (font) خط للحروف غير موجود في الحاسبات او ان يستخدم رسم كارتوني او استخدام لوحة زيتية تشكيلة في التصميم او استخدام صورة فوتوغرافية قديمة، ومن ثم يزج كل هذه مع تصميمات حديثة منفذة بالحاسبات الرقمية لانتاج تصميم جديد ذو خصوصية، ولعل التصميمات التي انجزها الفنان الدكتور عبدالرضا بهية دليل على ذلك، حيت استخدم الفنان عبد الرضا بهية(1) المزيد من لوحاته الفنية التي نفذها بالزيت او بالاحبار والفرشاة على الورق او على مواد اخرى، وصور تلك اللوحات عبر الماسح ودمجها بتصميماته الفنية ليحقق المزيد من النتائج الفريدة التي لايمكن ان تتحقق دون الامكانية الذاتية في اللوحات الفنية للفنان عبدالرضا، والواقع ان مثل هذا النوع من التصميم كثيرا ما ينال استحسان المتلقين لانه يحوي على جماليات حسية حية على العكس من التصميمات التي تنفذ بشكل الي عبر تقنيات الحاسبة الالكترونية التي غالبا ما تكون جامدة، التصميمات التي تحوي على اعمال حرفية يدوية من ابداعات الفنانين تكون ذو تاثير مضاعف كون ان اللوحات بالاساس هي موضوعات متكاملة وحين تكون مع تصميم اخر بالحاسبات تمنح جماليات مضاعفة وتاثيرات بالغة، والدليل على ذلك ان الفنان عبدالرضا بهية الذي صمم العديد مثل هذه التصميمات بمزج امكانياته الذاتية مع تقنيات الحاسوب قد نال العديد من الجوائز العالمية والمحلية عن نتاجاته هذه، وهو الامر الذي يدعونا كمصممين او مفكرين الى ان نتعلم استخدام الحاسوب دون ان نجهل مهاراتنا الفردية التي تمنحنا الخصوصية في الانتاج ومن ثم تمنحا المزيد من النتائج التي يمكن أن ننافس بها لنحقق افضل النتائج واجمل المشاريع التي نحلم بها.
في العمل الطباعي نرى ان جهاز الماسح بدأ ياخذ دور اكثر حيوية واكثر استخدام عما كان قبل ظهوره، حيث ان التصاميم الطباعية على سبيل المثال لا تخلو اليوم من تدخل هذا الجهاز فهو يستنسخ صور عديدة ويطور من امكانيات الصور بجانب التصوير، ويمنح في ذات الوقت خيال ورؤيا للاقدام على التصاميم الجديدة كونه يسهل عملية التصوير، وهو الامر الذي جعل من هذا الجهاز ان يستخدم من قبل اغلب المصممين في الوقت الحاضر، بل ان الكثير من المؤسسات الطباعية نرى انها الان غادرت الامكانيات السابقة ولجأت الى استخدام هذا الجهاز الذي اصبح سهل الاستخدام وسهل الحمل او التنقل وزهيد الكلفة، ومن الجدير بالذكر ان هذا الجهاز منح اغلب المستخدمين للحاسبات امكانية في التفكير بالتصميم الطباعي حيث ان السهولة التي يمنحها هذا الجهاز في الاستخدام حفّز كل من يجيد استخدام الحاسبة الالكترونية بأن يخوض غمار التكوين والتشكيل الصوري ومن ثم الطباعة، حيث ان الحاسبة الالكترونية ارتبطت بجهاز طبع ملون ( Printer) وهذه الطباعة بسطّت كثيرا من الامور في ان يشاهد المستخدم للحاسبة ( User) كل ما ينتج او ما يجري، حيث ان جهاز الماسح ( scanner) مع الـ (Printer ) الطبّاعة سمح للعديد في ان يصبحوا مصممين طباعيين، وسمح لهم ايضا بأن يتوسع الخيال وان تتطور الافكار الطباعية.
في الاونة الاخيرة تزايدت الحاجة الى مجموعة متطورة من اجهزة التصوير وخصوصا في مجال الطباعة، حيث ان التقنيات الحديثة قدمت الية جديدة في التصوير تختلف كثيرا عما كان في السابق، فبالرغم من ان عملية الطبع في التصوير تحولت الى اشارات رقمية يمكن معلجتها كيفما يشاء المستخدم لالة التصوير، برزت امكانية جديدة في تصوير الاجسام عن طريق اجهزة الكترونية ممتزجة بتقنيات الليزر (LASER)، وبالطبع هذه التقنيات يمكن ان تصور الاجسام الـ (Three dimension) ثلاثية الابعاد، اي ان هذه التقنية الطباعية تمنح امكانية تصوير سيارة على سبيل المثال ومن كل اتجاهاتها وابعادها، حيث ان هذه الامكانية لم تكن متوافرة في السابق اي ان الامكانية كانت تقتصر على الاجسام الـ ( Two dimensions) ثنائية الابعاد فقط كأن تكون صورة او لوحة او ملصق الخ، وهذه الامكانية في الواقع تطورت مع جهاز ( scanner) الا انها بقيت بتقنية الـ (Two dimensions) ثنائية الابعاد.
التطور الهائل في المجسات و المتحسسات التي تعتمد على الليزر ابتكرت امكانية في التصورالثلاثي الابعاد وهذه الامكانية تتحول الى بيانات رقمية في المعالجات الخاصة بذات الحاسبة الالكترونية، وهذا الامر خلق حالة اشبه ما تكون صراع او تسابق ما بين الشركات المنتجة للتقنيات الرقمية، حيث ان هذه الامكانية في التصوير تحتاج الى قدرة هائلة من المعالجات الرقمية عبر قطعة صغيرة في الحاسبة تسمى بالـ ( processor) المعالج هذا المعالج يمكن ان يقوم بدور يكاد يكون اعجازي، فهو يقوم بتجميع كل الاشارات والبيانات ومن ثم يقوم باجراء عمليات تحويل على تلك الاشارات او البيانات لتتجمع في اشارة واحدة منسقة و مفهومة او قابلة للقراءة والتعامل مع اجهزة العرض والطبع، هذا المعالج المتطور الذي يستطيع ان يجمع كم هائل من البيانات المعقدة اصبح اساس للصراع ما بين الشركات الصناعية التي تتفاخر بتصنيع ما هو اكثر كفاءة واكبر امكانية، فعلى سبيل المثال شركة (silicon graphic) طرحت نموذج من هذا المعالج عبر تقنية جديدة يطلق عليها (cobalt) هذا الكوبالت تتفاخر به شركة (silicon graphic) لدرجة انها تضعه في كاتالوجات منتجاتها، فهو يجمع كل تلك البيانات او الاشارات ويحولها الى حركة ثلاثية الابعاد وبدقة ووضوح متناهية في التعقيد والجودة، في الحقيقة ان هذا الكوبالت يعد بمثابة مجموعة من المعالجات اي انه بمثابة مقطع يشمل على كم من البروسسرات المتنوعة والمتتعدة وبقدرة معالجة عالية جدا مع ذاكرة غير مألوفة في الحاسبات، وهذه التقنية في الواقع التي اقترنت بشركة
(silicon graphic) لم تكن موجودة في السابق، وقد استخدمت في اغراض متعددة وكثيرة وفي مجال الـ (graphic animation) الذي هو من اصعب واعقد المجالات وكذلك استخدمت في المجالات العسكرية وفي المجالات الطبية المعقدة ومجالات الفضاء وغيرها من المجالات التي يمكن ان تتحقق فيها فائدة جراء هذه التقنية.
عملية التصوير التي تتم فيها تصوير الاجسام ثلاثية الابعاد، لم تقتصر على الطباعة والتصوير السينمائي او الرسوم المتحركة او المجالات المتعلقة بالاعلان، بل انها تجاوزت هذه الحدود لتنتقل الى مجال التصاميم العمرانية او التصاميم الهندسية الميكانيكية والى مجالات اخرى متنوعة، هذه الاستخدامات او النتائج المبتغاة من هذه التقنية في الواقع تعتمد على مبدأ بسيط اشبه ما يكون مبدأ التسجيل الصوتي في استديوهات الصوت الاحترافية التي تجمع اكثر من عشرين خط صوتي بخط صوتي واحد يجمع كل الاصوات، حيث ان جهاز التسجيل الصوتي يحتوي على (head) راس صوتي بواقع (20) Tracks كل خط من الـ (Tracks) الخطوط هو صوت مغاير ومخالف لربما لصوت الخط الاخر من تلك الخطوط ومع تجميع هذه الخطوط ومزامنتها بوقت محدد ثابت يظهر الخط النهائي لذلك التسجيل الذي لربما يكون اغنية لمطرب ما او ان يكون موسيقى اوركسترالية متكاملة.
مبدأ التصوير الثلاثي الابعاد في الواقع لا يختلف عما تم ذكره مع التسجيل بمجموعة من الخطوط الصوتية، حيث ان التصوير الثلاثي يجمع هو الاخر مجموعة من الخطوط الصورية المصورة عبر(sensors or cameras) مجسات تتعامل مع تقنية الليزر و تتشكل بالنهاية كل تلك الخطوط في صورة واحدة ثلاثية الابعاد او تتشكل في مشهد صوري كامل ثلاثي الابعاد عبر جهاز (server)، هذه الصور او المشاهد الصورية تتطور لحدود غير معقولة بحكم انها قابلة للتغيير والتطور، وذلك من خلال البرامج الحاسوبية المتوائمة مع اجهزة الـ (server)، فهو يرتبط بمجموعة هائلة من البرامج الحاسوبية التي يمكن لكل برنامج من تلك البرامج التي لا تعد ولا تحصى، يمكن لاي برنامج ان يحقق جملة من التغييرات التي تشتمل على اللون والحركة والوضوح والضوء والنصوع وامور اخرى كثيرة وهذه التغييرات في الواقع يمكن ان تستثمر ايضا في مجالات عدة كأن تستثمر في مجال الاعلان الضوئي او في الالعاب الحاسوبية كالـ ( play station) او في مجال الطباعة او في مجال السينما او مجال العروض المسرحية او المهرجانات ومجالات اخرى لا تعد ولا تحصى.
كيف نلتقط صورة ناجحة
قد تبدو عملية التقاط الصورة الناجحة عملية معقدة او صعبة امام المصور المستجد او الهاوي الذي لا يجيد عملية التصوير، كون ان الكاميرا التي يستخدمها في التصوير تحتوي على كم هائل من الأزرار للتشغيل او التصوير وهذه الأزرار قابلة للتغيير وبشكل مستمر فهذه الأزرار انما هي متغيرات وبحاجة تامة لمعرفتها، وبما انها تكلف فشل للصورة في حال عدم تضبطها فهي تكون محط قلق وارباك امام المستخدم الذي لا يدرك او يفهم استخداماتها.
استخدامات الكاميرا المتغيرة في عملياتها وازرارها المتعددة ليس هي الحائل الوحيد في عدم نجاح التقاط الصورة بل هناك امر اهم من ذلك بكثير وهو الجمالية التي لابد وان تتوفر في الصورة، حيث ان الصورة تفقد قيمتها المعنوية بابتعادها عن القيم الجمالية، فلا بد لأي صورة ان تتمتع بقيمة جمالية تمنحها التشويق والمتعة والراحة في المشاهدة، فهناك كثير من الصور الملتقطة ركنت بعيدا عن المتلقين كونها لا تحمل من الجمالية التي يبحث عنها المتلقي او انها لا تجذب المتلقين اليها لعدم توافر المرتكزات الجمالية، فهناك مرتكزات جمالية عديدة في الصورة تساهم بشكل واسع وكبير لتحقيق النجاح للصورة وكنا قد تطرقنا الى موضوع الجمالية او الحس التشكيلي الذي يسلط الضوء على العناصر الأساس في الجمال والتي استمدت من خبرات متراكمة لأعظم الفنانين التشكيليين.
ان عملية التقاط صورة لا يمكن ان تتم مالم تكون هناك حاجة لهذه الصورة فليس هناك من يلتقط صورة فوتوغرافية دون سبب ولعل الأسباب التي تقف وراء التقاط أي صورة تكمن في مسألتين أساس وهي:
* الوظيفة
* الجمالية
فأي صورة ملتقطة لابد وان يكون ورائها دافع وظيفي وجمالي حيث ان الصور تلتقط لاسباب عديدة جداً فهي تحمل من المنافع او الفوائد التي تمنح المستخدم للصورة جملة من المزايا التي لا يمكن لاي بديل أي يمنحها بهذه المواصفات والدقة والسرعة فهي تختزل الكثير من الجهود والوقت للعديد من المستخدمين، ويمكن ان نختصر مجموعة من الاسباب تكمن قي ان تكون الصورة الفوتوغرافية ذات اهمية بالغة وقيمة عظيمة، وهي في ذات الوقت يمكن ان تكون أسباب للباحث عن الصور الجيدة في ان يجيد استخدام الكاميرا ويحسن من التقاط الصور، وهذه الأسباب يمكن ان نختصرها بما يأتي :
1- التصوير هو الطريقة المناسبة والمثلى والنادرة لاعطاء ادق التفاصيل من حيث الشكل والحجم واللون والانعكاس والظل والضوء، وهذا الامر يحتم على المصور ان يدرك بان هناك قيمة للتفاصيل التي تظهر في الصورة، لذ توجب على المصور ان يركز على التفاصيل في الصورة كون ان هذه التفاصيل تعطي قيمة واهمية بالغة بحكم الوظيفة الاساسية للصورة، فعلى سبيل المثال قمت في مرة من المرات بتصوير مكان لمشروع من المشاريع الذي قامت به جامعة بغداد في تقديم خدماتها الى المجتمع، فركزت خلال التصوير على المدرسة التي كنا بصدد ترميمها، وحين أكملت الصور شاهدها مجموعة من تدريسي كليات الهندسة والفنون الجميلة ومن خلال المشاهدة للصور الفوتوغرافية اتضحت أمور عديدة لم تكن بالحسبان حال مناقشة المشروع في بادئ الأمر، وهو الأمر الذي دعا إلى إعادة النظر في ما سنقوم به من ترميم كون ان الصور قد أبرزت تفاصيل دقيقة لم تكن ضمن الحسابات الأولية، لذا كان للصور أهمية بالغة وعظيمة، ولعل الصور الخاصة بوكالة ناسا الفضائية دليل آخر حول أهمية التفاصيل التي تعطيها الصور حيث ان ٍهذه الصور تمنح المختصين في وكالة ناسا الفضائية مزيد من الحسابات والتصورات للٍموقف.
2- التصوير يعطي انطباع شامل للفضاء الداخلي او الخارجي والحيز للمكان الذي تصوره،وهذا الأمر يعد مهم للغاية بالنسبة للمختصين في المساحة او الهندسة كون ان هذا الأمر يشكل مرجع للمساح او المهندس في ان يتأمل في ما سيصنع في عمله، بدل ان يذهب مرات عدة ويتأمل الموقف او يؤسس ما في ذهنه للموقع الذي هو بصده، وبالإضافة الى ذلك يعد هذا الأمر مهم للغاية للأخبار والأمور الإعلامية،حيث ان هذا الأمر يعطي جغرافية للمكان الذي يهم المتلقي كثيرا ويمنحه الطمأنينة، فنلاحظ على سبيل المثال ان الكثير من المهتمين في الإعلام حين يجرون اللقاءات المهمة على سبيل المثال في فرنسا يحرصون ان يظهروا معلم مهم من فرنسا كان يكون برج ايفل، او في حال تصوير خبر عن مصر يكون التصوير في معلم مهم لمصر كان تكون الأهرامات او ان تكون معالم أخرى معروفة في مصر وهو الأمر الذي يوعز الى جغرافية المكان التي تمنح أهمية بالغة للإعلامي.
3- التصوير يختصر التكاليف مقارنة بالرسم للخرائط او اللوحات التشكيلية، في السابق أي قبل ان يظهر التصوير كانت هناك عوائق في احتواء الموقف إزاء المشاريع او المواقع التي يبحث بها المنفذ للمشروع عن التوضيح لما يريد، فكان الاعتماد على