سحر التصوير – فن و اعلام … الدكتور عبد الباسط سلمان 4
* الامانة : اهم المزايا التي يجب ان تتوفر في المصور الصحفي ميزة الامانة، فهذه الصفة او الميزة تكاد تكون جزء من التحوطات او جزء من التامين له، حيث ان توفر هذه الصفة في المصور تشكل له استتراتيجية في العمل الذي كثيرا مايلازم المصور في هذه المهنة، حيث يلاحظ ان اغب المصورين بمجرد ما يتمرسون على هذه المهنة نراهم يتمسكون بها ويواضبون عليها حتى يفارقوا الحياة، كون ان هذه المهنة مشوقة، فهناك الكثير من المصوريين الاعلاميين لم يغيروا مهنتهم في التصوير وظلو مواكبين على هذه المهنة التي يشعرون فيها بالسعادة والمتعة، فهي مهنة تتيح لهم التجوال والاكتشاف والتطلع الى الكثير من الامور الجديدة او المستحدثة، والواقع ان هذا الامر لا بد ان يكون امامه سلوك او تصرف صحي من قبل المصور لكي يحافظ على هذه المهنة الجميلة، والامانة بكل معانيها هي اولى السلوكيات التي لابد وان يعتاد عليها المصور، فالمصور وكما ذكرنا يتطلع الى الكثير من الامور او الاسرار المهمة من خلال تنقله او تواجده في العديد من المؤسسات المهمة، وهنا وقع على عاتقه مسؤليته في حفظ اسرار العديد من الامور التي تقع امامه دون التشهير بها او اباحتها، كما انه لابد وان يكون موضع المسؤول عما يدور حوله من احداث، بمعنى ان يصور لما هو مهم لعمله فقط دون التفكير بان يحقق ارتجال او مشاطرة في عمله لتحقيق خدمة اضافية او لتحقيق اي عمالة لجهة اخرى، فالمصور يمكن ان يعمل باتجاهين اتجاه يخدم الوضع العام واتجاه اخر يسيء للوضع العام، أي انه يمكن ان يصنع من القبيح جميل ويصنع من الجميل قبيح، وذلك من خلال تركيز عدسته على الموضوعات المنحازة لفكرته.
صحيح ان اللقطات التي تتمتع باثارة وغرابة وتفرد تشكل حالة فريدة و حالة مرغوبة في الوكالات الصحفية او المؤسسات الاعلامية، الان من بين هذه المشاكل يتعرض لها المصور وهو بغنى عنها يمكن ان تكون بالنهاية اسباب لخلق جحيم في حياته، فالمصور يمكن ان يترصد من خلال كاميرته للعديد من الحالات النادرة، ويمكن ان يصور العديد من الصور الفاضحة او النادرة كان يصور من مكان سري لنجمة سينمائية وهي متعرية او ان يصور صورا لمسؤلين سياسيين ضمن حالة مزرية او ما شابه ذلك، الا ان على المصور ان يدركك جيدا بان هناك قانون يمكن ان ينال منه، او ان من بين اولئك الاشخاص ممن هو مجرم يمكن ان يعتقله او يقتله ان كانت الصور التي تم التقاطها تشكل له تهديد، فهذا الامر غاية في الاهمية، فالمصور وكما ذكرنا معرض لان يصور المزيد من الصور التي يمكن ان تحقق له مكاسب مادية كبيرة، ويمكن ان يحقق المصور بحكم تحركاته نفوذ له من خلال توطيد علاقاته مع الجهات الامنية والعسكرية، الا ان على المصور ادراك حقيقة غاية بالاهمية والخطورة وهي انه مسؤول مباشر عن الصور التي يلتقطها بكاميرته، فهناك المزيد من اللقطات التي يمكن ان تخدم المؤسسات لاغراض دنيئة او لاغراض غير شريفة، هنا توجب ان يفكر المصور جيدا بما سيقدم عليه من عمل كي لايندم في النهاية.
ان الحديث عن الامانة التي لابد ان تتوافر في عمل المصور حديث طويل جدا كون ان هذه الصفة كثيرا ما شكلت قصص وروايات تحدث عنها التاريخ، فهناك من المصورين ممن استغلو مهنة التصوير او اندرجوا ضمن مؤسسات اخرى غير اعلامية حيث ان من المصوريين ممن عمل بادوار لا تتلائم والمهنة التي هو فيها، فهناك ممن قام بادوار اساءت لهذه المهنة الصحفية والاعلامية النـزيهة، لقد تمادى احد المصوريين في بعض المؤسسات الاعلامية لتحقيق منافع ذاتية وبالنتيجة انه خسر حياته ثمن لذلك العمل الغير نزيه، حيث استغل احد المصورين الصحفيين مظاهره من المظاهرات التي كانت ضد نظام صدام حسين ووثق المتظاهرين عبر شريط فيديوي، وبعد ان فشلت تلك المظاهرة التي خطط لها ان تقلب النظام السياسي، تملق هذا المصور للحكومة المسيطرة وابلغ عن كل ماشهده عن هذه التظاهرة، ورصد للجهات الامنية وبالدلائل من خلال هذا الشريط كل المتظاهرين الذين صورهم في شريط الفيديو وبحكم مكان عمله واقامته تمكن هذا المصور ان يدلي بمعلومات دقيقة عن المتظاهرين، وكانت نتيجة ذلك التبليغ الخطير للحكومة، ان تلقي قوات الامن على المئات من المتظاهرين ومن ثم قامت باعدامهم ليكون هذا المصور سبب في قتل مئات الابرياء، وعلى ضوء ذلك التبليغ من قبل المصور استطاع هذا المصور من ان يتبوء مناصب مهمة في القيادة ليجني مزيد من الاموال، الا ان الامور تغيرت وانقلبت بعد سنوات، حيث سقط النظام السياسي لصدام حسين وتغير الحكم جذريا ومع هذه التغيرات انتقم ذوي المتظاهرين المعدومين من هذا المصور واردوه قتيلا وضح النهار، وهناك المزيد من هذه الامثلة حول هذا الجانب المهم في التصوير، وهو ما يجبرنا ان نقول بان مهنة التصوير لا بد ان تقترن بالنزاهة والاخلاص للعمل الاعلامي لا ان تقترن بمنافع ذاتية او مشاريع مخابراتية او امنية او استثمارية على حساب المهنة التي تمنح فرص عديدة للانتقال من حال الى اخر.
ان توخي الحذر في مهنة التصوير من الامور الاساس في العمل كون ان المصور يمكن ان يتعرض الى جملة من المخاطر والاعزاءات التي يمكن ان تقوده الى جملة من العواقب الوخيمة، لذا توجب ان يكون حذر وامين في ذات الوقت، وذلك لتحقيق امان مجدي لعمله، ان التزامه وعدم تهوره يمكن ان يكون من التحواطات الاساسية في تجنبه المخاطر او العواقب الوخيمة، هناك الكثير من المصورين نلاحظ انهم يحرصون كل الحرص على تجنب الاوضاع الحساسة في التصوير لتجنب العواقب وما يترتب عليه من مسؤليات، ويلاحظ انهم يحققون جملة من الاعمال الفنية المتميزة، أي انهم لا يتهورون في العمل للدرجة التي تتيح لهم التصرف بدرجة ذكية.
تصوير البور تريت في الصحافة
هناك حاجة ماسة لصور البوربريت في الصحافة وذلك لان اكثر الاخبار والتحقيقات الصحفية او الاعلانات او ما شابه ذلك تحتاج وباستمرار الى صورة بورتريت بشكل مستمر فالصحف على سبيل المثال حين تستعرض تحقيق صحفي عن مؤتمر اقتصادي او سياسي او علمي بالتاكيد سيكون هنال متحدث عن ذلك المؤتمر وهذا المتحدث يلاحظ انه من الضروري ابرازه او تعريفه في التحقيق، لذا كان من الضروري أن يكون لذلك المتحدث صورة بورتريت، وكذلك هو الحال مع التصريحات او الاخبار فهناك حاجة ملحة لصور البورتريت في تغطية الخبر او الموضوع الصحفي، وهو ما يدعو في بعض الاحيان الى ابراز كم من الصور الشخصية كصور اللاعبين في فرق كرة القدم الذين يسجلون الاهداف او اولئك السياسين الذين يدلون بتصريحات مهمه على الساحة السياسية اواولئك المجرمين على سبيل المثال حين تركز عليهم الاخبار او شخصيات اخرى مهمة تلعب دور مهم في الصحافة.
في الاخبار الفنية الصحفية تكون الحاجة الى صور البورتريت في افضل احوالها وافضل نتائجها وذلك لان اغلب الفنانين يوزعون صورهم للصحف وهي مصورة قبل اجراء التحقيق او تحرير الخبر عنهم في الصحف، فاولئك الفنانين يحملون من الذوق الجمالي ما يؤهلهم الى الاعتناء بالصور الخاصه بهم عمن سواهم، فهم مدركين اهمية الاعلام والصحافة ومدركين ان الصحف والمجلات بحاجه مستمرة لاخبارهم لذا يحملون معهم باستمرار صور بورتريت مصوره بأفضل استوديوهات التصوير ومن قبل مصورين متخصصين بالبورتريت في مجال التصوير، وذلك لقناعتهم بان المصور الصحفي يلتقط صور البورتريت على عجاله، لينشرها باسرع وقت بغية نشر الخبر في الصحيفة باسرع وقت، وهذه العجالة في الواقع تحقق نتائج لاترضي الفنانين في اغلب الاحيان، لذا نرى الفنانين على العكس من السياسين او الرياضيين او الشخصيات الاخرى التي يلتقط لها صورا لحظة اجراء التحقيق او خلال اجراء اللقاء.
يلاحظ ان التصوير للبورتريت في الصحافة يتمتع بأمور مهمة جدا اهمها ان يكون البورتريت معبر عن الموقف الذي اجري الحديث او اللقاء او التحقيق من اجله، فعلى سبييل المثال لايمكن ان نلتقط بورتريت لرئيس اركان احدى الجيوش العملاقة يتحدث عن حرب ستنشب وهو يرتدي مايو على شواطيء جزيره هاواي، بل يجب ان تكون اللقطة لذلك الرئيس بزي رسمي وانفعال مميز يعبر عن خطورة الموقف الذي يتحدث عنه، كما لايمكن ان نلتقط صورة لذلك الرئيس وهو غالق عينيه بالصدفة او انه جالس في حفل راقص لتظهر صور الرئيس غير ملائمة للحدث، فلابد ان يدرك المصور الحدث الذي اتى من اجله ويصورالشخصية بمجموعة من الصور التي يمكن ان تعبر عن الحالة او الموقف الذي هو بصدده.
من الامور المهمه في تصوير البورتريت في الصحف هو النظرات لتلك الشخصيات فأمر مهم ان تكون الشخصية المراد تصويرها لا تنظر الى عدسة الكاميرا، حيث ان هذا الحال يقود الى ان يشعر القاريء بأن الصورة غير حقيقة ونعني بغير حقيقية هو ان هذه الصوره هي صورة ليس من قلب الموقف او الحدث الذي تتناولـه الصحيفة، كون ان المتحدث صاحب البورتريت غير مبال للمو ضوع الذي يتحدث عنه ومهتم بالصورة الملتقطة له، لدرجة انه توقف عن الحديث والتفت للصوره، وهذا الامر بالواقع ليس في كل الاحوال او الظروف مناسب وذلك لان هناك من المواقف ما تتلائم في ان يظهر المتحدث وهو ينظر للكاميرا كان يعبر المتحدث عن امتنانه للمجلة او الصحيفة التي ستعرض التحقيق او الخبر عنه او انه يهدي صورته لمتلقي الصحيفة او المجلة او ما الى ذلك.
امر اخر مهم في تصوير البورتريت بالصحافة الاوهو خلق التأثير بالصوره من خلال الحركه التي تكسر الجمود في الصوره، فالمتحدث الذي تلتقط له صورة البورتريت لابد ان تكون له حركه من خلال وجهه او يديه او من خلال نضراته او افعاله التي يمكن ان تحدث او تكون متستحبة في الصحافة كان نصور على سبيل المثال مدير لمدرسة وهو يمسك طالب صغير من طلابه ويمشي معه او ان يمسك ذلك المدير بقلم في يمينه ونظارة في يساره وهو يتحدث او ان يمسك رئيس للجنة اولمبيه او وزير للشباب كره قدم ويصرح عن موعد اقامه بطولـه كأس العالم لكرة القدم، او ان يمسك مطرب مثل كاظم الساهر مايكروفون او امور اخرى كثيرة عديد يمكن للمصور الذكي ان يحققها في تصويره، وليس بالضرورة ان تكون كل الصور تلقائية ومن ذات نفسها عبرت عن الموقف او الحدث الذي ينشر في الصحف، بل من الممكن ان يقوم المصور بفعل هذه الاشياء بالاتفاق مع الشخصية التي يقوم بتصويرها، فعلى سبيل المثال قمت بتصوير رئيس جامعة بغداد مرات عديدة لكي ننشر صوره في الصحف وفي كل تلك المرات اتفقت بها مع رئيس الجامعه على الحركه التي يظهر بها وكذلك هو الحال مع وزير التعليم العالي الذي اتفقت معه بأن يمسك قلما بيده وينظر الى يمين الكاميرا قليلا، وكذلك هو الحال مع العديد من الوزراء والنجوم والشخصيات السياسية والعلميه المهمه التي قمت بتصويرها، ولكن هنا لابد من أن يعرف المصور مساله مهمه في هذه الحالة، الا وهي ان لاتظهر الشخصيه مفبركه في الصورة، اي ان لاتكون في الصحفية عباره عن شخص يمثل للحالة التي يريد ان يقولها بحركته، بل يجب ان تكون طبيعه جدا خاليه من اي تكلف او تصنع، وهنا يدخل جانب الاحساس في هذه الحاله، اي ان المصور لابد من ان يبتكر موقف يشجع على ان تظهر الصوره خالية من الفبركه، وبالطبع مثل هذا الامر لايمكن لاي مصور ان يقوم به بل هو امر غايه في الصعوبه، لذا تطلب ان تكون هناك خبره وتمرس ليتحقيق ذلك، وهو ما قاد اكثر المصورين الذين لايجيدون مثل هذا الابتكار جعلهم يلجأون الى تصوير كم هائل من الصور للمسؤولين او الاشخاص الذين يراد تصويرهم ومن ثم يتم اختيار صوره واحده فقط من بين تلك الصور، والواقع ان هذا الامر يحدث ليس فقط مع المصورين قليلي الخبره، بل يكون حتى مع المصورين المتميزين الذين يلتقطون كم هائل من الصور لشخص مهم كان يكون رئيس جمهورية ومن ثم تختارون صوره واحده من بين عشرات الصور، وهذا الامر ليس تقليد مع كل المصورين ومع كل الصحف او مع كل الشخصيات ذلك لان هناك شخصيات تظهر في الصفحات الداخليه للمجله او الصحيفه ولا يمكن ان يصرف عليها من المبالغ بتصوير كم هائل من الصور، ثم ان ليس كل صور الشخصيات هي بأهميه صورة رئيس جمهوريه او ملك دولة او رئيس وزراء.
هناك امر مهم اخر في تصوير البورتريت في الصحافة، وهو حسن التصرف والسلوك للمصور فالمصور وكما يرى البعض، هو اشبه بالمخبر السري الذي يتحرى عن الاحداث بل ان عمله في بعض الاحيان يكون اصعب واعقد من عمل المخبر كون انه سيلتقط صور تفضح بعض الناس الذين لايرغبون الظهور في الصحف بعض الاحيان، او ان من الناس ممن يشككون في عمل المصور ويعتقدون ويظنون به كل الضنون السلبية، اذن تحتم على المصور ان يكون على قدرة من المجاراة والمداراة، وهي كما حددها توماس بيري في الصحافة اليوم ( المصور الصحفي الناجح يجب ان يتمتع بقدره على مجارا ة الناس ومداراتهم )(1)، والواقع ان هذه الميزه تقترن وكما ذكرنا بحسن السلوك والتصرف من خلال اخلاقه الحميدة التي لابد ان يتمتع بها، فالمصور هو شخص يعتمد عمله على اولئك الناس الذين يصورهم ومالم يكن تعامله معهم لطيف ومهذب ستكون الحاله سيئة للغايه في عمله حيث ان اولئك الناس سيقومون بطرده، او منعه من التصوير بمجرد انهم حسوا بأن ذلك الشخص متعالي عليهم او انه يقلل من شأنهم، وبالتالي ستكون هناك استحاله في تحقييق العمليه التصويريه خصوصا وان المصور الصحفي ملزم بوقت محدد لتسليم صوره، واي تاخير في موعد تسليم الصور ستكون العواقب سيئة وغير مرغوبة، لذا كان لزاما على المصور ان يحترم الناس لكي يساعدوه في عمله، خصوصا في تصوير البورتريت، حيث ان البورتريت يتطلب وضع خاص بان يقترب المصور من الناس الى مسافات تصل الى بضع السانتيمترات الامر الذي يحتم وجود قناعة من ولئك الناس بشخص المصور ليحصل منهم على ما يريد من صور بورتريت، اضافة الى ان البورتريت بالاساس يقترن على ما في داخل ذلك الشخص الذي نريد تصويره فعلى سبيل المثال لا يمكن ان نلتقط بوتريت لشخص وهو في حالة غضب او هستريا ذلك لان حالة العنف او الهستريا ستنعكس على وجهة ومن ثم تظهر في الصورة نتائج غير متوخاه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تطور التصوير الملون
يرجع عهد التصوير الملون إلى اقدم مما يظنه البعض فقد حاول كل من نيبس وداكيور (Niepce – Doquerre) انتاج الالوان ولكن بدون نجاح وفي عام (1891) قدم البروفيسور الفيزيائي في السوربوت كابريل لبمان
(Gabriel Lippmann ) طريقة تتلخص في عمل طبقة من الالوان يطلى بها سطح اللوح الحساس للضوء مما يجعل بعض الانعكاسات اللونية تنبعث منها بعد ظهور الصورة الكامنة أو المتأخرة ولم تكن هذه طريقة عملية للحصول على الالوان بالرغم من كونها الطريقة الوحيدة.
ظهرت بعد ذلك طريقة اكثر علمية وعملية فقد كانت تعتمد على ان يتم تضمين الالوان الاساسية الثلاثة داخل طبقة المستحلب الفوتوغرافي حيث اثبت الفيزيائي البريطاني جيمس كلارك ماكسويل James Clerk – Maxwell بان أي لون يمكن الحصول عليه بمزج الالوان الأحمر والاخضر والازرق بنسب مختلفة وهو المبدأ الذي تعتمد عليه العين البشرية فهذه الالوان تخلق اللون الابيض ولكن مزج الأحمر مع الاخضر ينتج الاصفر ومزج الأحمر مع الازرق ينتج الماجنتا ومزج الازرق مع الاخضر ينتج السيان على هذا المبدأ يعتمد التصوير الملون والطبع الملون وايضا التلفاز الملون.
لقد تم الحصول على أولى النتائج الملونة في التصوير الفوتوغرافي بتصوير ثلاث صور التقطت الأولى من خلال لوح زجاجي احمر اللون والاخرى خلال لون اخضر والثالثة من خلال لون ازرق ومن ثم يتم عرض الصور الثلاثة بثلاث عارضات على شاشة واحدة.
ظهرت بعد ذلك آلات تصوير خاصة يتم من خلالها ثلاث صور في مرة واحدة يتم اسقاط الاشعة الضوئية من خلال مرايا ذات وجهين الأول يعكس الضوء والآخر يسمح له بالنفاذ حيث يسقط الضوء على ثلاثة الواح حساسة للضوء وامام كل لوح يتم وضع مرشح باحد الالوان الاساسية الثلاثة الأحمر + الاخضر + الازرق وسميت هذه الآلة بالة التصوير الملونة ذات المرايا المزدوجة (Double Mirror Color Camera ).
في عام (1892) اخترع فيريدريك ايفز (Frederick Ives) الكروموسكوب وهي الة بصرية يمكن بواسطتها النظر من خلال عدسة عينية واحدة إلى صورة واحدة يتم الحصول عليها بمزج ثلاث شفافيات مرة واحــدة، ولكن الصورة الناتجـة كانت بالأسود والأبيض. وفي عام (1893) دوبلايترجون جولي (Dubliner John Joly) استطاع الحصول على نيجاتيف بوضع لوح حساس بمقياس مع شريحة بلاستيكية بيضاء قام بتلوينها بالالوان الاساسية الثلاث بشكل خطوط يمكن رؤيتها بالعين وبعد ان يتم اظهار الصورة تتكون شريحة شفافة معكوسة ويتم الصاقها مع الشريحة الملونة فكل خط من الخطوط الملونة يعمل عمل المرشح اللوني الصغير حيث يسمح للضوء الأحمر بالنفاذ خلاله إذا كان من نفس لون المرشح ويمتص بقية الالوان ويتم بذلك تسجيل الالوان بنسب مختلفة على النيجاتيف.
وفي عام (1907) قام الأخوان لومير باختراع طريقة الاوتوكرومز
Auto Chromes حيث كانت الالواح نفسها مغطاة بطبقة من حبيبات النشا الملونة بنسب مختلفة بالالوان الاساسية الثلاثة ومن ثم اضافتها إلى سطح اللوح تحت ضغط عال جدا، والطريقة الأخرى التي اوجدت في هذه الفترة هي الطريقة الجمعية أو الاضافية حيث يتم اضافة اللون إلى اللوح الحساس الاسود والابيض، واللون يكون بشكل قطع صغيرة من الفسيفساء الملونة المضافة مباشرة إلى اللوح الحساس واحيانا تضمنت اضافة مليون قطعة صغيرة لكل
(1) انج مربع من اللوح الحساس وكانت هذه الطريقة تدعى أيضا بـ
(Dufay Color) ومن مساوئ هذه الطريقة هي ان قطع الفسيفساء الصغيرة احتاجت إلى ضوء قوي جدا للنفاذ خلالها والوصول إلى سطح اللوح الحساس وكذلك لم يكن بالامكان صنع ورق مخصص للطبع بهذه الطريقة نظرا لكمية الامتصاص الهائلة التي تحدث للضوء بسبب قطع الفسيفساء تلك.
ان من البديهي يمتص اللون الاسود كل الاشعة الضوئية الساقطة عليه بينما اللون الابيض يعكس كل الاشعة واللون يمتص قسما من الاشعة ويعكس الاخر فعند سقوط ضياء احمر اللون على سطح ملون بلون السيان فانه سيظهر باللون الاسود لان الضوء الساقط هنا لا يحتوي على اللون الازرق أو الاخضر وهما اللونان المكونان للسيان، فالمرشح الاخضر يبدو اخضرا لانه يمتص اللونين الازرق والاخضر ويسمح للون الأحمر بالنفاذ من خلاله وهو المبدأ الذي تعتمد عليه طريقة التلوين الثانية المسماة بطريقة الطرح اللوني أي ان التلوين، يتم من خلال امتصاص كل الالوان والسماح لاحداها بالنفاذ.
في عام (1936) ظهر فيلم من قياس (35)ملم ذو مستحلب مكون من عدة طبقات الأولى حساسة للون الازرق فقط والثانية للاخضر والثالثة للاحمر وبين الطبقتين الأولى والثانية توضع صبغة صفراء اللون تزال اثناء المعاملة الكيميائية لاظهار الصورة المتأخرة والغرض من تلك الصبغة هي لامتصاص الطيف الازرق وعدم السماح له بالنفاذ إلى الطبقة الحمراء.
كيف تعمل آلة التصوير
يجب اولا معرفة المبادئ الاساسية التي تعمل بموجبها آلة التصوير لان من المهم معرفتها. هذه المبادئ تتمثل في العلاقة بين الاجزاء الثلاثة الرئيسية لآلة التصوير وهي العدسة – الغالق – الحدقة وعند فهم هذه العلاقة ستكون اية آلة للتصوير سهلة وبدون اية صعوبات تذكر.
تتألف آلة التصوير اساسا من صندوق صغير محكم ومظلم مطلي من الداخل باللون الاسود يحتوي على العدسة في احدى جدرانه لنفاذ الضوء من خلالها حيث يسقط على الجدار المقابل للعدسة والحاوي على اللوح الحساس أو الفيلم مع صفيحة معدنية صغيرة مستوية خلف الفيلم تحافظ على استواءه وعدم تحدبه أو تقعره اثناء التعريض والمسافة بين العدسة والفيلم يمكن ان تكون ثابتة كما هو الحال في آلة التصوير الصندوق Box Camera أو متغيرة كما هو الحال في آلة التصوير ذات المنفاخ Bellows Camera أو آلات التصوير ذات العدسات القابلة للتغيير Interchangeable Lenses Cameras .
يدخل الضوء إلى آلة التصوير عن طريق العدسة ويتم التحكم به من خلال الحدقة الموضوعة بين العدسات لتجنب العيوب والتشوهات البصرية الناتجة من وضع الحدقة قبل أو بعد العدسة، وكذلك يتم التحكم بالضوء من خلال سرعة الغالق Shutter الذي يسمح للضوء بالنفاذ إلى الفيلم خلال فترة زمنية قد تصل إلى جزء واحد من عدة ملايين من الثانية أو احيانا يسمح بتعريض الفيلم لعدة دقائق، كأن يكون التعريف مرة واحدة كل خمس دقائق.
تلك هي وبشكل مختصر جدا الاجزاء الرئيسية لآلة التصوير، ولكن قد تضاف احيانا اجزاء أخرى كمقاييس التعريض الضوئي بشكل مدمج مع آلة التصوير أو بشكل منفصل للمساعدة في الوصول إلى التعريض الضوئي الصحيح للفيلم، والبعض من آلات التصوير القديمة تحتوي على محدد للمسافات يتم من خلاله قياس المسافة بين الجسم وبين سطح الفيلم لضبط وضوح الصورة قبل التقاطها.
وبعد ذلك يتم الـ (Focusing) ضبط الوضوح من خلال تدريج موجود على قاعدة آلة التصوير مدرج بارقام للاقدام والامتار ، بتقديم العدسة أو تأخيرها عن سطح الفيلم كما هو الحال في آلة التصوير ذات المنفاخ، أو يتم بواسطة حلقة حول العدسة مدرجة بالاقدام والامتار أيضا بعد ان يتم تحديد المسافة عن طريق محدد المسافات، اما في آلات التصوير الحديثة يتم الوضوح من خلال الرؤية المباشرة من خلال العدسة.
تجهز آلة التصوير بعتلة يمكن من خلالها تجهيز جزء اخر من الفيلم لتعريضه وتتم العملية يدويا أو بمساعدة موتور اسفل قاعدة آلة التصوير يقوم اوتوماتيكيا بسحب جزء اخر من الفيلم ليتم تعريضه بمجرد تعريض الجزء السابق.
العدسات قابلة للتغيير وهي واحدة من مزايا آلات التصوير الاحترافية فكل عدسة لها زاوية رؤية قد تتسع لتصل إلى (180)ْ أو تضييق كل حسب البعد البؤري لها، وهنالك عدسات اضافية تصنع لتمكين المصور من تصوير الاجسام الدقيقة وتكبيرها كما هو الحال في التصوير المجهري الدقيق.
زودت آلات التصوير بافلام ذات حساسية عالية جدا للضوء لالتقاط الصور للاجسام في ظروف من الإضاءة الخافتة جدا أو التصوير الاجسام المغطاة بطبقة من الالوان أو بطبقة من الطبقة المتحجر كما هو الحال في تصوير الآثار القديمة أو تصوير المخطوطات أو تصوير الاوراق الممسوحة ويتم ذلك بالاشعة غير المنظورة وقد يتم تزويد الآلة بقرص ليزري يخزن الصور الملتقطة ثم يتم بعد ذلك ادخاله إلى جهاز الحاسوب ليتم ادخال كل التغييرات المطلوبة كتغيير لون العيون والملابس والإضاءة وحتى تغيير الخلفية، أو الشعر وتغيير الوجه بالكامل بوجه آخر.
كل تلك التقنيات وغيرها تعتمد اساسا على المبدأ الاساسي لعمل آلة التصوير وهو صندوق محكم ومظلم يدخله الضوء عن طريق العدسة التي تركزه على سطح الفيلم ويتم التحكم بكثافة الضوء من خلال الحدقة التي تضيق وتتسع حسب الطلب اضافة إلى وجود غالق أمام المسطح البؤري لآلة التصوير يتحكم بزمن التعريض الضوئي للفيلم.
العدسات LENSES
أن العدسة بشكلها البسيط كانت معروفة منذ مئات السنين فقد كانت تستخدم العدسة محدبة الوجهين لتكبير الحروف في القرن الحادي عشر وكانت تصنع للقراءة والاستخدام الأول للعدسة في آلة التصوير كان في عام (1544) من قبل جوردان (Gordano) وكانت محدبة الوجهين أيضاً، ولم تكن المواد الكيميائية معروفة آنذاك، فقد كانت الصورة تشاهد على شاشة بيضاء وكانت الصورة تلك تعانى من تشوهات بصرية، مثل الزيغ الكروى واللونى وتقوس الميدان، وكذلك التشوه المعروف بتشوه ذؤابة المذنب، ولم تجرى أى محاولات لتصحيح تلك التشوّهات لفترة طويلة.
في عام (1812) الفيزيائي الإنكليزي وولاستون (Waloston) اخترع العدسة الفوتوغرافية الأولى التي كانت البداية لظهور الأنواع الأخرى فقد استطاع أن يلاحظ المبدأ الأساسي لشكل العدسة وموضع الحدقة فيها والذي له علاقة ببعض التشوهات البصرية، كانت عدسته هلالية الشكل ومفردة وزاوية رؤيتها تقدر بـ(50)ْ ولم تكن مصححّة للزيغ اللوني الذي استطاع جيفالير (Chevalier) عام (1829) القضاء عليه من خلال تصميمه لعدسة محدبة الوجهين (Positive) مصنوعة من الزجاج شديد النقاوة ووضعهـــا مـع عدسة سالبة (Negative) مقعرة كانت تستعمل سابقا في التلسكوب.
الفترة من (1840-1860) شهدت تطورا كبيرا في الفوتوغراف حيث ظهرت المواد الكيميائية الخاصة لتسجيل الصورة الناتجة من العدسات وظهر أيضا تطور كبير آخــر وهو صنع العدسات ذات الفتحات الكبيرة كذلك العدسة التي اخترعها العالـم الرياضي البلغاري بتزفال (J.Petzval) عام
(1840) وكانت مصححِّة للزيغ الكروي واللوني وكذلك تشوه زاوية المذنب ولكنها لم تكن مصممة لتقوس الميدان، وقد كانت صالحة لتصوير البورتريت واشتهرت في كل انحاء العالم وتم تطويرها بعد سنوات واستخدمت للعرض السينمائي.
بعض المحاولات جرت لتطوير عدسة بتزفال ركز فيها العلماء على زيادة زاوية الرؤية اكثر من تركيزهم على زيادة الفتحات فابتكرت عدسات متماثلة لتصغير وتحجيم بعض التشوهات البصرية كما فعل كورز داكون (Goerzdagon) عام (1900) بوضع عدستين كل منهما بشكل الهلال وذات قوة متماثلة وضعتا على جانبي فتحة العدسة ولم يستطع بهذه العدسة أن يصحح الزيغ اللوني وقد كانت ذات زاوية رؤية تقدر بـ(125)ْ وقد اعتبرت اولى العدسات منفرجة الزاوية، ثم اجريت محاولات أخرى للحصول على عدسات ذات الرؤية البانورامية وقد قدمها توماس سوتون (Tomas Suttan) وتألفت من قطعتين متماثلتين من الزجاج الدائري وبينهما سائل خاص وايضا توجد بينهما حدقة بشكل جناحي الفراشة لاعطاء صورة ذات شدة استضاءة متساوية وقدرت زاوية الرؤية بـ (120)ْ.
في عام (1862) ظهرت اولى العدسات المتماثلة المصححة للزيـــغ اللوني وسميت باسم (Globe) اخترعها كل من هاريسون شنيتزر (Harrison Sschnitzer) وغطت زاوية تقدر بـ(92)ْ. وفي عام (1866) ظهرت العدسة المصححة لانحناءات الخطوط المستقيمة وسميت اختصارا بـ(R.R) وغطت زاوية (45)ْ ثم طورت بعد ذلك فازدادت الزاوية إلى (100)ْ.
ابتكر اج.دي تايلور (H.D.Taylor) العدسة المسماة بـ (Cooke) وكانت تطويرا للعدسة التي ابتكرها داكون ولكنه استطاع بها أن يقلل الزيغ اللوني والكروي أيضا وكذلك تشوه ذؤابة المذنب (Cama) وكذلك تشوه الاستكماتزم وزاوية رؤيتهــا كانت (40)ْ وقد وضع الحدقة قريبا من العدسة السالبة.
بدأت بعد ذلك العديد من العدسات بالظهور في المانيا وانكلترا وفرنسا وغيرها من البلدان التي اهتم فيها العلماء بتطوير العدسات لآلات التصوير فظهرت العدسات المقربة (Telephoto) والعدسات ذات الأبعاد البؤرية القصيرة منفرجة الزاوية (Wide Angle) ولم يكن ذلك ممكنا إلا بعد تصحيح معظم العيوب والتشوهات البصرية في العدسات والسيطرة عليها عن طريق ابتكار العدسات التي عرفت باسم الانستكمات (Anstigmat lenses) التي هيأت الطريق إلى كل الأنواع الأخرى بالظهور.
انواع العدسات:
اسلفنا سابقا بان لكل عدسة بعد بؤري قد يطول أو يقصر حسب نوع العمل الذي تم تصميم العدسة لاجله فهي تعتبر ذات بعد بؤري متوسط اذا كان بعدها البـــؤري مساوٍ لقطر النجاتيف وذات بعد بؤري قصير اذا كان بعدها البؤري اقصر من قطر النجــاتيف وذات بعد بؤري طويل اذا كان البعد البؤري اطول من قطر النجاتيف وهذا يعرف بقانــون الوتر
(Low of Diameter).
العدسات المقربة (Telephoto Lenses)
في عام (1914) ظهرت اولى العدسات المقربة من نوع الانستكمات المصممة لمعظم العيوب البصرية وابتكرها كل من زيس (Zeiss) وكذلك دالماير (Dallmeyer) ثم توالت بعد ذلك الابتكارات حتى وصلت العدسات المقربة إلى فتحات مثل (F2) و (F1.7) على فيلم من قياس (35) ملم ثم وصلت إلى (F 0.4).
أن الهدف الاساسي لهذه العدسات هي لتصوير الموضوعات البعيدة مثل النجوم والكواكب أو الجبال والبراكين أو الطيور والحيوانات المفترسة وحتى الاشخاص عندما يكون الغرض هو المراقبة مثلا.
أن العدسة المقربة تصنف ضمن مجموعة العدسات طويلة البعد البؤري الا أنها تختلف عنها في كون الابعد بين سطح الفيلم والعدسة اقل من البعد بين سطح الفيلم وبين العدسة في العدسات طويلة البعد البؤري فهذه المسافة تكون دائما صغيرة في الات التصوير صغيرة الحجم (Miniature Cameras ) لذلك فالعدسات المقربة اكثر ملائمة للاستخدام هنا.
أن استخدام هذه العدسات ينتج صورة ذات شدة استضاءة قليلة لذلك يتحتم زيادة حدة التعريض باستخدام سرعة بطيئة للغالق أن لم يرغب المصور بزيادة اتساع فتحة الحدقة، فاستخدام الحامل (Tripod) مهم جدا لان زيادة فترة التعريض مع الزاوية الضيقة التي تنظر بها العدسة المقربة يجعل من اي اهتزاز بسيط ينتج صورة مهزوزة لتظهر الصورة غير واضحة (Out of focus).
ومن اثار استخدام هذا النوع من العدسات أن يتغير منظور الصورة فتظهر نسبة احجام الاجسام القريبة إلى البعيدة وكأنها متقاربة والمسافات تبدو اقل بحيث يظهر الجسم المتحرك نحو العدسة وكأنه ساكن في مكانه وهو تأثير كثيرا ما يستخدم في السينما لتعطيل الزمن.
ومن الجدير بالذكر أن أرقام العدسات التى يكون رقمها أعلى من 51 من أفلام الـ 35 ملم تسمى بالعدسات ذات البعد البؤرى الطويل.
صور ثلاثة توضح انواع العدسات
التصوير بعدسة قياسية قريباً من الموضوع.
التصوير بعدسة مقربة، ويلاحظ ضغط المسافة بين البث والشجرة.
العدسات منفرجة الزاوية (Wide Angle Lenses )
تعتبر العدسة قصيرة البعد البؤري اذا كان بعدها البؤري اقصر من قطر النجاتيف وتعتبر منفرجة الزاوية اذا كان بعدها البؤري يقل طولا عن اقصر ضلع في النجاتيف. وتستخدم هذه العدسة لاغراض تصوير الموضوعات ذات المساحات الواسعة أو التصوير في الاماكن الضيقة وكلما زادت زاوية النظر انفراجا كلما زادت التشوهات البصرية في الاجسام الواقعة بعيدا عن المحور البصري للعدسة فالخطوط المستقيمة القريبة من الاطراف تتحدب للخارج ويكون هذا التشوه واضحــــاً في حالة عمل حركات بانورامية للمكان فتبدو الجــدران وكأنها تتموج فهذه العدســات تغير كثيرا من منظور الصورة كلما ازدادت الزاوية انفراجا حتى تصل إلى (180)ْ كما في العدسة المعروفة بـ (Super Wide Angle) أو عدســة عين السمكة (Fish eye Lens)ويكون رقم هذا النوع من عدسات ذات البعد البؤرى القصير أقل من 49 فى أفلام نوع 35 مم.
عدسات ذات بعد بؤرى متوسط
هناك نوع آخــر من العدسات المتوسطــة البعد البؤري ( medium lens) تسمى بالعدسة الاعتيادية (normal) وهي تكون في كاميرات التصوير التي تصور بافلام (35 )م بالرقم ( 50 )م، هذا النوع من العدسات يعطى منظور مقارب لمنظور العين البشرية، حيث أن العدسة تكون فى أغلب الأحيان دون تشويه للمنظر ومن الجدير بالذكر أن أغلب الكاميرات الاحترافية تزود بهذا النوع من العدسات لأن أغلب المصورين يستخدمون هذا النوع من العدسات بكثرة، فهذا النوع من العدسات كثيراً ما يعطى نتائج عملية ومريحة للمستخدم بحكم أن اللقطات تبدو قريبة من الواقع وبتشوه قليل جداً.
العدسات متغيرة البعد البؤري (Zoom Lenses)
يعود تاريخها إلى العام (1902) حيث وضعت لآلات العرض ولكن التطور الحقيقي لها هو في العام (1930) حيث كانت مجموعتين من العدسات تتحرك داخل العدسة المركبة إلى الخلف والى الإمام في حين تبقى المجموعة الثالثة ثابتة.
في انكلترا صنعت عدسات متغيرة البعد البؤري للتصوير السينمائي وقد تألفت من مجموعتين مركبة من العدسات السالبة وضعت على جانبي فتحة الحدقة وفي عام (1950) قام هوبكنز (Hopkins) بوصف عدسة من هذا النوع لإحدى المحطات التلفزيونية.
تعمل هذه العدسات بمبدأ مجموعة عدسات مجتمعة، فبدلا من تغير العدسة بأخرى ذات بعد بؤري جديد يتم ذلك بمجرد سحب أو دفع مقبض صغير لتتحرك بذلك مجموعة العدسات داخل العدسة المركبة فيتغير بذلك البعد البؤري لاخر جديد كما هو الحال في عدسات الانقضاض بلمسة واحدة (One touch zoom).
تاريخ التصوير
CAMERA HISTORY
يرجع اصل آلة التصوير الحالية إلى الغرفة المظلمة في آلة التصوير الأولى
The Camera Obscura وهذه عبارة عن غرفة صغيرة مظلمة جدا في احدى جدرانها ثقب بحجم الدبوس يخترقها الضوء القادم من الخارج ليسقط على الجدار الاخر المقابل للفتحة المطلي باللون الابيض للحصول على صورة واضحة قدر الامكان وكانت الصورة المتكونة مقلوبة راسا على عقب وكذلك معكوسة الاتجاهات وقد تم صنعها لمراقبة كسوف الشمس وظهرت لاول مرة في العام (1544م).
أن اختراع آلة التصوير البدائية كان في العام (1039) للميلاد من قبل عالم البصريات العربي أبو الحسن ابن الهيثم أي قبل حوالي (250) سنة قبل ان يكتب عنها ويصفها روجر باكون Roger Bacon وكان هذا الاختراع منشئ في الاوساط العلمية الإسلامية وكان يُدرَّس في المدارس آنذاك.
في عام (1550م) قام جاردانو Gardano بوضع عدسة محدبة الوجهين على ثقب الة التصوير فزادت بذلك شدة استضاءة الصور، المتكونة وكان الزجاج المستعمل في صنع هذه العدسة من النوع شديد النقاء. Crown glass .
وفي عام (1568م) لاحظ دانيال باربارو Danial Barbaro اثر وضع الحدقة على شدة وحدة الصورة الناتجة، وفي العام (1573م) اقترح دانتي Danti وضع مرآة مقعرة لقلب الصورة من جديد والحصول على صورة بالوضع الصحيح.
ظهرت بعد ذلك آلة التصوير العاكسة والحاوية على مرآة مائلة بزاوية
(45)ْ بالنسبة للعدسة اخترعها عالم الرياضيات جوهان ستورم
Johann Sturm في العام (1676م).
لم تكن المواد الكيمياوية الحساسة للضوء معروفة آنذاك والصورة الناتجة كانت أشبه ما تكون بتخطيطات اولية للرسوم. كانت آلة التصوير في بادئ الامر تكفي لاحتواء رجل بداخلها وتم بعد ذلك تصغيرها تدريجيا ثم اضيف لها نوع من الزجاج المسمى بالزجاج المصنفر graound glass وبذلك امكن رؤية صورة الجسم المقابل للالة.
احد التلامذة الصينيين ادعى اكتشافه لالواح حساسة للضوء تعود إلى الفين سنة مضت، وقتذاك اكتشفت انجيلو سولا Angelo Sola في العام (1614) اسوداد نترات الفضة عند تعرضها لضوء الشمس. وفي العام (1727م) العالم الفيزيائي الالماني جونان شولز Johnn Schulze اكتشف بان خليطاً من الطباشير وحامض النتريك يتحول إلى اللون الارجواني الغامق يمكن بواسطة تشكيل صورة عند تعرض الخليط المذكور إلى ضوء الشمس، وفي نهاية القرن نفسه وجد الكيميائي السويدي كارلCarl Scheel ان اسوداد على الفضة عند التعرض للضوء مرده إلى تحرير الفضة النقية وكذلك اكتشف بان عملية الاسوداد تلك تزدادأكثر من أى شعاع آخر.
فى بداية القرن التاسع عشر قام توماس وجوود (Tomas Wedgoos) بوضع الواح سالبة وذلك بتغطيس قطعة ورق فى محلول نترات الفضة، ثم يلصقها بقطعة زجاجية عليها رسم معين ويتم بعد ذلك تعريضها إلى الضوء ولاحظ بأن معظم الرسم الذي على القطعة الزجاجية يطبع على الورقة المغطسة في محلول النترات وحاول بعدها رفع قطعة ورقية أخرى معادلة بنفس الطريقة اعلاه داخل آلة التصوير ليقوم بتسجيل صورة عليها ولكن نترات الفضة لم تكن حساسة للضوء بدرجة كافية ولم يستطع أيضا الاحتفاظ بالصورة المتكونة إذ لم يكن محلول التثبيت قد اكتشف بعد ذلك فقد تحولت نتائجه إلى قطع ورقية سوداء في نهاية الامر.
وفي عام (1826م) قام ناسبور Joseph Nicephore Niepce بانتاج لوح حساس للضوء بمقدوره تسجيل صورة كامنة يمكن اظهارها فيما بعد كيميائيا واكتشف أيضا محلولا بمقدوره الحفاظ على الصورة بعد اظهارها وهو محلول التثبيت كذلك قام بصنع الة تصوير ذات منفاخ شبيهة بالة الاوكورديون الموسيقية تتضمن حدقة متعددة الفتحات ولغرض مراقبة تكون الصورة على اللوح الحساس استخدم ثقبا صغيرا في جسم الة التصوير في حالات التعريض الضوئي الطويلة وهو ما اعتمد عليه فيما بعد هنري فوكس تالبوت. وقد نشر نايسبور ابحاثه في التايمس Times مع صورة التقطها بنفسه من نافذة غرفته المظلمة في بيته وقد استغرقت عملية التعرض الضوئي ثمان دقائق لان الحساسية للضوء كانت قليلة ومع ذلك فقد استطاع تقديم صورة موجبة.
بعد ذلك ادخلت عدة تحسينات على اللوح الحساس للتقليل من المدة التي تستغرقها عملية التعريض الضوئي ولكن اكبر تلك التحسينات كانت باستخدام عدسة مكونة من قطعتين زجاجيتين تم بواسطتها الحصول على صورة اكثر استضاءة بـ(16) مرة من تلك التي يتم الحصول عليها من العدسة المفردة وبذلك امكن الحصول على صورة شخصية خلال دقيقة واحدة فقط بينما كان المعتاد ان تستغرق هكذا صورة ثمانية دقائق تحت ضوء الشمس. بعدها اصبح البورتريت مهنة تجارية ووسيلة من وسائل الكسب السريع وانتشرت بذلك القاعات الفنية التي تخصصت بعرض وبيع هكذا صور حتى بلغت في نيويورك وحدها (71) قاعة فنية، وفي انكلترا استطاع ريتشارد بيردان ان يجمع ثروة تقدر بـ(40.000) باوند خلال عام واحد لامتلاكه مجموعة من تلك القاعات مع عدد من الاستوديوهات المتخصصة بتصوير الصور الشخصية فقط.
في عام (1833) كان وليام هنري فوكس تالبوت
(Willam henry Foxtalbot ) يقوم بابحاث وتجارب حول معاملة اللوح الحساس لاظهار الصورة ومن ثم تثبيتها بعد ذلك فقد علم اثناء تجاربه تلك بما قام به توماس ويجوود Tomass Wedgood واستطاع تالبوت ان يصنع لوحا حساسا بتغطيس ورقة في محلول كلوريد الصوديوم وبعد جفافها اغطسها ثانية لكن هذه المرة في محلول نترات الفضة فتشكلت بذلك طبقة من كلوريد الفضة على سطح الورقة ثم قام بما يعرف الآن بالطبع التلامسي أي وضع السالب Negative الورقة التي انتجها وقام بتعريضها للضوء ثم قام بمعاملتها بالمحلول السابق ( كلوريد الصوديوم أو يوديد البوتاسيوم ) لكن كل عمله ذهب هباء لان الصورة اسودت بالكامل لعدم ملائمة محلول التثبيت.
العالم الفلكي السير جون هيرشل Sir John Herschel اهتم كثيرا بتجارب تالبوت وكان أول شخص يطلق كلمة Photography على كل أعمال تالبوت بدلا من المصطلح الذي كان تالبوت نفسه يستخدمه وهو Photogenic Drawing وكانت كل أعمال تالبوت سالبة Negative ولكنه كان يحولها إلى موجبة عن طريق طبعها على ورق حساس للضوء، وهنا كان السير جون هيرشل أول من اطلق اسم Negative على الصورة الأولى الناتجة بعد معاملة اللوح الحساس واطلق تسمية Positive على الصورة الثانية الناتجة من طبع الأولى كل ذلك كان في المراسلات التي تمت بين الاثنين وبذلك اصبح بالامكان الحصول على عدة صور موجبة من صورة واحدة سالبة. ثم اقترح العالم الفلكي على تالبوت بانه يستطيع زيادة قابلية وفاعلية عملية التثبيت بواسطة محلول الهايبوسلفيت الصودا لازالة كلوريد الفضة غير المتعرضة للضوء وقد تبنى تالبوت هذا الاقتراح ثم استطاع بعد ذلك ان يزيد من حساسية اللوح الحساس وذلك بتغطيسه في محلول بروميد البوتاسوم، ثم نترات الفضة، وفي عام (1840) كانت أعمال تالبوت تدعى (Calotypes) والتي أصبحت بعد ذلك تدعى (Talbotypes).
لم يكن الكالوتبس (Calotypes) معروفا على نطاق جماهيري في الولايات المتحدة الاميريكية ولكنه ازدهر في فرنسا خصوصا على يد
(Louis Blan quart-Evrard) الذي ابتكر تحسينا للوح الحساس وذلك بطلاءه ببياض البيض وكان ينوي استخدامه على النتجاتيف ولكن في نهاية القرن تم تبني تلك الفكرة وتطبيقها على الورق المخصص للطبع بعدها انشأ لويس معملا لاظهار وتثبيت وطبع الصور خاصة بعد ان انتشر فن التصوير في فرنسا واصبح هنالك الاف من الصور بحاجة إلى طبع واصبح اللوح الذي يستعمله معروفا باسم اللوح الزلالي نسبة إلى زلال البيض الذي شكل طبقة رقيقة على السطح (Albumen Plate).
ان الكالوتيبس Glotypes لم يكن يعطي نتائج وتفاصيل حادة وكانت بعض التجارب تجرى على استخدام قطعة زجاجية شفافة كلوح سالب ولكن المشكلة كانت متعلقة بالكيفية التي بواسطتها يتم طلاء اللوح الزجاجي الاملس واللماع بمحلول نترات الفضة ؟ عدة تجارب اجريت تضمنت بعضها الطلاء بطبقة رقيقة وبتأنٍ بعدها وفي عام (1847) قام دينبس دي سانت فكتور (Niepce De Saint – Victor) باختراع لوح زلالي ولكنه معامل أيضا باليود هذه العملية اعطت نتائج جيدة ولكنها لزجة أيضا ! هذا اللوح كان قليل الحساسية فتصوير المسطحات الواسعة والابنية كان يتطلب تعريضا طويلا اما تصوير الاشخاص داخل الاستوديو فقد كان مستبعدا جدا. ونيبس هذا هو ابن العالم جوزيف نيسابور نيبس السالف الذكر.
لويس دايكيور (Louis Daquerre) الفرنسي المولود عام (1787م) كان مهتما جدا بتجارب التصوير على اللوح الحساس من خلال الة التصوير التي صمم لها عدستها كل من الاخوان فنسنت وجارلس جيفالير (Vincent and Charles Chevalier ) وكان مكونة من قطعتين زجاجيتين تم تطويرها اصلا من العدسة المفردة ذات شكل الهلال التي ابتكرها ولاستون (Wollaston) وفي العام (1826) سمع دايكيور بالتجارب التي يقوم بها ينبس الأب
(Niepce) فحصل على عنوانه من خلال الاخوان جيفالير وكتب له عن تجاربه وفي العام (1827) زاره ينبس في البيت وقد قاما بتوقيع اتفاق لمدة عشرة سنوات بينهما ولم يره أحدهما الاخر لسنوات، حتى توفي ينبس في
(1833). كان كل منهما يتوقع الكثير من شريكه ومعتمدا عليه حتى ان أحدهما لم يكتشف شيئا لسنوات لعلمه بان شريكه يقوم بنفس التجارب وانه سيتوصل حتما إلى الحل وخاصة عندما تواجه المعضلات أحدهما اثناء التجارب لمعاملة اللوح الحساس فالاتفاق بينهما نص على توزيع الارباح بالتساوي بعد إعلان النتائج وبيع حقوق الاختراع المشترك تحت اسم ينبس – دايكيور. ثم اتصل دايكيور بالابن ينبس لتجديد الشراكة معه فيما قد اتفق عليه مع أبيه واستطاع اقناعه بتبديل الاسم إلى دايكيور – بنيس بدلا من نيبس – دايكيور كما كان في السابق مع أبيه. واستطاعا بيع حقوق اختراعهما حول معاملة اللوح الحساس إلى حكومة انكلترا وحصل ينبس على (400) فرنك فرنسي في حين حصل شريكه على (60) فرنك فرنسي.
كانت طريقة دايكيور تتلخص باستخدام لوح من الفضة النحاسية مغطى بطبقة من بخار اليود وبعد تعريض اللوح الحساس داخل الة التصوير لمدة تتراوح من (15-20) دقيقة تتكون بذلك صورة متأخرة على اللوح يتم اظهارها بوضع اللوح على وعاء فيه زئبق حار حيث تعمل الجزيئات الدقيقة للزئبق على تحميل المنطقة المتعرضة للضوء من حبيبات الفضة على اللوح الحساس إلى فضة سوداء وبذلك تظهر الصورة بوضوح على اللوح ومن ثم يقوم بمعاملة اللوح بمحلول ملح الطعام لازالة يوديد الفضة غير المتعرضة للضوء وبعد ما يقرب من السنتين استطاع ان يكتشف طريقة لتثبيت الصورة.
في عام (1851) المهندس المعماري الانكليزي فريدريك سكوت ارجر
(Fredrick Scott Archer) قدم اختراعا مهما جدا وهو المعادلة بمادة الكولوديون (Collodion) الذي تم اكتشافه عام (1847) كمعالج للجروح وهو عبارة عن خليط من نترات السيليوز مع الكحول فيشكل طبقة رقيقة شفافة بعد جفافه على المنطقة المجروحة. وقد قام (ارجر) باضافة يوديد البوتاسيوم إلى الكولوديون وقام بطلاء لوح زجاجي بهذا الخليط وبعد ذلك اضاف نترات الفضة إلى اللوح الزجاجي وكل ذلك يتم في غرفة مظلمة طبعا وقبل جفافه يتم وضع اللوح داخل الة التصوير ويتم تعريضها للضوء، اما عملية الاظهار فتتم بواسطة سلفيت الحديدوز ثم يتم بعد ذلك تجريد مادة الكولوديون من اللوح ثم يغسل اللوح ثم يتم التثبيت بعد ذلك في محلول سيانيد البوتاسيوم ويغسل اللوح مجددا وقد عرفت هذه المعاملة الخاصة باللوح المقبل
(Wet Plate).
وفي عام (1878) م جارلس بنت (Charles Bennett) استطاع عمل مستحلب فوتوغرافي لطلاء اللوح الحساس به وكان عبارة عن بروميد الكادميوم ونترات الفضة واستطاع بذلك التقاط صور بسرعة 1/25 من الثانية اضافة إلى كون ذلك اللوح يمكن تعبئته في الة التصوير وهو في حالة جافة وامكن أيضا التقاط الصور بحمل الة التصوير باليد بدلا من وضعها على الحامل (Tripod) يبقى ان اللوح الحساس هذا كان مصنوعا من مادة الجيثلاتين وهو ما اصبح بعد ذلك ثورة في عالم الفوتوغراف.
اصبح اللوح الحساس الجاف هاجس الصناعيين انذاك واصبح ينتج بكميات كبيرة اضافة إلى عمليات اظهار وتثبيت ومن ثم طبع أعمال المصورين واصبحت هذه العملية تتم على مستوى جماهيري واسع النطاق وفي عام (1888) قدم جورج ايستمان كوداك اشهر الة تصوير انذاك وعرفت باسم (Kodak) التي صنعها بنفسه حيث بدأ عمله كهاوٍ للتصوير ثم كصانع للوح الحساس والة التصوير في روجستر – نيويورك، وكانت الته تلك عبارة عن صندوق صغير محمول باليد يتم تحميلها بفيلم طويل وبشكل ملفوف على بكرة فيمكن التقاط مئة صورة به ومغطى بطبقة من الجيلاتين والبروميد وبعد التصوير ترسل الة التصوير بكاملها للصنع حيث يتم تحميلها باخر جديد غير معرض للضوء ويتم ارجاعها لصاحبها وتتم بعد ذلك عمليات الاظهار والتثبيت والطبع وكان شعار المعمل انذاك هو ( اضغط أنت على الزر ودع الباقي علينا ) وفي عام (1889) قدم كوداك فيلمه المصنع من السليلوز وبذلك اصبح بالامكان معاملة الفيلم من قبل الهواة أنفسهم ومادة السيليلوز نفسها تم اختراعها من قبل الكسندر باركرز في عام (1861) م.
في عام (1890) قام كل من هرتر ودرايفيلد (Hurter and Driffield) بنشر ابحاثهما حول الفوتوغراف والتي اعطت دافعا قويا في مجال معاملة الفيلم كيميائيا. كانت ابحاثهم تلك تدور بشكل رئيسي حول طريقة خاصة في المعاملة تعتمد على درجة حرارة المحاليل