الحياة المسرحية في العراق .. أحمد فياض المفرجي
المقدمة
على مدى خمسة عقود من الزمن ، و تحديدا منذ صدور ( الدليل العراقي ) عام 1936 ، و حتى كتابنا هذا الحياة المسرحية في العراق نشرت مقالات و دراسات و كتب ، حاولت جميعها توثيق النشاطات المسرحية الجارية في العراق و سعت إلى تدوين وقائع المسرح العراقي و ظواهره و شخصياته و فرقه ..
إلا إن تلك المحاولات و المساعي كلها لم توفق في الإحاطة بذلك التاريخ الذي ابتدأ رحلته من بداية الربع الأخير من القرن التاسع عشر و تواصل حتى العام 1988 . وذلك على الرغم من توافر المصادر و المراجع التي تعين الباحث و الدارس على رسم مسارات الحياة المسرحية في العراق و تحديد علاماتها و عناصرها و مراحلها ..
ان هذا الحال ، يؤشر لنا حاجة تبقى دائمة من اجل دراسات و أبحاث جديدة ، تستكمل ما في سابقاتها من ، و تضيف اليها المتحقق و المتغير .. و كما قلت في كراس لي عن ( المسرح في العراق ) فأن الإصدار الجديد يظل مطلوبا كذلك لما يحمله من صفحات مفتوحة امام الأجيال الطالعة التي يتعذر عليها الرجوع الى ما كان قد صدر من قبل الأفادة منه .
و عليه فأن هذا الكتاب الجديد ( الحياة المسرحية في العراق ) يجيء استجابة لتلك الحاجة .. واريده ايضا ان يكون تأسيسا لموسوعة شاملة و تفصيلية لما في الحياة المسرحية في العراق من عناصر و مكونات و مفردات .. وهذه الرغبة التي يتلمسها القاريء من تعدد عناوين صفحات الكتاب ، التي يمثل كل منها مدخلا اوليا الى توثيق احدى موضوعات المسرح العراقي ، الذي اتسع خلال العقدين الأخيرين و انتشرت رقعته على جغرافية الوطن .. وامتدت اشعاعاته الى الأقطار العربية ، عبر تلك الزيارات و العروض التي تتواصل في المهرجانات و الأسابيع الثقافية الجارية كل عام …
ارجو ان اوفق في هذا المسعى الذي قطعت فيه شوطا ، فيما نشرت و اصدرت .. وامل ان ابلغ القصد .. وحسبي الشروع في ذلك ..
الجذور و المظاهر
اكدت دراسات عراقية و عربية و أجنبية ان العراقيين القدامى الذين عاشوا قبل الميلاد قد عرفوا اشكالا ذات طابع مسرحي ، و قدمت تلك الدراسات شواهد ما زالت قائمة على وجود المسرح في العراق القديم ، كما في بابل و الوركاء .
و كذلك هو الحال في المراحل التاريخية التالية في العراق ، و خاصة في العصر العباسي ، فقدت شهدت هي الأخرى اعيادا و احتفالات و طقوسا و انماطا من الألعاب ، لم يخلوا أي منها من مظاهر تمثيلية .
ان الشواهد تلك كلها اصبحت معروفة و متداولة بين المعنيين بالمسرح ، و هي تذكر او ترد في البال ، كما جاءت بها ضرورة في سياقات الأحاديث و الأبحاث ، و من ذلك الملاحم و الحكايات و المقامات و الأسواق الأدبية و ( السماجات ) و ( خيال الظل ) و ( القصخون ) اضافة الى المراثي و طقوس الأديان التي تعايشت في رحاب العراق .
و ما نخلص اليه الأن ، اننا قد بلغنا حالة جديدة في الموقف من موضوعة الجذور و المظاهر ، هي اقرب الى القناعة بأن لبلاد الرافدين ، وفي عصورها المختلفة ( مسرحها ) الذي امتلك مقومات شكله الفني ، و اخص منها ( النص ) و ( المؤدي ) و ( المكان ) و ( الجمهور ) .
و يمكن لأي دارس و باحث التقرب من هذه القناعة ، اذا ما تأمل في تلك المظاهر التي شاعت في المجتمع العراقي على امتداد تاريخه و تفحصها بمنظور موضوعي ، بعيد عن تأثير المفهوم الأوربي للمسرح السائد الأن .
الا ان الأشكال الحاصل في هذا الموضوع ، إن تلك الجذور و المظاهر لم تخصب او تتبلور بأتجاه حركة مسرحية مستقرة ، قامت فيما بعد ، عند بداية القرن التاسع عشر ، و بفعل مؤثرات خارجية جاء بها رجال عراقيون عاشوا في فرنسا و تركيا و الشام ، و اطلعوا على ما في هذه البلدان من عروض مسرحية ، و لهذا الموضوع حديث اخر ، في صفحات تالية ..
البدايات
تحدد ظهور النشاط المسرحي في العراق الحديث خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر .. ولم يتفق الباحثون و الموثقون حتى الأن على تاريخ ( يوم – شهر – سنة ) لبداية هذا النشاط ، و من كان اول رائد له . الا ان الأشارات قد كثرت الىما كان يعرض و يكتب خلال سنوات التأسيس التي تمتد الى عام 1921 ، حيث انفصل العراق عن الأمبراطورية العثمانية ، و كون دولته الجديدة التي تولت تشريع القوانين و الأنظمة و التعليمات التي حاولت تنظيم المجتمع ، و كان للحياة المسرحية نصيب في ذلك . فقد صدر اول قانون للجمعيات عام 1922 الذي اجيزت بموجبه الفرق التمثيلية و الجمعيات الفنية .
ان الأتفاق قائم الأن ، على ان مدينة الموصل في محافظة نينوى قد شهدت بدايات النشاط المسرحي في العراق ، وقد طبع اول كتاب مسرحي عام 1893 ، احتوى مسرحية ( لطيف و خوشابا ) التي تولى ( نعوم فتح الله سحار ) ترجمة نصها عن اللغة الفرنسية و إسقاط موضوعها على واقع المجتمع العراقي وصوغ حوارها بلغة دارجة .
وارى ان ما حققه نعوم فتح الله سحار ( 1855 – 1900 ) نضجا في وعيه بأهمية المسرح كرسالة اجتماعية و شكلا فنيا جميلا ، وفي ذلك ايضا دلالة اخرى تتمثل في وجود نشاط مسرحي جار ، له انجازات تحققت من زمن مضى لا يقل امده عن او اكثر من السنين .
و من ذلك النشاط الذي سبق ( لطيف و خوشابا ) ، ان الخوري هرمز نورسو الكلداني المارديني قد كتب مسرحية تاريخية عن ( نبوخذنصر ) التي قدمها عام 1888 على مسرح المدرسة الأكليركية في مدينة الموصل ، و من قبلها كانت هناك تمثيليات دينية تعرض داخل الأديرة ، مثل ( كوميديا ادم و حواء ) و ( يوسف الحسن ) و ( كوميديا طوبيا ) و التمثيليات الثلاث التي ارتبطت بأسم الشماس حنا حبش ، و التي عثرنا عليها عام 1966 ، وقد ختمت بختم يشير الى سنة 1880 و شهد الربع الأخير من القرن التاسع عشر عروضا اخرى ، منها ( الأمير الأسير ) التي ترجمها عن الفرنسية ايضا و عرضها عام 1895 نعوم فتح الله سحار . و نذكر من هذه العروض مسرحية ( جان دارك ) التي قدمت باللغة الفرنسية عام 1898 في بغداد ، وهي شعرية ذات خمس فصول ، و مثل فيها ( فضولي جالي توتونجي ) و ( البير اصغر ) و ( جبرائيل مارين ) و ( سركيس بترين ) و ( توفيق توما ) و ( قسطنطين داود ) ولم تشترك فيها أي امرأة ، و قد تخللت فصول المسرحية انغام موسيقية على العود و القانون ، وصار هذا الفصل الموسيقي و الغنائي تقليدا عرفته معظم العروض المسرحية التي تواصلت على مدى السنوات التالية ، و حتى اواسط الأربعينات .
وهناك عروض عديدة ، قدمت في نينوى و بغداد خلال العقدين الأولين من القرن العشرين ، و كانت هذه العروض تقدم من قبل المدارس و يتولى المعلمون إخراجها و يقوم الطلبة بتمثيلها ، و في اطار هذه الفترة شاهد الجمهور عروضا باللغات العربية و الفرنسية و الأنكليزية .
و خلال هذه المرحلة التي سبقت عام 1921 صدرت بضع مسرحيات طبعت داخل العراق و خارجه ، نذكر منها المسرحية الشعرية ( لهجة الأبطال ) للدكتور سليمان غزالة ، و التي تمت طبعتها الثانية عام 1911 ، أي قبل ان يطبع الشاعر احمد شوقي كل مسرحياته التي ذاع صيتها . ولمؤلف هذه المسرحيات مؤلفات عدة ، في الطب و اللغة و الأجتماع منشور بالعربية و الفرنسية ، وله الى جانب ذلك حوارية شعرية مطبوعة ، كما ان له رواية اسمها ( علي خوجة ) .
ولم تظهر على مدى المرحلة نفسها اية فرقة تمثيلية ، فقد تبنت المدارس هذا النشاط و مارسته و عرضته للجمهور العام ، و شجعت طلابها على الأقبال عليه و للولع به . و من اقدم المدارس التي اشتهرت بنشاطها المسرحي في الموصل ( محافظة نينوى ) هي ( مدرسة القاصد الرسولي ) و ( المدرسة الأكليركية للأباء الدومينيكيين ) و ( مدرسة شمعون الصفا ) .
وفي بغداد ايضا وجدت مدارس تابعة للمؤسسات الدينية ( المسيحية خاصة ) كانت تمارس النشاطات المسرحية ، التي كانت تشرف عليها لجان تضم الهواة من الطلبة و معلميهم ، مثل ( مدرسة الصنائع ) .
و الى جانب هذه المدارس ، كانت هناك مبادرات يقوم بها افراد من المستنيرين ، وذوي النفوذ لتشكيل جماعة من المقربين اليهم و الاتفاق و اياهم على تقديم عرض مسرحي ، فيه معالجة لقضية يتفقون عليها ، و عند تحقيق مأربهم هذا ينفرط عقدهم ، و يذهب كل منهم الى حال سبيله و نذكر من هذا محاولة نوري فتاح الذي انشأ في بغداد عام 1919 جماعة قدمت مسرحية ( النعمان بن المنذر ) على مسرح سينما اولمبيا ، الذي كان يقع في شارع الرشيد ببغداد .
و بعد الأحتلال البريطاني ، و خلال الفترة التي سبقت عام 1921 ، ظهرت النوادي و التجمعات التي تسترت بالنشاطات الأجتماعية و الثقافية العامة ، وهي في جوهرها كانت تعمل من اجل اذكاء الروح الوطنية و تأجيجها ضد المحتلين ، ان هذه النوادي لعبت دورا في انعاش النشاط المسرحي ، الذي اتخذته سلاحها في جهادها ضد الغزاة الأنكليز ، و خاصة في بغداد و نينوى . اما البصرة ، فلم يجر فيها أي نشاط مسرحي كهذا خلال الفترة هذه .
و من تلك العروض نشير الى اربع مسرحيات هي : –
1- ( وفاء العرب ) و مثلها في بغداد طلبة مدرسة الكلدان في النصف الثاني من تشرين الأول عام 1920 ، و هي من تأليف انطوان الجميل .
2- ( وفود النعمان على كسرى انو شروان ) و قد عرضت عام 1920 و خصص ريعها لمنفعة الثوار .
3- ( فتح الأندلس على يد طارق بن زياد ) و هي من المسرحيات التي قدمت عام 1920 ، و قد خصص ريعها لمنفعة ثورة العشرين العراقية .
4- ( صلاح الدين الأيوبي ) وهي اول مسرحية تعرض على مسرح مدرسة اسلامية في الموصل ، و قد اخرجها ارشد افندي العمري مهندس البلدية عام 1921 .
الفرق التمثيلية
ذكرنا في فصل سابق ، ان الوثائق المتوفرة لدينا ، قد أكدت ان العراقيين في عهدهم الحديث قد عرفوا المسرح منذ بداية الربع الأخير من القرن التاسع عشر ، و قد نهضت بالحياة المسرحية خلال العقود الأربعة الأولى التي تنتهي عام 1921 المدارس و النوادي الأدبية و الجمعيات و الأحزاب ذات التوجه القومي ، و لم تظهر اية فرقة تمثيلية ذات صفة قانونية ، خلال هذه الفترة من تاريخ العراق السياسي ، التي تقع معظم سنواتها تحت الحكم العثماني ، اما السنوات الأخرى منها و امدها ( 1917 – 1920 ) فكانت محكومة بالأحتلال البريطاني .
و بعد قيام سمي بالحكم الوطني ، اصدرت وزارة النقيب اول قانون للجمعيات عام 1922 سمحت بموجبه بتشكيل الجمعيات الفنية ، فكان اول المادرين محمد خالص الملا حمادي الذي يروي عنه انه كان من انصار ثورة العشرين ( 1920 ) و كان مراسلا لها في مدينة بغداد .
حصل الفنان الرائد الملا حمادي على اجازة بتأسيس ( جمعية التمثيل العربي ) التي اقامت حفلات تمثيلية عدة في بغداد و البصرة ، و جاء عن هذه ( جمعية التمثيل العربي ) نجد اشارات متعددة الى عروض كانت تقدم على فكرة ( القرة قوز ) و غرست في الناس حب التمثيل الفني الحديث .
و عند الرجوع الى الصحافة الصادرة خلال الفترة التي عملت فيها ( جمعية التمثيل العربي ) نجد اشارات متعددة الى عروض كانت تقدم على مسرح ( رويال سينما ) من قبل ( هيئة التمثيل العربي الأهلية ) و ( جوق التمثيل العربي ) و نحن نميل الى القول بأن هذه الأسماء كلها كانت تعني ( جمعية التمثيل العربي ) و لدينا وثيقة اكدت ما ذهبنا اليه ، و هي اعلان نشر بصيغ مختلفة خلال شهري مايس و حزيران عام 1922 حول تمثيل ( رواية ثارات العرب ) لمنفعة انشاء مدرسة اهلية علىمرسح رويال سينما – و كانت الأشارة الى الجهة التي يمثل الرواية المذكورة ، تجيء مرة بأسم ( هيئة التمثيل العربي الأهلية ) و تارة الى ( هيئة التمثيل العربي الأهلية ) .. الخ
ويقول اعلان للجمعية نشرته جريدة ( الأستقلال ) في عددها الصادر في 1922 : ( .. اخدموا العلم و شاهدوا مجدكم ) .. و ( اذا اشتقت ايها الوطني الى مشاهدة مجد أجدادك و شمسهم و علو منزلتهم و شدة بأسهم ازاء – كسرى – عليك ان تسارع لشراء طاقات الدخول لرواية ( ثارات العرب ) فتكون بذلك اعدت مجد ابائك الكرام مفتخرا بهم و قومت مدرسة شريفة ، تهيء لك رجالا في المستقبل يحفظ مجدك و يعيدون عزك ) .
تلك هي رسالة المسرح التي امنت ها ( جمعية التمثيل العربي ) و بشرت الجمهور بأهدافها ، و كذلك شأن العديد من المؤسسات الأجتماعية و الثقافية و الفرق التمثيلية التي ظهرت في بغداد و نينوى و البصرة ، و خاصة بعد الأحتلال ، و منها مدرسة التفيض الأهلية ، و فرقة منتدى التهذيب و نادي التمثيل و الموسيقى ، و جمعية احياء الفن . . و غيرها من الفرق التي دعت في مناهجها للعلم و العمل .. و على سبيل المثال نشير الى ما جاء في العريضة المقدمة الى الجهات المختصة في 14 نيسان 1928 و التي تقول : ( اننا حبا بترقية فن التمثيل خاصة و بقية الفنون الجميلة عامة ، و سعيا لبث روح العلم و العمل بين الطبقة العامة من ابناء هذا الشعب العزيز ، وقد عزمنا على تشكيل فرقة تمثيلية دعوناها ب ( الفرقة التمثيلية الحديثة ) وليس من ينكر ما للتمثيل من قدرة في انماء هذه الروح في قلب ابناء الشعب ) خاصة و بقية الفنون الجميلة عامة ، و سعيا لبث روح العلم و العمل بين الطبقة العامة من ابناء هذا الشعب العزيز ، قد عزمنا على تشكيل فرقة تمثيلية دعوناها ب ( الفرقة التمثيلية الحديثة ) وليس من ينكر ما للتمثيل من قدرة في انماء هذه الروح في قلب ابناء الشعب )
ومن فرق هذا العقد – العشرينات – ( الفرقة التمثيلية العربية ) التي وقع طلب تأسيسها المقدم في 29/كانون الثاني / 1927 كل من السادة عبد الرزاق عبد الرحمن و فاضل عباس بهرام و ناظم عبد الجليل الزهاوي و احمد يحيى و حجي محمد و ناجي ابراهيم و عبد العزيز علي و احمد حمدي و غيرهم .
ولعل ابرز فرقة شكلت في هذه المرحلة من تاريخ النشاط المسرحي في العراق هي ( الفرقة التمثيلية الوطنية ) التي اقترنت باسم الفنان الرائد حقي الشبلي ، وقد تم تأسيسها في نيسان 1927 .
لقد كان لهذه الفرقة دور كبير في انعاش النشاط المسرحي و توسيع رقعته ، خاصة في النصف الأول من الثلاثينيات ، عندما التف حولها العديد من الشباب الهواة ، و امتلكوا خبرة اهلتهم فيما بعد ، لتأليف فرق جديدة ، ازدهرت طوال الثلاثينات و حتى قيام الحرب العالمية الثانية ، حيث ساد الحياة الفنية سبات مؤقت .
ومن اؤلئك الفنانين يحيى فائق و عبد الله العزاوي و محمود شوكت و صفاء حبيب الخيالي و غيرهم من الذين ارادوا فرقا عدة ، بينها كانت ( الفرقة العربية للتمثيل ) و ( جمعية انصار التمثيل ) و ( فرقة المعهد العلمي ) .
و كما ذكرنا فقد كان للحرب العالمية الثانية ، اثر واضح على مجرى حركة الفن في العراق ، و خاصة المسرح ، و ذلك من خلال انعكاساتها في عموم مرافق المجتمع العراقي و مفاصله . ومن نتائج ذلك توقف نشاط معظم الفرق التمثيلية التي كانت قد ظهرت في الثلاثينات .. لكن فناني الأربعينات لم ييأسوا ، فقد شكلوا فرقا جديدة ، نذكر منها : –
1- ( فرقة انوار الفن ) التي كونها الفنان توماس حبيب و اخرون ، و من نتاجاتها ( مجنون ليلى ) و ( عبد الرحمن الناصر ) و ( الهارب البخيل ) و ( انتقام المهراجا ) و ( رصاصة في القلب ) و ( طعنة في القلب ) و هاتان الأخيرتان من تأليف سليم بطي ، احد الأسماء البارزة في النهضة الفنية العراقية ، و قد كان مؤلفا و ناقدا و ممثلا .
2- ( جمعية التمثيل و السينما ) التي اغنت الحياة المسرحية بأنتاجاتها المتواصلة . مثل ( لقيط الصحراء ) و ( ملاك في الجحيم ) و ( جريمة بلا عقاب ) و ( قلوب للبيع ) و ( بنت المهراجا ) .. و بعض هذه الأعمال من تأليف احمد مهدي ..
3- ( الجمعية الفنية للتمثيل و السينما ) و كان من العاملين فيها عباس العبيدي ، و زكي السامرائي و ابراهيم شاكر و هاشم الطبقجلي و من انتاجات هذه الجمعية ( رسول النبي الى هرقل ) و ( الحجاج و الفتية الثلاثة ) و ( شهداء الوطنية ) و ( يوم الجلاء في سوريا ) و ( نهاية مجرم ) و كان من كتاب الجمعية عبد الجبار شوكة النجار
4- ( الفرقة الشعبية للتمثيل ) التي تأسست عام 1947 ، و ضمت الدفعة الأولى من خريجي فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة ، إضافة الى عناصر فنية أكثر وعيا من الذين عملوا في السابق في فرق اخرى .
ومن هؤلاء عبد الكريم هادي الحميد و عبد القادر توفيق و ابراهيم جلال و عبد الله العزاوي و صفاء مصطفى و عبد الجبار توفيق ولي و صبري الذويبي و خليل شوقي و عبد الستار توفيق و جعفر السعدي . وكانت باكورة ما قدمته هذه الفرقة عام 1948 مسرحية ( شهداء الوطنية ) للكاتب فكتوريان ساردو التي اخرجها الفنانان ابراهيم جلال و عبد الجبار توفيق ولي .
5- و من الفرق التي واصلت عملها خلال رحلة الأربعينات ( فرقة يحيى فائق ) التي ظلت تعمل منذ انحلال ( الأتحاد الثلاثي ) مع عناصر شابة تمتاز بالجرأة ، و كان هذا الأتحاد قد تشكل اواخر الثلاثينات و من نتاجات الفرقة مسرحية ( بيدبا ) التي عرضت على مسرح صيفي ، شيد خصيصا لهذا الغرض في جانب الكرخ .
6- كما ظهرت فرق اخرى ، ذات طابع ترفيهي ، مثل فرقة الزبانية التي اشتهرت خلال السنوات التالية بتمثيلياتها الأذاعية و التلفزيونية . و من فناني هذه الفرقة ناجي الراوي و حميد المحل و فخري الزبيدي و ناظم الغزالي و حامد الأطرقجي و محمود القطان .
7- و مع تلك الفرق و الجمعيات ، عمل بعض الفنانين بصفتهم الشخصية ، و خارج الأطر الرسمية ، و من هؤلاء شهاب القصب و عبد المنعم الجادر و يوسف العاني الذي شكل له ( جماعة جبر الخواطر ) التي قدمت بواكير النصوص التي كتبها العاني في اواخر الأربعينات .
8- و في هذه الفترة ، كثرت لجان التمثيل و الخطابة في المدارس العراقية ، التي اسهمت هي الأخرى بتقديم العروض التمثيلية بأسم المسرح المدرسي . وقد تطورت هذه اللجان في السنوات اللاحقة و تحولت الى مديرية تابعة الى وزارة التربية ، تشرف على مختلف النشاطات الفنية في مدارس العراق ، وصار لها كتاب و مخرجون ، ولها ايضا دور متميز يذكر في سياق الحركة المسرحية في العراق .
وفيما بعد عام 1950 ولغاية 1968 اجيزت فرق تمثيلية عديدة في بغداد ، و في عدد من محافظات القطر ولم تلق التشجيع من مسئولي الثقافة طوال تلك الفترات السياسية التي احتوتها السنوات المذكورة .
و من الفرق التي ظهرت في الخمسينات فرقة المسرح الحديث و فرقة المسرح الحر و فرقة المسرح الجمهوري و فرقة الشعلة و فرقة الفنون الشعبية و فرقة المسرح العراقي و فرقة شباب الطليعة و فرقة مسرح بغداد الفني . و تعرضت معظم هذه الفرق الى الغلق ، كما ان بعض عروضها اسدلت الستارة قبل مشاهدتها من قبل الجمهور . الا ان فناني المسرح كانوا يجاهدون بشجاعة من اجل ادامة صلاتهم مع الجمهور الذي كان يدعمهم بكل الأشكال المادية و المعنوية .
ان الفرق التمثيلية ظلت و منذ ظهورها في العراق ، تدفع الرسوم و الضرائب التي كانت ترهق كاهلها ، و تحد من مواصلتها تقديم الأنتاجات و تحقيق الأهداف التي وجدت من اجلها ..
وقد صدر لاحقا قرار بإعفاء الفرق التمثيلية و الجمعيات الفنية من دفع الضرائب و الرسوم بعد ان كانت القوانين تقضي بالتعامل مع الفرق التمثيلية على انها مؤسسات كالملاهي و دور الليل الأخرى المعروفة و تقوم في العراق الأن ( 1988 ) فرق تمثيلية عديدة ، و تمتد جذور بعضها الى الأربعينات ، كفرقة المسرح الشعبي التي تعد امتدادا طبيعيا للفرقة الشعبية ، و يرجع تاريخ بعضها الى الخمسينات مثل فرقة المسرح الفني الحديث ، التي جاءت تواصلا لفرقة المسرح الحديث المشكلة عام 1952 .
إن الفرق التمثيلية في العراق تتوزع إلى : –
أ – الفرق الرسمية : –
وهي التي تشرف عليها الدولة و ترعاها رعاية شاملة و لهذه الفرق كادر متفرغ و من هذه الفرق ( الفرقة القومية للتمثيل ) و ( فرقة اربيل للتمثيل ) و هذه الفرق تتبع قسم المسارح في دائرة السينما و المسرح . و من الفرق الرسمية ( فرقة المسرح العسكري ) التي ترتبط بالتوجيه السياسي في وزارة الدفاع .
ب – الفرق التمثيلية الأهلية: –
و هي مجازة من قبل وزارة الثقافة و الأعلام ، بأسم مجموعة من الفنانين بصفتهم الاعتبارية . وهذه الفرق هي : –
1- فرقة المسرح الشعبي .
2- فرقة مسرح الفن الحديث .
3- فرقة المسرح الحر .
4- فرقة مسرح 14 تموز للتمثيل .
5- فرقة مسرح اليوم .
6- فرقة اتحاد الفنانين .
7- فرقة العراق المسرحية .
8- فرقة مسرح الرافدين .
9- فرقة مسرح بغداد .
10- فرقة مسرح الجماهير .
11- فرقة مسرح الرواد في محافظة نينوى .
12- فرقة المسرح الكردي الطليعي في السليمانية .
13 – فرقة مسرح كربلاء الفني .
ج – و الى جانب تلك الفرق التمثيلية، تعمل فرق اخرى غير محترفة ، بأسم مؤسسات و نقابات مثل كلية الفنون و معهد الفنون و الجامعات و نقابة الفنانين .
الفرقة القومية للتمثيل
رافقت ( الفرقة القومية للتمثيل ) فكرة و سعيا و تنفيذا ، مسار التطور العام في العراق ، فهي كفكرة طرحت في عقد الثلاثينات من القرن العشرين الذي شهد بدايات تكوين المؤسسات الثقافية في العراق الحديث ، و ذلك اثر عودة طلائع البعثات من اوربا .
وفي ذلك العقد كانت الحركات القومية و الوطنية تعيش مرحلة جديدة في نموها وفي احتدامها مع النظام الذي كان قائما في ذلك الوقت ، و الذي حال دون استقطاب الفنانيين المبعثرين في فرق تمثيلية منهكة بأوضاعها الأقتصادية ، و جمعهم من فرق تمثيلية منهكة بأوضاعها الاقتصادية ، و جمعهم في فرق جديدة ، تمدها الدولة بالعون و المؤازرة .
وفي الأربعينات ، كانت للحرب العالمية الثانية انعكاساتها على مجمل الأوضاع الأقتصادية و الأجتماعية و الثقافية في القطر ، ادت الى اطلال مثقفي العراق على افاق جديدة ، شدتهم الى ما في اوربا من تقدم في الميادين المختلفة للحياة ، خاصة في الأدب و الفنون و العلوم ، و في هذه الفترة من تاريخ العراق ، صدرت صحف و مجلات كرست صفحاتها للنشاطات المسرحية و السينمائية . و من هذه المرحلة اتساع دور معهد الفنون الجميلة الذي تكون في موسم 1940 – 1941 .
كل ذلك ادى الى احياء فكرة تأسيس فرقة قومية للتمثيل / كحاجة لا بد من تحققها لجمع الفنانيين و توحيد صفوفهم و توظيفهم في نتاجات مسرحية جادة ، تبعدهم عن اجواء الملاهي التي كانت قد تكاثرت و اشاعت السطحية و اللامبالاه و التفاهة . و كان الفنان الرائد الأستاذ حقي الشبلي وراء الدعوة الى تأسيس الفرقة القومية للتمثيل ، لكنه لم يفلح في مسعاه . وقد تبنى هذه الدعوة ايضا تلامذة الفنان الشبلي ، نذكر منهم الفنان بدري حسون فريد الذي قاد حملة جادة لتأسيس الفرقة ، و ذلك على صفحات مجلته ( الفن الحديث ) التي اصدرها في الخمسينات .
وعندما حل عقد الستينات الذي اتسعت فيه التطلعات الى الجديد و الأجمل و الأفضل ، ارتفعت الدعوة مرة اخرى الى وجوب الأسراع بتشكيل الفرقة القومية للتمثيل . وفي العام 1965 من هذا العقد ، و بفضل الفنان حقي الشبلي مدير عام ( مصلحة السينما و المسرح ) قدمت أربعة عروض بأسم ( الفرقة القومية للتمثيل ) اخرجها الفنان المعروف سامي عبد الحميد ، وهذه الأعمال هي ( تاجر البندقية ) لشكسبير و ( النسر له رأسان ) لجان كوكتو و ( الحيوانات الزجاجية ) تأليف تنسي وليامز و ( انتيكونا ) لجان انوي .
و بعد ان استكملت هذه التجربة مقوماتها تم تشكيل الفرقة القومية للتمثيل عام 1968 رسميا ، بعد تهيئة كادرها من خريجي اكاديمية الفنون و معهد الفنون الجميلة ، و من بعض فناني المسرح المعروفين في بغداد و في عدد من المحافظات .
ان الفرقة القومية للتمثيل التي تتبع دائرة السينما و المسرح في وزارة الثقافة و الأعلام تضم الأن فنانين و فنيين من مختلف اجيال حركة المسرح في العراق . و على مدى تاريخها ( 1968 – 1988 ) قدمت عشرات العروض المسرحية لكتاب عراقيين و عرب و اجانب ، و تمثلت فيها الأساليب و الأتجاهات السائدة في الحياة المسرحية المعاصرة في العالم .
من الكتاب العراقيين الذين عرضت لهم الفرقة : موسى الشابندر و يوسف العاني و عادل كاظم و قاسم محمد و طه سالم و غازي مجدي و علي الشوك و بدري حسون فريد و سليم الجزائري و كامل الشرقي و د . فائق الحكيم و محسن العزاوي و فاروق محمد و سامي عبد الحميد و عزيز عبد الصاحب و فلاح عبد اللطيف و صباح عطوان ووجدي العاني و عزيز خيون و فتحي زين العابدين و علي مزاحم عباس و عبد الجبار حسن و يوسف الصائغ و كريم العراقي .
و للكتاب العرب ، قدمت الفرقة القومية للتمثيل أعمال الفريد فرج و سعد الله ونوس و صلاح عبد الصبور و محمود دياب و د . ابراهيم بدران .. الخ
اما الكتاب الأجانب الذين قدمت لهم الفرقة على مدى عقدي ( 1968- 1988 ) فأننا نذكر منهم برتولد بريشت و البير كامو و يوجين اونيل و ناظم حكمت و الكسي اربازوف و كاسونا و ارثر ميللر و كولدوني و اجاثا كريستي و غيرهم .
وقدمت الفرقة القومية للتمثيل عروضها في العراق ، و في عدد من الأقطار العربية وهي مصر و سوريا و ليبيا و الكويت و الأمارات العربية و قطر و تونس و الجزائر و المغرب و اليمن .. و تأتي هذه الزيارات توثيقا لروابط الأخوة و اتاحة فرص التعرف على تجارب المسرح العربي و دراسة مشكلاته .
و حرصت الفرقة على المشاركة في المهرجانات المسرحية العربية ، تعميقا للأواصر ، و اسهاما في المسؤوليات الساعية الى تحقيق مسرح عربي ، يمتلك سمات مشتركة ، و في هذه المهرجانات كانت الفرقة تحتل المكانة العالية التي تليق بها كوجه لامع مع وجوه الحياة العراقية الجديدة . و تحققت اخر مشاركة للفرقة في مهرجان قرطاج لعام 1987 حيث حصلت الفرقة على جائزتي التأليف و الإخراج عن عرضها مسرحية ( الباب ) تأليف الشاعر يوسف الصائغ و اخراج الفنان قاسم محمد .
و في نتاجاتها جميعها ، فتحت الفرقة القومية للتمثيل ذراعيها و أبوابها لشتى الأشكال و الاتجاهات المسرحية المعاصرة ، كذلك احتلت المسرحيات المستوحاة من التاريخ و التراث و المجتمع مكانة بارزة ، فيما قدمته الفرقة خلال مواسمها كلها ، و كان للأطفال و الأحداث نصيب وافر في ذلك .
إن الفرقة القومية للتمثيل كانت تعرض نتاجاتها في قاعة ( المسرح القومي ) منذ تأسيسها و حتى عام 1981 . و بعد هذا العام ، ابتدأت الفرقة بتقديم أعمالها في صالتين كبيرتين حديثتين هما ( المسرح الوطني ) و ( مسرح الرشيد ) و للفرقة قاعات أخرى هي ( الخيمة ) التي كانت تسمى ب ( المسرح الجوال ) و ( منتدى المسرح ) و ( قاعة مركز صدام للفنون ) .
المؤسسات المعنية بالمسرح
تمارس النشاط المسرحي في العراق فرق و مؤسسات و دوائر و معاهد و كليات ، و كل منها تزاوله قدر دورها في ميدانه و صلتها به ، و حسب طبيعة أهدافها . إلا إن ثمة جهات تتخذ من العمل المسرحي وسيلة و هدفا مباشرا في مجمل نشاطها التقليدي .. و من هذه الجهات نذكر .
أولا – دائرة السينما و المسرح : –
ظهرت هذه الدائرة أواخر عام 1959 ، باسم ( مصلحة السينما و المسرح ) التي باشرت نشاطها الفني عند مطلع عام 1960 ، وهي تعد أول دائرة رسمية مركزية تعني بالفنون المسرحية و السينمائية . وقد مرت ( المصلحة ) عبر مراحل عدة ، إلى أن تحولت إلى ما هي عليه الآن ، حيث صدر قانون خاص باستحداث ( المؤسسة العامة للسينما و المسرح ) و ذلك في 29 أيلول 1975 ، و في عام 1987 أبدل اسمها إلى ( دائرة السينما و المسرح ) .
و من تشكيلات هذه الدائرة ( قسم المسارح ) الذي يتفرع عنه الفرقة القومية للتمثيل التي اشرف عليها عدد من الفنانين المعروفين ، و تتبع القسم أيضا ثلاث فرق تتوزع في محافظات البصرة و اربيل و نينوى . و يتبعه كذلك ( منتدى المسرح ) الذي يعد حقلا تجريبيا و قد جرت العادة على تقديمه عروض الفنانين الشباب ، إلا إن موسم عام 1987 الذي حققه المنتدى تضمن عروضا لفنانين معروفين في الحقل المسرحي العراقي هم سامي عبد الحميد و محسن العزاوي و سعدون العبيدي ووجدي العاني و د . عوني كرومي و غيرهم .
كانت الفرقة القومية للتمثيل قد ابتدأت مسيرتها أواسط الستينات ، و بعد نتاجات أربعة أخرجها الفنان سامي عبد الحميد تشكلت الفرقة رسميا عام 1968 . وقد مررنا على مسيرة هذه الفرقة في صفحات سابقة من كتابنا هذا .
ثانيا – معهد الفنون : –
في العراق الآن أربعة معاهد ، تتوزع في محافظات بغداد و البصرة و السليمانية و نينوى ، أقدمها ( معهد الفنون الجميلة ببغداد ) الذي استحدث عام 1940 ، إما المعاهد الثلاثة الأخرى فقد استحدثت لاحقا .. و جميعها تتبع وزارة التربية .
ففي عام 1977 افتتح معهد في محافظة البصرة ، و في عام 1979 تأسس معهد في محافظة نينوى ، و استحدث المعهد الثالث في محافظة السليمانية عام 1980 .
و على الرغم من إن المعاهد الثلاثة المذكورة تقوم على ذات المنهج المعمول به في معهد الفنون الجميلة ببغداد ، فأن هذا المعهد يحظى باهتمام خاص من مؤرخي الحياة المسرحية في العراق ، و ذلك لقدمه ، و لكونه كان مختبرا أجرى فيه تأهيل العديد من الكوادر التي تنتشر الآن في محافظات القطر .
فقد افتتح فرع التمثيل في هذا المعهد عام 1940 ، و كان أمد الدراسة في الفرع المسرحي و الفروع الأخرى ثلاث سنوات ، و هي اليوم خمس سنوات . و كانت الدراسة فيه مسائية لغاية أواسط الخمسينات ، حيث أصبحت الدراسة صباحية و كرست الدراسة المسائية للهواة .
إن معهد الفنون الجميلة ، قد ارتبط بوزارة التربية منذ تأسيس نواته أواسط الثلاثينات ، و كان باسم ( المعهد الموسيقي ) و يرجع الفضل في افتتاح فرع التمثيل إلى الأستاذ الرائد حقي الشبلي ، الذي بذل جهودا كبيرة من اجل إرساء الفرع . و كان قد سعى إليه منذ عودته من باريس أواخر الثلاثينات .
ثالثا – كلية الفنون : استحدثت هذه الكلية لأول مرة عام 1962 ، باسم ( أكاديمية الفنون الجميلة ) ، و ألحقت بجامعة بغداد في العام الدراسي 1967 – 1968 .
و هي تضم الآن أقساما عدة ، بينها قسم للفنون المسرحية الذي تخرجت فيه دفعات عديدة ، وفق البعض من المتفوقين منها في إكمال دراساتهم العليا داخل الأكاديمية و خارجها ، و يدرس في الكلية ألان أساتذة من حملة الشهادات العليا ، بينهم عددا من خريجيها .
و للكلية نصيب وافر في أغناء المواسم المسرحية في العراق بما تقدمه من عروض مسرحية يخرجها الأساتذة ، وهم فنانون معروفون . مثل سامي عبد الحميد و بدري حسون فريد ، و يمثل هذه العروض طلبة قسم الفنون المسرحية ، الذين أحرز البعض منهم الجوائز و الشهادات التقديرية لأدائهم الحسن .. و ذلك ضمن احتفالات القطر بيوم المسرح العالمي التي تقام في اليوم السابع و العشرين من شهر آذار كل عام .
و منذ عام 1977 أعلنت الكلية عن إضافة دراسات عليا إلى منهاجها ، و في هذه الدراسات تخرج عدد غير قليل من الفنانين الذين قدموا رسائل حول جوانب متنوعة من الحياة المسرحية في العراق في ماضيها و حاضرها .
مسرح الشرائح الاجتماعية
و نريد ب ( مسرح الشرائح الاجتماعية ) ذلك النشاط الذي تقدمه أو يتحقق باسم الطلبة و النساء و الفلاحين و العمال و الأطفال ، و الذي جرت العادة في العراق على أن تتولاه نقابات و جمعيات و نواد اجتماعية ..
تمخض هذا النشاط جراء التحولات الجديدة في البنية الاجتماعية التي سادت خلال العقدين الأخيرين من تاريخ العراق الحديث .. ولهذا النشاط كما قلنا فرق مسرحية تختلف في توجهاتها عن ذلك النشاط الذي تمارسه الفرق المحترفة ، كالفرقة القومية للتمثيل و الفرق التمثيلية الأهلية على سبيل المثال .
إن هذا النشاط قد خطا خطوات واسعة في السبعينات وقد لاقى دعما و تشجيعا كبيرين ، لكنه في عقد الثمانينات قدد تراجع بسبب انتساب العاملين في مجالاته الى الفرق التمثيلية العديدة التي أخذت تعمل باسم نقابات الفنانين في المحافظات ، أو إنها التحقت بنتاجات تلك الفرق التي كونتها دائرة المسرح و السينما .
لقد كان ل ( مسرح الشرائح الاجتماعية ) دورها المؤثر في انتشار العمل المسرحي في الريف ، و في العديد من الأماكن القصية في قطرنا ، و كان لها أساسها الفاعل في رسم خارطة المواسم المسرحية ، و كان لها مهرجاناتها مثل ( مهرجان المسرح الريفي ) و ( مهرجان المسرح المدرسي ) و ( مهرجان المسرح الطلابي ) و ( مهرجان المسرح العمالي ) و كانت لكل هذه المهرجانات تقاليدها في اختيار نصوصها و في التحكيم و التقييم .
و تقف تجربة ( بيت المسرح العمالي ) في مقدمة تجارب مسرح الشرائح الاجتماعية ، لأنها اعتمدت قواعد و أسسا في عملها لم تتوافر لأية تجربة أخرى .
و قد اشرف على هذه التجربة التي نقصدها الفنان غازي مجدي الذي وضع خبرات أساتذة المسرح إلى جوار تجربته و أفاد منها ، مثل إبراهيم جلال و محسن العزاوي .
و من الأعمال التي عرضها بيت المسرح العمالي ( البوابة ) و ( المعادلة ) و هما من تأليف غازي مجدي و ( الرأس ) التي أعدها الشاعر مالك المطلبي عن مسرحية للشاعر بابلوا نيرودا ، و كانت هذه المسرحيات الثلاث من إخراج الفنان محسن العزاوي .
و للمسرح العمالي نتاجات أخرى ، جاءت خارج تجربة ( بيت المسرح العمالي ) و من هذه النتاجات مسرحيتان أخرجهما الفنان وجيه عبد الغني ، وهما ( جوهر القضية ) و ( جوكر طايف ) .
أما مسرح الأطفال فقد تبنته جهات عدة ، منها ( دائرة السينما و المسرح ) من خلال فرقته القومية ، و كذلك ( دائرة ثقافة الأطفال ) و توجد الآن فرق خاصة لمسرح الدمى ، حققت لها تجربتين في موسم 1987 .
و لما لمسرح الشرائح الاجتماعية من أهمية ، فقد أعدت عنه دراسات سواء داخل القطر أو خارجه ، أسهم فيها فنانون عراقيون ، و من ذلك تلك الندوة الفكرية التي عقدت في إطار مهرجان قرطاج بتونس أواخر عام 1987 ، و التي جاء في واحدة من توصياتها : –
( المطالبة بمزيد من الاهتمام بقطاع مسرح الطفل باعتباره القاعدة الأساسية في خلق وعي فني لدى الطفل ، و تقريبا التصورات و القيم الفكرية و الجمالية في ذهنه ، و ذلك من خلال بلورة مفاهيم هذا المسرح التربوية و الإبداعية الجمالية ، و دعمه بالكوادر المتخصصة و المبدعة و توفير التجهيزات الملائمة و وسائل التعبير المناسبة )
يمكن الجزم إن معظم العروض التي ظهرت خلال المرحلة الأولى ( 1880 – 1921 ) من تاريخ الحركة المسرحية في العراق ، كانت تعرض على منصة تسمى ( الطارمة ) أما الجمهور فكان جلوسه في الساحة المكشوفة في المدارس ، و لا تزال بعض هذه المدارس قائمة في مدينة الموصل ، مثل مدرسة ( شمعون الصفا ) و قد زرتها مرات عدة خلال عقد السبعينات الأخير .
و كذلك كانت أحوال النوادي و الجمعيات التي كان لها نشاط مسرحي خلال هذه المرحلة ، فقد كانت تقدم عروضها في ساحات مقراتها ، وهي غالبا ما تكون دورا اعتيادية مؤجرة . أو في الأزقة ، و هي رحبة .
و تكر جريدة العرب عام 1919 إن عروض الفرق الانكليزية كانت تقدم في ( مستودع السيارات في مدرسة الصنائع ) و ( حديقة الأهالي ) و ( ساحة مدرسة الكلدان ) و ( المسرح العسكري في البساتين العمومية ) و كذلك على مسارح دور السينما الصيفية التي شيدت عند دخول الانكليز بغداد عام 1917.
و طوال العقود الأربعة التي احتوتها هذه المرحلة ، كانت أماكن العروض المسرحية مقسمة إلى مواقع عدة ، هي ( الموقع الخاص ) و ( الموقع الأول ) و ( الموقع الثاني ) ، و هناك الوجات ، التي استحدثت فيما بعد ، و كان لكل موقع أجره ، و على سبيل المثال كان سعر ( الموقع الخاص ) ب ( 15 روبية ) و ( الموقع الأول ) ب ( 5 روبية ) أما اللوجات فأن ( أجرتها تابعة لكرم الأشخاص اللذين خصصت لهم ) .
إن هذه التقسيمات كانت قائمة إلى وقت قريب في دور العرض السينمائي خاصة .
وحتى أواسط الخمسينات كانت الصالات التي يتجه إليها المسرحيون لعرض أعمالهم في كل موسم ، تتوزع إلى الأتي : –
1- صالات المدارس و الكليات ، مثل الإعدادية المركزية و التفيض و الغربية و دار المعلمين العالية و الكلية الطبية .
2- صالات دور السينما الصيفية .
3- الملاهي ، مثل ملهى ألجواهري و ملهى الفارابي .
و كانت قاعة الشعب حاليا ( الملك غازي سابقا ) هي احدث صالة عرض مسرحي شيدت في العراق ، التي افتتحت عام 1941 ، و كانت تسمى في أول الأمر بقاعة المأمون . . وهذه القاعة لا تزال قائمة في باب المعظم ، و تتخذها الفرقة القومية للفنون الشعبية مقرا لها ، و تواصلت بعض العروض خلال الخمسينات و الستينات على قاعة الحرية في الكاظمية ، و في قاعة معهد الفنون الجميلة في منطقة الكسرة ببغداد .
يذكر الفنان سامي عبد الحميد في مقال نشر في جريدة الجمهورية عام 1973 ، ( … لم تكن للمسرح بنايات ثابتة مخصصة للعروض ، بل كانت تضطر الفرق إلى استئجار دور السينما أو بعض القاعات المفتقرة إلى التجهيزات اللازمة و كانت تضطر إلى استعمال الوسائل البدائية في العروض المسرحية . و اليوم ( 1973 ) و بالرغم من وجود مسرحيين ثابتين مخصصين لتلك العروض ، هما ( المسرح القومي ) و ( مسرح بغداد ) فأننا نشعر بالحاجة الملحة إلى تشييد بنايات أخرى انسب منها في الموقع و التجهيز ) .
كان ذلك في الماضي ، أما الآن ( الثمانينات ) فأن في العراق صالات حديثة عديدة حديثة تتوزع في بغداد و في مراكز المحافظات جميعها ، و يتقاسم هذه الصالات فنانو المسرح ، وفق مستوياتهم و الظروف التي تحيطهم .
و على الرغم من عمق الإحساس لدى الفنانين بأزمة في صالات العرض ، فأن العروض المسرحية تتواصل ، و الجمهور يقبل إلى كل الأماكن التي تقدم فيها تلك العروض .
ومنها هذه الصالات : –
1- المسرح الوطني
2- مسرح الرشيد
3- مسرح قاعة الشعب .
4- مسرح الخيمة ( الثورة الجوال سابقا ) .
5- منتدى المسرح .
وهذه الصالات الخمس تتبع دائرة السينما و المسرح في وزارة الثقافة و الأعلام .
6- مسرح المنصور
7- و لمعهد الفنون الجميلة ببغداد مسرحان .
8- مجموعة من صالات لكلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد .
9- مسرح بغداد ، التابع لفرقة مسرح الفن الحديث .
10- مسرح الستين كرسيا – لفرقة المسرح الشعبي .
11- مسارح مراكز الشباب ، و أشهرها في بغداد ( قاعة مركز شباب الفاروق )
12- و في كل محافظة من محافظات القطر قاعة أو قاعتان ، تتبع وزارة الحكم المحلي أو وزارة التربية .
13- و ثمة صالات أخرى في بنايات المنظمات الجماهيرية و الجامعات .
و إدراكا من الجهات المعنية لما للصلات من اثر كبير و عميق في نشر الثقافة و الفنون ، فقد جرت مسوحات واسعة أثمرت عن إعداد دراسة لما موجود في صالات العراق حتى أواخر السبعينات . وقد حددت هذه الدراسة مدى الحاجة إلى صالات جديدة في كل محافظة عراقية . وذلك لاستيعاب التطورات ذات الوتائر المتسارعة في مختلف فروع الثقافة و الفنون خلال السنوات اللاحقة .. و تتواصل الآن محاولات و تبذل جهود لتحقيق الطموحات في هذا الميدان .
نقابة الفنانين و المسرح
طرحت فكرة نقابة للفنانين العراقيين في ثلاثينات القرن العشرين ، فقد جاهد هؤلاء الفنانون مرات عدة ، من اجل أن تكون لهم نقابة تضمهم و توحد صفوفهم ، حيث عقدت اجتماعات عام 1947 في معهد الفنون الجميلة ضمت فنانين من تخصصات مختلفة .
و كان للمسرحيين دور مشهود في هذا المسعى ، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل … حيث لم يثمر أي منها أو يصل إلى الهدف المنشود .
ثم صدر القانون المرقم 129 لسنة 1969 ، بتكوين نقابة للفنانين العراقيين ، وقد حدد القانون أهداف هذه المنظمة في : –
1- العمل على رفع مستوى الأعضاء الفني و المهني و الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي ، و تنظيم علاقاتهم مع بعضهم و مع الجهات الحكومية و الأهلية و المؤسسات و الأفراد ، و الدفاع عن حقوقهم .
2- التعاون مع الجهات الفنية و المؤسسات و الجمعيات المختصة التي تتفق لرفع المستوى الفني العام بجميع وسائل النشر كالصحف و المجلات و المطبوعات ووسائل الأعلام الأخرى كالإذاعة و التلفزيون و المسرح و السينما و المعارض و غيرها ، و المشاركة في المؤتمرات الفنية المحلية و العربية و العالمية .
3- التعاون مع الجهات الفنية و المؤسسات و الجمعيات التي تتفق أهدافها مع أهداف النقابة .
4- تنظيم قواعد مزاولة المهن الفنية عدا أعمال منتسبي الدوائر الرسمية و شبه الرسمية .
5- السعي لضمان مستقبل الأعضاء في حالات المرض و الشيخوخة و البطالة .
6- رعاية تجمعات الفنانين العراقيين و العرب خارج القطر ، و التعريف بنتاجاتهم الفنية بمختلف وسائل الأعلام .
إن نقابة الفنانين العراقيين تضم التخصصات الفنية السائدة في العراق و هي المسرح و السينما و الإذاعة و التلفزيون و الفنون التشكيلية و الموسيقية .. و قد حققت النقابة في كل مجال من هذه المجلات انجازات متنوعة ، ففي المجال المسرحي ، و على مدى مسيرة النقابة ( 1970 – 1988 ) عمل في قيادتها و لجانها عدد كبير من المسرحيين الذين يمثلون أجيال الحياة المسرحية في العراق ، و منهم نذكر الرائد المؤثر الفنان حقي الشبلي و من قبله الفنان الكبير إبراهيم جلال أول نقيب لفناني العراق في ( اللجنة المؤقتة للنقابة ) التي عقدت أول اجتماع لها في 19/1/1970 ، و ضمت من فناني المسرح طه سالم و عثمان محمد فايق .
و إذا كان من المتعذر الإشارة إلى كل الأسماء المسرحية التي عملت في إطار النقابة فأننا نشير إلى اؤلئك الفنانين الذين انتخبهم فنانو العراق إلى دورة ( 1986 – 1987 ) وهم الفنان سامي عبد الحميد كنقيب للفنانين وهو مسرحي معروف ، كمخرج و ممثل و أستاذ فن في المعهد و الكلية ، على مدى النصف الثاني من القرن العشرين . و في المجلس المركزي للنقابة عمل في الدورة المذكورة الفنانان محسن العزاوي و الدكتور فاضل خليل ، و كل منهما مخرج و ممثل ، إضافة إلى الفنانة الممثلة سعدية الزيدي كعضو احتياط للمجلس .
و للنقابة لجان و شعب ، كل منها تمثل تخصصا فنيا ، و منها ( لجنة الفنون المسرحية ) التي انتخب لها في الدورة الأخيرة أيضا كل من :
1- سعدون العبيدي : رئيسا
2- سامي السراج : نائبا للرئيس
3- احمد فياض المفرجي : سكرتيرا
4- عبد علي اللامي : عضوا
5- هاني هاني : عضوا
6- فاضل جاسم و مقداد مسلم : احتياط
إن للنقابة فروعا في محافظات القطر كافة ، و يلعب المسرحيون دورا مماثلا للدور الذي ينهض به العاملون في المركز العام من المسرحيين ، و لكل من هذه الفروع ، كما للمركز فرقته المسرحية ، التي تسهم كل منها في رفد الحياة المسرحية و مواسمها بما تعرضه من مسرحيات .
و للنقابة دور ثقافي أيضا ، إلى جانب دورها المهني و التنظيمي ، فقد أصدرت العديد من النشرات و المطبوعات ، و أقامت ندوات فنية ، و تمارس بنشاط في المركز العراقي للمسرح ، و من إصدارتها في المسرح كراس بعنوان ( الفنان حقي الشبلي : رائد المسرح العراقي ) ، لمناسبة أربعينية هذا الفنان الذي وافاه الأجل في بغداد ظهر الخميس 20/ 6/ 1985 .
و من انجازات النقابة المهمة في ميدان الحركة المسرحية العربية ، استضافتها المؤتمر التأسيسي لاتحاد المسرحيين العرب في بغداد عام 1987 .
المركز العراقي للمسرح
منذ أواسط الستينات سعى فنانو المسرح في العراق ، لتكوين ( المركز العراقي للمسرح ) يرتبط بالمركز الدولي للمسرح ، الذي يعد المؤسسة المسرحية في منظمة اليونسكو .
و من اجل ذلك ، عقدت اجتماعات عدة ، بحثت خلالها مبررات تشكيل المركز ، و قبل أن يتم تكوينه رسميا في اليوم الخامس عشر من كانون الثاني عام 1969 ، حقق مسرحيو العراق أول احتفال لهم بيوم المسرح العالمي ، عندما اجتمعوا في معهد الفنون الجميلة في 27/ آذار / عام 1966 استجابة لنداء لجنة الفنون و الآداب في منظمة اليونسكو ، و ناقشوا قضايا عديدة تتصل بالحياة المسرحية في العراق ، كالتأليف و الجمهور و علاقة الدولة بالمسرح .
و ما بين عام 1966 – 1969 تدارس عدد من المسرحيين العراقيين مخرجين و ممثلين و كتابا و نقادا ، و في فترات متباعدة و متقاربة ، و عملوا من اجل ( مركز عراقي للمسرح ) و في العام 1969 شكلت أول لجنة عراقية رسمية لإدارة هذا المركز ، و قد ضمت كل من السادة : –
1- عزمي الصالحي
2- بهجت شاكر
3- د . عزيز شلال
4- د . علي الزبيدي
5- سامي عبد الحميد
6- زكي الجابر
7- سلام علي السلطان
8- جاسم العبودي
و أصبح السيد عزمي الصالحي المدير العام لمصلحة السينما و المسرح في ذلك العام ، سكرتيرا للمركز العراقي للمسرح . وفي عام 1971 أصبح الفنان يوسف العاني سكرتيرا له .
هكذا و بعد أن تم الاتصال بالمركز العالمي للمسرح ، و تثبيت عضوية المركز العراقي للمسرح فيه ، و قد حرص العراق على المشاركة في اجتماعات المركز الدولي بوفد يختاره المركز العراقي للمسرح ، و أن يفي بكل التزاماته كعضو فاعل في المركز العالمي للمسرح ، و توثيق علاقته بالمراكز الوطنية الأخرى .
وقد تم اختيار الفنان يوسف العاني عضوا في اللجنة التنفيذية للمركز الدولي خلال المؤتمر العشرين المنعقد في برلين عام 1983 .
و على الصعيد الوطني ، اعتاد المركز العراقي للمسرح الاح