الكفاءات العراقية في المهجر صدقت وعدها بإنشاء أول صرح أكاديمي في أوروبا
في زمن عراقي ممتد كثر فيه الخطاب وازداد معه الوعد والوعيد والأحلام والحالمين انبثق من المستحيل أمل واعد جاد واضعاَ في مقدمة أهدافه الإنسان و القيم الإنسانية والأفكار التنويرية التي هي الأساس في عملية البناء والنمو والتوجه نحو التجديد والحداثة.
فكان الأول من حزيران 2005 انطلاقة أول مؤسسة جامعية عراقية في قلب الدول الاسكندنافية وفي الدنمارك تحديداَ.. وهي تحمل اسم الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك.
بدأت متواضعة في إمكاناتها المادية تسير بهدوء ولكن واثقة مطرزة بكوكبة من خيرة العلماء والإكاديميين وذوي العقول النيرة من المهاجرين العراقيين المشتتين في بقاع المعمورة. مؤمنة صادقة في رسالتها وأهدافها. معتمدة على ذاتها رافضة سياسات العزل الطائفية والقومانية والتحزب؛ شعارها بيت علمي لتقديم المعرفة الحقة لكل راغب وإعادة تاهيل كل طامح من أجل غدا أفضل.
لم يمضِ عام على انطلاقتها حتى بدأت مرحلة ترسيخ القواعد التأسيسية وزيادة الخدمات التعليمية فأطلقت مكتبتها الصوتية والمقروءة محتوية على عشرات المحاضرات التخصصية من لدن أساتذتها وخبرائها وهم كثر.
ثم تقدمت بثقة إنجازاتها العلمية بإصدارها مجموعة من الكتب العلمية لمؤلفين مرموقين. ولم تقف عند هذه النقطة فعطاؤها العلمي المتواصل توجته بإصدار العدد الأول من مجلتها العلمية، وهي أول مجلة عربية محكمة تصدر في الدول الاسكندنافية.
وتجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية العربية المفتوحة انتقلت إلى مقرها الجديد وسط العاصمة الدنماركية كوبنهاجن وقد خصصت فيه مكتبة مجهزة بعشرات المئات من الكتب العلمية التخصصية والثقافية المتنوعة لتضعها تحت خدمة الزوار من طالبي المعرفة من الباحثين والأساتذة والطلاب مدركة حقيقة شحة المراجع والمصادر العلمية وباللغة العربية في العديد من الدول الأوروبية والاسكندنافية ولكي تخفف عن الجالية العربية عناء الحصول على هذه المراجع ولكي توفر للجانب الأوروبي الساعي إلى الاهتمام بموضوع تلاقح الحضارات مراجع في جوانب عدة.
كما توسعت الأكاديمية في مكاتبها وممثلياتها المنتشرة في أنحاء العالم فبلغت عدد المكاتب والمراكز12 مكتباَ ومركزاَ امتحانيا ثلاث منها في السويد، وواحد في فنلندة ومركز امتحاني في ألمانيا وآخر في هولندا ومركز امتحاني في الاردن فضلا عن مكتب لمتابعة إجراءات تسجيل الطلبة ومطالبهم المتنوعة.
وقد تمَّ افتتاح مكتب رئيس في العراق ومركز امتحاني إلى جانب أنشطة الزملاء العاملين مع الأكاديمية من الأساتذة العراقيين في عدد من المحافظات الأخرى..
ويمكن ذكر عدد من المراكز الامتحانية في النرويج ودولة قطر حيث مكتب متابعة إلى جانب المركز الامتحاني وقد تعزز تمثيلنا في الولايات المتحدة الأمريكية بوجود مسؤول عن الأنشطة الإدارية فيما اليوم صار المكتب يضم ممثلا وعدد من الزملاء الأساتذة من أعلامنا الأكاديميين في مشيغن وتتوسع أنشطتنا هناك تدريجا…
كل هذه المراكز المنتشرة من استراليا إلى الأمريكتين مرورا بالدول الآسيوية والأفريقية مرتبطة بشبكة اتصالات متينة بمقر الأكاديمية العربية المفتوحة ومركزها الرئيس في الدنمارك. وجميعها تقدم الخدمات والتسهيلات للدارسين وتحت إشراف نخبة من الأساتذة والخبراء الأكاديميين المعروفين.
إنَّ الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك لم تكتفِ بهذا القدر وإنما تخطط في غضون السنتين القادمتين للانتقال إلى بنايتها الأوسع المملوكة لها من أجل تعزيز وتوسيع خدماتها وتحسين عطائها. وستشهد الأشهر القليلة القادمة تحسنا في الأداء الفني النوعي والكمي لغرفها الألكترونية التعليمية إذ من المؤمل زيادة عددها من اثني عشرة غرفة إلى عشرين غرفة بحلة وأداء فني مميز تسهل بشكل أفضل للقاء الطلبة بأساتذتهم .
نحن في الأكاديمية العربية المفتوحة نؤمن بأنَّ الدور الملقى على عاتق الكفاءات العربية والناطقين بها بعامة والعراقية بخاصة يبقى دورا جسيما ويتحتم تفعيله من أجل إعادة تأهيل الإنسان وبنائه مدركين بأنه العنصر الحاسم في عملية النهوض المستقبلي.
فالأوطان لا تبنى بالخطب والكلمات والشعارات لوحدها؛ لذلك شرعنا في مشروعنا العملاق هذا الذي يشرفني ويسعدني قيادة الدفة الادارية والعلمية فيه بالتعاون مع الهيئات العلمية العديدة. فتحية إليكم أيها الزملاء وأنتم صدقتم ما وعدتم فيه.