تأسيس الأكاديمية العربية في الدنمارك أنها الفكرة الرائدة والحضارية
لازال التعليم المفتوح في بداياته في الدول النامية ، وخصوصاً في الدول العربية والإسلامية رغم أنه أنتشر منذ زمن بعيد ً في معظم الدول المتطورة وقطع شوطاً كبيراً ، إلا أنه أخذ يتطور بتطور وسائل الأتصال ً، فهو واقع مفروض على المجتمع العالمي وبلغ أوجه في عصر الأنترنيت ، وأصبح اليـوم يدعى التعليم الألكتروني. الذي يعتبر بمثابة الثورة الألكترونية على الأنظمة المتخلفة ، التي أختصرت جغرافية المعلوماتية الى جهاز حاسوب لتحكم به الفرد بملئ أرادته بعيداً عن فرض الرقابـة على أفكاره وكتاباته من فبل الحكومات الطاغية والظلامية التي تهيمن على قـوت وأرادة شعوبيهم وتجلس القرفصاء على أنفاسهم وتمنعهم من الأنتعاش بأوكسجين الحرية، وتعتبر أنها سيدة الثورات بلا المنازع قد دكت أسوار تلك الأنظمة الهزيلة، ووقفت أمام جلادي الثقافة الذين يعرقلون تطور تعليم وأفكار الناس ويحاربون الكلمة الحرة ، تلك التطورات باتت ملفتة للنظر من يعض المفكرين العراقيين الأفاضل في خضم الموجة الحضارية من ثورات معرفية وتكنولوجية ومعلوماتية واتصالية كان لابـد من خلالهـا اعادة النظر في خطط التدريس ونظم التعليم واساليبه على المستوىالعالمي بغية تحقيق التنمية البشرية والأقتصادية التي تستند بالاساس الى تنمية العقول والأفكاروالقدرات من خلال دورات العملية التعلمية بمراحلها المختلفة .
ويعتبر فتح الأكاديمية العربية في الدنمارك في التعليم المفتوح عن بعد بواسطة أنترنيت أوالتعليم الألكتروني في أعتقادي أنه حل لمشكلة الطلبة الراغبين في الدراسة لتطوير خبراتهم وتؤهلهم على وفق سياق أكاديمي منظم وبخاصة لمن يحمل شهادة البكالوريوس والشهادة الثانوية ، وطموحهم في المساهمة بعملية البناء وتنويرالإنسان الحضاري في يلدانهم ، الذين حرموا من القبول لأسباب سياسية أو اقتصادية في الجامعات العراقية سابقاً للتكميل دراستهم ، وممارسات النظام الدكتاتوري الذي خرب كل شئ في العراق وحرمانهم من التحصيل العلمي كونهم لم يقبلوا التطبيل والتزمير له ، هولاء من الطلبة الذواقين إلى العلم والمعرفة كانوا ينتظرون هذه الفرصة الثمينة لزيادة وتطويرعقولهم وثقافتهم ، وتطوير قدراتهم وآفاقهم ليساهموا في بناءِ العراق الجديد ، لكي يعطون للمجتمع العالمي صورة مشرقة على حب الإنسان العراقي لوطنه وشعبه وحبه للتزود بالمعرفة ، لا أظن ما يدفعهم إلى ذلك غير التعطش إلى العلوم التي حرموا من النهل منها .
تأسيس الأكاديمية العربية في الدنمارك أنها الفكرة الرائدة والحضارية ، لأنها زرعت النبة الإنسانية لتحي آمال شبابنا وكبار السن من الطلبة الذين كانوا يبحثون عن العلم والأدب والفن منذ هجرتهم من العراق ، لذلك تعتبر مشروعاً إنسانياً قبل ان تكون ثقافياً التي نهضت بتوظيف وتشجيع خبرات العشرات من العلماء والأكاديمين والمفكرين العراقيين والأساتذة المعروفين على الساحة العراقية والعربية الذين غادروا وطنهم خوفاً على حياتهم ، هولاء جمبعا قطعوا على انفسهم شرف تحمل المسؤولية التاريخية ازاء وطنهم وان يقدموا خلاصة تجاربهم العلمية والادبية والفنية لأبناء شعبهم في المهجر ، نعم تعتبر مشروعاً إنسانياً ورائدة في بناء عقل الإنسان العراقي الذي تعرض للتخريب والتغريب ردحاَ طويلاَ من الزمن ، نعم مشروعاً إنسانياً لأنها أنقذت عشرات من الطلبة المحرومين والمغتربين بعيداً عن وطنهم وشعبهم وعوائلهم ، الذين لديهم الطموحات الكبيرة لأكمال دراستهم بعد أن غدر بهم الزمن ، أنها أول صرح جامعي أنبثقت خارج الوطن لأبناء العراق وللعرب عموماً ، وأنها هدية علمية وثقافية خالصة لأبناء شعبنا العراقي الذي عاش حقبة زمنية طويلة أمتدت أكثر من أربعة عقود من التحيز القومي والطائفي نتيجة سيطرة النظام البعثي الشوفيني على حكم العراق ، وحرم من التعليم واكمال الدراسة كل من رفض الانضمام الى حزب البعث العنصري ، أنها ضربة قاسية بوجه كل من وقف ضد الشعب العراقي ومحاولاً عرقلة طموحاته وأفشال كفائته العلمية والأدبية والفنية وحتى الرياضية .
وقد سارت الاكاديمية العربية المفتوحة بخطى ثابتة نحو العطاء العلمى والفكري الى جانب مد جسور التعاون والتبادل العلمي والتربوي مع المؤسسات التعليمية العربية منها والدولية لخدمة الطلبة العراقيين والعرب في المهجر، وقيامها بدور االمعرفي والفكري في عملية النهوض للمواكبة الحضارة العالمية ، مما دفع الطلبة بالمهجر للانضمام الى هذه الجامعة وفى مختلف التخصصات ، واستطاعت الاكاديمية خلال عمرها القصير ان تقطع شوطا كبيرا في توفير مستلزمات التعليم عن بعد ، كلما تزدادة اعداد طلبته ، تحاول الأكاديمية بتطور وتوسيع لفروعها وعلى الرغم من مضايقتها من لدن بعض ذوي النفوس الضعيفة والمريضة التي لا تحب النجاح والتقدم لأبناء العراق ، أستطاعت الأكاديمية بهذه الأمكانية المتواضعة لتوفير فرصة حقيقية وجدية أمام أبناءنا وبناتنا وأخواتنا وأخواننا لتوسع وتطور قدراتهم لمواصلة تحصيلهم العلمي للمساهمة في غد عراق مشرق .
وعلينا جميعاً العناية بهذه الاكاديمية المفتوحة في الدنمارك لكونها تشكل عنصرا اساسيا في خدمة البلد ونهضته وتقدمه ، لانها تضم مجموعة من الأساتذة والطلبة يجاهدون ويجهدون في تطور معارف علمية ( رغم كبر العمربعضهم ) لخدمة وطنهم وشعبهم ، وعاملا من عوامل الرقي لما تقوم به من دور فعال ومؤثر في تطور الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الشاملة للبلد بابعادها المختلفة سوأ العلميــة او الأدبيــة او الفكريــة او التكنولوجيـــــة ، لان تتوفر في الاكاديمية من مقومات النهوض بالمجتمع العراقي الجديد علميا وفكريا وفي الجوانب المختلفة للحياة .