لندعم الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك
أن نكون جالية في مهاجرنا ، علينا توفير مستلزمات العيش كجالية ، فهذه المنافي التي أنتشرنا فيها كانت رغم أنوفنا ولم تكن بحمض إراداتنا ولكن مع مرور الوقت أصبحنا جزءا منها بحيث بات أمل العودة الى أوطاننا ضرب من ضروب الأستحالة من حيث العوامل التي جذرت هذه الإقامات الإجبارية والعوامل التي وقفت سدا منيعا أمام التفكير بالعودة الى مضارب ذكريات الطفولة ، أوطاننا التي نشعر بالغربة فيها أكثر من الغربة التي نعيشها وهذا الامر واضح للجميع وليس هو الموضوع الذي بصدده أكتب الآن .
حرمنا من إكمال الدراسة في أوطاننا وخاصة في عراق صدام حسين لألف سبب وسبب ، فالعراق كان بلد الحروب المتلاحقة ، وبلد ملاحقة العراقي الذي كان ممنوعا الا أن يكون بعثيا ، والعراقي كان مخيرا بين أمرين أحلاهما مر ، إما الإمضاء على أستمارة الأصطفاف في صفوف البعث والعيش كمجرم يقدم التقارير المفصلة حتى عن سكنات وحركات عائلته وحارته وأصدقائه ومعارفه أو ترك الوطن لمغتصبيه من الأوباش الذين جثموا على أرض الوطن طيلة عقود طوال من الزمن أصبحت فيها الوطن بعاليه وناصيه ملكا صرفا لوحوش في جلد البشر خلفوا لنا وطنا خال من سماء نقية وأرض معطاء وخلفوا لنا عداءا طائفيا باتت تتغذى على أرواح من نجى من قبضة صدام .
الآن ونحن في هذه المهاجر القصية ، تأسست أكاديمية علمية يعد صرحا علميا يشاد لها بالبنان على يد وجوه علمية وأكاديمية مشهود بها ، بدئا من عميدها الدكتور وليد الحيالي ومرورا بالاساتذة الكرام من أمثال الدكتور تيسير الآلوسي والبروفيسور عبدالاله الصائغ والدكتور حسن السوداني والدكتور محمد الفلحي والدكتورة جمانة القروي والدكتور لطيف الوكيل وعذرا للآخرين وكلهم أعزاء وأكفاء ، وقد ألتحقت بهذه الأكاديمية كوكبة من الطلبة الذين فاتهم قطار الدراسة أو فاتهم مواصلة الدراسات العليا ومنهم أعلام في الصحافة والكتابة ومنهم الزميل محمود الوندي والصحفي شوقي العيسى والصحفي داود أمين والشاعر شمال عادل سليم والمخرج الاذاعي محمد المنصور والباحث عوني الداوودي والاستاذة أسيل رشيد والاستاذة هويدا أبو سالم وحسن علوان ومئاة من الطلبة الذي عادوا الى مقاعد الدراسة في هذه الأكاديمية يقيمون في مغارب الأرض ومشارقها وتجمعهم نعمة الثورة الألكترونية التي ربطتهم في قاعات الدراسة الألكترونية .
ما أحلى التواصل الدراسي مع أولئك الأساتذة وأولئك الطلبة الأعزاء دون عناء المواصلات وزحمتها ودون هدر المزيد من الوقت ودون التفريق من المهن التي نزاولها من أجل لقمة العيش ولكن مع مناهج علية متطورة ومعمول بها في أرقى الجامعات العالمية ، أكاديمية في بداية مشوارها لكنها أستوعبت أعداد هائلة من الطلبة وأنتزعت أعترافات الجامعات العالمية والوطنية ومنها جامعة صلاح الدين في كوردستان التي تجتمع فيها خيرة أساتذة العر اق وعقوله بعد الحرب القذرة التي يشنها الأرهاب الاسود بحق العقول العلمية في وسط العراق حصرا .
الحكومة العراقية مدعوة بدعم هذه الجامعة الرائدة معنويا وماديا وعلى وزارة التعليم العالي في العراق أن تساند هذه الجامعة التي تمثل العقل العراقي المبدع بعد أن فقدت جامعاتها المنتشرة في العراق إثر أياد الإجرام التي حصدت أرواح عشرات الأساتذة .
ونقول نحن حبذا لو فتحت هذه الاكاديمية القسم الكوردي لبعض كلياتها نظرا للطلبات الكثيرة من الطلبة الكورد في المهاجر والاساتذة الكورد أيضا منتشرون في كل مكان ولا ثمة مشكلة في جمع شتاتهم .
نعم للأكاديمية الرائدة متمنين لها التوفيق والنجاح .