الدكتور لطفي حاتم كما عرفته
تجربيتي الشخصية و الغربة مع كونها وجعا للروح وحنينا لأصدقائها ! ولكن هذه الغربة فسحت لي المجال بشكل واسع كي اتعرف على شخصيات مهمة ما كان لي ان التقيها بيسر ! وبلدان عديدة وتجارب وطقوسا ودروسا ! ولعل اقسى ما يعانيه الغريب عن خلانه ووطنه هو جحود ابناء جلدته ! بعض ذلك الجحود ما يجعلني انسى كثيرا مما عرفته او الاصح اتناسى لشدة ما عانيته من جحود ونكران لكل ماهو جميل, ومنه ما يجعله راسخا في وجداني بكل تجلياتها الانسانية لما تميزت به ( بلدان واشخاص ) من ثراء التجاوب والتضحية التي عجزتُ عن مجاراتها قبل ذلك ! ولعل الاستاذ والمفكر الجليل لطفي حاتم احد الشخصيات التي جمعتني به تجربة العمل في الاكاديمية العربية المفتوحة بالدنمارك بشكل يومي وعلى مدى سنتين ونصف هي عمر التجربة المبارك منذ انطلاقها وعلى الرغم من انني عرفت لطفي حاتم قبل هذا التاريخ المباشر بفترة تزيد على العقدين من خلال كتاباته الناضجة التي كانت تشدني اليها كثيراَ بجاذبيتها لما كان يطرحه من آراء خطيرة وافكار جديدة تجعلني اؤمن كلما قراءت له من نتاج علمي جديد بانه مفكر من طراز المبدعين الكبار . وحين التقيت لطفي حاتم اذهلني بشده تواضعه وبساطته لدرجة تجعلني اشعر بالحرج ! كنت اقول لنفسي وانا قبالة بساطته وتواضعه لماذا لايتعلم البعض ممن ركبهم الغرور من هؤلاء الكبار ؟ لكن شمائل لطفي حاتم ومزاياه رسخت عندي حقيقة ان سمات العالم والمفكر لابد ان تكون متوافقة منسجمة مع مايحمله من ثقل فكري تجعلها تتناسب مع السمات والسجايا الشخصية . نعم ان لطفي حاتم ينطبق عليه المثل الغني ( السنبلة ) المملئة المعطاء تكون منحنية متواضعة والسنبلة الخاوية تشمخر ولاتنحني
صديقي القدير الأستاذ لطفي حاتم الانسان والعالم ! اشعر ان الكلمات تخونني وانا اصفك او ارسم لك حدودا ! واخشى ان يتهمني من لايعرفك ويعرفني بالمبالغة في المديح ! وهذا قدر العظماء احيانا نستكثر عليهم حتى الكلمة الطيبة والتكريم الرمزي ! لكن الامانة تستدعي توثيق بعض الجوانب في شخصيتك حتى يعرف القاصي والداني دورك العلمي والتربوي ! وعمق تعزيزك لمشروع الاكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك ! انه لطفي حاتم وهل بوسع الوردة ان تمنح سوى العبق والإحساس بالجمال والمنح دون مقابل ! لقد دلل الاستاذ لطفي حاتم خلال فترة قصيرة على قدرات متميزة فيه على مستوى الجانبين العلمي والاداري فكان مثابرا دؤوبا ملتزما محباَ للتطوير والابداع لذلك احتل مكانة مرموقة وسط زملائه في العمل بحيث كسب ثقتنا جميعا بآرائه السديدة ومقترحاته الرصينة وباثره الفعّال كان يعمل بهدوئ المخلصين ويفكر بطريقة الموهوبين ! كارهاً عن اصرار تقديم نفسه على الاخرين او التظاهر بأهمية منجزه الاداري او العلمي ! دقيقاَ في احكامه منصفاَ عادلاَ بقرارته يقدم زملاءه على نفسه مومناَ ان ما يقدمه امانة يجب ان تؤدى حريصا على اتقانها واضعاَ حب الاخرين مفتاحاَ لوطنيته .
أكتسب لطفي حاتم احترام وتقدير طلبته لما يقدمه من جهداعلمي غني مع متابعة أبوية لتطوير كل طالب على انفرادوشغوف بتقديم كل ماهو جديد في مجال تخصصه للاخرين حتى بات خلال فترة قياسية القصر مرجعاَ لكل طلبة القانون والسياسة في الجانبين العلمي والاجتماعي الكل يطرق بابه في الحصول على النصح والمشورة وهو يقدم دون تذمر وبرحابة صدر المربي الجليل.
كل هذه الصفات وغيرها الكثير جعلت لطفي حاتم المفكر والاستاذ والصديق موضع اعجاب من لدن بورد الكاديمية وجل المثقفين الذين يعرفون اي نوع من العلماء هذا الرجل ! إن الحديث عن لطفي حاتم في وريقات قضية مستحيلة فأنا اكتب عنه وأمسك قلمي عن ان يرفعه فوق هامات اعمدة اكاديميتنا ! فالوريقات لن تفي هذا العراقي حقه ! ولذلك فقد تنادى بورد التكريم في اكاديميتنا الى عدد من الاجتماعات كان آخرها السبت السابع من تموز جولاي 2007 حيث صوَّت البورد بالإجماع على منح اول شهادة دكتوراه من البورد الأكاديمي الى من هو اهل وموطن لها ونعني الأستاذ لطفي حاتم ! لقد تكلمت عن تاريخه العلمي والتربوي بما يمس حيثيات التأهيل لدكتوراه فلسفة ( PH.D (لكنني لن اتحدث عن تاريخه الوطني المشرف لخدمة العراق والديموقراطية ! فمثل هذا التاريخ جدير حقا بوضع الكتب عنه ولا نريد ان نسبق الفعل بالقول ومشروعنا الاكاديمي هو ان يكون القول بعد الفعل او مقترنا به ! ولعل هناك من سينهض بمثل ذلك ! فمبروك للمفكر لطفي حاتم بحصوله على شهادة الدكتوراه الفخرية التي استحقها عن جدارة وأهلية متميزتين واتقدم بشكري وامتناني وغبطتي للزملاء بورد لجنة الترقيات والتكريم على هذه الإلتفاتة الرائعة بمنح الدكتور لطفي حاتم حقه الطبيعي وأخص بالذكر من اعضاء بورد التكريم الأساتذة الدكتور عبد الاله الصائغ والدكتور تيسير الآلوسي والدكتور كاظم المقدادي ! والمجد لأعلام العراق ومبدعيه ومناضليه .
أ. د. وليد ناجي الحيالي
رئيس الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك
أمين عام بورد الترقيات والتكريم