ضرورة الاستفاده من التجارب الوطنيه العراقيه للتعليم الإلكتروني بالمهجر ( الأكاديميه العربيه في الدنمارك نموذجاً )
يشهد القرن الحالي تحديات كبيره تواجه العالم بعامه والنامية بخاصه, وتشمل هذه التحديات المنظمات بشكل عام ومنها مؤسسات التعليم العالي تحديداً, ومن هذه التحديات التغيرات المتسارعه في مجال تكنلوجيا المعلومات والاتصالات , وما نشأ عنها من شراكة ترابطيه بين الحوسبه والاتصالات من خلال الشبكات المختلفه وشبكة الانترنيت.
هذه التحديات تحتم على الجامعات الاستجابه لها برؤيه واضحه تمكنها من استشراق المستقبل لاكتشاف الفرص, ومنها الاستخدام الواسع للمعلومات الرقميه والوسائط المتعدده وظهور الواقع الإلكتروني بإفرازاته المختلفه , ومعرفة التهديدات والمخاطر وتجنبها.
ولن يتم ذلك إلا إذا أحسنت الجامعات مواردها وعززت من قدرتها وتعاونها, فتزداد قوتها من خلال القيمة المضافة التي يعكسها التعليم الإلكتروني على نتائج أعمالها ويساهم في تحقيق أهدافها ويعزز من فاعليتها.
فالتعليم الإلكتروني يعني بعملية تحويل التعليم التقليدي ( وجهاً لوجه ) إلى شكل رقمي للاستخدام عن بعد. وبعبارة اخرى فهو أحد الوسائل التعليميه التي تعتمد على تقنيات الاتصالات الإلكترونية وتقنيات الخدمة الذاتية, لاتاحة المعرفه للذين ينتشرون خارج قاعات الدراسة .فلم يعد الوقت يسمح بتجاهل هذا النوع من التعليم وان الابتعاد عنه سوف يلحق افدح الضرر في مخرجات العمليه التعليمه وبخاصه مخرجات التعليم العالي المعني بالدرجة الاولى بحاجات ومتطلبات سوق العمل الذي اصبح يعتمد بشكل متزايد على وسائل الاتصال الحديثه ومن يجافي هذه الحقائق سوف يبقى خارج التصنيف الدولي والاعتماد الأكاديمي التي جعلت من معايرها بالدرجه الاولى الشفافيه ومقدار استخدام تكنلوجيا الاتصالات في التعليم.
وفي هذا السياق شهدت السنوات القليله الماضيه تجربه عراقيه رائده في تطبيق التعليم الجامعي الإلكتروني التي نالت استحسان المنظمات الأكاديميه الأقليميه و الدوليه وفي مقدمتها منظمة اليونسكو. ولعل تجربة الأكاديميه العربيه في الدنمارك النموذج التي تستحق الانتباه اليها وا لعنايه بها , باعتبار أن هذه التجربه الرائده قد حققت نجاحات علميه رفيعه يكون من الخطأ أغفالها عند تطبيق اي تجربه جديده في العراق والدول العربيه الاخرى , لكونها ارثاً معرفياً مشتركاً على الجهات المعنيه عدم تجاهلها كسباً للوقت وتوفيراً للمال, لاسيما ان نية وزارة التعليم العالي العراقيه تتجه بالقريب العاجل استحداث جامعه من هذا النوع حيث رصدت لاغراض التاسيس الاوليه نصف مليون دولار امريكي لهذه الجامعه المرتقبه حسب الخبر المنشور على الموقع الإلكتروني للوزاره.
وتاسيساً على ما تقدم فأنه من الأهميه بمكان ان تسارع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقيه الى دراسة تجربة الأكاديمية العربية في الدنمارك بالتشاور مع رئاستها ومجلسها العلمي للتعرف على الخطوات التاسيسيه ومرحلة الانطلاق لهذه الأكاديمه والسبل التي سلكتها والتكنلوجيا المطبقه لديها والتي اوصلتها بزمن لم يتجاوز الاربع سنوات الى مستوى من الاداء المتقدم. أن هذه الدعوه تاتي من الايمان بأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقيه تخطو الخطوه الصحيحه نحو الاتجاه الصحيح في اقتصاديات المعرفه القائمه على الثوره الرقميه وهي ثالث ثوره يشهدها العالم بعد الثوره الزراعيه والثوره الصناعيه. فأذا كان العالم النامي والعراق احد الدول المعنيه بذلك قد تخلفت عن ركب العالم المتطور في تحقيق ثورته الصناعيه وبقى يدور في فلك اقتصاديات العالم الصناعي عشرات السنين بسبب هذا تخلف, عليه ان يدرك اليوم ان أهمال اقتصاديات المعرفه القائم على المعرفه الرقميه سوف يسهم بابقى بلدانهم تدور في فلك التخلف الاقتصادي التي تعاني منه. لذلك ان تراكم المعارف في مجال معين وهو التعليم الإلكتروني الذي نعنيه هنا لدى جامعه معينه ( الأكاديمية العربية في الدنمارك نموذجاً ) بالتاكيد يجب ان يكون الاساس الذي تنطلق منه الجامعات المثيله الاخرى باعتبارها هيئة استشاريه وطنيه في مجال التعليم الإلكتروني لتسارع في عملية البناء في هذا المجال ولتجنب التجارب الجديده الاخطاء والعثرات وبالتالي تقليل الجهد والتكاليف والوقت.
أن دعوتنا هذه تنطلق من الحرص الوطني وشعورنا بأهميه ان نقدم خبراتنا في عمليه البناء والتطور الذي ينشده وطننا العزيز في المجال الذي نعمل ونحن اليوم في الأكاديميه العربيه في الدنمارك قد اثبتنا عبر العديد من الاعترافات من لدن المنظمات والهيئات الاكاديميه الدوليه ( اتحاد الجامعات العالميه , اتحاد الجمعات العربيه , رابطه الجامعات العربيه الفرنسيه للتعاون العلمي و منظمة اليونسكو ) واتفاقات التعاون العلمي مع عدد من الجامعات العربيه والدوليه بأن التجربه التي اقمناها في مجال التعلمي الإلكتروني قد حققت نجاحاً لايمكن اغفاله من الجهات الرسميه ذات الاختصاص وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقيه . دعوه مخلصه عسى ان يلتفت لها من يعنيهم الامر .
أ.د.وليد الحيالي
رئيس الأكاديميه العربية في الدنمارك