الأكاديمية العربية في الدنمارك.. صرح علمي رصين وتجربة رائدة في التعليم الألكتروني
في السادس عشر من شباط/ فبراير 2009 بدأ الفصل الثاني للسنة الدراسية 2008/2009 لطلبة الأكاديمية العربية في الدنمارك،وهو الفصل الثامن لطلبة الدراسة الجامعية الأولية (البكلوريوس)، متوجاَ بتحقيق منجزات قيمة وكبيرة بالرغم من العمر الفتي للأكاديمية.
فمن حيث عدد الطلبة، فقد تجاوز عددهم حتى نهاية الفصل الماضي الـ 304 طالباً وطالبة، متوزعين على أقسام الكليات التالية:
– القانون والسياسة:في قسميها: القانون، والعلوم السياسية.
– الإدارة والأقتصاد، في أقسامها:إدارة المشاريع، إدارة البيئة، الإدارة الأقتصادية، المحاسبة، الأقتصاد، الأدارة المالية والمصرفية،إدارة الأعمال.
– الآداب والتربية، في أقسامها:العلوم النفسية والتربوية والأجتماعية، اللغة العربية واَدابها، الفنون الجميلة والدراسات النقدية، الأعلام والأتصال.
– الدراسات العليا والبحث العلمي.
وعلى صعيد الهيئة التدريسية، فقد ضمت 105 أستاذاً وأستاذة،أكثر من 90 في المئة منهم من حملة شهادة الدكتوراه PhD ،ويحمل عدد كبير منهم لقب: ” برفسور” (أستاذ دكتور) والبقية: “أستاذ مساعد دكتور”، وقد تأكد للمؤسسات الأكاديمية المعنية بأن جميع أساتذة الأكاديمية يمتلكون الكفاءة العلمية، وخبرة التدريس،والمهارة المطلوبة المشهود لها. وقد أخذوا على عاتقهم، بالدرجة الأولى والأساسية، المشاركة بقسطهم الوافر والفاعل في نشر المعرفة الرصينه والحديثة،النافعة للمجتمع.وبذلك يساهمون في عملية توفير فرص نيل التعليم العالي للراغبين بجد، ممن لم تتوفر لهم من قبل فرصة نيله، لأسباب خارجة عن إرادتهم،بغض النظر عن العمر وسنة التخرج والمعدل. الشرط الوحيد هو الدراسة الجدية والتفوق لإكتساب المعرفة قبل نيل الشهادة. وهذا ما يقدمونه للطلبة المجدين،عبرالتعليم الألكتروني.
لقد أثبت العمر الفتي للأكاديمية العربية في الدنمارك بأنها صرح علمي رصين، وأصبحت لها تجربة رائدة في التعليم الألكتروني ( التعليم المفتوح)،هذا النوع من التعليم الحديث، الذي تتزايد أهميته يوماً بعد اَخر، وتتعزز ثقة الأوساط العلمية كافة بفاعليته،خصوصاً عندما يتناغم، وهو المطلوب، مع معطيات العصر،مستفيداً من أدوات الحضارة الإنسانية، حريصاً على تحقيق التفوق والإنجاز العلمي، الذي لا يقتصر على حصول الطالب على الشهادة العلمية، فحسب، بل وبناء شخصيته العلمية، القادرة على التفاعل مع متطلبات العصر وظروفه، ومن ثم مشاركته الفاعلة في عملية التنمية والنهوض الحضاري الشامل لمجتمعه.
لا نغالي إذا قلنا بأن تجربة الأكاديمية العربية في الدنمارك أغنت عملياً تجارب التعليم الألكتروني العريقة، من خلال تطوير إجراءات التسجيل، والدروس، والأشراف، والمتابعة، وتقديم البحوث المتنوعة،عن طريق شبكة الأنترنيت، التي كسرت حاجز المسافات الجغرافية.وحصل التطوير بإجراءات خلاقة، ومنها:
بالأضافة الى تزويد الطالب، حال تسجيله بحقيبة دراسية لكل فصل، تضم المصادر المعتمدة للمادة المعينة. وتوفير مكتبة ورقية، الى جانب مكتبة ألكترونية،تضم أهم المصادر والكتب الدراسية، التي يستطيع الأستاذ والطالب الإستفادة منها، عبر الإستعارة، وهي معلنة للجميع.ويجري الأعداد لتزويد الطلبة بأقراص مضغوطة CD تحتوي برامج تعليمية مرئية ومسموعة، وكتب ألكترونية..بالأضافة الى هذا،قامت غالبية الأساتذة بتسجيل محاضراتهم،وتم وضعها على موقع الأكاديمية، ضمن ” المكتبة الصوتية”، لتكون لا بمتناول طلبة أقسامهم فحسب، وأيضاً في خدمة كافة الراغبين الأستماع إليها من خارج الأكاديمية.وأكاديميتنا هي الوحيدة، من بين كافة الجامعات العربية، التي تقوم بذلك. وبذلك وفرت الأكاديمية الإطلاع والمعرفة لكل من يرغب، اَخذة بنظر الأعتبار ان طالبي العلم في العراق قد حروموا من أحدث المستجدات العلمية لسنين طويلة في ظل الدكتاتورية والحصار الأقتصادي الدولي.
وعدا تسجيل المحاضرات،يقدم أساتذة كل قسم محاضرات،معظمها إسبوعية،وفق جدول محدد، يضم عناوين المحاضرات، ومواعيدها،وهي معلنة سلفاً.تجري المحاضرات في غرفة القسم الخاصة، التي يدخلها طلبة القسم بكود خاص، منعاً لدخول المتطفلين.ويمكن لمن يود الدخول إليها، من غير طلبة القسم، أخذ الموافقة المسبقة من الأستاذ المحاضر ليسهل دخوله للغرفة عبر دعوته..
عبر المحاضرات يتم التفاعل بين الأساتذة والطلبة.ومن خلال زج الطلبة بالمشاركة في محاور المحاضرة، عبر الوظائف لكل طالب،وتوجيه المحاضر للأسئلة أثناء المحاضرة، يستطيع معرفة الطالب الجدي من الطالب الكسول، ومن الحاضر فعلياً، من الحاضر بالأسم- بـ ” النيكنيم” إياه.
وتجدر الإشارة الى انه بوسع طلبة البكلوريوس الحاضرين في الغرفة المناقشة، وتقديم المداخلات، الى جانب طرح الأسئلة والإستفسارات، بعد إنتهاء الأستاذ من محاضرته.
أما طلبة الدراسات العليا- الماجستير- فهم يساهمون مساهمة فاعلة في المحاضرات،وإغنائها،من خلال المشاركة بتناول جزء من موضوعاتها،أو محاورها، وعبر المناقشة والتعقيب. علماً بأن كل قسم من أقسام الأكاديمية يعدُ برامج دراسية خاصة لطلبة الدراسات العليا- الماجستير والدكتوراه- هدفها الأساسي هو تعويد الطالب على البحث والدراسة والتحليل،وكيفية التعامل مع المصادر والدراسات السابقة، وبما يعينه ويسهل عليه كتابة رسالته وفق خطة البحث المقرة من قبل المجلس العلمي للقسم، والحاصلة على ” الضوء الأخضر” من قبل كلية الدراسات العليا والبحث العلمي..
وبالأضافة الى هذا، تجري لقاءات في غرف الأقسام، وعبر الماسنجر،بين الطالب والأستاذ- بناء على رغبة الطالب- عند الحاجة الى ذلك. وفي هذا الأطار تجري المتابعة المتواصلة من قبل المشرف العلمي لطالب الدراسات العليا الذي يشرف على بحثه عبر اللقاءات المنتظمة بينهما.
والى جانب ذلك، أنجز عدد كبير من أساتذة الأكاديمية تأليف عدد من الكتب المنهجية والمساعدة للطالب.
ومما تعتز به الأكاديمية إصدارها لمجلة علمية فصلية محكمة – لها هيئة تحرير،وهيئة إستشارية، مؤلفة من خبراء وأساتذة متخصصين، عراقيين وعرب.وسرعان ما نالت، لمحتوياتها القيمة، رقــم إيداع بالمكتبة الملكية الدنماركية ومكتبة جامعة كوبنهاغن، هو التالي: ISSN: 1902-8458.
صدر من المجلة لحد الآن 5 أعداد، والعدد السادس تحت الطبع. وقد نشر فيها العشرات من أساتذة الأكاديمية، ومن الباحثين العرب، مجموعة طيبة من البحوث والدراسات والتقارير العلمية، بشتى الأختصاصات، وباللغتين العربية والأنكليزية .
أما الأمتحانات،فهي تجري بطريقتين:الأولى- الأمتحان التحريري، الذي يضع أسئلته أستاذ المادة، ويقوم مركز الأكاديمية بإرسالها الى المراكز الأمتحانية في مدن الدول التي يتواجد فيها طلبتنا.وهناك يوزع مسؤول المركز الأمتحاني الدفاتر الأمتحانية على الطلبة في يوم الأمتحان المقرر،في الساعة المحددة، ويقوم بجمعها بعد أنتهاء زمن الأمتحان، ويرسلها الى مركز الأكاديمية بالبريد المسجل، والمركز يرسل الدفاتر الى الأساتذة كل حسب مادته، فيقوم كل أستاذ بتقييم الإجابات التي تعنيه، ويرسل النتيجة الى المركز.ويتم الأحتفاظ بالدفاتر الأمتحانية لمدة سنتين، وهي قابلة للتفتيش والتدقيق.
الطريقة الثانية- الأمتحان المفتوح، حيث يجيب الطالب على مجموعة أسئلة تحتاج الإجابة عليها لمدة شهر ونصف الى شهرين،ولا تقل عن 20 صفحة،وتستلزم البحث في مصادر عديدة، والابتعاد عن الاقتباس الحرفي، مع استخدام َ لغة عاكسة لشخصية الطالب العلمية، من حيث فهمه وإستيعابه وتحليله وإستنتاجاته.
هذا الأمتحان يستكمل بإمتحان شفهي يجريه أستاذ المادة، وبعده يعطى نتيجة واحدة للأمتحانين.
ومن المسائل التي إعتمدتها الأكاديمية، وأصبحت تقليداً ثابتاً، وأثمرت نتائج طيبة : عند إنتهاء كل فصل يجري إجتماع عام للطلبة مع رئاسة الأكاديمية وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام والأساتذة، يشارك فيه غالبية الطلبة والأساتذة.وقد تحولت تلك الإجتماعات الى حوار تفاعلي متواصل، شفاف وبناء، لتقييم الإيجابيات، ولنقد السلبيات والنواقص،بحثاً عن الحلول والمعالجات.
من حصيلة مسيرة أكاديميتنا:
* من المنتظر ان تتخرج، في ختام الفصل الجديد، وجبة كبيرة من طلبة الأكاديمية وسينالون شهادة البكلوريوس، لتضاف الى وجبة زملائهم، الذين تخرجوا في نهاية الفصل السابق (السابع)، ممن دمجوا فصلين في فصل واحد. أما إختصاصات المتخرجين فهي التالية:القانون، العلوم السياسية، الأقتصاد، المحاسبة , الادارة , الأعلام والأتصال،الإدارة،علم الأجتماع، علم النفس، الفنون الجميلة والمسرح.
* جرت خلال الفترة المنصرمة من عمر الأكاديمية مناقشة علنية ودفاع لنحو 35 رسالة أو إطروحة، منها( لحد كتابة هذه السطور) 29 رسالة ماجستير، و 6 رسائل دكتوراه، في العلوم التالية : السياسة، القانون، الإدارة، علم النفس، التحليل المالي،أدب المسرح، الأدب العربي، الأقتصاد، الأعلام والأتصالات، والبيئة. معظمها جرى في مقر الأكاديمية في كوبنهاغن،وعدد منها جرى في مدن عربية.
ويذكر أن معالي القائم بأعمال السفارة العراقية في الدنمارك الأستاذ فارس فتوحي حضر عدداً من المناقشات ،وألقى خلال حفل إفتتاح المقر الجديد للأكاديمية، الذي شهد مناقشة ودفاع رسالة دكتوراه، كلمة عبر فيها عن شعوره بالاعتزاز للدور المشع للاكاديمية في اوساط العراقيين والعرب في المهجر وخلو هذا المشروع الحضاري من اي صبغة سياسية او دينية او قومية مما اهله بامتياز ليكون النموذج الذي نسعى جميعا لبنائه كما اكد على انه لن يألو جهدا في السعي لدى الحكومة العراقية ووزاراتها لاكمال صيغ الاعتراف التي حصلت عليها الاكاديمية.
كما وحضر معالي المستشار الثقافي في السفارة العراقية في ستوكهولم البرفسور أنيس الراوي مناقشة ودفاع رسالة ماجستير في مقر الأكاديمية في كوبنهاغن.
على الصعيد الدولي:
نالت الأكاديمية،خلال السنتين الأولى من عمرها، إعتراف كل من: إتحاد الجامعات العالمي، وإتحاد الجامعات العربية، وإتحاد الجامعات الأسلامية، ورابطه الجامعات العربيه الفرنسيه للتعاون العلمي، والمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة( اليونسكو)،التي أرسلت للأكاديمية،عبر السيد مدير مجلس التعليم العالي التابع لها، رسالة تشكر فيها الأكاديمية، ممثلة برئيسها البرفسور وليد ناجي الحيالي، لمساهمتة الفاعلة في الطاولة المستديرة لوزراء التعليم والتكنلوجيا،الموسومة: “اليونسكو ودورها في عملية البناء والتطور” التي إنعقدت في 26-27 تشرين الأول/أكتوبر 2007 بباريس، خلال الدورة 34 للمؤتمر العام لليونسكو، والتي قدم فيها رئيس الأكاديمية مداخلة عن “هجرة الكفاءات الأكاديمية العربية وتطوير التعليم العالي في البلدان النامية ( الأكاديمية أنموذجاً)”.وقدم المدير، بإسم اليونسكو، الشكر للأكاديمية لدورها الفاعل في عملية أثراء تحديث اليات عمل التعليم العالي في البلدان العربية على وفق أحدث منجزات العلم والتطور. وأشارت رسالة المدير العام لمجلس التعليم العالي التابع لليونسكو الى أدراج الأكاديمية ضمن الجامعات والهيئات المعنية في التطور والتطوير الخاص بالتعليم العالي في البلدان النامية بعامة والعراق بخاصة، وسيتم توجية الدعوات للأكاديمية للمساهمة في المؤتمرات التي ستعقد قريباً بهذا الصدد في كل من الاردن وقطر عبر التنسيق مع المكاتب الأقليمية لليونسكو في كل من لبنان والاردن.
وعقب المؤتمر المذكور،زارت البروفيسورة لندا نيلسن- ممثلة اليونسكو في الدنمارك- مقر الأكاديمية في كوبنهاغن، وعقدت اجتماعاً مع رئاسه الأكاديمية، وبحضور عدد من الكادر العلمي، تم خلاله مناقشة جملة من القضايا العلمية، وسبل تطوير التعاون. واثنت ممثله اليونسكو على الجهود المميزة التي تلعبها الأكاديمية في الاوساط الثقافية والعلمية، المحلية والدولية.وأكدت على ضرورة استمرار التواصل والدعم المستقبلي للاكاديمية.
وتقديرا للجهود الكبيرة التي بذلها رئيس الاكاديمية ضمن ” برنامج معايير الجودة الاوربية في التعليم العالي والبحث العلمي”، قررت الجامعة الدولية في فينا منح الدكتور الحيالي لقب استاذ شرف فيها، وترشيح الاكاديمية العربية في الدنمارك الى “الجائزة الدولية الاوربية للجودة”، ودعوة الحيالي لاستلام الجائزة في الدورة الرابعة والأربعين، في “حفل توزيع جائزة سقراط الدولية” ، الذي سيتم في التاسع من اَذار/ مارس 2009 في إطار “مؤتمر قمة زعماء أوكسفورد” في دار بلدية أكسفورد بالمملكة المتحدة . جاء ذلك في رسالة استلمتها رئاسةالاكاديمية من البروفسور ويل كودهير- رئيس الجامعة الدولية في فيينا بالنمسا.
علماً بأنه يشترط في مثل هذا الترشيح ان تكون المؤسسة العلمية قد حققت أفضل الأمثلة على تنظيم العملية التعليمية في دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك حصولها على الاعتراف المهني من هيئة التدريس ، وجودة البحوث ، وإدخال وتنفيذ البرامج الدولية. ويصدر قرار المجلس الأكاديمي بناء على طلب من لجنة ترشيح” جمعية الأعمال في أوروبا” وكذلك بمبادرة ودعم من الحكومات، والمؤسسات المستقلة، والمؤسسات العامة، والمنظمات ، وعلماء، ومتخصصين.والترشيح يرمز الى أعلى درجة من الاعتراف الدولي بإنجازات الأنشطة المهنية.
وبهذا الاعتراف تكون الاكاديمية العربية في الدنمارك قد خطت خطوات هامة وثابتة باتجاه اعرق المؤسسات العلمية في العالم من خلال نيلها هذا التكريم العلمي الرفيع.
على الصعيد العربي:
* الى جانب نيلها إعتراف إتحاد الجامعات العربية،أقامت الأكاديمية جسوراً أكاديمية بينها وبين العديد من المؤسسات الأكاديمية العربية.
فقد وقعت الأكاديمية محضر إتفاق علمي مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وذلك في إطار زيارة رئيس الأكاديمية للمملكة العربية السعودية تلبية لدعوته للمشاركة في ورشة العمل الموسومة:” الجامعات بين التصنيف العالمي والإعتماد الأكاديمي ” التي أقامتها جامعة الملك سعود للفترة من 1-2 يونيو 2008 ،وقد تضمن محضرالتعاون العلمي المشترك فقرات مهمة لصالح الجامعتين.
* وقبل ذلك، وقعت الأكاديمية اتفاقية شراكة علمية مع كلية القانون والشريعة بجامعة نيالا / السودان، لمدة خمس سنوات من تاريخ توقيعها، قابلة للتجديد.وتضمنت مشروعات مشتركة للبحث العلمي والدراسات الميدانية، ومنها ما يتعلق بشؤون المراكز البحثية لديهما، والتخصصات العلمية المتوافرة، وما من شأنه تطوير الأجواء العلمية في بلدي الطرفين.
* ووقعت الأكاديمية اتفاقية الشراكة بينها وبين جامعة محمد الأول في المملكة المغربية – وجدة.وهي أيضاً لمدة 5 سنوات، وقابلة للتجديد.وقد احتوت على عناصر توطيد أواصر العمل المشترك بين الجامعتين، وتبادل الخبرات والمعارف والوسائل، التي تساعد على الارتقاء بالعمل الأكاديمي والبحث العلمي فيهما, وتقديم المساعدات الفنية والمادية من كلا الطرفين للنهوض بالأعمال المشتركة.وإمكان الانتقال إلى مرحلة التوأمة بينهما.وقد مثلت الإتفاقية جسراً أكاديمياً جديدا مع الجامعات المغربية.
* وعلى وشك أن تنتهي المباحثات الجارية لتوقيع إتفاقية أكاديمية مع جامعة عمان بالأردن.
* وقبل أيام تلقى رئيس الأكاديمية رسالة من إدارة العلاقات العامة والإعلام بجامعة الكويت تشكر جهوده وتعاونه المثمر معهم. وبمناسبة استضافة أعمال الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية، الذي سينعقد في رحاب جامعة الكويت، في الفترة من 8-10/3/2009، رجته الإدارة التكرم بإرسال كلمة بأهمية مشاركة الأكاديمية بالمؤتمر.وفعلاً إستجاب رئيس الأكاديمية وبعث الكلمة المطلوبة،التي أشار فيها الى ان أعمال الدورة ستشارك فيها معظم الجامعات العربية الأعضاء في اتحاد الجامعات العربية، والأكاديمية العربية في الدانمارك هي إحدى الجامعات الفتية المشاركة في هذا المؤتمر، لتعزز حضورها الأكاديمي باعتبارها هيأة علمية تختص بكل ما يتعلق بالتعليم العالي، وتخريج الكفاءات العلمية المتخصصة والملتزمة بواجبها الأكاديمي العلمي والإنساني، بالإضافة إلى مساهمتها الجادة ودورها المميز يخلق حالة من التلاقح الحضاري بين الشرق والغرب، وهي تعمل بشكل حثيث في الوسط الأوروبي. كما عملت وتعمل على نقل التجارب العلمية الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى جامعاتنا العربية باعتبارها إحدى التحديات التي تواجه جامعاتنا والتي يحتم عليها الاستجابة لها برؤية واضحة تمكنها من استشراق المستقبل لاكتشاف الفرص و منها الاستخدام الواسع للمعلومات الرقمية والوسائط المتعددة وظهور الواقع الإلكتروني بإفرازاته المختلفة , ومعرفة التهديدات والمخاطر وتجنبها.
وعرفت الكلمة بتجربة أكاديميتنا بالتعليم الإلكتروني والمفتوح، الذي يعني بعمليته تحويل التعليم التقليدي (وجها لوجه) إلى شكل رقمي للاستخدام عن بعد , وبعبارة أخرى فهو أحد الوسائل التعليمية التي تعتمد على تقنيات الاتصالات الإلكترونية وتقنيات الخدمة الذاتية , لإتاحة المعرفة للذين ينتشرون خارج قاعات الدراسة. فلم يعد الوقت يسمح بتجاهل هذا النوع من التعليم، وان الابتعاد عنه سوف يلحق افدح الضرر في مخرجات العملية التعليمية وبخاصة مخرجات التعليم العالي المعني بالدرجة الأولى بحاجات ومتطلبات سوق العمل الذي اصبح يعتمد بشكل متزايد على وسائل الاتصال الحديثة, ومن يجافي هذه الحقائق سوف يبقى خارج التصنيف الدولي والاعتماد الأكاديمي،الذي جعل معاييره بالدرجة الأولى معتمدة على الشفافية ومقدار استخدام تكنولوجيا الاتصالات في التعليم .
عراقياً:
– بالرغم من ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لم تبت لحد اليوم بمسألة الأعتراف،وجهت الحكومة الدعوة للاكاديمية للمشاركة في المؤتمر العلمي الأول للكفاءات العراقية في المهجر، الذي إنعقد مؤخراً في بغداد. وفعلاً شاركت الأكاديمية بوفد ضم رئيس الاكاديمية، ونائب الرئيس. وقد نالت الاكاديمية تكريم رئاسة المؤتمر لرئيس الأكاديمية، ألي جنب عدد من العلماء والمفكرين والفنانين العراقيين المشاركين في المؤتمر، ومنهم العالم الطبيب فرحان باقر، والعلامة حسين أمين، والفنان الدكتور حمودي الحارثي.
– وعلى هامش المؤتمر، التقى رئيس الأكاديمية ببعض المسؤولين العراقيين، منهم الشيخ الدكتور خالد العطية- نائب رئيس مجلس النواب العراقي، والدكتور فؤاد معصوم- رئيس كتلة التحالف الكوردستاني في البرلمان، والدكتور عبد ذياب العجيلي- وزير التعليم العالي،الذي سلمه ملف وثائق الإعتراف بالأكاديمية. جدير بالذكر ان العديد من المراسلات والاتصالات بشأن الاعتراف سبقت ذلك. وتم إعداد ملف الوثائق وفق شروط الإعتراف والمعايير العلمية المعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي ,
– وعلى هامش المؤتمر،أيضاً،بثت قناة ” العراقية ” الفضائية، ضمن برنامج ” ضيف العراقية”، لقاءً مع نائب رئيس الاكاديمية د. حسن السوداني، استغرق قرابة الساعة، سلط الضوء على تجربة الاكاديمية العربية في الدنمارك، ونظام عملها الالكتروني، والتطور الحاصل في مفهوم التعليم الالكتروني، ومدى الاختزان المعرفي الذي تمتلكه الاكاديمية، بعد تجربتها التي اقتربت من الاربع سنوات. واوضح السوداني ان التعليم المفتوح قد تطور كثيرا ليتحول الى التعليم الافتراضي والذي يشترط الكثير من المعايير العلمية، من حضور الطلبة، الى المناهج الدراسية، ولقاءات الاستاذ، والجداول الدراسية، وغيرها من الاشتراطات التي غيرت من مفهوم التعليم المفتوح جذريا.
كما عرج السوداني على موضوعة الاعترافات التي حصلت عليها الاكاديمية، والتوئمة التي اجرتها مع العديد من الجامعات العربية والعراقية. ودعى وزراة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية الى النظر الى تجربة الاكاديمية، والاستفادة منها، وفسح المجال امام التجارب التعليمية الحديثة. كما حث الطالب العراقي على التمسك بالمعرفة والبحث عنها كونها الكفيل الذي ينهض بالعراق الجديد ويجعله من بين الدول المتقدمة على كافة المستويات و اشاد بجهود الوزارة في ادارة التعليم العالي في العراق خلال المرحلة الصعبة التي مر بها.
أخلص التمنيات بالتوفيق والنجاح لأدارة الأكاديمية العربية في الدنمارك، ولأساتذتها، ولطلبتها، لأنجاز المزيد من النجاح في المسيرة اللاحقة لعمل الأكاديمية وأهدافها النبيلة !