تستضيفه جامعة الكويت تحت رعاية سمو أمير الكويت.. (180) جامعة عربية تبدأ اليوم فعاليات مؤتمرها الثاني والأربعين
جريدة (النهار) الكويتية – تحت رعاية سمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه – تفتتح جامعة الكويت في العاشرة والنصف من صباح اليوم الدورة الثانية والأربعين لاتحاد الجامعات العربية، وذلك في قاعة الشيخ عبد الله الجابر بحرم الجامعة بالشويخ.
وقد أكد مدير ادارة العلاقات العامة والاعلام في الجامعة فيصل مقصيد ان الاستعدادات الادارية قد اكتملت أمس بوصول جميع الوفود المشاركة والتي تضم رؤساء ومديري الجامعات العربية، وان ادارات الجامعة خصوصاً ادارة الخدمات العامة بذلت جهوداً كبيرة في استقبال الوفود وتوصيلها لمقر اقامتها في فندق شيراتون الكويت.
وأشار مقصيد الى ان الجامعة أجرت ظهر الخميس الماضي البروفة الاولى لحفل الافتتاح بوجود جميع الادارات المعنية، للتأكد من جميع التحضيرات الخاصة بالمسرح، كما أقيمت البروفة الثانية ظهر أمس الأحد بحضور مديري الادارات وبعض قياديي الجامعة، مضيفاً ان الادارة الجامعية أقامت حفل عشاء على شرف الوفود المشاركة وذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء أمس في فندق الشيراتون، متمنياً لضيوف المؤتمر طيب الاقامة في بلدهم الثاني الكويت.
وأوضح ان ادارة العلاقات العامة والاعلام تعمل على تنفيذ حملتها الاعلامية بالتعاون مع الادارات المعنية حيث قامت لجنة المطبوعات والتي يقوم بأعمالها قسم الاصدارات بالادارة بالتعاون مع مطبعة الجامعة بطباعة «البروشورات والبانرات والاستاندات» وتوزيعها في مختلف مواقع الجامعة ومرافقها للتعريف بالمؤتمر، كما قام القسم بطباعة علب هدايا فاخرة لتوزيعها على ضيوف المؤتمر، وأيضاً طباعة الدليل الخاص بالبرنامج الزمني لأيام المؤتمر.
وأوضح مقصيد ان قسم الصحافة في ادارة العلاقات العامة والاعلام يقوم بتزويد الصحف المحلية أولاً بأول بأخبار المؤتمر وتصريحات قياديي الجامعة ومديري ورؤساء الجامعات العربية بهذه المناسبة، كما سيقوم قسم البرامج الاعلامية بالتعاون مع تلفزيون دولة الكويت باعداد وبث رسالة تلفزيونية يومية حول المؤتمر.
وأكد ان جميع مراكز وادارات الجامعة واللجان التابعة لها تعمل كفريق واحد من أجل انجاح هذا المؤتمر والذي يعتبر من أبرز المناسبات الجامعية، ومن أهم تلك الادارات ادارة الخدمات العامة وادارة الأمن والسلامة وادارة شؤون أعضاء هيئة التدريس وادارة الانشاءات والصيانة وادارة التأثيث والاسكان ومركز نظم المعلومات ومطبعة الجامعة، وجريدة آفاق الجامعية والتي قامت بدورها بطباعة اصدار خاص بأخبار المؤتمر.
من جانبه، أكد مدير جامعة الكويت أ.د. عبد الله الفهيد أهمية عقد الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية الذي تستضيفه جامعة الكويت خلال الفترة من 8-10 مارس الحالي، تحت رعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه -، مشيرا الى ان تلك الرعاية تأتي من منطلق اهتمام سموه غير المسبوق بالتعليم وادراكه السديد لأهمية التعليم في تحقيق التقدم المأمول على مستوى العالم العربي، وصياغة الحياة الطيبة للأمم والشعوب.
ورّحب الفهيد بضيوف الجامعة الكرام من رؤساء ومديري الجامعات العربية، متمنياً لهم طيب الاقامة في بلدهم الثاني الكويت، آملاً ان يكلل المؤتمر بالنجاح وان تسهم توصياته في تعزيز التعاون بين الجامعات العربية، والارتقاء بالتعليم الأكاديمي في الوطن العربي في مجالات التطوير والتحديث والانفتاح على آفاق العصر.
وبيّن د. الفهيد ان انعقاد هذا المؤتمر في رحاب جامعة الكويت ليؤكد على مكانة جامعة الكويت المرموقة بين الجامعات العربية، وكذلك على دور دولة الكويت الرائد في دعم مسيرة الأمة العربية، وهو تفعيل حقيقي لتوصيات مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية الذي استضافته الكويت في يناير الماضي نتيجة للجهود الخيرة التي بذلها صاحب السمو أمير البلاد.
وأضاف: د. الفهيد يأتي هذا الاهتمام بناء على توجيهات سموه السامية بخصوص أهمية تفعيل دور الجامعات العربية في العمل العربي المشترك، من خلال اعداد المواطن العربي الصالح القادر على خدمة وطنه وأمته العربية ومحافظته على تراثها الثقافي والحضاري والتمسك بالقيم النابعة من ديننا الاسلامي العظيم ورسالته الخالدة، مشيرا الى ان الجامعات العربية مطالبة اليوم بالقيام بتطوير مناهج الدراسة فيها بما يحقق هذه الأهداف النبيلة من خلال غرس وتعزيز مفاهيم الانتماء والولاء لهذه الأمة المجيدة، خاصة الآن في ظل حقبة العولمة وما يصاحبها من مجاذبات لا تخفى على أحد قد تؤدي الى ضياع الهوية العربية والاسلامية، ومن هذا المنطلق أعطى سموه موافقته الكريمة على رعاية المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته الثانية والأربعين والذي تستضيفه جامعة الكويت، ويشارك فيه حوالي مئة وتسعين من رؤساء ومديري الجامعات العربية.
ورفع د. الفهيد أسمى آيات الشكر وأعظم مشاعر الامتنان والاعتزاز من أسرة جامعة الكويت لاهتمام سموه وتقديره للتعليم باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية الشاملة في وطننا العربي، ولتلك الرعاية الكريمة لسموه لهذا الحدث المهم الذي تحتضنه جامعة الكويت ودولة الكويت الحبيبة، سائلا الله العلي القدير ان يوفق رؤساء الجامعات الى الاتفاق على توصيا ت وقرارات تعزز دور الجامعات العربية في تطوير العمل العربي المشترك، وتؤكد التواصل بين طلبة الجامعات وتعاون أساتذة الجامعات على مستوى العالم العربي.
من جانبهم ثمّن رؤساء الجامعات العربية في أعمال الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية رعاية سمو أمير دولة الكويت لأعمال المؤتمر، رافعين لمقام سموه عظيم الشكر ووافر التقدير لتفضله برعاية افتتاح أعمال المؤتمر، متمنين ان تحقق الدورة أهدافها في مناقشة جدول الأعمال واتخاذ القرارات الكفيلة بالنهوض بمسيرة التعليم الجامعي والعالي في وطننا العربي العزيز. وأعربوا عن مشاعر الفخر والاعتزاز لما أحاطهم به سموه -حفظه الله ورعاه – من رعاية كريمة، وما وفرته لهم جامعة الكويت من استعدادات لاستضافة أعمال هذه الدورة.
وللتعرف عن كثب على آراء رؤساء ومديري الجامعات العربية حول أهمية مشاركتهم في أعمال الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية كان لـ «النهار» هذه اللقاءات مع عدد من مديري الجامعات المشاركة:
أهمية دور الجامعات
أكد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية أ. د. عصام زعبلاوي ان انعقاد المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته الثانية والأربعين بدولة الكويت وفي رحاب جامعة الكويت العريقة، وتحت الرعاية السامية لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت -حفظه الله ورعاه -، ما هو الا تقدير للدور الذي تلعبه الجامعات والمؤسسات التعليمية العربية في خدمة قضايا الأمة العربية المجيدة وتأكيدا على أهميتها في قيادة عجلة التنمية.
كما أكد أ. د. زعبلاوي حرص الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية على المشاركة في كل مناسبة أو لقاء ينسجم ورسالتها النبيلة في خدمة وتنمية الوطن العربي الكبير، وذلك انطلاقا من كونها احدى مؤسسات العمل العربي المشترك، مما دعا الأكاديمية للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يجمع نخبة من أبرز الأكاديميين العرب، مشيرا الى ان هذا اللقاء سيسفر عن آراء وتوصيات تخدم قضايا الأمة العربية خصوصاً عامة، والجامعات العربية بالشكل الذي يدعمها ويطور أداءها. ويدعم مسيرة التعليم العالي والبحث العلمي في العالم العربي الى المستوى الذي يمكنها من ان يكون لها مكانة في خريطة التعليم العالي من منظور دولي. وأشاد أ.د. زعبلاوي بالجهود التي يبذلها اتحاد الجامعات العربية لعقد مثل هذه اللقاءات التي تهدف لتحقيق المزيد من التنسيق والتواصل بين الجامعات العربية لبحث ومناقشة جميع السبل التي لابد من القيام بها وجميع الأدوات التي يمكن ايجادها وتطويرها لخدمة الوطن والمواطن العربي وخدمة العملية التعليمية اذ لا يمكن للدول العربية ان يكون التطور حليفها والازدهار من نصيبها دون ان تكون الجامعات هي المنارة التي ترشدها الى شواطىء المستقبل الآمن والزاهر لتقطف شعوبنا ثمار التنمية المستدامة. وتمنى أ. د. زعبلاوي للمؤتمر النجاح والتوفيق باذن الله تعالى، وتقدم بالشكر والتقدير للكويت قيادة وحومة وشعبا لاستضافة المؤتمر وعلى الأخص لجامعة الكويت لما بذلته لانجاح هذا المؤتمر الذي يشارك فيه ما يربو على 180 جامعة عربية.
الوسائط المتعددة والمعلومات الرقمية
ومن جهته، قال رئيس الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك أ.د. وليد ناجي الحيالي ان أعمال الدورة الثانية والاربعين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية التي تنعقد في رحاب جامعة الكويت وبمشاركة معظم الجامعات العربية الأعضاء في اتحاد الجامعات العربية، فرصة حقيقية لمشاركة الأكاديمية العربية المفتوحة «احدى الجامعات الفتية في الدانمارك».
وذلك لتعزز حضورها الأكاديمي باعتبارها هيئة علمية تختص بكل ما يتعلق بالتعليم العالي وتخريج الكفاءات العلمية المتخصصة والملتزمة بواجبها الأكاديمي العلمي والانساني بالاضافة الى مساهمتها الجادة ودورها المميز في صناعة حالة من التلاقح الحضاري بين الشرق والغرب خصوصاً انها تعمل بشكل حثيث في الوسط الأوروبي. كما عملت وتعمل على نقل التجارب العلمية الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الى جامعاتنا العربية باعتبارها احد التحديات التي تواجه جامعاتنا والتي يحتم عليها الاستجابة لها برؤية واضحة تمكنها من استشراف المستقبل لاكتشاف الفرص ومنها الاستخدام الواسع للمعلومات الرقمية والوسائط المتعددة وظهور الواقع الالكتروني بافرازاته المختلفة، ومعرفة التهديدات والمخاطر وتجنبها.
التعليم عن بعد
ومضى د. الحيالي قائلا: انها مناسبة جديدة ان نلتقي مجددا برؤساء الجامعات العربية هنا في الكويت البلد الشقيق المعطاء وبرعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح -حفظه الله ورعاه – وفي دار العلم جامعة الكويت العريقة لنؤكد لزملائنا رؤساء الجامعات اهمية تجربتنا بالتعليم الالكتروني المفتوح الذي يعنى بتحويل التعليم التقليدي (وجها لوجه) الى شكل رقمي للاستخدام عن بعد، وبعبارة أخرى فهو أحد الوسائل التعليمية التي تعتمد على تقنيات الاتصالات الالكترونية وتقنيات الخدمة الذاتية، لاتاحة المعرفة للذين ينتشرون خارج قاعات الدراسة. فلم يعد الوقت يسمح بتجاهل هذا النوع من التعليم، وان الابتعاد عنه سوف يلحق افدح الضرر في مخرجات العملية التعليمية وبخاصة مخرجات التعليم العالي المعني بالدرجة الأولى بحاجات ومتطلبات سوق العمل الذي أصبح يعتمد بشكل متزايد على وسائل الاتصال الحديثة، ومن يجافي هذه الحقائق سيبقى خارج التصنيف الدولي والاعتماد الأكاديمي التي جعلت معاييرها بالدرجة الأولى معتمدة على الشفافية ومقدار استخدام تكنولوجيا الاتصالات في التعليم.
وأضاف د. الحيالي: ان تجربتنا جاءت لتؤكد ان العقل العربي حينما تتاح له الفرصة والبيئة المناسبتين لا يختلف عن العقول المبدعة في أوروبا، داعيا وزارات التعليم العالي في البلدان العربية الى دراسة تجربة الأكاديمية العربية والأسباب التي جعلتها بفترة وجيزة تنال اعترافات هيئات ومؤسسات أكاديمية عالمية كما سيشهد العالم الحالي ادراجها ضمن الجامعات العالمية الرائدة من قبل اللجان الدولية المعنية بشأن التصنيف والاعتماد الأكاديمي الدولي.
وان الأكاديمية لتؤكد في المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية الثاني والأربعين انها تجربة حان قطف ثمارها من قبل الجامعات العربية، كما دعا وزارات التعليم العالي العربية ووزارة التعليم العالي في دولة الكويت وجامعه الكويت الى احتضان ودعم تجربة الأكاديمية التي اعتمدت على أحدث منجزات التقنية في تسيير عملها الأكاديمي والاداري لكي تسهم في عملية الابداع وخلق نموذج عربي متصاعد يتصاعد بأدائه ومهامه في الرقي والتطور، لافتا الى ان القائمين على الأكاديمية جاهزون لنقل هذه التجربة الى أي بلد عربي للاستفادة منها في خدمة الطالب العربي ورفع مستواه بأقل جهد ودون هدر في الأموال التي تبتعد عن أهدافها في كثير من الأحيان، مؤكدا انه من هنا تكتسب أهمية مشاركتنا في المؤتمرات الدورية لاتحاد الجامعات العربية البيت الأكاديمي التي تجتمع تحت ظلاله الجامعات العربية المنتشرة في بقاع العالم العربي، متوجها بالشكر لدولة الكويت على دعمها المستمر لمسيرة العلم والعلماء. وبدوره قال مدير جامعة الخليل د. عوني أحمد الخطيب: «نحن أمة واحدة تكافح من أجل موقع تحت الشمس والجامعات بفكرها وبحثها توجه هذا الكفاح. وحيث إننا جزء من هذه الأمة المجيدة وللجميع حصة في الجميع فان لقاءنا في هذا الاتحاد هو من اجل إيجاد الميكانيكيات المناسبة للتعاون الفكري والبحثي وتكوين الشبكات البحثية والمعلوماتية الكفيلة بضمان استمرارية التعاون والتبادل الفكري والمعلوماتي».وأضاف د. الخطيب قائلا: «قد يكون هذا الاجتماع في مؤتمر حاضنات الفكر والإبداع والتقدم نقطة انبعاث نحو تأكيد قدرة ورغبة المنارات الفكرية في حماية الإرث وتوجيه الانبعاث : مؤكدا على ان اللقاءات مع رؤساء جامعات الوطن العربي والتباحث وعرض أفكار محددة في سبيل تقدم العلم والفكر في بلادنا سيكون بلا شك ذو مردود أكيد». وأشار د. الخطيب إلى ان انعقاد هذا المؤتمر برعاية صاحب السمو أمير البلاد يؤكد حرص الكويت على إنجاح هذا المؤتمر وتمخضه عن إنجازات كبيرة ومهمة في سبيل النهوض والتقدم.
شركاء في تقديم الحلول العلمية
ومن جانبه قال رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر: تتشرف الجامعة اللبنانية بان تهدي تحياتها إلى سمـو أميـر دولـة الكويـت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي سيرعى أعمال الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية وإلى شعب دولة الكويت الشقيق، وإذ نثمّن هذه الاستضافة وهذه الرعاية فإننا ندرك مدى الاهتمام العلمي والثقافي الذي توليه دولة الكويت أهمية كبرى تجلت في الحرص الدؤوب والمتابعة الدائمة لكافة أعمال مؤتمرات إتحاد الجامعات العربية.
وأضاف د. شكر قائلا: وإننا كجامعات عربية نجتمع دورياً وسنوياً لدراسة كافة الأمور التي من شأنها ان تعمق الاواصر الثقافية والتربوية، فمقدار ما نرسي أسس التعاون العربي الجامعي على قواعد حديثة وننطلق من تحسس الحاجات الملحة ومن جودة التعليم للأجيال الشابة وللقوى المنتجة وللقدرات والثروات الكامنة في كل بلد من بلداننا الشقيقة، وبمقدار ما نسهم في تلبية هذه الحاجات واجتراح الحلول للمشاكل والمعضلات المتأتية، بمقدار ذلك كله نكون شركاء حقيقيين في مهمة اطلاق النهوض الشامل في هذا الرحاب العربي الواسع.
وبين أنه من هنا معنى ان يكون كل بناء مرتبطاً بأهداف مستقبلية وإلا تحوّل هذا البناء إلى عبء إضافي وإلى فعل استهلاك.
وأكد د. شكر على ان مسيرة التعاون بين الجامعات العربية تشكل نواة صالحة لمزيد من النجاحات التي تحقق نفعاً لكافة بلداننا وأجيالنا لا سيما إذا ما توفرت سبل إنجاح وتعزيز البحث العلمي وتنمية هذه الطاقات ورعايتها بما يكفل الاستمرار والتشجيع إلى المزيد منها.
وأشار د. شكر إلى ان العناية الكاملة بالمسائل التربوية والتعليمية وتطوير المناهج واعتماد التقنيات الحديثة وتكثيف الدورات التدريبية يسهم إلى حد كبير في تقدّم التعليم العالي، لذلك فكلنا مدعو اليوم إلى مراجعة ذاتية ترصد بدقة ما نجحت به جامعاتنا على هذا الصعيد، وما تعثرّت أمامه وما يبقى عليها ان تقوم به، حيث أننا نطمح إلى ان نكون شركاء في تأسيس منطلقات هذه العصر وفي صنع ملامحه.
وأضاف د. شكر مبينا: لم تعد الجامعات مكاناً لتخرج حملة شهادات فحسب، فالجامعات هي مؤسسات بحثية منتجة تزوّد المجتمع بالقوى البشرية المؤهلة والعقول المفكرة والكفاءات العلمية التي تتحمل مسؤولية البناء والتطوير، وهي تساهم في إنماء المجتمعات من خلال الأبحاث وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجه خطط التنمية ومساعدة صانعي القرار، وبالتالي فهي مصدر إشعاع علمي وثقافي للمجتمع بما تنشره من أبحاث وبما تقيمه من مؤتمرات وندوات ومحاضرات وخدمة للمجتمع.
وأوضح أنه هنا تتجلى أهمية التعاون والتنسيق بين الجامعات العربية والمؤسسات الأخرى لا سيّما التربوية منها وسائر الإدارات المعنية بالتنمية،فالتنمية هي حلقة متكاملة إذا أدّى كل منها دوره بشكل سليم وكامل.
وأخيراً أشار د. شكر إلى نقطة مهمة وهي ان عالمنا العربي يواجه تحديات قاسية داخلية ودولية ومن شتى النواحي، وان أية ثقافة أو أي اقتصاد أو أي تعليم لا يكون مبنياً على هذه التصورات فهو مراوحة. وان التطلعات الجديدة إلى عالمنا العربي في السعي والعمل على مختلف الصعد يجب ان تتجسد في الاهتمام الجدي الذي يعمق التعاون والتضامن ويساعد في بلورة رؤية علمية ثقافية واقتصادية تسهم إلى حد كبير في تقريب وجهات النظر بين كافة دولنا، وقد تكون الجامعات العربية أو إتحاد الجامعات العربية هو المرجع الذي قد يحمل في أعماله حلحلة لمعضلات كثيرة على كافة المستويات.
بدلاً من إساءة الاستغلال
ومن جانبها بينت مدير عام المعهد العالي العربي للترجمة في الجزائر د. إنعام بيوض ان المعهد العالي العربي للترجمة التابع لجامعة الدول العربية باعتباره هيئة علمية تعنى بتطوير تعليم الترجمة وإنتاجها وبتفعيل البحث العلمي في المجالات اللغوية والترجمة، وبما ان فكرة إنشائه قد أتت استجابة للنقص الذي يعاني منه هذان المجالان، خاصة في ميدان الترجمة العلمية إلى اللغة العربية، فقد كان النهوض بهذه اللغة من أهم الأولويات التي وضعناها نصب أعيننا في هذه المؤسسة، مشيرة إلى ان كل خطة من شأنها ان تدفع هذا الهدف قدماً، فإننا على أهبة الاستعداد لنكون في طليعة من يتبنونها ويتعهدونها بالعناية والرعاية لتبصر النور. وأكدت د. بيوض على ان اتحاد الجامعات العربية هو بلا شك قوة علمية لا نظير لها على مستوى الوطن العربي، خاصة وأنه يحتضن الهم العلمي والثقافي العربي، الأمر الذي يجعلنا ننظر في الاتجاه عينه، يقودنا في ذلك حرصنا على استغلال الكم الهائل من الطاقات العلمية التي يزخر بها عالمنا العربي والتي يكفي ان نطلع على أدلة الجامعات العربية لنكتشف ان سوء استغلالها أو عدمه في أغلب الأحيان هو ما يجعلنا نراوح في مكاننا. وأشارت د. بيوض أنه نظراً لان معظم دور النشر العربية تركز جل اهتمامها على ترجمة الكتب التي تنتمي إلى حقل العلوم الإنسانية والأدب إلى العربية مع إغفال الجانب العلمي، فان ذلك قد أحدث فجوة في ميدان الترجمة العلمية يتعين ردمها، خاصة مع الانفجار المعرفي، فنحن نعيش عصراً تتحدد فيه أهمية الأمم بقدر ما تنجزه في مجال العلوم وتطبيقاتها التقنية وتزداد هذه الأهمية بالنسبة لعالمنا العربي لكونه متلقياً للمعرفة العلمية أكثر منه منتجاً لها. وأضافت د. بيوض: من هذا المنطلق، فإننا نرى في الاتحاد عجلة يمكن ان تحرك برامج تنمية مختلفة وان تساهم في التكامل الاقتصادي والاجتماعي والعلمي في الوطن العربي، لا سيما وان البحث في مشكلات تعريب التعليم العالي وتقنين أطر التعاون بين الجامعات العربية وترقية تقنيات التعليم وأنماطه الحديثة وكذلك ضمان جودته ونوعيته هي من أبرز الأهداف التي يصبو إليها ويعمل جاهداً على تحقيقها، والتي نتوسم فيها الخير والفائدة للمواطن العربي. لا شيء من شأنه ان يعد إنساناً قادراً على خدمة وطنه والحفاظ على مقوماته الثقافية والحضارية أفضل من رفع مستوى اللغة العربية وتعزيز التعاون بين الأقطاب الثقافية، ومن دعم وتحفيز الإبداع لدى الطلاب الجامعيين بوصفهم نواة لغد لن يكون مشرقاً إلا بخروجهم من شرنقة الانعزالية والتطرف والانغلاق. وأوضحت د. بيوض ان المعهد على الرغم من كونه حديث العهد في الاتحاد، إلا أنه على وعي كامل وعميق بأهميته وبضرورة تفعيل قنواته والتعامل معه. وخير دليل على ذلك أنه وضع برنامج ترجمة علمية ركيزته اتحاد الجامعات العربية الذي ننظر إليه كصرح علمي متين ونعتبر الاهتمام به واجباً وطنياً. وفي هذا الصدد، أدرج المعهد مشروعاً للترجمة العلمية واسع النطاق، يقوم بتنفيذه على مدى خمس سنوات، بإشراف الاتحاد،من شأنه تحفيز الطاقات والكفاءات العلمية العربية والاستفادة منها وذلك عن طريق تكليف أساتذة جامعيين من مختلف التخصصات بنقل أمهات الكتب العلمية إلى العربية.
الخطر الزاحف للأمية
في تصريح لرئيس جامعة البحرين الدكتور إبراهيم محمد جناحي بمناسبة انعقاد الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية قال فيه: «نأتي إلى دولة الكويت الشقيقة وجامعتها العريقة، يحدونا الأمل المتجدد في الخروج من هذا الاجتماع الحيوي والمهم لاتحاد الجامعات العربية، بفيض من القرارات التي تيسّر السبل، وتمهِّد الطرق، لنهضة علمية أكاديمية تعمّ الوطن العربي بمختلف أرجائه». وأضاف د. جناحي قائلا: «ربما من المهم الالتفات إلى ان انعقاد أعمال هذه الدورة (42)، وتحت رعاية كريمة من لدن أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، له أهمية كبرى لا تخفى على أي متتبع للشؤون العربية والعالمية»، اننا عربياً، لا زلنا كأمة نحاول اللحاق بالركب العالمي في شأنه العلمي والأكاديمي، ولا تزال جامعاتنا العربية في حاجة إلى الكثير من البذل والجهد لكي تتقدم في التصنيف العالمي، وتدخل، أو تقترب من نادي المئة من الجامعات العالمية العريقة، وهذا يحتم عليها ان تبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى هذه الغاية، لا من أجل التفاخر، ولكن من أجل ان نضيّق الهوّة، ونسد الفارق بين مخرجاتنا
ومخرجات الدول المتقدمة، وهي المخرجات التي تصنع الفرق، وتؤثر كثيراً في مسيرة المجتمعات وتطورها العلمي، الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية، يتمثل في التحذيرات الآتية من داخل وطننا العربي أو من المنظمات العالمية المحذرة من استفحال الأمية في الوطن العربي، إذ تقول تقارير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) ان الأميين في الوطن العربي يقدَّرون بنحو 100 مليون فرد، وهو ما يشكل ثلث الأمة تقريباً، وفي هذا خطر وتحد بالنسبة للجامعات العربية، وأثرها في التنمية الشاملة التي تطمح في المشاركة فيها.
وبين د. جناحي ان الأزمة المالية العالمية، أثبتت، مجدداً، وبجلاء ووضوح ان ليس كالعلم مجالاً ودرعاً حصيناً لأية أمة، والجامعات في أي بلد تعد قمة الهرم، وسنام التعليم وخلاصته، فالأموال تختفي بلمح البصر، والصروح تتهاوى، وأوراق الأسهم تستقر على قاع الأرض بعد يوم من التداولات المحمومة، ولكن العلم ونظرياته، ومحاولته للتفسير والتحذير والمضي في شق الظلام هو الباقي الذي لا يزول، وهو الذي ان لم يزد لا ينقص، وأنه ما يزيد الإنسان والأمة شرفاً ورقياً وقدرة على تحدي الصعاب.
وأكد د. جناحي ان جدول أعمال الدورة، العامر بالمواضيع التي تفيض وتزيد عن العشرين، تأتي في وقتها المناسب للمناقشة والتمحيص، وخصوصاً على سبيل المثال لا الحصر ما يتعلق بتدريب طلاب الجامعات، وضمان الجودة والاعتمادية في الجامعات العربية، وهي الشغل الشاغل لمعظم هذه الجامعات بما فيها جامعة البحرين، وحصر الكفاءات العربية، وصندوق دعم الجامعات الفلسطينية، وغيرها من المواضيع؛ التي هي في الحقيقة مطالب ملحة وآنية من أجل ان توضع لها أسس ومعايير، لكي تبدأ في مسيرتها وتخلق لها مع الوقت تقاليدها الراسخة، وتكون من ضمن يومياتها
وأضاف د. جناحي قائلا: « نأتي إلى جامعة الكويت اليوم، حاملين معنا كل التقدير والتوقير لهذه المؤسسة والقائمين عليها. مستذكرين الدور البارز الذي قامت به منذ أكثر من ثلاثين عاماً حينما كان طلبتنا في البحرين يقصدونها للنهل من علومها الإنسانية والتطبيقية. مادّين أسباب القربى والتعاون والتآزر مع الكويت الشقيقة بالمزيد من الجسور التي بنتها القيادتان الرشيدتان في كلا البلدين، والتي قوّى عرى بنيانها شعبان يتشابهان إلى حد التطابق، غير ان الجغرافيا هي التي وزعتهما بعض في الكويت وبعض في البحرين، أما المحبة فتعبر الصحاري بنا وتشق عباب البحر». وذكر سيكون لنا شرف اللقاء بالأشقاء النظراء من مسؤولي الجامعات العربية، ونأمل من الله العلي القدير ان يكلل هذا الجهد المبارك بالقرارات المدعومة بالأفعال من قبل الجميع حتى نترك لمن سيأتي بعدنا نبراساً يستهدون به، ويسيرون على نهجه.
حفل عشاء على شرف الوفود المشاركة
تقيم الادارة الجامعية حفل عشاء على شرف رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر الثاني والاربعين لاتحاد الجامعات، وذلك في الثامنة من مساء اليوم في قاعة الراية بفندق الكورت يارد.
وقد وجه مدير جامعة الكويت د. عبدالله الفهيد الدعوة لقياديي الجامعة لحضور حفل العشاء، متمنيا لضيوف المؤتمر طيب الاقامة في بلدهم الثاني والتوفيق في المؤتمر الذي يعد من ابرز الاحداث الاكاديمية التي تستضيفها جامعة الكويت.
تعطيل الدراسة في الشويخ اليوم
أصدر امين عام جامعة الكويت د. أنور اليتامى قرارا بشأن تعطيل العمل والدراسة في حرم الجامعة بالشويخ اليوم الاثنين 9 مارس، وذلك نظرا لافتتاح الدورة الثانية والاربعين لمؤتمر اتحاد الجامعات العربية والذي سيستمر فعالياته حتى يوم غد الثلاثاء 10 مارس الحالي في رحاب جامعة الكويت.
وأعلن اليتامى انه تقرر تعطيل الدراسة والعمل في جميع الكليات ومراكز العمل الكائنة بمقر الجامعة بالشويخ حتى الساعة الثانية من ظهر اليوم.
اللجنة المنظمة للمؤتمر تشكر الجهات المختصة
توجهت اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الثاني والاربعين لاتحاد الجامعات العربية بكل الشكر والتقدير للجهات التي اسهمت في تسهيل مهمة جامعة الكويت للتحضير للمؤتمر الذي يعد حدثاً بارزاً في تاريخ الجامعة، ومن اهمها الديوان الأميري الذي قدم الموافقة على تسهيل مهمة استقبال رؤساء الوفود المشاركة في قاعة التشريفات في مطار الكويت الدولي، وكذلك ادارة الطيران المدني، ووزارة الداخلية، وبلدية الكويت، ووزارة الاعلام، وجميع الوزارات والجهات التي شاركت في الاستعداد لهذا الحدث وتوفير جميع السبل لانجاحه.