صرح أكاديمي علمي وثقافي في الدنمارك
عانى نظام التعليم بشكل عام من التعثر والتراجع إثناء 35 عاماً من سلطة البعثصدامي وهذا التعثر والتراجع كان بسبب التدخل المباشر في شؤونه العلمية واعتباره أحدى القنوات الحزبية مما جعله يتراجع ويتخلف عن الأنظمة التعليمية التي لها استقلالية في إدارة آليات التعليم ومناهجه العلمية وخلال تلك الفترة هاجر وهجر وترك البلاد عشرات الآلاف من العائلات العراقية واستقروا في الكثير من البلدان ومنها الدول الاسكندنافية وباقي دول أوربا وأمريكا وكندا واستراليا وغيرهم ولهذا كان لا بد من التفكير في إيجاد مراكز تعليمية عالية المهنية والعلمية والأكاديمية لتسهيل مهمة الراغبين ممن تأخروا عن الركب لمواصلة تعليمهم وتطوير إمكانياتهم النظرية، العلمية والمهنية.
كان لتأسيس الأكاديمية العربية في الدنمارك حدث مؤثر للكثير من العراقيين المهجرين والمهاجرين في أوربا والدول الاسكندنافية وخاصة الدنمارك والذين يسعون لاستكمال علومهم وتطوير إمكانياتهم العلمية والأكاديمية بعدما أعاقتهم مصاعب كثيرة من بينها خروجهم من العراق بسبب الأوضاع السياسية والحروب والملاحقات وعدم وجود فرص للدارسة إلا وفق أوامر حكومية وحزبية في النظام السابق، وارتفاع التكاليف الدراسية في هذه البلدان وصعوبة اللغات ثم تعارض أوقات العمل مع الدراسة النظامية في الجامعات، ولقد سعى منذ البداية وبنكران ذات مؤسسها ورئيسها الدكتور وليد ناجي الحيالي لتكون صرحاً علمياً بأيدي العراقيين والعرب وهو عمل ثقافي وأكاديمي كبير، ولم تكن الأكاديمية العربية في الدنمارك منذ البداية إلا صرحاً ثقافياً وعلمياً استطاعت خلال سنين عملها أن تقدم الكثير واستفاد منها العديد من الدارسين، وبخاصة أن الأكاديمية تحتوي على كليات مهمة في مقدمتها، كلية الإدارة والاقتصاد، وكلية القانون والسياسة، وكلية الدراسات العليا والبحث العلمي، يُدرس فيها أساتذة أكفاء يحملون درجات علمية وإمكانيات وتجربة كبيرة في مجال العمل التعليمي المهني والعلمي وفي مقدمتهم مؤسسها ورئيسها الأستاذ الدكتور وليد ناجي الحيالي ذو التجربة الغنية في مجال العمل والتدريس وبما يملك من إمكانيات أكاديمية وعلمية وثقافية فضلاً عن تمكنه من ثلاث لغات غير العربية ، الإنكليزية و الروسية و الدنماركية قراءة وكتابة، وبفعل عمل الأكاديمية ومثابرة أساتذتها فقد حصلت على عضوية اتحاد الجامعات العربية وتم إقرار ذلك في الدورة الأربعين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية كما يلاحظ وجود عقود واتفاقيات عديدة بين الأكاديمية وجمعيات وجامعات في اليمن ومصر والعراق واستطاعت الأكاديمية على الرغم من عمرها القصير بتخريج العديد من الدارسين فيها وبمختلف الدرجات العلمية بما فيها الماجستير والدكتوراه التي تم الاعتراف بها من قبل العديد من الجامعات العربية ويضمنها العراق .
أن هذا الصرح العلمي الذي أقيم لخدمة العلوم والثقافة الوطنية لم يكن إلا خطوة عند التأسيس ولكنه وخلال مسيرته القصيرة وبفضل أساتذته الأكفاء قدم وما زال يقدم كل ما يتعلق بالتعليم العالي من قضايا علمية تفيد الدارسين بالكفاءات العلمية ليكونوا في مقدمة المساهمين لما هو خير العراق وكذلك المساهمة في عمليات التطور التي تشهدها البشرية في مجال التنوير الحضاري والآداب الإنسانية التي تزخر بالمثل والقيم الحضارية، وبمجرد إلقاء نظرة على موقعها الالكتروني https://www.ao-academy.org/ بأقسامه الثلاث العربي و الإنكليزي والدنماركي، سوف يجد المرء التعريف التالي ” الأكاديمية العربية هيئة علمية تختص بكل ما يتعلق بالتعليم العلمي وتخريج الكفاءات العلمية المختصة والملتزمة بواجبها الأكاديمي العلمي والإنساني، وتهيئتها للمساهمة في النهوض بالحضارة الإنسانية عامة والعراقية خاصة… الخ ” كما يحتوي الموقع على أقسام عديدة وتعاريف للعمل والتدريس والدراسة وكذلك المناقشات حول رسائل الدارسين واختصاصاتهم ومناقشتها بشكل علني ومنح الشهادات لهم بما فيها شهادة الدكتوراه..
لقد سهل هذا الصرح العلمي الثقافي مهمة المعرفة أمام الدارسين ولمن يرغب في استكمال معارفه الأكاديمية والعلمية والأدبية والثقافية ولم يضع عراقيل وصعوبات أمام المؤهلين ووفق تحصيلهم الدارسي المعترف به، ولهذا قدم خدمة إنسانية ووطنية بتوفير فرص التحصيل الأكاديمي كانت صعبة جداً والحصول عليها يحتاج إلى الكثير من الوقت والمال.