صدور العدد الثامن من مجلة الاكاديمية العربية في الدنمارك
صدر العدد الثامن من مجلة الأكاديميــة العربيــة المفتوحــة في الدنمارك محتويا على مجموعة من البحوث المتخصصة بمجالات الادارة والاقتصاد والتربية والقانون وعلوم الاعلام والاتصال والتاريخ ولباحثين من مختلف الجامعات العربية والعراقية. فقد جاء البحث الاول بعنوان ” أثر إستخدام أوراق العمل كوسيلة تعليم علاجي تمكيني على تحصيل الطلبة واتجاهات معلميهم نحوها ” للدكتور غسان عبد العزيز سرحان أستاذ التربية العلمية المساعد , والاستاذ أحمد بشير أبو عيا ش مدرس علوم / القدس – فلسطين , هدفت الدراسة إلى معرفة أثر أوراق العمل المستخدمة في برنامج التعليم العلاجي التمكيني على تحصيل طلبة الصف الثالث الأساسي في العلوم في مديرية تربية الخليل، وفيما يتركه من أثر على اتجاهات معلميهم نحو استخدامها. تكونت عينة الدراسة من (214) طالباً وطالبة، منهم (140) يمثلون المجموعتين التجريبيتين، و(74) ويمثلون المجموعة الضابطة ، تم اختيار ثلاثة شعب من الذكور، شعبتين تمثلان المجموعة التجريبية، أحداهما تستخدم أوراق عمل الباحث، والأخرى تستخدم أوراق عمل الوزارة، أما الشعبة الثالثة مجموعة ضابطة، وكذلك الحال في شعب الإناث. واستخدم الباحثان أداتين للدراسة: اختبار تحصيلي لقياس تحصيل الطلبة في مادة العلوم، واستبانة اتجاهات لقياس اتجاهات المعلمين والمعلمات نحو استخدام أوراق العمل في مادة العلوم.
اما الدراسة الثانية فقد حملت عنوان دراسة العوامل المؤثرة في التحاق الشباب الجامعي بقسم التربية الخاصة للدكتور أحمد صلاح الدين أبو الحسن, أستاذ التربية الخاصة المساعد كلية المعلمين – جامعة الملك عبد العزيز, المملكة العربية السعودية , هدفت الدراسة إلى التعرف على اثر العوامل المختلفة العوامل الأسرية – المميزات والحوافز المختلفة المقدمة للمعلم التربية الخاصة -مكونات النظام التعليمي ( المناهج الدراسية-الأنشطة المدرسية – برامج الدمج )- تناول وسائط الإعلام ( المرئية – المكتوبة ) لقضايا ذوى الاحتياجات الخاصة التي تكمن وراء إقبال طلاب المرحلة الجامعية على الالتحاق بأقسام التربية الخاصة لممارسة مهنة تدريس الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة فيما بعد .
وتكونت عينة الدراسة من الطلاب الملتحقين بقسم التربية الخاصة بكلية المعلمين بجدة في العام الدراسي 1427-1428 هـ. وبلغت العينة النهائية للبحث (183) طالبا.واستخدمت الدراسة استبيان للتعرف على أسباب اختيار مهنة معلم تربية خاصة من قبل طلاب المرحلة الجامعية .
وأوضحت نتائج الدراسة : تأثير الدافع الاقتصادي حيث حصل البند الخاص بزيادة الرواتب المقدمة لمعلم التربية الخاصة على ( 98,9% ) وهى نسبة عالية تشير إلى تأثير الحوافز المادية تشجع على الالتحاق بمجال التربية الخاصة. كما حصل عامل سرعة التوظيف على نسبة عالية أيضا (96,27% ) ، كما أوضحت الدراسة توجه الطلاب نحو للدراسة بقسم التربية الخاصة كان نتيجة تشجيع أقارب / أصدقاء يعملون بنفس المجال (77,1%) ، عدم تأثير وجود طفل ذوى الاحتياجات الخاصة في المحيط العائلي للطالب على قراره بالالتحاق بقسم التربية الخاصة .
وفي حقل دراسات العلوم السياسية ضم العدد دراسة للدكتور لطفي حاتم عميد كلية القانون والسياسة في الاكاديمية العربية في الدنمارك جائت بعنوان العولمة وتغيرات التشكيلة الرأسمالية العالمية تناولت التغيرات الدولية الاجتماعية / الاقتصادية والسياسية التي أفرزها الطور الجديد من التوسع الرأسمالي اثارت كثرة من البحوث والدراسات فضلا عن السجالات السياسية بين مختلف المدارس الفكرية ويجري تناول تلك التغيرات بجوانبها الاقتصادية / السياسية / الفكرية وبهذا المعنى فان التفكير بمنتجات الطور المعولم من الرأسمالية وتأثيراتها على مسار تطور العلاقات الدولية والاقتصادية / الاجتماعية لازالت محل اهتمام متزايد.واستناداً الى تلك التغيرات تبرز وحدة العالم المرتكزة على وحدة أسلوب الإنتاج الرأسمالي قضايا جديدة لازالت في طور التكوين متمثلة بظهور ملامح التشكيلة الرأسمالية العالمية والتي أحاول التوقف عندها وإبراز طبيعة الطبقات الاجتماعية الفاعلة في هذه التشكيلة وأدوارها في التغيرات الاجتماعية اللاحقة. وفي هذا السياق حيث يرى الباحث أن النزاع مع الرأسمالية العالمية لم يعد صراعا بين العمل والرأسمال بحدوده الوطنية بل تحول الى حركة اجتماعية متعددة الطبقات والشرائح الاجتماعية على صعيد عالمي وذلك انطلاقاً من أن توحد العالم على قاعدة رأسمالية يفضي الى وحدة كفاح الحركات الاجتماعية استناداً الى الميول التخريبية للرأسمالية المتمثلة بحيازة أقصى الأرباح، البطالة الشاملة، الهجرة، الكراهية والتعصب، إثارة النزاعات العرقية والطائفية، الفساد وأخيرا تلوث البيئة.
إن التغيرات العالمية المتواصلة تتزامن وعجز الحركات الاجتماعية المناهضة للرأسمالية من بناء منظومة فكرية ـ سياسية ناقدة لطور الجديد من التوسع الرأسمالي رغم ان هناك كثرة من موضوعات الليبرالية ـ الديمقراطية، حقوق الإنسان، السوق الاجتماعي تشكل أدوات أساسية في صياغة تجديد فكر الحركات الاجتماعية المطالب بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية
كما ضم العدد دراسة في حقل الاعلام والاتصال جاءت بعنوان ” النص الادبي في السينما -العلاقة المتبادلة بين النص المكتوب والمرئي للدكتور حسن السوداني رئيس قسم الاعلام والاتصال في الاكاديمية العربية في الدنمارك, هدفت الدراسة للتعرف على العلاقة المتبادلة بين النص الادبي ” رواية , قصة , مسرحية,الخ وبين المنتج المرئي لها سواء اكان ذلك فليما او صورة متحركة او ثابتة من خلال دراسة الأفلام ذات الموضوعة الدينية المنتجة في البلدان العربية وبالتحديد جمهورية مصر العربية ومحاولة الكشف عن التداخل بين النص الادبي والنص الديني وبين المسموح والمرفوض بينهما , وشملت عينة الدراسة جميع الافلام الدينية التي انتجت بين الفترة المحصورة بين عامي 1951 و1972 والبالغة 12 فليم, وكشفت الدراسة عن 58.3% من عينة الافلام قد استند الى نص ادبي منشور, و41.6% من مجموعة افلام العينة قد استند الى اعدادات من نصوص ادبية او مراجع تاريخية.
وفي حقل الدراسات التربوية جاءت دراسة د. عبدا خميس امبوسعيدي من كلية التربية جامعة السلطان قابوس والباحثة فاطمة بنت حمدان الحجرية المشرفة في وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان و المعنونة” عمليات تداول المعرفة التربوية وانتاجها لدى الطالبات المعلمات تخصص العلوم بكلية التربية- جامعة السلطان قابوس: دراسة حالة, هدفت هذه الدراسة لاستقصاء واقع ممارسة عمليات تداول المعرفة التربوية وإنتاجها وفقا لدورة تداول المعرفة وإنتاجها SECI لنوناكا وتاكيشي في مقرر التربية العملية، لدى الطالبات المعلمات/تخصص العلوم بكلية التربية، جامعة السلطان قابوس. تكونت عينة الدراسة من سبع طالبات معلمات لمادة العلوم، مسجلات في مقرر التربية العلمية . واتبعت الدراسة منهجية دراسة الحالة، كمنهجية نوعية، توفر مرونة كبيرة في مصادر جمع المعلومات، وتتيح التعمق في دراسة واقع عمليات تداول المعرفة وإنتاجها. وتم جمع بيانات الدراسة باستخدام أدوات نوعية شملت كل من: الملاحظات الميدانية، والملاحظات الصفية، والمقابلات الفردية، والجماعية، وتحليل بيانات الملفات الوثائقية للمشاركات في الدراسة.تم تحليل بيانات الدراسة في بعدين، البعد الأول يتعلق بالسياقات الاجتماعية، وتضمنت وصفا للمجتمعات المهنية التي تحركت بينها عينة الدراسة، وأوضحت الدراسة في هذا البعد أهمية كل من: القيم السائدة، والقواعد والقوانين الناظمة للسلوك، في تعزيز أو إعاقة عمليات تداول المعرفة التربوية المهنية وإنتاجها، في تلك المجتمعات. أما البعد الثاني والمتعلق بالسياق الفردي، فتضمن عرضا لسير شخصية لعينة بؤرية مكونة من خمس من المشاركات في الدراسة، وفيه وصف مفصل لواقع عمليات تداول المعرفة، والأساليب الفردية المميزة لكل مشاركة في إنتاج معرفتها التربوية المهنية. وأبرزت الدراسة تأثير كل من: السمات الفردية للطالبة المعلمة، والخبرات الشخصية، والمعتقدات التدريسية، في عمليات تداول المعرفة التربوية المهنية، وإنتاجها لدى كل طالبة معلمة، وهو ما يشير إلى سيطرة المعرفة التربوية الشخصية على واقع الممارسة التربوية المهنية للطالبة المعلمة. وخلصت الدراسة إلى وجود وفرة في المعرفة التربوية المتداولة دون وجود محاكمة عقلية لهذه المعرفة، كما أظهرت وجود أفراد أو بؤر صغيرة منتجة للمعرفة، وعدم وجود مجتمع منتج للمعرفة.
. ثم جاءت دراسة الاستاذ الدكتوربوحنية قوي أستاذ الإدارة و العلوم السياسية، و عميد كلية الحقوق – جامعة قاصدي مرباح ورقلة في الجزائر والمعنونة ” عصر المعلومات و آثاره الإجتماعية: المكونات و المؤشرات السوسيوثقافية” والتي حاولت الكشف عن دور الإعلام كسلطة قاهرة و قوية تُغيّر الأنماط الفكرية و الأنساق الإجتماعية بشكل يخلق عناصر جديدة لمجتمع حديث، أقل ما يمكن القول عنه أنّه عصر المعلومات، بكافة أنواعها و مكوّناتها، و هذا العصر المعلوماتي بدوره خلق إقتصادات جديدة لم تكن موجودة سلفاٌ كاقتصاد المعرفة Knowledge Economyو إقتصاد المعلومات Information Economy، و إقتصاد البحث و الإبداع Research and Innovation Economy و هذه المصفوفات و المرتكزات أحدثت بدورها ثقلا و تأثيرا على ساحة المجتمع و الثقافة و الهوية. ويرى الباحث ان عصر المعلوماتي الحالي يحتاج إلى روح أخلاقية عالية ترقى بالقارئ و المشـاهد و المتعلم و المستهلك إلى مدارج الإنسانية التي تحاور الأنا و الآخر، و لا تتمركز حول ذاتها و بهذا الصدد نرى بعض الجهود الدولية تسعى إلى إقامـة نظام معلوماتي اتصالي متوازن تسوده قيم الاعتماد المتبادل، نذكر بهذا الصدد، على سبيل المثال مؤتمر قمة الدول الصناعية الثمانية في بروكسل عام 1995، إذ أوصى بهذا الصدد بتفعيل مبدأ تبادل الإنتاج السمعي البصري على أساس التعدديـة الثقافية اللغوية، إن مثل هذه الجهود تساهم في احترام الخصوصية الثقافية و التنوع الثقافي كرصيد قوي للحضارة الإنسانية، كما تعطى الفرصة للثقافات المتنوعة للتعبير عن نفسها، و تجند كل القوى الحية في العالم من أجل النضـال ضد التهميـش و الاستغلال الفردي و الجماعي في العالم، كما تساهم في خلق تجمعات ثقافية أهلية تكون بمثابة برلمانـات دولية تعزز خلق مناخ إيجابي لتطوير أخلاقيات عالمية تضامنية بديلة عن أخلاقيات التنافس و السيطرة و الابتزاز. من دون تأسيـس نظـام أخلاقـي إعلامـي عالمي موحد لن نتوصل أبدا إلى منطق و فلسفة موحدتين عالميـًا، و لن تكون هناك دقّـة في وسائل الإعلام العالمية، و سيظل المجتمع المعلوماتي ساحة مليئة بالشروخ الثقـافية و المعرفية و الاجتماعية.
ثم جائت دراسة الدكتور نوال الباوي الاستاذة المساعدة في جامعة الفاتح – الجماهيرية الليبية العظمى بعنوان ” كـتب البلــدان والمعاجم منهجاً لتوحيد المسميات الجغـــرافية ” فتوح البلدان للبلاذري – نموذجاً ” وتقدم الباحثة دراستها بان كتب البلدان والرحالة تزخر بأخبار ممتعة ومتنوعة الفوائد، وهي متفاوتة بين الوصف وذكر الاخبار والحقائق والأساطير واحياناً إخبار الأوضاع السياسية ، ووصف لأوضاع هذه البقاع ومنةهناى تاتي المسميات الجغرافية موضوع يشد الانتباه ويثير الفضول فينا، لمعرفة معناه ، والغاية والمقصد منه لان له علاقة بالمكان والزمان ، ولانتشار مفهوم أن العالم قرية صغيرة ، فمن الضروري والبديهي أن تكون وسائل التخاطب والمسميات والمصطلحات الجغرافية ملائمة لهذه القفزة على كافة الأصعدة ، سواء ( الأنظمة ، والبرامجيات ، ونظم الحاسوب وكذلك لغة تصميم الخرائط ، وأن الموضوع له علاقة بطريقة نطق الأسماء الجغرافية وطريقة وقعها وتأثيرها على المتلقي في الأعلام المرئي والمسموع ولهذا كان اختيار لموضوع ” كتب البلدان والمعاجم منهجاً لتوحيد المسميات الجغرافية – فتح البلدان للبلاذري نموذجاً أن العالم المعاصر يمّر بعقدة مفصلية حادة وخطرة ، وعلى الباحثين توخي الحذر والحكمة ، وأنها تتطلب الوعي وبعد النظر من حيث موقع تحركنا فيه ” من المفيد أن يعلم كيف يرسم خريطة للعالم والتي توجد عليها حضارات اليوم ، وأن يكون قادراً على تحديد حدودها ، ومراكزها وهوامشها وأقلميها والهوا الذي يستنشقه المرء هناك أي الأنماط العامة والخاصة الموجودة والمشتركة بداخلها . وألا فماذا يكون نتيجة مصائب المنظور الأعمى” أن دينماكية الموضوع ودلالاته ، تلفت انتباهنا بلطف وتزودنا برؤية ثاقبة ومتفحصة لما يدور ، حولنا سواء بالمكان والزمان لفهم العالم عبر فهم ما يطرح ويرسم له من تفسيرات وأطر من قبل الآخرين وأن الخصوصية بتراثنا يمكن استثمارها كمعلم ومنارة ترشدنا وتهدينا لخط واضح ومنهجية تتميز بالخصوصية ولا عجب أن تقرأ مثل التعريف . ” الحضارات هي القبائل الإنسانية وصدام الحضارات هو صراع قبلي على المستوى العالمي ” .وتردد على أسماعنا مصطلح ” الحرب الباردة ومصطلحات السلام البارد ، والحرب التجارية وشبه الحرب ، وشبه الحرب ، والسلام الصعب والصراع الحاد والتعايش التنافسي ، وسباق التسلح وستكون الثقة والصداقة نادرة .وأن الهوية ” وهي نهوض الوعي الحضاري لا بد أن توضع ضمن أولويات النخبة والعامة ، وأن لا توجد فجوة واسعة بين الفئتين [ وهذا طموح لا يتحقق ] ولكن على الأقل علينا أن نضع حجر الأساس لمثل هذهِ البدايات الرائدة والأجيال اللاحقة كقيلة بإنجازه وإكماله.
صمم غلاف العدد الفنان العراقي عبد الكريم السعدون, هذا و تعد مجلة الاكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك اول مجلة علمية محكمة باللغة العربية تصدر في الدول الاسكندافية ويراس تحريرها الاستاذ الدكتور وليد الحيالي ويشرف على تحريرها نخبة من أساتذة الاكاديمية بمختلف التخصصات، وأساتذة مشاركين من مختلف دول العالم تتألف منهم هيأة التحرير والهيأة الاستشارية. والمجلة علمية شاملة، تهتم بنشر البحوث الأصيلة التي لم يسبق نشرها في أية دورية أو مجلة أخرى، سواءً باللغة العربية أو الانكليزية، في مجالات الإدارة والاقتصاد، التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع، الصحافة والإعلام، القانون والعلوم السياسية، الأدب والنقد الأدبي والفنون وحقولهما المتنوعة وبقية فروع المعرفة الإنسانية التي تُعنى بها المجلة.
د. حسن السوداني