صدور العدد الجديد (24) من المجلة العلمية المحكّمة للأكاديمية العربية
كتب: محرر الشؤون العلمية: في خضم التجديد للأدوات العلمية والبشرية على صعيد التطور الأكاديمي والعلمي والثقافي والفني والاداري للأكاديمية العربية بالدنمارك، وتنامي علاقاتها العلمية والثقافية مع عدد من الجامعات والمؤسسات الجامعية والأكاديمية، وتحسين دوائر ومعايير الجودة والعمل المستقبلي بالقدرات المتجددة للروافد البشرية والعلمية والفنية والادارية للأكاديمية، على مستوى كلياتها وأقسامها العلمية وعلاقاتها مع الآخرين… نقول: في خضم هذه التطورات العلمية المتنامية والمتجددة، صدر العددُ الجديدُ (الرابع والعشرون) من المجلة العلمية المحكمّة للأكاديمية العربية بالدنمارك.
اشتمل العددُ الجديدُ من المجلة العلمية على محاور عدة تضمّنت مجموعة من البحوث والدراسات العلمية لأساتذة جامعيين وباحثين من أعضاء هيئة التدريس في الأكاديمية، ومن خارجها، فقد اشتمل العددُ على محاور عدة تناولت الاتجاهات العلمية والبحثية الآتية:
أولاً- موضوعات في الادارة والاقتصاد.
ثانياً- موضوعات في السياسة والقانون.
ثالثاً- موضوعات في التربية والتعليم.
رابعاً- موضوعات في اللغات والآداب.
خامساً- موضوعات في التربية وعلم النفس.
الى جانب ذلك تضمّن العددُ الجديدُ عروضاً علمية موجزة لمجموعة من أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير الجامعية التي جرت مناقشتها في كليات الأكاديمية العربية بالدنمارك. ومن بين الموضوعات التي اهتمت بها المجلة العلمية الأكاديمية في عددها الجديد (24) الاستعراض العلمي والفني لكتاب (المشاكل المحاسبية) للأستاذ الدكتور وليد الحيالي رئيس الاكاديمية، والذي سنأتي عليه في نهاية عرضنا لمحتويات المجلة العلمية، والذي يُعتبر مرجعاً مهماً من المراجع العلمية في اختصاص علم المحاسبة المعاصرة في ظل المتغيرات السريعة والمتلاحقة في بيئة العمل الخاصة بالأعمال المحاسبية، على صعيد المؤسسات العامة والمؤسسات الخاصة.
ولكي نعطي تصورات عن موضوعات العدد الجديد، نتناول في أدناه التفصيلات لهذه الموضوعات:
فالعرضُ الأول يبيّن ما تحدثت عنه الدراسة العلمية للأستاذ الدكتور وليد الحيالي، والأستاذ المساعد مجدي الجعبري حول “بيان أثر ودور التدقيق الداخلي الفعال في توفير معلومات مالية صادقة وذات جودة عالية تساهم في اتخاذ قرارات تسيير المؤسسات الاقتصادية”، إذ أبرزت الدراسة المذكورة أهمية ودور علم المحاسبة والتدقيق في إدارة المؤسسات الاقتصادية وتنظيم قواعد العمل بالإجراءات التي تكفل ضمان العمل والتطبيق العلمي الصحيح لمقتضيات العلوم المحاسبية ومستويات التدقيق الضامن للعمل المالي والاداري المتوازن. ويرى محرر الشؤون العلمية أن دراسة الدكتور الحيالي والدكتور الجعبري، هي واحدة من الدراسات العلمية المجددة لعلم المحاسبة والتي تقتضي من طلاب الدراسات العليا والدراسات الأولية متابعتها والاستفادة من فقراتها والأفكار الواردة فيها.
ثم ينتقل العددُ الجديد الى دراسة علمية تقدمّ بها الأستاذ جاسم هداد حملت عنوان: “التناقض بين ما ينص عليه الدستور العراقي من حظر تكوين الميليشيات العسكرية خارج إطار القوات المسلحة وبين الواقع الفعلي والميداني من تغول الميليشيات وأسباب هذا التناقض” وهي دراسة ذات تأثير وتفاعل مع ما تنحو وتتجه اليه مراكز الأبحاث الدولية والقوى السياسية العراقية والقوى الدولية والإقليمية المهتمة بالشأن العراقي، الذي يتعرّض الى كمٍ هائلٍ من المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسواها، دفعت بهذا البلد الى عدم الاستقرار وغياب الأمن والتنمية والبناء للحياة الانسانية والمادية بأبسط مقوماتها.
وفي العدد الجديد نقرأ دراسة في التربية والتعليم، للأستاذ المساعد ريم محمد صايل الزعبي، حول: “تحليل أنماط التفاعل بين المدرس والطلبة الجامعيين في مجموعة مغلقة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك”، إذ حملت الدراسة في طياتها تجديدا في البحث العلمي الحديث المتعلق بدراسة امكانية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة العملية التعليمية. فالدراسة اكدت على أهمية اعتماد المدرس على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كأداة تواصل مع الطلبة بغية إيصال اهم المعلومات بأقل جهد وأسرع وقت وأقل تكلفة. مع الاشارة الى أن الدراسة اعتمدت استبانة للتواصل مع الطلاب المبحوثين بشأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة العملية التعليمية. وكانت الجداول الاحصائية والتحليلية أفضت الى نتائج محمودة مستخلصة ومهمة تحمل ذات دلالات مادية ومعنوية جديرة بالرعاية والدراسة والتطبيق الحي لفقراتها ولعناصر العلاقة الحاضرة في التصوّر والتصرفّ بين المدرس والطلبة الجامعيين على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك).
وفي اطار البحوث المتعلقة باللغات والآداب، احتوى العدد الجديد من المجلة العليمة على دراستين في هذا المجال: فالدراسة الاولى بعنوان: “أثر أنموذج Lorsbach في اكتساب المفاهيم النحوية عند طالبات الصف الرابع الاعدادي”، للأستاذ المساعد فلاح صالح حسين الجبوري بجامعة تكريت في العراق، والأستاذ المساعد بالأكاديمية العربية ندى صنبر العبيدي. في مطالعتنا للدراسة المقصودة وجدنا أنها توصلت الى ان استخدام أنموذج ( Lorsbach ) في التدريس يزيد من التفاعل بين الطالبات مع بعضهن، ويفسح المجال أمامهن لإبداء الآراء وطرح الأفكار، مما يرفع المستوى العلمي لديهن، ومن ثم يصبحن أكثر جدية في تطبيق ما قمن بتعلمّه. وبالفعل فإن ما بُذل من جهد بحثي وعلمي في إعداد الدراسة من قبل الأستاذين، دليل على الحرص العلمي الرصين لتثبيت الحالة الايجابية المقترنة بعملية التنمية المستدامة للقدرات العلمية والانسانية عند شريحة الطالبات.
وفي ما يخص الدراسة الثانية، فكانت بعنوان: “البعد الرمزي في مسرحيات صلاح عبدالصبور (مجنون ليلى أنموذج)”، لطالب الدراسات العليا بالأكاديمية نوزاد جعدان، الذي عرض جهدا علميا وفنيا ذا مستوى فني متوازن في الربط ما بين البحث العلمي وتقييم العمل المسرحي.
أما في مجال بحوث التربية وعلم النفس، فقد اهتم العدد الجديد للمجلة، بنشر دراسة بعنوان: “الذكاء العاطفي وعلاقته بالصحة العقلية لدى عينة من المصريين المقيمين في طبرجل بمنطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية” للأستاذ المساعد محمد السيد حسين بكر، التدريس في جامعة الجوف. فقد أوضحت الدراسة وجود علاقة معنوية بين الذكاء العاطفي والصحة العقلية لدى عينة من الرجال والنساء المصريين المقيمين في محافظة طبرجل بمنطقة الجوف، والتي بينتّ الدراسة في محتوياتها أن غالبية المشاركين بها هم على مستوى عالٍ من الذكاء العاطفي والانساني، مما جعل الباحث ليؤكد على أهمية الذكاء العاطفي وتفاعله الحي مع مفردات وعناصر الصحة العقلية .
وفي القضايا العلمية السياسية، أفردت المجلة دراستين تم اختيارهما من بين الدراسات المطروحة في الندوة الفكرية السادسة لكلية القانون والسياسة بالأكاديمية، فالدراسة الاولى المختارة حملت عنوان: “الطائفية السياسية في العراق والحالة البديلة
المطلوبة” للدكتورة رسمية محمد هادي، وهي دراسة موسعة ومنهجية توضح في مضامينها مفهوم الطائفة والطائفية الاجتماعية والسياسية وتحديد مجالها وموضوعاتها وتحديد الجذور التاريخية لنشوئها والعوامل الداخلية والخارجية في صناعة الفضاء الطائفي، ووضع المعالجات الموضوعية لهذه الظاهرة المدمرة للمجتمع العراقي، والتي نشأت بعد الاحتلال الامريكي البغيض للعراق صاحب الحضارات والقوانين الانسانية المتوازنة منذ الآف السنين.
اما الدراسة الثانية فأخذت عنوان: “الديمقراطية التوافقية وانعكاساتها علي إدارة التنوع الاثني”،
للدكتور نبهان سالم مرزوق أبو جاموس. وقد هدفت هذه الدراسة الي الوقوف على مدى نجاعة
الديمقراطية التوافقية لإدارة التنوع الاثني في المجتمعات والدول، للوصول إلى دول آمنة ومستقرة خالية من النزاعات الداخلية وما تخلفه التدخلات الخارجية في خلق الفتن وتضارب المصالح والنفوذ وعدم التوازن.
وفي اطار النهج الجديد للمجلة، وجدت هيئة التحرير الفضاءات التي تضمن الاستفادة العلمية والبحثية من وراء عرض ملخصات عن بعض اطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير التي تقدم بها عدد من خريجي طلاب الدراسات العليا في كليات الأكاديمية العربية بالدنمارك، في اختصاصات الادارة والاقتصاد والقانون والآداب والاعلام والسياسة. ومن هذه الدراسات العلمية التي جرت مناقشتها في الأكاديمية:
•أطروحة دكتوراه بعنوان: “المنظمات الدولية ودور المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس في السياسة الدولية”، للطالب صبري شلبي واشراف الأستاذ الدكتور رشيد الجزراوي.
•أطروحة دكتوراه بعنوان: “المحاصصة السياسية ومدي انسجامها مع مقومات الحكم الرشيد”، للطالبة هنجرين أشرف نعمان، واشراف الأستاذ المساعد الدكتور فاخر جاسم.
•رسالة ماجستير في الاعلام والاتصال بعنوان: “التنظيم القانوني لنقابة الصحفيين المصريين شروط العضوية بين الضوابط والقيود”، للطالب سليم قاسم هاشم قاسم، واشراف الأستاذ الدكتور لقاء مكي.
•رسالة ماجستير بعنوان: “إدارة التسويق الابتكاري واهميتها في تحقيق الميزة التنافسية- دراسة تحليلية وصفية في قطاع شركات الاعمال الكبرى بالمملكة العربية السعودية”، للطالب احمد بن عبد المحسن آل عبد الله بإشراف الاستاذ الدكتور سلمان زيدان.
•رسالة ماجستير بعنوان: “اعتماد الاكراد السوريين على قناتي رووداو، روناهي كمصدر معلومات عن قضاياهم- دراسة مسحية”، للطالب آلجي حسين محمد واشراف الأستاذ المساعد الدكتور كمال بديع الحاج.
ومع زخم الموضوعات العلمية الرصينة التي عرضناها آنفاً، نجد جهداً محموداً وعرضاً ممتعاً ومتكاملاً للكتاب الموسوم “المشاكل المحاسبية” لمؤلفه الأستاذُ الدكتور وليد الحيالي.
فالكتاب الذي يتناوله العددُ الجديدُ عرضاً وتحليلاً، يستحقُ المتابعة والتقدير، فهو تنوير للمعنيين بالشأن المحاسبي والمالي، إذ لم يقصد به مؤلفُهُ، غيرَ أن يقدّم المشورة والاستشارة الراجحة للعاملين في الأقسام المحاسبية، والمختصين بالشأن المالي في القطاعين العام والخاص، عبر (180) صفحة، فالكتابُ يشتملُ على مجموعة من البحوث المقصودة والمعّشقة بالدراسة العلمية والفكرية والعملية، لكل ما يخصُّ المشكلات المحاسبية، وهذا الوصفُ دفعنا للتوقفّ عنده، وتقديمه وعرضه، بغية أن يستفيد منه الباحثون والمعنيون بالمحاسبة وفروعها وارتباطاتها وتطوراتها ومستجداتها الفكرية والتطبيقية.
فالكتابُ يتضمنُ مقدمة وثمانية فصول موزعة وفق المنهجية العلمية الآتية:
الفصل الأول- اجراءات القياس المحاسبي لتلوث البيئة.
الفصل الثاني- الطرق المحاسبية المقترحة لمعالجة تكاليف التلوث البيئي.
الفصل الثالث- قياس تكاليف التلوث الضوضائي.
الفصل الرابع- الطرق المحاسبية المقترحة لمعالجة تكاليف التلوث الضوضائي.
الفصل الخامس- قياس التكاليف المالية لتعاطي المخدرات في الاردن.
الفصل السادس- تكلفة الجريمة وأثرها على التنمية.
الفصل السابع- معالجة التضخم وأثره على القوائم المالية.
الفصل الثامن- محاسبة الموارد البشرية وتحليل قيمة قوة العمل.
ومن الدلالات العلمية الراجحة، كما لمسناها من البداية، أن يلتقط الكاتبُ من الواقع، تلك النواقص أو الاختناقات التي تعترضُ العملَ المحاسبي واطاره الفكري، وغياب القدرة على المعالجات الآنية واللاحقة التي ينبغي أن تعملَ بها المؤسساتُ والمعنيون بالمحاسبة وتشعباتها المتخصصة، خاصة وأنّ الإطارَ النظري للمحاسبة، كغيره من الأطر النظرية للعلوم، تعتريه الكثيرُ من النواقص وعدم الاكتمال، إضافة إلى عدم المقدرة على تقديم إجابات والحلول للعديد من المشاكل المحاسبية العالقة. ومن أبرز هذه المشاكل أثر تلوث البيئة بكل أنواعها على إنتاجية المشاريع الاقتصادية، وبالتالي على الأداء النهائي لها، ممثلاً بالأرباح، إضافة إلى أثر الجريمة وتعاطي المخدرات على استنزاف الاقتصاد الوطني وتعطيل القوى البشرية على أداء نشاطاتها وفعالياتها، للمساهمة في عملية النمو والتقدم الاقتصادي والاجتماعي في آن واحد.
أضغط على الرابط التالي للإطلاع على: