تجربة رائدة ومتطورة في التعليم الألكتروني
منذ تأسيس الأكاديمية العربية في الدنمارك في عام 2005 تشرفت بالعمل فيها أستاذاً ورئيساً لقسم إدارة البيئة، وكانت كليات الأكاديمية تضم أكثر من 105 أستاذاً وأستاذة، نحو 90 في المئة منهم من حملة شهادة الدكتوراه PhD ،وحمل عدد كبير منهم لقب: ( أستاذ دكتور)، والبقية: (أستاذ مساعد دكتور)، وقلة من التدريسين من كانوا في السنوات الأولى أقل درجة علمية..
وقد تأكد للمؤسسات الأكاديمية المعنية،الدنماركية والعراقية والعربية، بأن جميع أساتذة الأكاديمية يمتلكون الكفاءة العلمية، وخبرة التدريس، والمهارة المطلوبة المشهود لها. وقد أخذوا على عاتقهم، بالدرجة الأولى والأساسية، المشاركة بقسطهم الوافر والفاعل في نشر المعرفة الرصينه والحديثة، النافعة للمجتمع.وبذلك ساهموا ويساهمون في عملية توفير فرص نيل التعليم العالي للراغبين بجد، ممن لم تتوفر لهم من قبل فرصة نيله، لأسباب خارجة عن إرادتهم، بغض النظر عن العمر وسنة التخرج والمعدل. الشرط الوحيد هو الدراسة الجدية والتفوق لإكتساب المعرفة قبل نيل الشهادة..أما من كان من الطلبة يبحث عن الحصول على الشهادة بأي طريقة، بما فيها الغش في الأمتحانات، فقد تم ترقين قيده. وكذلك من كان غير جدي في الدراسة وفشل في الأمتحانات، لم تتح له الفرصة لمواصلة الدراسة في الأكاديمية- لديّ أسماء العديد منهم..
ما زلت متابعاً لمسيرتها، مع أني توقفت عن التدريس بسبب الشيخوخة وتدهور وضعي الصحي،لكنني أشارك بين فترة وأخر في لجان مناقشة طلبة الدراسات العليا- الماجستير والدكتوراه. من هنا أقول ومن دون أية مبالغة، بأن الأكاديمية العربية في الدنمارك هي صرح علمي رصين، وتمتلك تجربة رائدة ومتطورة في التعليم الألكتروني (التعليم المفتوح)،هذا النوع من التعليم الحديث، الذي تتزايد أهميته يوماً بعد اَخر، وتتعزز ثقة الأوساط العلمية كافة بفاعليته،خصوصاً عندما يتناغم، وهو المطلوب، مع معطيات العصر،مستفيداً من أدوات الحضارة الإنسانية، حريصاً على تحقيق التفوق والإنجاز العلمي، الذي لا يقتصر على حصول الطالب على الشهادة العلمية، فحسب، بل وبناء شخصيته العلمية، القادرة على التفاعل مع متطلبات العصر وظروفه، ومن ثم مشاركته الفاعلة في عملية التنمية والنهوض الحضاري الشامل لمجتمعه.
لا نغالي إذا قلنا بأن تجربة الأكاديمية أغنت عملياً تجارب التعليم الألكتروني العريقة، من خلال تطوير إجراءات التسجيل، والدروس، والأشراف، والمتابعة، وتقديم البحوث المتنوعة،عن طريق شبكة الأنترنيت، التي كسرت حاجز المسافات الجغرافية.وحصل التطوير بإجراءات خلاقة، ومنها:بالأضافة الى تزويد الطالب، حال تسجيله بحقيبة دراسية لكل فصل، تضم المصادر المعتمدة للمادة المعينة. وتوفير مكتبة ورقية، الى جانب مكتبة ألكترونية،تضم أهم المصادر والكتب الدراسية، التي يستطيع الأستاذ والطالب الإستفادة منها، عبر الإستعارة، وهي معلنة للجميع.ويزود الطلبة بأقراص مضغوطة CD تحتوي برامج تعليمية مرئية ومسموعة، وكتب ألكترونية..بالأضافة الى هذا،قام غالبية الأساتذة بتسجيل محاضراتهم، وتم وضعها على موقع الأكاديمية، ضمن ” المكتبة الصوتية”، لتكون لا بمتناول طلبة أقسامهم فحسب، وأيضاً في خدمة كافة الراغبين الأستماع إليها من خارج الأكاديمية.والأكاديمية هي الوحيدة، من بين كافة الجامعات العربية، التي تقوم بذلك. وبذلك وفرت الأكاديمية الإطلاع والمعرفة لكل من يرغب، اَخذة بنظر الأعتبار ان طالبي العلم في عدد من البلدان العربية قد حرموا من أحدث المستجدات العلمية لسنين طويلة لأسباب عديدة..
وقد حازت الاكاديمية على العضوية الكاملة في اتحاد الجامعات العربية وعضوية الشبكة العربية للتعليم المفتوح اعتبارا من 11/2/2020 وعضوية منظمة جودة التعليم العالي في الجامعات تحت رقم 120513 وعضويه اتحاد الجامعات العلميه ولها اكثر من خمسة عشر اتفاقية وعلمية مع جامعات اوربيا وعربية مرموقة
وعدا تسجيل المحاضرات،يقدم أساتذة كل قسم محاضرات،معظمها إسبوعية،وفق جدول محدد، يضم عناوين المحاضرات، ومواعيدها،وهي معلنة سلفاً. تجري المحاضرات في غرفة القسم الخاصة، التي يدخلها طلبة القسم بكود خاص، منعاً لدخول المتطفلين.ويمكن لمن يود الدخول إليها، من غير طلبة القسم، أخذ الموافقة المسبقة من الأستاذ المحاضر ليسهل دخوله للغرفة عبر دعوته..
عبر المحاضرات يتم التفاعل بين الأساتذة والطلبة.ومن خلال زج الطلبة بالمشاركة في محاور المحاضرة، عبر الوظائف لكل طالب،وتوجيه المحاضر للأسئلة أثناء المحاضرة، يستطيع معرفة الطالب الجدي من الطالب الكسول، ومن الحاضر فعلياً، من الحاضر بالأسم- بـ ” النيكنيم” إياه.
وتجدر الإشارة الى انه بوسع طلبة البكلوريوس الحاضرين في الغرفة المناقشة، وتقديم المداخلات، الى جانب طرح الأسئلة والإستفسارات، بعد إنتهاء الأستاذ من محاضرته.
أما طلبة الدراسات العليا- الماجستير- فهم يساهمون مساهمة فاعلة في المحاضرات،وإغنائها،من خلال المشاركة بتناول جزء من موضوعاتها،أو محاورها، وعبر المناقشة والتعقيب. علماً بأن كل قسم من أقسام الأكاديمية يعدُ برامج دراسية خاصة لطلبة الدراسات العليا- الماجستير- هدفها الأساسي هو تعويد الطالب على البحث والدراسة والتحليل،وكيفية التعامل مع المصادر والدراسات السابقة، وبما يعينه ويسهل عليه كتابة رسالته وفق خطة البحث المقرة من قبل المجلس العلمي للقسم، والحاصلة على ” الضوء الأخضر” من قبل كلية الدراسات العليا والبحث العلمي..
وبالأضافة الى هذا، تجري لقاءات في غرف الأقسام، وعبر الماسنجر،بين الطالب والأستاذ- بناء على رغبة الطالب- عند الحاجة الى ذلك. وفي هذا الأطار تجري المتابعة المتواصلة من قبل المشرف العلمي لطالب الدراسات العليا الذي يشرف على بحثه عبر اللقاءات المنتظمة بينهما.
والى جانب ذلك، أنجز عدد كبير من أساتذة الأكاديمية تأليف عدد من الكتب المنهجية والمساعدة لطلبة أقسامهم.
وإضافة الى ذلك، فان الأكاديمية تصدرمجلة علمية فصلية محكمة – لها هيئة تحرير،وهيئة إستشارية، مؤلفة من خبراء وأساتذة متخصصين، عراقيين وعرب.وسرعان ما نالت، لمحتوياتها القيمة، رقــم إيداع بالمكتبة الملكية الدنماركية ومكتبة جامعة كوبنهاغن، هو التالي: ISSN: 1902-8458. كما حصلت على معامل التاثير العربي الصادرتحت رعاية اتحاد الجامعات العربية تحت رقم 732 2020 وبتقدير 1.072 كما رشحت للاشتراك في Digital Commons وقد صدر من المجلة لحد الآن 24 عدداً،وسيصدر العدد 25 بعد أيام.وهي تعتز وتفتخر بنشر العشرات من أساتذة الأكاديمية، ومثلهم من الباحثين العرب، مجموعة كبيرة من البحوث والدراسات والتقارير العلمية الرصينة، بشتى الأختصاصات، وباللغتين العربية والأنكليزية.
أ.د. كاظم المقدادي/ السويد