الأكاديمية العربية والفوز الريادي بالتعليم الالكتروني
كتب: المختص بالأنظمة الالكترونية بالأكاديمية: منذ السنة الأولى لتأسيس الأكاديمية العربية بالدنمارك في العام 2005، وأنا مكلفّ بمهمة وضع البرمجيات الالكترونية، وتكييفها المستدام، بما ينسجمُ والتطورات المرافقة للتعليم الالكتروني (التعليم عن بعد). وعبر هذه السنوات، تراكمت الخبراتُ والمعارفُ والآراءُ بهذا الشأن التقني، بحسب وجهات النظر لدى العاملين في هذا الوسط، وبدأت تتكشفُ المزايا والعيوب لهذا النوع من التعليم، بل كان البعضُ ينتقد التعليمَ الالكتروني، بيد أنَّ الأزمة العالمية (جائحة كورونا) وَضعت الجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية على امتداد مساحة الكرة الأرضية، بحالة من الصدمة والإرباك، مما جعلت القيادات الأمامية تكتشفُ ذلكم التقصيرَ والضعفَ، في مواكبة تكنولوجيا التعليم، ومن ثم الاكتشاف المفاجئ لدى البعض بمتطلبات التعليم الالكتروني وأهميته العظيمة. ولا ريب في أن الأكاديمية العربية بالدنمارك التي شرعت منذ تأسيسها باستخدام واستثمار تقنيات التعليم الالكتروني، تتفاخرُ اليوم بأنها كانت من المؤسسات التعليمية الريادية في هذا المجال المتخصص، من التطبيقات التعليمية، لممارسة التعليم عن بعد.
وفي زمن جائحة كورونا، تأكدت للدول والمجتمعات قاطبة، أهمية وحقيقة التعليم الإلكتروني والفوائد التي يقدمّها للناس، والتي جعلته يحلّ محلَ طرق التعليم التقليدية، لكونه عملَ على التواصل بين الأجهزة التعليمية والتربوية، من دون انقطاع، مع التلاميذ والطلاب، هذا أولاً، وثانياً أن التعليمَ الالكتروني في محتواه، يعملُ كما هو معروف، على تقليل التكاليف، وتوفير فرص التعليم لجميع الأفراد والفئات العمرية المختلفة، حيث يستطيع الأشخاصُ من جميع الأعمار الحصول على التعّلم والتعليم، عبر شبكة الإنترنت، وكسب مهارات مفيدة لهم دون قيود المدارس التقليدية. فضلاً عن أنه يتسم بالمرونة، إذ يتيح للمتعلمين والدارسين التعلّم في أي وقتٍ، والاستثمار الأمثل للوقت الملائم لهم، من دون هدر له. فالتعليم الإلكتروني يساعد الطّلاب اليوم، من أن يتعلّموا وهم في بيوتهم أو أماكن عملهم، دون الحاجة للذهاب إلى قاعة الدرس، حيث يتلقّون المحاضرات والتعليمات ذات الصلة بالعمل العلمي والبحثي، عن طريق جهاز الحاسب الآلي أو الأجهزة اللوحية أو الهاتف الذكي المُتّصل بشبكة الإنترنت، ليتفاعل هؤلاء الطلاب، مع الحصص الدراسية التي يجري بثها للطلاب، إلكترونياً من قبل استاذ المادة العلمية، بالصوت والصورة، كما يُمكن للطالب من حلّ واجباته، وإعادتها إلكترونياً إلى الاستاذ المعني، بغرض تصحيحها وتقييمها.
لقد نجحت الأكاديمية العربية بالدنمارك ريادياً، وتميزت قيادتُها علمياً والكترونياً، فكانت من المؤسسات التعليمية الأولى في القدرة والتمكنّ، في استخدام التعليم الإلكتروني، الذي أصبح مثارَ الاهتمام الواسع اليوم، بسبب جائحة كورونا، وسرعة التغيّرات والتطوّرات التقنية في شتّى المجالات، وما صاحبَ ويصاحبُ الظروف التي تمّر بها البشرية من حوادث وكوارث طبيعية وأزمات قد تعرقلُ وتواجهُ تحقيق متطلبات الجامعات والمؤسسات التعليمية والمدارس.
اذن… يُعــّد التعليمُ الإلكتروني من أبرز إسهامات التكنولوجيا في مجال التعلّم والتعليم، إذ يستطيع المتعلّم فيه، أن يتحكمّ في نظام تعليمه وتعلمّه، من خلال إدارة العملية التعليمية ومحتواها، والاتصال بالأساتذة والطلاب معاً، خاصة وأن التعليم الإلكتروني يوفّر للمتعلم العديد من البرامج التي تشكلّ مرجعية فورية لما يسأل عنه المتعلّم. وقد تأكدّ للجميع أن التعليم الإلكتروني أصبح هاجساً مادياً واعتبارياً مهماً في ظل المناهج الجديدة المطوّرة والمتطورة، لأن المناهج تتطلبُ ذلك، كما أن الأوضاع والأزمات الدولية والاقليمية والمحلية الصحية، التي نعيشها اليوم تجبرنا على هذا النوع من التعليم، للمحافظة على سلامة الأبناء من ناحية، واستفادتهم العلمية، وتسهيل أمورهم في التعلمّ من ناحية أخرى، من دون أن ينقطعوا عن الدرس والبحث وسواهما من تصورّات وتصرّفات في قنوات وروافد الحياة والعلم والمعرفة الخاصة والعامة.